logo

logo

logo

logo

logo

هوغارث (وليام-)

هوغارث (وليام)

Hogarth (William-) - Hogarth (William-)

هوغارث (وليم ـ)

(1697 ـ 1764)

 

وليم هوغارث William Hogarth رسام وحفّار إنكليزي ولد في لندن وتوفي فيها. بدأ حياته الفنية تلميذاً في محترف آليس كامبل الذي يعمل نقّاشاً للأوسمة الفضية، حيث تعلم فن صياغة القطع التزيينية الصغيرة، ونقشها بعناصر غنية ومعقدة ضمن مساحات محدودة وذلك في الفترة بين عامي 1718-1720، وحين اكتسب خبرة جيدة في هذا الميدان شرع يعمل لحسابه الخاص.

في عـام 1720 أنجز هوغارث كثيراً من اللافتات وشعـارات المحـلاّت التجارية بأسلوب شعبي، ليكسب مورداً لعيشه، ونقش محفورات طباعية (لوحات غرافيكية) كان أبرزها: «مساوئ اليانصيب» و«بعد قضية بحار الجنوب المالية»، ثم انعطف إلى الرسم الساخر (الكاريكاتير)»، مستعرضاً قضايا الحياة المسرحية الإنكليزية، وفي عام 1724 نشر لوحات مطبوعة بالحفر، ينتقد فيها الجوانب المتردية في المسرح الإنكليزي المعاصر له، وزيّن عدداً من المؤلفات الأدبية برسومه كان أبرزها «الفردوس المفقود». كما رسم في عام 1728 لوحة تمثل مشهداً من «أوبرا الشحاذين» لجون غاي John Gay، تحتفظ صالة تات في لندن بعدد من نسخها.

بدأ هوغارث بالظهور رسّاماً ونقّاشاً عام 1729 حين تزوج ابنة الرسام الشهير جيمس ثورنهيل James Thornhill إذ رسم وقتئذٍ صورة كبيرة بالألوان الزيتية للملك هنري الثامن Henry VIII وآن بولين Anne Boleyn، وتعد هذه أولى محاولاته الناجحة في تصوير الموضوعات التاريخية ذات الحجم الكبير.

استطاع هوغارث أن يكتسب شهرة جيدة في رسم الصور الشخصية portrait في الأوساط الأرستقراطية، وفرت له دخلاً مالياً جيداً، كان أبرزها: «عائلة وولاستون» و«زواج ستيفن باكنغهام وماري كوكس» المحفوظة في متحف متروبوليتان، وصورة «الامبراطور الهندي» التي أنجزها عام 1731.

في مطلع الثلاثينيات من القرن الثامن عشر أنجز هوغارث أول مجموعتين من الرسوم الناقدة المتسلسلة، كانت الأولى بعنوان «مهنة مومس» جاءت في ست لوحات أنجزها عام 1732، والمجموعة الثانية بعنوان «مهنة فاسق» وهي في ثماني لوحات أنجزها عام 1735 (متحف لندن). وقد أدخل في هاتين المجموعتين مفاهيم جديدة على الفن الإنكليزي، لم يسبق لها أن ظهرت في إنكلترا، وهي تعرض موضوعات أخلاقية مستمدة من الحياة الاجتماعية الإنكليزية المعاصرة له.

والحقيقة أنّ هوغارث أول فنان إنكليزي يسهم في نشر الوعي الثقافي بين الجماهير بما أنجزه من لوحات ومحفورات مطبوعة، كانت أقرب إلى المقالات النقدية التي تناول فيها عيوب المجتمع ونقائصه، على شكل قصص تعرض حياة الناس، وكان يعالج الموضوع الواحد في لوحات عدة متسلسلة.

وليم هوغارت: "زواج على الموضة"

وتعد مجموعة اللوحات الزيتية والرسومات المطبوعة التي خصصها لنقد الحياة الزوجية، وسمّاها «زواج على الموضة» من أروع آثاره التصويرية، وفيها كشف أسباب شقاء الأزواج.

وفي عام 1737 رسم هوغارث مجموعة جديدة في أربع حلقات باسم «يوم في لندن» إضافة إلى صورة كبيرة «للكابتن» كورام Coram أنجزها عام 1740 وهي محفوظة في مشفى «فوند لينيغ» في لندن، وتشير إلى ما تحول في فن الصورة الشخصية في إنكلترا بما تضمنته من قيم تشكيلية وتعبيرية جديدة، فصورة «الكابتن» لا تبدو صورة شخصية رسمية لملك أو نبيل، بل هي تعبير عن برجوازي وصولي، يحمل كل مظاهر الترف والانتهازية.

