logo

logo

logo

logo

logo

النباتات اللاحمة

نباتات لاحمه

Carnivorous plants - Plantes carnivores

النباتات اللاحمة

 

النباتات اللاحمة carnivores نباتات قادرة على التغذية بمركّبات آزوتية مستمدة من الأحياء الحيوانية. إذ تستطيع بعض نباتات مغلفات البذور وبعض الفطريات صيد حيوانات وفرائس شديدة الصغر - بطريقة سلبية أو إيجابية - وهضمها.

الطريقة السلبية لصيد الفرائس

الشكل (1) أوراق النيبانتيس المتحولة إلى

 جرارصغيرة لصيد الحشرات

 

الشكل (2) أوراق الديونيا صائدة الذباب

 

الشكل (3) حشرة واقعة في شرك أوراق الندية

تتنوع طرائق الصيد الطبيعي تنوعاً كبيراً. فنبات الديونيا Dionaea المنتشر في أمريكا الشمالية مزود بوردة ورقية مدهونة بمادة دبقة تمسك بالحشرات الهائمة، ونبات النيبانتيس Nepenthes (الشكل1) المنتشر في الغابات المدارية الإفريقية في مدغشقر والآسيوية الهندية مزود بأوراق مدلاة تحولت نهايتها إلى جرار صغيرة مزودة بغطاء ينكشف وقت اكتمال نمو الورقة حيث تفوح رائحة السائل جاذبة الحشرات التي تدخل الجرة الورقية لتسقط في السائل مبللة أجنحتها التي تعلق بالأوبار الموجودة حول عنق الجرة. وهناك نبات الساراسينيا Sarracenia المنتشر حول بعض مستنقعات أمريكا الشمالية، مزود بمصائد حشرية ورقية تشبه النموذج السابق تتفتح عند اكتمال نمو الورقة حيث الأوبار المائلة تمسك بالحشرة الغارقة في السائل الورقي.

ويمسك عدد من الفطريات بالعديد من الحشرات الصغيرة بوساطة نوع من المواد اللاصقة، فبعض الخيوط الفطرية يفرز دبقاً، تتزايد كثافته تدريجياً، يمسك بالحشرة التي تلامسه. وهنالك فطريات أخرى ذات مواقع متخصصة بالتقاط الحشرات، مثل فطر الملتهم الحيواني المخاتل Zoophagus insidians الذي يمسك بالدواريات Rotiera التي تتغذى به.

الطريقة الإيجابية لصيد الفرائس

تزود بعض النباتات بطرائق وحركات متنوعة تمنع هروب الفريسة: فالندية Drosera (الشكل2) الموجودة في توربيات المناطق المعتدلة تمسك مجساتها المحمولة على الأوراق بالحشرة حتى تنتهي من هضمها. تحمل الأوراق التي يراوح عرضها بين 6ـ7 مم مئات المجسات. يزود كل مجس بغدة تفرز مادة سكرية دبقة حمراء جاذبة لبعض الحشرات. تثار حركة المجسات تباعاً بملامسة ريشة أو حبة رمل أو شعرة، بينما لا تغير من أوضاعها قطرات ماء المطر. وقد دلت الدراسات على أن الإثارة تبدأ في مستوى الغدة، ثم تنتقل بعدها إلى بقية المجسات التي تنحني ـ حتى لو فقدت نهايتها ـ لتحيط بالفريسة، ولكن الآلية التي تثير هذه الحركات ما تزال موضع نقاش!… ويردّ بعض الباحثين الحركة إلى هرمون يُحَرَّض إفرازه كلما لمست حشرة بشرة الأوراق أو المجسات. ثم ينفذ الهرمون إلى الأوعية الناقلة مثيراً هبوطاً في ضغط الماء متبوعاً بانكماش بلاسمي plasmolyse. ويرى آخرون أن الهرمون المتشكل مرتبط بهرمونات النمو لأن حركة المجسات مقتصرة على مجسات الأوراق الفتية. ويرتبط عدم انتظام طول المجسات بدرجة انحنائها، وقد لوحظ انعطاف المجسات وتوجهها نحو قطعة لحم وضعت بقربها ولا تلامسها، وفي هذا دليل على ارتباط حركة المجسات بكيميائية الرائحة.

