logo

logo

logo

logo

logo

هوتشي منه

هوتشي منه

Ho Chi Minh - Ho Chi Minh

هو تشي منه

(1890 ـ 1969)

 

هو تشي منه Ho chi Minh قائد ثوري ڤييتنامي ومناضل أممي بارز، مؤسس الحزب الشيوعي في الهند الصينية، وقائد النضال التحرري للشعب الڤييتنامي ضد الاستعمار الفرنسي والتدخل الأمريكي، وأول رئيس لجمهورية ڤييتنام الديمقراطية المستقلة.

ولد نغوين تات ثانه Nguyen Tat Thanh - وهو الاسم الحقيقي لـ هو تشي منه - في قرية كيم لين Kim-Lien في مقاطعة نغي آن Nghe An في وسط ڤييتنام لأسرة قروية فقيرة. وكان والده نغوين سنه ساك Nguyen Sinh Sac مثقفاً يعمل موظفاً حكومياً، ثم أصبح نائباً للعمدة في مقاطعة بينه خي Khi Binh إلى أن سرَّحته السلطات الفرنسية بسبب نشاطه الثوري. تعلم في المدارس الثانوية في مدينتي فين Phan وهيو Hue. ومنذ صغره كان مولعاً بالقراءة والاختلاط بالناس والتعلم منهم، وفي سن العاشرة فقد أمه فحزن عليها كثيراً لأنها كانت تخصه بعناية مميزة. في سن الرابعة عشرة انضم إلى حركة فان بواشو الثورية التي سميت «رابطة التجديد» هوي دوي تاي. وبعد تسريح والده عمل مدرساً في مدرسة دونغ ثا  Dong Tha. وفي هذه الفترة تمكنت سلطات الاحتلال من القضاء على عدد من الانتفاضات الوطنية، الأمر الذي أحزنه وأحبط كثيراً من الشباب، واضطر عدد من قادة الحركات الوطنية إلى الرحيل، إلى الصين وأوربا، وقرر هو أيضاً السفر إلى الخارج.

في عام 1911 عمل مساعد طباخ في سفينة ركاب فرنسية أقلته إلى بريطانيا حيث بقي عدة أعوام عمل فيها في إحدى المدارس، وبائع صحف في الطرق، ومنظف أوانٍ في أحد الفنادق. وفي عام 1914 سافر إلى فرنسا، ثم رحل إلى الولايات المتحدة ليطلع من كثب على الحياة فيها. ونشر بعد عودته عدة مقالات وجَّه فيها نقداً لاذعاً للسياسات الخاطئة للرأسمالية المتوحشة ولاضطهادها الزنوج.

بعد عودته إلى باريس انضم إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي، ولكنه مالبث أن اختلف مع قيادته بسبب موقفها الممالئ لسياسة الحكومة الاستعمارية في الهند الصينية.

وعندما انتصرت ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا عام 1917 تابعها باهتمام، وتأثر بأفكارها؛ ولاسيّما أفكار لينين Lenin حول المسألة القومية وحق الأمم في تقرير المصير. وحينما انعقد مؤتمر فرساي في فرنسا عام 1919 لمناقشة أوضاع المستعمرات بعد الحرب العالمية الأولى أعدّ وثيقة تضمنت مطالب الشعب الڤييتنامي (العفو عن السجناء، المساواة في الحقوق بين الڤييتناميين والفرنسيين، حرية الصحافة، حرية التنقل، تعيين مندوب ڤييتنامي ليفاوض الحكومة الفرنسية حول حقوق الشعب الڤييتنامي)، وقدّم تلك الوثيقة إلى الجمعية الوطنية الفرنسية، ونشرها في العديد من الصحف الفرنسية، وبذلك تمكن من إيصال صوت شعبه إلى مؤتمر فرساي.

