logo

logo

logo

logo

logo

نولده (اميل هنسن-)

نولده (اميل هنسن)

Nolde (Emil Hansen) - Nolde (Emil Hansen)

نولده (إميل هنسن)

(1867 ـ 1956)

 

نولده: "رقصة أطفال هائجين" (1909)

نولده Nolde أو إميل هنسن Emil Hansen وهو الاسم الأصلي له، مصور وحفار ألماني تعبيري معروف، ولد في مزرعة شمال شلزڤيغ Schleswig، وتوفي في سيبول Seebüll، وهو ابن عائلة تعمل في الزراعة. دفعته الحاجة في بداية حياته إلى العمل في الحفر على الخشب في إحدى ورش نجارة المفروشات، ثم مصمماً للبطاقات البريديّة التي كان يضمنها صوراً لجبال الألب السويسريّة. وما فاض عن حاجته من المال الذي اكتسبه من اشتغاله في الفنون التطبيقيّة والحرفيّة مكَّنه من دراسة الفن في مدينة مونيخ ثم في باريس عام 1899.

يُصنَّف نولده واحداً من أبرز التعبيريين الألمان. حاربه النازيون، ووصفوا فنه بالمنحط، وأبعدوا أعماله من المتاحف، ومنعوه من الرسم، لكنه غافلهم وأنتج سراً مجموعة من اللوحات المائية أطلق عليها تعبير (اللوحات غير المرسومة)، وهذه الأعمال لم تُعرف إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وأفول نجم النازيين.

أما أعماله التي عبّر من خلالها عن نظرته الدينيّة الغامضة، والمتمحورة حول مشاهدة الكتاب المقدس وحياة القديسين فقد جاءت فجة الشخوص، بدائية الأشكال، مُقنّعة الوجوه، ومن أهمها لوحة «العشاء الأخير» و«عيد الخمسين والعنصرة» المنفذتان عام 1909، غير أن الأعمال التي جعلت من تجربة نولده أحد المرتكزات الأساسية في حركة التعبيريين الألمان فهي تلك التي عالج فيها موضوعات ذاتيّة، تتعلق بقناعاته ومواقفه وأفكاره تجاه الحياة المعاصرة، بتلاوينها الاجتماعية والسياسية والدينية، وبأسلوبٍ رمزي اختزل خصوصيته، وأظهر خبرته وموهبته.

نولده: "بحر الخريف" (1910)

تأثر في البداية بالانطباعيّة، ثم اتجه نحو التعبيرية ليكون فيما بعد أحد أهم رموزها في ألمانيا. أُعجبت جماعة الجسر Die Brücke التي تأسست في مدينة درسدن الألمانية وتشتغل على الاتجاه التعبيري بأعمال نولده؛ ما دفعها لدعوته إلى الانضمام إليها، لكن نولده المسكون بالكآبة العميقة، والوحدة المكربة، والانعزاليّة الشديدة سرعان ما انفض عن هذا التجمع الفني المحدود العدد، وعن التجمع الألماني التعبيري الآخر الفارس الأزرق Der Blaue Reiter الذي تعرَّفه واحتك بأفراده، ثم ما لبث أن انفض عنه عائداً إلى هواجسه الشخصية.

وعلى الرغم من حبه للتأمل المتماهي بنزعة دينية غامضة، وقيامه ببعض الأعمال الفنية المستوحاة من الكتاب المقدس وحياة القديسين، لم تمكث أعماله هذه طويلاً في الكنائس والأديرة، ومن بينها سلسلة الأعمال المستلهمة من أسطورة القديسة ماريا آجبتيكا Maria Aegyptica المنفذة عام 1912، والتي تتسم شخوصها بالفجاجة والخشونة وإخفاء وجوهها بالأقنعة الشيطانية، وهي بمجموعها أعمال متنافرة الألوان، متواضعة القيمة الفنية.

