logo

logo

logo

logo

logo

النحت (فن-)

نحت (فن)

Sculpture - Sculpture

النحت (فن ـ)

 

يعدّ النحت أحد فروع الفن التشكيلي ومظهر من مظاهره، يعتمد على إبراز حجوم الأشكال خاصة، ويركز عموماً على الهيئة الإنسانية، وعلى هيئات الحيوانات بدرجة أقل، وتندر في النحت المناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة. ويحاكي النحت الشخوص والأشكال في الفراغ ويظهر حركتها ووضعيتها، ويقوم على قوانين الانسجام والإيقاع والتوازن والتأثير المتبادل في الوسط المحيط. والنحت هو فن التشكيل بمواد صلبة: الحجر والمعدن والرخام والخشب والجبس والشمع واللدائن والمواد المصنعة.

نحت من العصر الآشوري

«اللاماوسو: رأس إنسان وجسم ثور وأسد»

نحت من مصر القديمة

 يمثل أخناتون ونفرتيتي وطفلهما

تمثال من البرونز لماركوس آوريليوس

يعود تاريخه إلى روما القديمة

منحوتة حديثة لرودان:

«رأس ملاكم مع أنف مكسور»

يتمثل التصنيف التقليدي للنحت بالتنوع التقاني، ويعتمد أولاً على طريقة التشكيل الفني بالمادة المستخدمة في بناء التكوين.

يقسم النحت إلى نوعين:

ـ المنحوتة المدروسة من جميع وجوهها: توضع في الفراغ ليتمكن المشاهد من رؤيتها كاملة بالالتفاف حولها. وثمة منحوتة توضع في الفراغ ولكنها مثبتة على خلفية.

ـ المنحوتة المدروسة من واجهة واحدة وهي بالضرورة متلازمة مع الخلفية. وتقسم إلى مجموعتين:

ـ المنحوتة المعالجة بطريقة بروزها الملحوظ فوق الخلفية.

ـ المنحوتة الغائرة والمعالجة في عمق الخلفية.

تصنف المنحوتة أيضاً بناءً على أبعادها، وعلى المقارنة بين العناصر المؤلِّفة للتكوين مع مثيلاتها في الواقع فيقال: منحوتة بالحجم الطبيعي، منحوتة أكبر من الحجم الطبيعي، منحوتة أصغر من الحجم الطبيعي، والمنحوتة الصغيرة كما هي الحال في (الميدالية والتماثيل الصغيرة).

وثمة تصنيف آخر يعتمد الجانب الفكري أو الموضوع المطروق. وهذا التصنيف له حضوره على المستويات الاجتماعية المختلفة ومن الممكن ترتيبه على النحو الآتي:

ـ النحت الديني أو الطقوسي، ويرتبط بأماكن العبادة.

ـ النحت النصبي، ويرتبط بالأحداث التاريخية والشخصيات الوطنية وينصب في الشوارع والساحات وفي مواقع المعارك والأحداث.

ـ المنحوتة المعمارية وتقام أمام المباني أو على جدرانها.

ـ المنحوتة الحدائقية وتتوضع في المتنزهات والحدائق إحياء لذكرى الأحداث المهمة وعظماء الأمة.

ـ المنحوتة الصغيرة: وتتمثل هذه المنحوتة في الميداليات والأوسمة والدروع، كما ينضم إليها سكّ العملة والأختام.

تعود بدايات النحت إلى العصور الأولى والمجتمع البدائي، فقد كانت المنحوتات ذات أحجام صغيرة ومستديرة، نُفِّذت من الأحجار الطينية والعظام والخشب، ونُقشت على جدران المغاور مباشرة، أو على أحجار مسطحة وذلك لأغراض طقوسية أو تعاويذ أو معتقدات دينية، وإما لتخليد الآلهة والحكام وإبراز عظمتهم وجبروتهم. ففي مصر القديمة خضع النحت لتقنين صارم في الأسلوب ولا سيما في تجسيد هيئات الشخوص وتماثيل الفراعنة المهيبة، في حين انتشرت في حضارة بلاد الرافدين (سومر، آكاد، بابل، آشور) المنحوتات النافرة بتفاصيل عدة، بما فيها عناصر مأخوذة من الطبيعة مثل المنحوتات الآشورية. واتجه النحت عند الإغريق والرومان إلى الاهتمام بالمواطنين الأحرار والأباطرة والقادة العسكريين والرياضيين. وكان هدفه الأسمى تجسيد المثل الاتباعية (الكلاسية) في ذلك العصر وإبراز الأبعاد الأسطورية، فقد ظهرت معالجات جديدة تعتمد التشريح والوضعية position الحرة في الفراغ، وقدمت هذه المرحلة نحاتين عظاماً مثل: ميرون [ر] Myron وفيدياس [ر] Phidias وبوليكليت [ر] Polyclète وبراكستيل [ر] Praxitèle وليزيب [ر] Lysippe الذين أبدعوا في محاكاة الجسد الآدمي مع إضفاء طابع مثالي. وعوضاً عن التوازن والانسجام الاتباعي حلّ في النحت الهلنستي الانفعال المضطرب والتأثيرات الخارجية.