في عام 1920 عقد الحزب الاشتراكي الفرنسي مؤتمره الدوري، وبرز في المؤتمر جناح يساري ماركسي انضم إليه هو تشي منه. وقد انفصل هذا الجناح عن القيادة اليمينية، وأسس الحزب الشيوعي الفرنسي الذي انضم إلى الأممية الشيوعية (الكومنترن) Comintern. وفي عام 1922 شارك هو في المؤتمر الرابع للكومنترن في موسكو. وبعد انتهاء المؤتمر بقي في موسكو للدراسة في جامعة شغيلة الشرق. وفي هذه الفترة ألف أول كتبه المهمة «الاستعمار الفرنسي على المحك» French Colonialism On Trial. وكان في أثناء وجوده في أوربا قد أطلق على نفسه عدة أسماء كان آخرها «هو تشي منه» - ويعني المتنور - الذي بقي محتفظاً به حتى وفاته.

في عام 1924 سافر هو تشي منه إلى الصين حيث أسس منظمة الشباب الثوري الڤييتنامي في مدينة كانتون Canton، كما عمل على تجنيد اللاجئين السياسيين الڤييتناميين وتسريبهم إلى الهند الصينية. في عام 1929 سافر إلى تايلند ليتابع نشاطه الثوري في أوساط المهاجرين الڤييتناميين.

في أواخر 1929 أرسله «الكومنترن» إلى هونغ كونغ لتسوية الخلاف الناشب بين ثلاث مجموعات من الشيوعيين العاملين في ڤييتنام. فتمكن في 3 شباط/فبراير 1930 من توحيدها في تنظيم واحد عرف باسم «الحزب الشيوعي للهند الصينية». وفي عام 1931 اعتقلته سلطات هونغ كونغ البريطانية، ورفضت تسليمه للفرنسيين الذين كانوا قد أصدروا عليه حكماً غيابياً بالإعدام لكونه عميلاً «للكومنترن».

بعد إطلاق سراحه في عام 1932 قضى فترة في شنغهاي Shanghai، ثم عاد إلى موسكو. وفي عام 1938 عاد إلى الصين، وأقام على حدود تونكين Tonkin حيث صاغ استراتيجية تحرير ڤييتنام من الاستعمار الفرنسي. وأسس رابطة استقلال ڤييتنام التي عرفت باسم ڤيت منه Viet Minh. وفي هذه الفترة نشر كتابه الثاني «الطريق الثوري» الذي حدد فيه مسار الثورة الڤييتنامية على أساس الجمع بين الماركسية والواقع الڤييتنامي.

في عام 1942 اعتقلته قوات تشانغ كاي شيك Chiang Kai shek مدة عامين تعرض فيهما للتعذيب وسوء المعاملة، وبعد إطلاق سراحه عاد إلى الوطن، وكان نفوذ جبهة «فيت منه» قد شمل كل أرجاء البلاد، كما كان الحزب الشيوعي قد نجح في تأسيس جمعيات «الخلاص الوطني» التي اجتذبت إليها أغلبية السكان. وبدأ الحزب يستعد لخوض حرب العصابات وتسليح الشعب، والتحضير للتمرد العام ضد الاحتلال. وفي أواسط آب/أغسطس 1945 قرر المؤتمر الوطني للحزب القيام بالتمرد، وحدد له ثلاثة مبادئ: قوة الحشد، الوحدة، حسن التوقيت. ووافق المؤتمر أيضاً على العلم والنشيد الوطنيين وعلى المبادئ الأساسية لقيام جمهورية ڤييتنام الديمقراطية.

وفي 15 و16 آب/أغسطس 1945 انعقد في مدينة تان تراو Tan Trao المؤتمر الشعبي الذي انتخب أعضاء لجنة التحرير الوطني التي أصبحت حكومة مؤقتة، كما انتخب هو شي منه بالإجماع رئيساً للدولة. وفي الثاني من أيلول/سبتمبر 1945 أعلن هو تشي منه من هانوي Hanoi ولادة جمهورية ڤييتنام الديمقراطية.

كان الحفاظ على الجمهورية الوليدة مسألة حياة أو موت؛ لأنها كانت تواجه خطرين كبيرين: المحاولات الفرنسية لإعادة السيطرة على البلاد، واقتصاداً منهاراً وموارد شحيحة للغاية. ولهذا وضع هو تشي منه أمام شعبه ثلاث مهمات متلازمة: محاربة الجوع ومحاربة الأمية ومحاربة المعتدي.