تأثر إميل نولده بالفنانين: تتسيانو Titian ورمبرانت Rembrandt وإدوار مانيه Édouard Manet غير أن ظنه خاب بدراسة الفن في المؤسسات الرسمية، فانتقل مطلع القرن العشرين إلى كوبنهاغن ثم إلى برلين عام 1902 وفيها تزوج ليخرج قليلاً من عزلته وكآبته، وليشعر بشيء من الاستقرار، وبدَّل نولده باسمه الأصلي إميل هنسن. هذه الحالة من الاستقرار والطمأنينة والسكينة التي دخلت حياته لم تستمر طويلاً، إذ إن رحلته إلى الشرق وعودته إلى أوربا عام 1914 أعادته إلى عزلته، دافعة إياه إلى الانكفاء والتأمل في أحد المنتجعات على شاطئ بحر البلطيق.

نولده: "الطفل والطائر الكبير" (1911)

توفرت له بين عامي 1913- 1914 فرصة ثمينة للاتصال بالشرق، إذ كان عضواً في بعثة لدراسة الأصول البشرية والفنون البدائية، ما جعله يتأثر بقوة إيمان الشعوب الشرقية البسيط والعفوي، وقد جعلته هذه التأثيرات التي حملها من رحلته يتغير حياتياً وفنياً، فعاودته حياة الكآبة والانعزال، وأخذت موضوعات (موتيفات) بدائية شرقية تظهر في أعماله الفنية كما في لوحته «مساكن جزيرة البحر الجنوبي» المنفذة عام 1914، وفي عدد من محفوراته المنفذة والمطبوعة بوساطة الحجر ليتوغراف Lithogragh ومنها عمله «راقص» المنفذ عام 1913.

وبالمقابل، فإن شخصيته الغامضة، المنعزلة، والكئيبة تبدت في غالبية أعماله ومنها لوحته «منظر طبيعي في آذار» المنفذة عام 1914 وفيها يبدو الأفق منخفضاً، تسيطر عليه الغيوم الداكنة، ما يخلق إحساساً مهيباً بالكآبة والانعزال. أما أعمال نولده المنفذة بعد عام 1916 والمخصصة لموضوع المنظر الطبيعي فقد جاءت أكثر هدوءاً وانسجاماً وفرحاً من أعماله الأولى، غير أن براعته في معالجة الألوان المتوافقة والمعبرة لم تظهر إلا في أعماله الأولى، ولا سيما تلك التي عالج فيها موضوع الزهور بألوانٍ قوية مترعة بالحياة.

نَفَّذ نولده إلى جانب الرسم والتصوير، ما بين عامي 1909-1912 العديد من أعمال الحفر المطبوعة بوساطة الحجر والخشب احتضنت بأمانة وقوة رؤاه الخياليّة التأملية الذاتية، وبيّنت أفكاره وتأملاته تجاه قضايا حياتية عديدة.

محمود شاهين

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

ألمانيا ـ التعبيرية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- RENATA NEGRI, SUZANNE SIVEL et GEORGES MICHELSON, Le XXe Siècle, (Librairie Hachette, Paris 1965).

- MICHEL LACLOTTE, JEAN - PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture, (Librairie Larousse, Paris 1979).

- Lexikon Der Kunst, VEB E.A Seemann Verlag (Leipzig 1977).

- HORST RICHTER, Gesshichte der Malerei im 20. Jahrhundert (Stile und Künster).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 149
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 40568250
اليوم : 98065

الاختراع (براءة-)

الاختراع (براءة -)   يقصد ببراءة الاختراع brevet d'invention الشهادة التي تمنحها الدولة للمخترع. وهي تتضمن وصفاً للاختراع مع تخويل صاحبه حق استثماره والإفادة منه مدة معينة. وتعد الحماية القانونية المقررة للمخترعين واختراعاتهم أهم صور حماية المبتكرات الجديدة لما لهذه المخترعات من فضل كبير في تقدم الصناعة بوجه خاص والمدنية بوجه عام. فالعدالة تقضي بألا يحرم المخترع ما بذله من مال وجهد في سبيل الوصول إلى اختراعه، ولذلك فقد اعترف معظم تشريعات الدول للمخترع بحق الاستئثار باستغلال اختراعه مدة معينة تراوح بين عشر سنوات وعشرين سنة ليصبح بعدها الاختراع مالاً شائعاً يحق للجميع الانتفاع به، واستقرت أحكامها على هذا الأساس. ففي سورية مثلاً صدر المرسوم التشريعي رقم 47 لعام 1946 متضمناً تنظيم حماية الملكية الصناعية والتجارية التي من أهم عناصرها براءة الاختراع.
المزيد »