أدخل النحت في العهد المسيحي عنصراً أساسياً مثل المنحوتات الرومية، وفي العصر البيزنطي ملأت أرجاء المعابد منحوتات تمثل الرسل والقديسين.

تطور النحت وازدهر في بلدان آسيا الوسطى والشرق القديم. وحاز أهميةً خاصة في الهند وإندونيسيا والهند الصينية التي اتسمت خصوصاً بالنزعة النصبية وبالبناء المتين للأحجام والنعومة الحسية في التجسيم.

تحلل النحت تدريجياً في بلدان أوربا الغربية في الفترة ما بين القرن الثالث عشر حتى السادس عشر من المضامين الدينية والأسطورية واتجه ناحية الحياة الواقعية، ثم ظهرت في هذه الفترة لمسات واقعية كما هي الحال عند النحات الإيطالي نيقولا بيزانو N.Pisano. وقد اعتمد النحت على المبادئ والتقاليد الإغريقية القديمة لإظهار مُثُل عصر النهضة في تجسيد النواحي الإنسانية التي تكمن فيها روح الحياة (دوناتلّو Donatello، فرّوكيو Verrocchio) ويعود إلى هذا الأخير الفضل في إقامة تماثيل مستقلة عن العمارة نسبياً. وقد لقيت في هذه المرحلة تقانة البرونز ازدهاراً كبيراً، ولكن أبرز منحوتات عصر النهضة هو ما قام به النحات ميكلانجلو [ر] Michelangelo. ومن نحاتي عصر النهضة في بلدان أخرى كلاوس سلوتر C.Sluter في هولندا، وغوجون Goujon وبيلون في فرنسا، وكرافت A.Kraft في ألمانيا. وفي عصر الباروك ابتعد النحت عن الانسجام والوضوح وتأكيد الجوانب الحركية والنزعة الاحتفالية والأغراض التزيينية، ومن أبرز ممثلي هذه المرحلة برنيني G.Bernini في إيطاليا، وسلوتر في هولندا، وبوجيه P.Puget في فرنسا. وقد تطورت أساليب الفنانين حتى وصلت إلى الكلاسية المحدثة مثل جيلاردون ثم لاحقاً كانوڤا Cánovas في إيطاليا. وحازت منحوتات هودون Houdon وبيغال J.Pigalle وفالكوني É.M.Falconet في فرنسا امتيازاً ولا سيما في «البورتريه».

وفي نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ومن خلال الأسلوب الحديث Moderne بعثت من جديد العلاقة الوثيقة بين النحت والعمارة؛ إذ عاد النحت إلى واجهات الأبنية ليزينها وقاعاتها. وقد تأثر النحت لاحقاً بالتيارات الفنية الحديثة ولا سيما: (الانطباعية، الرمزية) ومن أبرز فناني هذه المرحلة رودان Rodin الذي اتسمت أعماله بحرارة وجدانية كبيرة، وأثّر إبداعه في كثير من الفنانين مثل بورديل É.A.Bourdelle، ومايول A.Maillol. ومن أبرز فناني النصف الأول من القرن العشرين بارلاخ E.Barlach في ألمانيا ومشتروفيتش في كرواتيا وروسو M.Rosso وجياكوميتي A.Giacometti في سويسرا، ومن أبرز سمات هذه المرحلة تأثير التكعيبية الكبير (أرشيبنكو A.Archipenko، لوران) كما تجب الإشارة إلى فنانين مثل غابو N.Gabo، وآرب H.Arp، وكالدر A.Calder، ودوشامب M.Duchamp.

أحمد الأحمد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

براكستيل (براكستيليس ـ) ـ برنيني (جيان لورنزو ـ) ـ رودان (أوغسن فرانسواـ) ـ فيدياس، ميكلانجلو بوناروتي ـ هودون (جان أنطوان ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

- T. MUNRO, The Arts and Their Interrelations. A Survey of the Arts and an Outline of Comparative Aesthetics (New York 1949).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 505
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 697
الكل : 32196164
اليوم : 41410

قصدية

القصدية   القصدية intentionality تصور فلسفي يصف توجه ونزوع الوعي أو الفكر نحو موضوع ما، والذي بفضله يصبح الموضوع واقعة داخلية أو معطى للوعي، تنعكس فيه ماهيته وجوهره، بهدف الوصول إلى معرفته. والقصدية ليست فكرة جديدة بحال من الأحوال، كما يشير إليها أصل اسمها نفسه، ففي الفلسفة الإغريقية كانت القصدية تشير إلى «قوة الروح العليا»، كما كان العقل عند الرواقيين حاملاً التوجه والاهتمام.
المزيد »