logo

logo

logo

logo

logo

الهافر

هافر

Havre - Havré

الهاڤر

 

تقع مدينة الهاڤر Le Havre في إقليم النورماندي Normandie في شمال غربي فرنسا[ر] على بحر المانش عند مصب نهر السين Seine الذي يشكل دلتا واسعة عند التقائه المانش، حيث تقع المدينة على الجهة اليمنى من الدلتا في الأراضي المنبسطة التي تنخفض عن المناطق المحيطة بها من جهات ثلاث وتنفتح المدينة باتجاه البحر.

تُعدّ مدينة الهاڤر من أهم الموانئ في فرنسا، وتصنف ثاني ميناء في فرنسا من حيث النشاط الاقتصادي عموماً، والميناء الأول في مجال تصنيع النفط ونقله، ويمتاز ميناء الهاڤر كذلك بشحن المنتجات الصناعية عبر المحيط الأطلسي، عدا عن كونها مدينة تجارية وصناعية في آنٍ معاً؛ إذ تصنع فيها السفن للنقل ببحر المانش، إضافة إلى الصناعات النسيجية وصناعة الآلات والصناعات الغذائية وصناعة المنتجات النفطية والصناعات الكيميائية والبتروكيميائيات والعديد من الصناعات الخفيفة الأخرى.

بقيت الهاڤر فترة طويلة قرية لصيد الأسماك على الساحل الفرنسي، وتحت ضغط الكنيسة تأسست المدينة قبيل نهاية العقد الثاني من القرن السادس عشر، وتحديداً في سنة 1517، حين أنشأها ملك فرنسا فرانسيس الأول Francis 1، ثم تحولت إلى ميناء منذ ذلك التاريخ. وفي عام 1562، وفي أثناء الاضطرابات الدينية في فرنسا استطاع البروتستنت تحويلها إلى مدينة تحت السيطرة البريطانية، ولكنهم خرجوا منها في العام التالي.

تطورت المدينة في القرن السابع عشر بفضل الكاردينال ريشيليو Richelieu الوزير الأول في حكومة الملك لويس الثالث عشر  Louis XIII، وحدّثها ثانيةً نابليون Napoleon. وقد هاجمت القوات الأمريكية والبريطانية المدينة في الحرب العالمية الأولى مابين عامي 1914- 1919 ودمرتها، واحُتلت المدينة في الحرب العالمية الثانية مابين عامي 1940-1944 من قبل القوات الألمانية دُمرت، ولكنها نهضت من جديد بعد انتهاء الحرب.

يوصف مناخها بأنه مناخ محيطي؛ إذ إن درجة الحرارة في المدينة أقل برودةً مما هي عليه في العاصمة الفرنسية باريس ذات المناخ القاري، وذلك بسبب تأثير بحر المانش الذي يُعدّ ملطفاً لدرجات الحرارة، يبلغ متوسط درجة الحرارة الصغرى +5 ْم ويصل متوسط درجة الحرارة العظمى إلى 25 ْم.

مدينة الهافر

تتميز المناطق المحيطة بالمدينة الأبقار والخنازير والماعز الذي يُربى في سائر أنحاء إقليم النورماندي، وفي الجهة الشمالية من المدينة توجد غابة كبيرة تتوسطها بحيرة اصطناعية وحديقة للطيور، يقوم في وسط المدينة قصر البلدية الذي توجد أمامه حديقة تدعى حديقة الفندق، يوجد فيها مسرح شهير يُسمى مسرح البركان لأن شكله يشبه شكل البركان وهو مؤلف من طابقين، كما يوجد بالقرب من هذا المسرح نصب تذكاري للشهداء الفرنسيين، ومن بينهم شهداء عرب سقطوا دفاعاً عن المدينة. ومن أهم المنشآت القديمة في المدينة كنيسة نوتردام التي بُنيت في القرنين السادس عشر والسابع عشر وكنيسة القديس يوسف الحديثة، إضافة إلى كنيسة آندريه ماركوس ومتحف الفن والجمال، وكثير من هذه الأبنية أُعيد بناؤها بعد تدمير المدينة على الشكل الذي كانت عليه قبلاً.

يوجد في المدينة جامعة تُدعى جامعة الهاڤر تحتوي على جميع الاختصاصات عدا الطب والصيدلة، وأُنشئ بالقرب منها مدينة جامعية لسكنى الطلبة الجامعيين. تستقطب المدينة عدداً كبيراً من السياح، خاصة من إنكلترا وذلك لقربها منها؛ إذ لا تستغرق الرحلة بينهما أكثر من ساعة بالقطار العادي في حين تستغرق أكثر من ساعتين بين المدينة وباريس العاصمة. ترتبط الهاڤر مع كلٍ من باريس وروان بخط السكة الحديدية التي تستخدم القطارات العادية، كما ترتبط مع كل من ليون مرسيليا بخط حديدي تسير عليه قطارات عالية السرعة. ويوجد في الهاڤر محطة وحيدة للسكة الحديدية تدعى محطة الهاڤر. كما يوجد في وسط المدينة - إضافة إلى  قصر البلدية - المركز التجاري الذي يحتوي على العديد من المحلات التجارية، وفي شرقي المدينة مركز تجاري آخر يضم العديد من المحلات.

تشير المصادر التي ترجع إلى الثمانينات من القرن العشرين إلى أن عدد سكان مدينة الهاڤر كان بنحو220 ألف نسمة في حين بلغ نحو 190905 نسمة في عام 1999.

محمد صافيتا

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الرحمن حميدة، جغرافية أوربا الغربية (دار الفكر، دمشق 1985).

ـ محمد توفيق السماق، الموسوعة الدولية العالم أواخر القرن العشرين (مطبعة الآداب والعلوم، دمشق 1998).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 313
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40488017
اليوم : 17832

مارتيني (سيمون-)

مارتيني (سيمون ـ) (1284ـ 1344)   سيمون مارتيني Simone Martini رسام ومصوّر إيطالي، ولد في سيينا Siena، وتوفي في أڤييون Avignon. عُدَّ فنه مثالاً رفيعاً للفن القوطي بخصائصه المختلفة، وعُدَّ في الوقت نفسه، أكثر الفنانين تأثيراً بفن مسقط رأسه سيينا وتمثيلاً له. يعتقد كثير من المؤرخين والباحثين، أن مارتيني تتلمذ على يد الفنان دوتشيو Duccio، وعنه أخذ حبه للألوان النقية الشفيفة والمتناسقة، كما حملت أعماله الأولى كثيراً من أشكال أستاذه وسماته، ما أضفى الطلاوة على خطوطه، والرهافة على تعبيره الذي استوحاه من الأعمال القوطية الفرنسية التي درسها مارتيني في صباه في إيطاليا، ليرتقي بالخط التزييني للأسلوب القوطي حد الكمال، مما جعل الحجوم منسجمة ومتآلفة مع إيقاع الخطوط.
المزيد »