logo

logo

logo

logo

logo

هندميت (باول-)

هندميت (باول)

Hindemith (Paul-) - Hindemith (Paul-)

هِنْدِميت (باول ـ)

(1895 ـ 1963)

 

باول هندميت Paul Hindemith مؤلف موسيقي ألماني ولد في فرنكفورت، عاش طفولة قلقة ونشأ في ظروف مادّية صعبة. نمّى ميوله الموسيقية بتشجيع من والده الدهّان المتواضع.

بدأ دراسة عزف الكمان عام 1904، وقُبِل عام 1909 ليدرس بلا مقابل في كونسرفاتوار فرنكفورت حيث تعلم العزف على الكمان والفيولا والكلارينيت والبيانو والتأليف الموسيقي. واضطر إلى العمل عازفاً في المقاهي والملاهي ودور السينما لتأمين معيشة أسرته الفقيرة. ومنذ عام 1915 شغل منصب عازف الكمان الأول في أوركسترا دار أوبرا فرنكفورت. وإثر تخرجه في المعهد الموسيقي عام 1917 استدعي ليلتحق بخدمة العلم في جبهات الحرب العالمية الأولى، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى منصبه في الأوركسترا.

بدأ هندميت التأليف الموسيقي في أثناء فترة دراسته في المعهد الموسيقي، وحين قدمت مؤلفاته في حزيران/يونيو 1919 بدأ اسمه بالصعود في الأوساط الموسيقية الألمانية. وفي حزيران 1921 قدم اثنتين من أوبراته ذات الفصل الواحد التي أثارت فضيحة لم يسبق لها مثيل في الأوساط الموسيقية الألمانية. وفي شهر تموز/يوليو من العام نفسه قدم رباعيته الوترية الثانية في مهرجان الموسيقى الحديثة لمدينة دوناوشينغن Donaueschingen، وهو عمل موسيقي رفع هندميت بعد الحرب العالمية الأولى إلى مقدمة الموسيقيين الطليعيين الشباب في ألمانيا، وترسخ موقعه إثر تقديم عمله لموسيقى الحجرة[ر] رقم 1 Kammermusik no l عام 1922.

عيّن هندميت Hindemith عام 1927 أستاذاً لمادة التأليف الموسيقي في كونسرفاتوار برلين. وإلى جانب نشاطه في تأليف الموسيقى اشتهر هندميت عازفاً بارعاً على الڤيولا[ر. الكمان] فألف عدداً من القطع الموسيقية لآلته المفضلة، وعزف العديد من الحواريات[ر] (الكونشرتو) concerto المعاصرة لل†يولا مثل كونشرتو والتن. ومع وصول النازية إلى الحكم تزايدت الضغوط على هندميت وأدينت مؤلفاته عام 1934 من قبل غوبلز شخصياً ومنع تقديمها زاعماً أنها تجسد الفن الهابط، واضطر هندميت إلى المغادرة إلى سويسرا عام 1937. وفي شباط/فبراير 1940 انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل مدرساً في جامعات أمريكية عدة وفضل الاستقرار في جامعة يال حتى عام 1953، وعاد إلى أوربا في جولة موسيقية واسعة مقدماً أعماله في ألمانيا وخارجها، وانهالت عليه العروض والمناصب لكنه فضّل الإقامة في سويسرا نهائياً حيث توفي فيها.

أعماله

يعد هندميت من أهم الشخصيات الموسيقية التي أسهمت في رسم ملامح القرن العشرين الموسيقية. نتاجه في غاية الغزارة والتنوع من موسيقى الحجرة والحوارية والموسيقى السمفونية والأوبرا والمؤلفات «الكورالية» (الغنائية الجماعية).

يتفق مؤرخو الموسيقى على تمييز ثلاث مراحل مختلفة في تطور أسلوب هندميت:

المرحلة الأولى (1918- 1923): مرحلة التأثر والبحث والاكتشاف والتجربة. وتحمل مؤلفات هذه المرحلة ملامح تأثره بأسلافه الألمان مثل برامز Brahms وبروكنر Bruckner وريغر Reger وريشارد شترواس R.Strauss من دون أن تحجب ميول مؤلفها للحداثة والتغيير. وفي هذه المرحلة أيضاً تظهر طليعة أعماله المهمة التي تعلن عن أسلوبه المستقل خاصة في أوبراته الثلاث ذات الفصل الواحد «القاتل، أمل النساء» Morde¨ Hoffnung der Frauen ت(1919)، وأوبرا «الدمى» Nush- Nush ت(1920) وأوبرا «القديسة سوزانا» (1922)، وتعد الرباعية الوترية الثانية (1921) من أهم أعمال هذه المرحلة. أما مؤلفه «موسيقى الحجرة رقم 1» فتعد خطاً فاصلاً بين مرحلته التجريبية الاستكشافية والمرحلة التالية المبكرة.

