logo

logo

logo

logo

logo

هومو

هومو

Homo - Homo

هـومـو

 

جمجمة الإنسان هومو هابيليس

جمجمة الهوموارغاستر الإنسان العامل

جمجمة الإنسان هايلدبر

هومو Homo ومعناه إنسان، اسم أطلقه أول مرة عالم الطبيعيات السويدي ليناوس C. Linnaeus نحو منتصف القرن الثامن عشر لتمييز الإنسان من الكائنات الأخرى. ولكن هذا المصطلح بعد الاكتشافات العديدة للإنسان القديم أصبح يُطلق على عدة أنواع إنسانية قديمة منقرضة، وعلى الإنسان الحالي، ويرى الباحثون أن تسمية هومو لا تنطبق إلا على كائنات تتمتع بصفات فيزيولوجية وحضارية خاصة، وأهم تلك الصفات الفيزيولوجية هي حجم الدماغ الكبير الذي يتجاوز في حده الأدنى الحد الأعلى لحجم دماغ القردة الشبيهة بالإنسان، وهناك القامة المنتصبة، أي السير على قدمين إضافة إلى شكل الوجه وحجم الأسنان. أما الصفات الحضارية فهي القدرة على التفكير والتصرف الذي ظهر في البداية بالقدرة على تصنيع الأدوات الحجرية واستخدامها، أي صنع الحضارة، وتأسيساً على هذا التعريف فإن أقدم هومو مؤكد ومتفق عليه هو النوع المسمى هومو هابيليس Homo habilis أي الإنسان الماهر الذي اكتشفه أول مرة الباحث الإنكليزي لويس ليكي L. Leakey في الستينات من القرن الماضي في تنـزانيا، ثم توالت اكتشافاته في كينيا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا، وأُرخت من زمن يناهز 2 مليون سنة خلت. لقد سار الهومو هابيل على قدمين، كما أنه تمتع بحجم دماغ كبير نسبياً تراوح بين 600ـ800سم3، وكُشف منه عدة أنواع تتفاوت في صفاتها الفيزيولوجية بعضها غليظ البنية وآخر نحيف. وكان الهوموهابيل أول من صنع الأدوات الحجرية البسيطة جداً المسماة بالقواطع choppers والأدوات القاطعة chopping tools. منذ نحو 1.5 مليون سنة تطور الهوموهابيل - النوع النحيف على الأرجح - إلى نـوع آخر من البـشر أسـمي الهومو إركتوس Homo erectus أي الإنسان المنتصب القامـة، وهو أول إنسان يخـرج من القارة الإفريقية ويستوطـن - وإن كان بأزمنة متفاوتة - مناطق مختلفة من العالم الأوربي والآسيوي. كان الهومو إركتوس أكثر تطوراً من سلفه الهوموهابيل، قامته أطول وحجم دماغه أكبر: 800 ـ1000سم3، كما أنه صنّع أدوات حجرية أدق وأكثر تطوراً وتنوعاً وفاعلية، وإليه تُنسب الحضارة الآشولية Acheulean، وقد عرف استخدام النار وإقامة الأكواخ البسيطة في العراء، كما أنه امتلك لغة ورموزاً للتواصل والتفاهم بين مختلف جماعاته، ولكنه لا يعرف أي شيء عن حياته الاجتماعية والروحية. كُشف العديد من الهياكل العظمية، وخاصة الجماجم والأسنان التابعة له في الكثير من المناطق في العالم. وبسبب التباين بين صفات هذه المكتشفات فقد ميَّز الباحثون منها عدة أنواع بعضها أطلق عليه الهوموارغاستر الإنسـان العامل Homo ergaster وموطنه كان في إفريقيا وآسيا، في حين ساد في منطقة جنوب شرقي آسيا، والصين، نوع الهومو إركتوس المسمى سابقاً بيتكانتروب Pithecanthropus وعـاش فـي أوربـا إنسـان هـايلدبـر Homo heidelbergensis. في زمن يقع بين نحو 300ـ200 ألف سنة خلت، ثم ظهر في أوربا نوع جديد من البشر أكثر تطوراً ڤـيزيولوجياً وحضارياً هو إنسان النياندرتال Homo-neanderthalensis قامته أطول وحجم دماغه أكبر 1200ـ1400سم3، وهو صانع الحضارة الموستيرية Mousterian وله إنجازات روحية واجتماعية ملموسة. بقي النياندرتال مستمراً في بعض المناطق، (أوربا والشرق الأوسط) حتى نحو 40 ألف سنة خلت. في زمن ظهور النياندرتال الأوربي تقريباً ظهر في إفريقيا نوع الإنسان العاقل Homo sapiens الذي تعاصر في بعض الأماكن (الشرق الأوسط) مع إنسان النياندرتال الذي ما لبث أن انقرض واستمر الإنسان العاقل في الوجود نوعاً إنسانياً وحيداً في كل المعمورة، وحقق إضافة إلى شكله الفيزيولوجي المتطور إنجازات حضارية كبيرة في مختلف مناحي حياته المادية والروحية، ثم إنه أقام في جميع القارات وإليه تُنسب الحضارات المتطورة كالأورينياسية Aurignacian والمجدلانية Magdalenian وما تلاها، فالإنسان العاقل القديم هو الأصل والجد المباشر للإنسان الحالي على مختلف عروقه المعروفة.

سلطان محيسن

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأنتروبولوجيا ـ الإنسان القديم.

 

مراجع للاستزادة:

 

- E. DELSO et al., Encyclopedia of Human Evolution and Prehistory. (New York, 2000).

- P. MELLARS and C. STRINGER (eds), The Human Revolution; Behavioral and Biological Perspectives on the Origins of Modern Humans. (Edinburgh University Press, 1980).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 10
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 786
الكل : 60502484
اليوم : 53692

دار البغي

دار البغي   هي جزء من دار الإسلام[ر]، تفرد به جماعة من المسلمين، خرجوا على طاعة الإمام الشرعي، بحجة تأولوها مسوغة لخروجهم، ثم تحصنوا في تلك الدار وأقاموا عليهم حاكماً منهم، وصار لهم جيش وذمة. والبغي في اللغة: إما الطلب، كما في الآية الكريمة: )ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِ( (الكهف 64)، أي ما كنا نطلب. وإما التعدي. وفي الفقه: البغي: الامتناع من طاعة من ثبتت إمامته، في غير معصية، بمغالبة، ولو تأولاً لنص شرعي، كتأويل الخوارج (أو المحكِّمة) آية: )إِنِ الحُكْمُ إلا لِلّهِ( (الأنعام 57) لتسويغ خروجهم على الإمام علي.
المزيد »