وفي الديونيا Dionaea (الشكل3) صائدة الذباب يقسم نصل الورقة إلى قسمين متناظرين بالنسبة إلى محور الورقة الرئيس، وتنتصب في وسط داخل نصل الورقة ست أوبار حساسة، في حين ينفتح نصل الورقة عن زاوية قدرها 45 درجة. تنغلق صفيحتا النصل كلما أثيرت الأوبار بالحشرات التي تلامسها، وتغرس متداخلة في بدن الحشرة الحبيسة بين دفتي النصل، ويرفق هذا الانغلاق بفرق كمون كهربي من مرتبة الميلي فولت مصحوباً بتغيرات في النفوذية الخلوية بالشرجبيات والشرسبيات.

كما تفرز بعض زمر الفطريات مادة دبقة جاذبة للحشرات متبوعة بنمو سريع لخيوط فطرية ممسكة بالحشرة الملتصقة.

الهضم

تهضم النباتات اللاحمة فرائسها كما يهضم الأنبوب الهضمي اللحم. فإذا التقطت نباتات الندية مادة غير قابلة للهضم كحبة رمل ـ على سبيل المثال ـ سرعان ما تعود المجسات إلى الانبساط، في حين تبقى المجسات مطبقة على الفريسة حتى الانتهاء من هضمها بوساطة مفرزات عالية الحموضة مصحوبة بأنزيمات هاضمة للمركّبات الآزوتية كالبروتياز مصحوبة بمركّبات مانعة للتفسخ.

كما تحتوي جرة النيبانتيس والساراسينيا مواد هاضمة لا تُبْقِ إلا على المركّبات الكتينية.

وكذلك تهضم الفطريات فرائسها، فبعضها يرسل في بدن الفريسة خيوطاً هاضمة داخلية، ويقوم بعضها الآخر بعمليات هضم خارجي، ويترك النموذج الثالث ـ الممثل بالفطر الملتهم الحيواني المخاتل ـ الحيوان الدواري يزدرد جزءاً من الخيط الفطري الذي ينتفخ فيما بعد منجزاً عملية الهضم.

تمثّل المواد المهضومة

تسيل المواد المهضومة في نبات الندية على سطح الورقة التي تمتص الحموض الأمينية بوساطة غدة حليمية في قاعدة النصل لتستخدمها في بناء مكوناتها الحيوية. وتتكون ـ في أنواع أخرى كالفطريات ـ بعض الخلايا الماصة غير المتمايزة.

وهكذا تهضم النباتات اللاحمة المركّبات الآزوتية العضوية لفقر التربة الحامضية بالمركّبات الآزوتية.   

أنور الخطيب

مراجع للاستزادة:

 

- Strasburger Textbook of Botany (Longman, London and New York 1980).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 421
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 574
الكل : 31757581
اليوم : 33042

إدارة الأفراد

إدارة الأفراد   تعد إدارة الأفراد gestion du personnel  بوصفها أحد ميادين إدارة الأعمال [ر] الرئيسة، علماً حديث العهد نسبياً. ويكاد نشوء هذا العلم يقترن بنشوء حركة الإدارة العلمية التي تزعمها فريدريك تايلور في مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان للنتائج التي توصل إليها تايلور حول استخدام مقاييس الحركة والزمن أداة رئيسة في زيادة الإنتاج وأسلوباً يحقق العدالة في احتساب أجور العاملين، أهمية كبرى في اعتمادها من رجال الأعمال عامة، والإدارة الصناعية بوجه خاص، لتحسين مستوى الأداء وتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة ريعية المشروعات. إلا أن حركة الإدارة العلمية لم تستطع أن تقرن نتائج دراساتها بالاهتمام اللازم بالجانب الإنساني بوصفه أحد العوامل الأساسية لزيادة مستوى الإنتاج وتحسين نوعيته لأنها ارتكزت على ركائز مادية بحتة.
المزيد »