في 6 كانون الثاني/يناير 1946 تم انتخاب أول جمعية وطنية (برلمان) لجمهورية ڤييتنام الديمقراطية فأقرت الدستور الجديد ومنحت الثقة للحكومة الجديدة، ونفذت إصلاحاً زراعياً أعطيت الأرض بموجبه لمن يحرثها، ووضعت برامج لإعادة بناء ما دمرته الحرب وإقامة صناعة وطنية.

لم يقبل الفرنسيون بهزيمتهم في شمالي ڤييتنام، وحاولوا متابعة الحرب في جنوبيّها التي انسحبت قواتهم إليها، كما طلبوا مساعدة الولايات المتحدة لمواجهة ما أسموه «المد الشيوعي في الهند الصينية».

وفي هذه الفترة (عام 1949) انتصرت الثورة الاشتراكية في الصين بزعامة ماوتسي تونغ Mao-Tse-Tung. فقامت بتقديم مساعدات كبيرة لحركة المقاومة الڤييتنامية التي تمكنت من دحر الفرنسيين نهائياً بعد معركة ديان بيان فو Dien Bien phu المشهورة.

استمرت حرب المقاومة في الجنوب لمواجهة التدخل الأمريكي الداعم لنظام نغو دينه دييم Ngo Dinh Diem «الدكتاتوري»، الذي ضيقت المقاومة الخناق عليه؛ ما جعل الولايات المتحدة ترسل آلاف الجنود الأمريكيين إلى جنوبي ڤييتنام حيث منيت بخسائر فادحة على المجازر الكبيرة والتدمير الهائل اللذين ارتكبتهما؛ مما اضطرها إلى الدخول في مفاوضات سلام في باريس عام 1968.

في الرابع من أيلول/سبتمبر 1969 تُوفِّي الرئيس القائد هو تشي منه، وكانت آخر وصية له متابعة تحرير الجنوب وتوحيد شطري ڤييتنام. وتابعت قوات المقاومة مسيرتها حتى اضطرت الولايات المتحدة تحت ضغط الخسائر الفادحة من الجنود وضغط الرأي العام الأمريكي والدولي إلى توقيع معاهدة باريس في 27/1/1973 لوقف الحرب في ڤييتنام وسحب قواتها منها. واستمرت الحرب بعد الانسحاب الأمريكي ضد النظام العميل للولايات المتحدة حتى سقوط العاصمة سايغون Saigon في 29/4/1975، وبذلك استكمل تحرير الجنوب، وتوحد شطرا البلاد، وتحققت وصية المناضل هو تشي منه.

أحمد مكيّس

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الاشتراكية ـ تشانغ كاي شك ـ الشيوعية ـ ڤييتنام (تاريخياً ـ) ـ لينين ـ ماوتسي تونغ.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ بيتر فايس، حديث إبراهيم وطفي (وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1970).

ـ جورج عزيزي، هو تشي منه، سلسلة كتب اقرأ، العدد 324 (دار المعارف، مصر 1969).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 722
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 732
الكل : 32221046
اليوم : 66292

الحثي (العمارة والفن-)

الفن الحثي والعمارة الحثية   يعد الفن الحثي أحد فنون الشرق الأدنى القديم. ازدهر هذا الفن في القرنين الرابع عشر والثالث عشر ق.م، وتابع بقايا الحثيين - في جنوبي الأناضول وشمالي سورية - وجودهم الفني حتى القرن السابع ق.م. عثر على آثار الفن الحثي في مواقع العاصمة حاتوشا وزنجرلي وجرابلس /كركميش وساكجة جوزي Sakge - Geuzi وملاطية وحلب وخان شيخون وأفاميا وقادش. وتحتفظ عدد من متاحف العالم بالآثار الفنية الحثية مثل: المنحوتات والأختام الأسطوانية، ومن هذه المتاحف: المتحف البريطاني واللوفر ومتحف برلين ومتحف حلب ومتحف اصطنبول ومتحف أضنة.
المزيد »