المرحلة الثانية (1924- 1933): مرحلة تزخر بالعديد من حواريات الحجرة لمختلف الآلات من رقم 2 إلى رقم 7 Kammermusik (بيانو، كمان، ڤيولا، تشيلو، أرغن…) وهي مرحلة يظهر فيها تبدل جذري في التأليف… أسلوب أستاذ واثق من طريقته. وفي هذه المرحلة أيضاً تبنّى هندميت اتجاهاً جديداً سمي بالباروكية الجديدة Neo Baroque مبتعداً عن الاتجاه الرومنسي، مستلهماً قوته من رموز جماليات الباروك كاعتماد معالجة طباقية counterpoint  دقيقة ولغة انسجامية (هارمونية) غنيّة.

ومن مؤلفاته المسرحية في هذه الفترة أوبرا «كاردياك» Cardillac ت(1926)، وأوبرات قصيرة تهكمية «ذهاب وإياب» Hin und Zurück ت(1927)، و«أخبار اليوم» Neues vom Tage ت(1930).

بلغ هندميت نقطة التوازن المثالي في مؤلفات هذه المرحلة بمقطوعة «موسيقى حوارية» Konzertmusik ت(1931) لآلات النفخ النحاسية والوتريات. وفي عام 1934 بدأ تأليف أوبراه البديعة «ماتيس الرسام» Mathis der Maler التي انتقلت به إلى مرحلته الثالثة.

المرحلة الثالثة (1934- 1963): اعتمد هندميت في هذه المرحلة أسلوباً جديداً تميز بتطبيق صريح للمقامية والعودة إلى قالب السوناتا sonata في تأليفه مجموعة من الحواريات للكمان (1939)، وللتشيلو (1940)، وللبيانو (1945)، وللكلارينيت (1947)، ولآلات النفخ للترومبيت والباصون (1949)، وللهورن (1949)، وللأرغن (1962) وموسيقى جنائزية للڤيولا (1936)، وأعمالاً «أوركسترالية» مهمة كالتنويعات على لحن لڤيبر Weber ت(1943)، وسمفونية مشتقة من أوبراه الأخيرة «انسجام الكون».

سيرة هندميت خارجة عن المألوف لموسيقي استثنائي تحوّل في تطوره العجيب من موسيقي صاعد ينشر الذعر في الأوساط المحافظة إلى شخصية فنية أصبحت رمزاً للفكر المحافظ، ومن موسيقي فطري تحركه حيوية في غاية التوتر والعدوانية إلى شخص يحتفى به أستاذاً ومؤلفاً للموسيقى تخضع أعماله لقواعد موسيقية في غاية الوضوح، ومن موسيقي متهور ومغامر ومولع بالتجارب، ومتعطش للاستكشاف إلى قيّم متشدد وورع يصون التراث الموسيقي الألماني.

واهي سفريان

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

ألمانيا.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ألفرد آينشتاين، الموسيقى في العصر الرومنسي، ترجمة: أحمد محمود (الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1983).

- PERCY A. SCHOLES, The Oxford Companion to Music (OUP, London 1986).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 660
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 561
الكل : 31200353
اليوم : 25510

الدعوى البوليصية

الدعوى البوليصية   يرجع اسم الدعوى البوليصية أو البوليانية Action Paulienne إلى أحد رجال القانون الروماني (بولص) الذي يقال إنه الذي ابتدعها. كما يطلق على هذه الدعوى أيضاً اسم دعوى عدم نفاذ التصرفات، لأن الهدف منها هو عدم نفاذ التصرف الذي قام به المدين في مواجهة دائنه إذا توافرت شروط معينة. وقد جاء النص على حق الدائن في إقامة هذه الدعوى بالمادة (238) من القانون المدني السوري (237 مدني مصري)، حيث ذُكر فيها: لكل دائن أصبح حقه مستحق الأداء، وصدر من مدينه تصرف ضار به أن يطلب عدم نفاذ هذا التصرف في حقه، إذا كان التصرف قد أنقص من حقوق المدين أو زاد في التزاماته وترتب عليه إعسار المدين أو الزيادة في إعساره، وذلك متى توافرت الشروط المنصوص عنها لاحقاً.
المزيد »