logo

logo

logo

logo

logo

هولباين (أسرة-)

هولباين (اسره)

The Holbein - Les Holbein

هولباين (أسرة ـ)

 

هولباين Die Holbein أسرة من المصورين والحفارين تُصنف ضمن الجيل الثاني لفناني ألمانيا في القرن السادس عشر، ففي حين كان الفنانون الألمان الذين ولدوا ما بين عامي 1470 ـ 1480 أمثال: ألبريشت دورر Albrecht Dürer، وماتياس غرونِفالد Matthias Grünewald، ولوكاس كراناخ Lucas Cranach ينتجون تحفهم الفنيّة، كانت هذه العائلة تبدأ تجربتها الفنية مع هانس الأب، مؤسس عائلة هولباين التي تضم إضافة إليه أخاه سيغموند Sigmund وابنه الأكبر أمبروسيوس Ambrosius وابنه الأصغر هانس Hans الذي كان أكثر عائلة هولباين شهرةً.

ولد هانس الأب في مدينة أوغسبورغ Augsburg بألمانيا عام 1465 وتوفي في مدينة إيسنهايم Issenheim عام 1524.

هانس هولباين الأب: "العذراء والطفل"

لا توجد مصادر مؤكدة تشير إلى بداياته، ولا إلى الفنانين الذين أخذ عنهم الرسم، وتدرب عليهم، فكل ما عُرف عنه أنه كان متزوجاً ورساماً معروفاً في أوغسبورغ في عام 1493.

من أعماله الأولى «مشاهد من حياة مريم العذراء» المنفذة عام 1493 والموجودة في مذبح كاتدرائية أوغسبورغ، ولوحة «القديس أفرا» St. Afra المنفذة عام 1495، وسلسلة مؤلفة من 12 مشهداً تدعى «آلام السيد المسيح» تتميز بغنى أشكالها، وجمال ألوانها، وتوازن عناصرها، وبتكويناتها المدروسة بعناية فائقة، إضافة إلى عمق دلالاتها وتعبيراتها، ما يؤكد اطلاع هانس الأب على أعمال الفنان الهولندي روجير فان در فايدن Rogier van der Weyden وتأثره الشديد بها، وهذا يدفع إلى اعتقاد أنه قام بزيارة إلى هولندا، لكن هذا الأمر لم يؤكد لشح المعلومات حول ذلك.

قام هانس الأب في العام 1501 بزيارة إلى مدينة فرنكفورت أم ماين Frankfurt am Main برفقة أخيه سيغموند، ومساعده ليونارد بيك Leonhard Beck، وفيها نفذ لوحة لمذبح دير دومنيكان Dominican بمساعدة مرافقيه، واللوحة اليوم في معهد الفنون الرسمي بمدينة فرانكفورت أم ماين، حقق فيها إضافة أسلوبيّة مهمة إلى تجربته الفنيّة.

ومن أعمال هانس الأب، لوحة في مذبح دير كايسهايم Kaisheim منفذة عام 1502 موجودة في مدينة ميونخ München، وأخرى في كنيسة القديس بولس St. Paul منفذة ما بين عامي 1503- 1504 موجودة في أكسبورغ، وتختلف هذه اللوحات عن أعماله السابقة باكتمال أسلوبه الشخصي، وبالحرية الواضحة في معالجته للأشكال والعناصر، وحركة الهيئات الرافلة بالحيوية والتعبير، وجملة هذه السمات والخصائص جاءته من مشاهدته أعمال الفنان ماتياس غرونِفالد في فرنكفورت.

المرحلة الثالثة والأخيرة في تجربة هانس الأب جاءت بعد عام 1510، وتمثلها جملة من الأعمال، منها لوحة مذبح كنيسة القديسة كاترين St. Catherine المنفذة عام 1512 والموجودة في أوغسبورغ، ولوحة مذبح القديس سيباستيان St. Sebastian المنفذة عام 1516 والموجودة في ميونخ، ولوحة ينبوع الحياة Brunnen des lebens المنفذة عام 1519 والموجودة في لشبونة Lisbon.

استخدم هانس الأب في إنجاز لوحاته الزخرف الإيطالي، ووازن بين أسلوب أواخر العصر القوطي وأسلوب عصر النهضة ضمن صيغة أسلوبيّة تشبه إلى حد كبير معالجات الفنان جيرارد دافيد التي تحملها أعماله الموجودة في بروغِس Bruges، غير أن ما غيّب تجربة هانس الأب، وأقصاها عن الأضواء والشهرة وجود مجموعة من الفنانين الذين استوعبوا جيداً الأسلوب الإيطالي في معالجة الأعمال الفنية الذي كان سائداً ومسيطراً وأكثر قبولاً ونجاحاً من أسلوبه الفني، ومن طريقة معالجته للأشكال والهيئات.

