logo

logo

logo

logo

logo

ويلر (مورتيمر-)

ويلر (مورتيمر)

Wheeler (Mortimer-) - Wheeler (Mortimer-)

ويلر (مـورتيـمر ـ)

(1890 ـ 1976)

 

مورتيمر ويلر Mortimer Wheeler بريطاني الجنسية، وهو مؤسس فن التنقيب الأثري وطرقه التي مازالت مستخدمة حتى اليوم. تسعى طريقة ويلر في تنقيب المواقع الأثرية إلى هدفين رئيسين: الهدف الأول هو تحديد الامتداد والانتشار المكاني ـ الأفقي ـ للاستيطان البشري؛ أي تعرف اتساع هذا الاستيطان فوق سطح منطقة معينة وحدوده. والهدف الثاني هو تتبع التسلسل الطبقي العمودي؛ أي تحديد تتابع بقايا الاستيطان الإنساني وتراكمها بعضها فوق بعض، وهو ما يعرف بعلم الستراتيغرافيا stratigraphy الذي يقود إلى معرفة زمن تشكل كل طبقة والعلاقة الزمنية بينها، ومن ثم الوصول إلى تأريخها وفق طرق التأريخ المسمى الكرونولوجيا chronology وصولاً إلى تحقيق التنقيب الأثري لهذين الهدفين؛ أي الانتشار الأفقي والعمودي للاستيطان البشري في المواقع الأثرية، وقد ابتكر ويلر طريقته المسماة الصناديق المتصالبة grid box والتي تقوم على فتح مربعات متصالبة يتم تنقيبها هبوطاً من الأعلى إلى الأدنى بشكل يسمح بتحديد الانتشار الأفقي للآثار، وتترك بين هذه المربعات أجزاء لا تنقب، تساعد على تحديد التتابع الستراتيغرافي الطبقي لمختلف مراحل الاستيطان في مختلف مربعات التنقيب، ثم يتم الربط بين هذه الطبقات في مختلف المربعات. ويرى ويلر ضرورة التوثيق والنقل الدقيق لكل المكتشفات الأثرية على مخططات تحدد أبعادها الثلاثة three dimensional measurements.

وفي نقد لطريقة ويلر وتطويرها يرى آخـرون مثل فيـليب بـاركر Philie Barker خطأ ترك أجزاء غير منقبة بين المربعات لأن هذه الأجزاء لا تعكس دائماً التتابع الطبقي الحقيقي للاستيطان، وهم يؤيدون طريقة التنقيبات المفتوحة open-area excavation التي تساعد على تتبع أدق وأكمل للظواهر الأثرية الكبيرة كالقصور والمعابد وأرضيات الموزاييك. وفي الحقيقة لا توجد طريقة واحدة للتنقيب صالحة لكل المواقع فإذا كانت طريقا ويلر وباركر تصلحان في كشف المواقع الكبيرة ذات الامتداد الواسع فإنهما غير مجديتين في تنقيب المواقع الصغيرة كالمغاور والمقابر والملاجئ، كما أن تطبيقهما في تنقيب التلال الأثرية ـ حيث الطبقات متراكمة فوق بعضها بسماكات كبيرة ـ يواجه صعوبات وخطورة أيضاً؛ مما دعا إلى استخدام طريقة الأسبار المتدرجة step-trenching في تنقيب التلال الأثرية حيث تبدأ الحفرة واسعة في أعلى التل، وتتجه متدرجة وأقل اتساعاً نحو قاعدته. لقد طبق ويلر طريقته في التنقيب لأول مرة في مواقع كولشيستر Colchester وسانت ألبانز St. Albans وميدن كاسل Maiden Castle وكلها مدن هامة واقعة في إنكلترا وتعود إلى العصر الروماني.

وعندما أصبح ويلر مديراً عاماً للآثار الهندية بين أعوام 1944ـ1948 أدار عمليات تنقيب في موقع موهينجو ـ دارو Mohenjo-daro في حوض نهر السند وهارابا Harappa في منطقة البنجاب في باكستان، أدت إلى الكشف عن آثار حضارة هارابا العريقة Harrapan Civilization التي انتشرت في حوض السند في الباكستان وشمالي الهند على امتداد الألف الثالث ق.م، وعُرفت بإنجازاتها المعمارية وفنونها وكتابتها، وإن لم تُقرأ بعد، وبأختامها الأسطوانية وعلاقاتها التجارية البعيدة المدى التي غطت مناطق واسعة امتدت من وسط آسيا حتى الجزيرة العربية وبلاد الرافدين قبل أن تتراجع هذه الحضارة العظيمة في مطلع الألف الثالث ق.م.

ومن جهة أخرى فقد قام ويلر بنشاط كبير في التعريف بالآثار على أوسع نطاق جماهيري سواء من طريق تأسيسه للمتحف الوطني في كراتشي أم عبر مؤلفاته الكثيرة ومقالاته الصحفية وبرامجه في الإذاعة والتلفزيون التي حظيت بشعبية ملحوظة، شاركه في ذلك عالم آثار إنكليزي آخر هو غلين دانيال G.Daniel.  

سلطان محيسن

 مراجع للاستزادة:

 

 - R.M.WHEELER Still Digging,( Michael Joseph, London, 1955).

- RENFREW BAHN, Archaeology, Theories, Methods and Practice. (Thames and Hudson, London 2004).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 408
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 40487418
اليوم : 17233

بايه انكلان (رامون ديل-)

بايه إنكلان (رامون ديل ـ) (1866 ـ 1936)   رامون ماريا ديل بايه إنكلان Ramón María del Valle Inclán روائي وكاتب قصصي ومسرحي وشاعر إسباني يعد من كبار الشخصيات التي تمثل عصر التجديد في إسبانية، دعا لتجديد الأدب الإسباني، ولد في غاليثيا Galicia في بيانويبا دي أروسا Villanueva de Arosa وتوفي فيها، سافر في شبابه إلى المكسيك عدة مرات، وشعر بانجذاب نحو هذا البلد الذي يتخذ الجمال فيه، بحسب رأيه، أشكالاً مختلفة جداً عن الجمال في شبه جزيرة إيبيرية، ثم عاد إلى مدريد بزيه الغريب، ونظاراته الدائرية وشعره المسترسل ولحيته الطويلة، وخياله الغزير وكلامه اللاذع. كل هذا جعله أديباً شهيراً وغريب الأطوار.
المزيد »