تميزت أعمال هذا الفنان بتمكنه الواضح من الرسم، ولاسيما معالجته للوجوه، وهذه الخاصية تحديداً نقلها لابنه هانس الذي اشتهر أكثر منه والذي يدين بشهرته لأبيه إذ علمه وأتقن تدريبه.

إلى جانب إنجازات هانس الأب الفنية وضع الكثير من التصاميم للرسم على الزجاج، ولنوافذ عدد من الكاتدرائيات، وغير ذلك مما يمكن إدراجه ضمن فنون العمارة والحرف.

واجهت هانس الأب في العام 1517 أزمة مالية دفعته إلى ترك أوغسبورغ والانتقال إلى إيسنهايم.

أمبروسيوس هولباين: "صورة لطفل شعرة أشقر"

أما ابنه البكر أمبروسيوس المولود عام 1494 في أوغسبورغ، والمتوفى عام 1519 فقد تلقى علوم الفن وزاولها لدى والده هانس. وفي العام 1514 غادر أمبروسيوس محترف والده، ليعمل مستقلاً في دير القديس سانت جورج S. George بمدينة شتاين أم راين Stein- am- Rhein.

استقر أمبروسيوس بدءاً من العام 1516 في مدينة بازل Basel في سويسرا يرافقه أخوه الأصغر هانس، حيث أوكلت إليهما جملة من المهام، من بينها القيام بتنفيذ مجموعة من الرسوم المنفذة والمطبوعة بوساطة الحفر على الخشب لمصلحة مجموعة من الناشرين في بازل، إضافة إلى قيامهما بإنجاز عدد من اللوحات الشخصية والدينيّة، غير أن أمبروسيوس الذي رحل وهو في ريعان الشباب، وقبل أن تنضج تجربته ظل مغموراً مقارنةً بأخيه الأصغر هانس المولود في أوغسبورغ نحو 1497/1498 والمتوفى في مدينة لندن عام 1543 متأثراً بوباء الطاعون.

كان هانس الابن متعدد الاهتمامات، فهو رسام ومصوّر ومصمم أزياء وحلي وأسلحة ولوازم الخيول وأغلفة الكتب ورسام خرائط. اتسمت لوحاته بالواقعيّة الدقيقة، ولا سيما اللوحات التي أنجزها في بلاط الملك هنري الثامن Henry VIII ملك إنكلترا.

يعد هانس الابن أكثر تمايزاً بين جيله من الفنانين الألمان، إذ كانت أعماله المنجزة ما بين عامي 1515- 1525 على قدر كبير من التنوع والابتكار. قام هانس الابن برحلات عدة إلى شمالي إيطاليا عام 1517، وإلى فرنسا عام 1524؛ ما أثر كثيراً في تطور موضوعاته الدينية، وطريقة معالجاته للوجوه والأشخاص. وفي عام 1519 انتسب إلى تجمع للفنانين، وتزوج أرملة دباغ جلود. وفي عام 1520 صار مواطناً في مدينة بازل، ثم بدأ في عام 1521 بإنجاز لوحات جداريّة مهمة في مقر مجلس دار بلدية بازل، وفي الوقت نفسه كان يقوم بإنجاز أعمال فنية لعدد من الناشرين في هذه المدينة مطبوعة بوساطة الخشب، تتضمن عناوين الصفحات، ورسوماً توضيحية للكتب، من بينها سلسلة مؤلفة من واحد وأربعين مشهداً صوّر فيها رقصة رمزية مستوحاة من القرون الوسطى عنوانها «رقصة الموت» تتسم رسومها بالتنظيم وباحتوائها على عدد كبير من المعلومات التي توضح حياة ضحايا الموت وعاداتهم. هذه السلسلة وضعها هانس الابن، وقام بحفرها على الخشب فنان آخر، وذلك ما بين عامي 1523- 1526 لكنها لم تنشر حتى العام 1538. بعدها انتقل هانس الابن إلى رسم مجموعة لوحات شخصيّة منها لوحة بونيفاكيوس أمرباخ Bonifacius Amerbach التي أنجزها عام 1519 والموجودة في متحف الفن ببازل، حقق فيها معلميّة كبيرة في التصوير ولا سيما معالجته الوجوه، وتضمين نظراتها قوة تعبيرية كبيرة، وإحاطتها بأجواء دراميّة خاصة.

هانس هولباين الابن: "المبعوثون" (1533)

من أولى الأعمال التي صوّر فيها هانس الابن شخصاً كانت لوحة المصلح الإنساني الألماني ديسيدريوس إيراسموس[ر] Desiderius Erasmus المنجزة عام 1523 والموجودة في متحف اللوڤرLouvre بباريس، تمثله وهو جالس على مقعده، منكب على أبحاثه. إن أبرز ما يميز هذه اللوحة الحساسية العالية، والدقة الكبيرة في رسم اليدين.

وفي عام 1526 اجتاحت البروتستنتيّة المتزمتة مدينة بازل وعطلت كل الفنون، ما دفع هانس الابن إلى مغادرتها عن طريق هولندا إلى إنكلترا، مزوداً برسالة توصية من إيراسموس، وفيها حقق نجاحات ملحوظة.

وتجلت أبرز أعماله الناضجة وأهمها في ذلك الوقت في اللوحات التي رسمها لرجل الدولة والكاتب السير توماس مور[ر] Sir Thomas More وأسرته، وكان معظمها بالحجم الكامل، غير أن نسخها الأصليّة لا تزال مفقودة، والموجود منها نسخ منقولة عنها ومحفوظة بمتحف الفن بمدينة بازل بسويسرا. (كان هانس الابن قبل أن يشد الرحال إلى إنكلترا قد قام بإنجاز مجموعة من الأعمال الفنية مع اللوثرية وضدها).

عدت لوحات هانس الابن المثال الأول لفن شمالي أوربا، وفيها أكد الخصائص الفرديّة المتميزة للشخصيات المرسومة، حيث حملت إدراكاً فيزيائياً رائعاً للواقع، وكانت بعيدة عن التأثر الديني، وهذا واضح في لوحة «العذراء مع أسرة العمدة ماير» المنجزة عام 1526 وفيها جمع هانس الابن ببراعة بين أسلوب أواخر العصور الألمانية الوسطى والأسلوب الفلمنكي الواقعي، والمعالجة الإيطالية الصرحيّة.

ترك هانس الابن نحو عام 1539 الموضوعات الدينيّة بمحض إرادته، وفي بازل أكمل ما بين عامي 1528- 1539 أعماله المهمة لمقر مجلس البلدية. وفي العام 1528 قام أيضاً بتصوير زوجته وولديه، ضمنها تعبيراً نفسياً عميقاً، لا يوجد مثله في باقي أعماله، واللوحة هذه موجودة في متحف الفن ببازل. وتصور هذه اللوحة الحزن العميق لعائلته التي تركها في بازل وغادرها إلى إنكلترا، حيث مكث فيها أحد عشر عاماً، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها بازل، على الرغم مما قُدم له فيها من عروض سخية.

وفي إنكلترا صوَّر شخصيات البلاط، وبعد أربع سنوات تفرغ رسمياً لخدمة الملك هنري الثامن.

يُعتقد أنه في السنوات العشر الأخيرة من حياته أنجز نحو مئة وخمسين لوحة للنبلاء والشخصيات الملكيّة، من بينها سلسلة رائعة تمثل التجار الألمان العاملين في لندن، ولوحتان للسفير الفرنسي في بلاط هنري الثامن، منفذتان عام 1533 وموجودتان في المتحف الوطني بلندن، إضافة إلى لوحات شخصية للملك وزوجاته، موزعة اليوم في دول عدة من بينها: فرنسا والنمسا وسويسرا.

أبرز خصائص لوحات هانس الابن اهتمامه بالتفاصيل الكثيرة التي شملت الأشخاص، والنبات والحيوان، والزخارف، والحلي، والأزياء، والمواد والخامات المختلفة، وهي على قدر كبير من النضج الفني، وتتضمن لعبة ذكية في الربط بين عمق اللوحة وسطحها، وبين علاقة إطارها بالخطوط الخارجيّة لشخوصها وموقعهم فيها.

أحاط الغموض بشخصيته وتضاربت الآراء حولها، نتيجة عدم توفر معلومات دقيقة وموثقة حولها.

أما آخر أفراد عائلة هولباين الفنيّة فهو سيغموند، الأخ الأصغر لهانس الأب. لا تتوفر معلومات كثيرة ودقيقة حوله. نشط ما بين عامي 1501- 1540، لكن إنجازاته الفنية كانت قليلة جداً، ومثل غالبية الفنانين في أيامه كان سيغموند يؤسس لوحته بالألوان قبل أن يقوم بالرسم فوق سطحها، بهدف منح التكوين بُعداً ثالثاً، والإيهام باكتمال اللوحة.

محمود شاهين

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

ألمانيا.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- MICHEL LACLOTTE, JEAN - PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture, (Librairie Larousse, Paris 1979).

- Lexikon der kunst, VEB E.A. Seemann Verlag, (Leipzig 1977).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 772
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 557
الكل : 31516863
اليوم : 33268

التداعي

التداعي   التداعي association استجابة الفرد لمثير ما بإعطاء أول كلمة أو صورة أو مدرك يخطر في باله. وهو أسلوب من أساليب العلاج النفسي التحليلي يستخدم للكشف عن مكنونات اللاشعور. كما أنه من أساليب الإضفائية projective methods المستخدمة عيادياً في تشخيص الاضطرابات النفسية. أساليب التداعي يرجع تاريخ استخدام هذه الأساليب إلى غالتون Galtone كوسيلة لدراسة العمليات العقلية سنة 1879 و1883. كما استخدمه بعض علماء النفس التجريبي مثل كاتل Cattel وبراينت Bryant سنة 1889.
المزيد »