ويمكن أن يذكر في هذا السياق مجموعة من الصور الشخصية التي رسمها هوغارث خلال مسيرته الفنية، من أبرزها: «أطفال غراهام»، «ماري إدواردز»، «بنجامين هودلي»، «السيدة سالتر»، «صورة ذاتية للكلب»، «خدم المصور»، «غاريك وزوجته». وغيرها من الصور التي أنجزها في عقود الأربعينيات من القرن الثامن عشر، وهي محفوظة في متاحف لندن ونيويورك وفي مجموعات خاصة.

وفي عام 1745 انتهى هوغارث من مجموعة أخرى تناول فيها الطبقات الأرستقراطية في المجتمع البريطاني مثل لوحة «زواج على الموضة» وهي في ست حلقات محفوظة في «صالة العرض الجديدة» في لندن، وفي السنة التالية أنجز لوحة «المسير على فينشلي» ولوحة «غاريك في دور ريشارد الثالث» وهي تصور ممثلاً شهيراً يؤدي دوراً على خشبة المسرح.

وليم هوغارت: "كابتن كورام" (1740)

ولم يكتفِ هوغارث بالرسم والحفر، بل لجأ إلى الكتابة من أجل التعبير عن آرائه الفنية، ففي عام 1753 نشر دراسة نظرية بعنوان «تحليل الجمال» وهي بحث تناول فيه مفهوم الجمال من وجهة نظره، فهو يعد (الخط المتعرج) عنصراً أساسياً في الجمال لما يتصف به من ليونة وحيوية تضفي على العمل الفني قيماً جمالية وعاطفية تسري في النفوس.

وفي عام 1754 رسم مجموعة جديدة تصور مشاهد من الحملات الانتخابية أنجزها في أربع حلقات متسلسلة، وهي محفوظة في «متحف صوان» في لندن، ولذلك كان هوغارث في طليعة الفنانين الذين استطاعوا تصوير ملامح الحياة الاجتماعية بأسلوب ساخر لاذع.

وكان لا يخفي ميله نحو تصوير الموضوعات التاريخية التي أنجز منها: «السامري الطيب» و«مسبح بيت سعيد» التي خصصها لمشفى القديس بارتليمو. وهي مستوحاة من لوحات الفنانَين رفايلو Raffaello ورمبرانت Rembrandt لكن طريقة معالجته ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأسلوب الروكوكو Rococo الذي يميل إلى الفخامة وتسجيل التفاصيل بدقة مسرفة.

كان هوغارث يمثل عصره بكل ما فيه من أفكار وعادات، وكانت محفوراته المطبوعة كثيرة الشبه بروايات فيلدينغ Fielding وتتضمن المثل الواقعية بما فيها من مشاعر وأحاسيس ممزوجة بالنقد اللاذع للقيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة، مما أتاح لها الانتشار في الأوساط الأرستقراطية والطبقات الراقية والمتوسطة، وكانت أسمى بكثير من المحفورات المطبوعة التي سبقتها، والتي تحمل طابعاً شعبياً.

حطّم هوغارث المفهوم التقليدي لفن الصورة الشخصية في إنكلترا حين اختار لها موضوعات أصيلة تتعلق بالحياة المعاصرة، فكان في الواقع أديباً ساخراً بأدوات فنان رسام، ويمكن للمرء أن يقرأ المواقف الدرامية في لوحاته التي جعلته في موازاة كتّاب الكوميديا.

والحقيقة أن تصوير المناظر والأشخاص كان وقفاً على المصورين الأجانب الذين كانوا يفدون إلى إنكلترا بدعوة من ملوكها، لكن هوغارث استطاع أن يؤسس لفن الصورة الشخصية في إنكلترا بما كان يتمتع به من مهارات فنية وشخصية انتقادية، ظهرت في نتاجه ومحفوراته المطبوعة، وقد كان لديه طموح دائم للظهور رساماً للوحات التاريخية، معتقداً أن لدى الفنانين الإنكليز المقدرة التي تجعلهم فخورين بأنفسهم ووطنهم، وعليهم تجنب التقاليد الفنية الوافدة من إيطاليا، لذلك فهو يرسم صورة شخصية له عام 1741 يكتب عليها: «هوغارث إنكليزي حتى العظم».

طاهر البني

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

المملكة المتحدة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ جورج مدبك ـ راتب قبيعة, قاموس الرسامين في العالم (دار الراتب الجامعية، بيروت 1996).

ـ محمد عزت مصطفى، قصة الفن التشكيلي (دار المعارف، القاهرة 1964).

- Michel Lacolotte, Jean- Pierrecuzin, Petit Larousse de La Peinture (Paris 1979).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 743
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 548
الكل : 29660894
اليوم : 40904

لوغونس (ليوبولدو)

لوغونِس (ليوبولدو ـ) (1874 ـ 1938)   ليوبولدو لوغونس Leopoldo Lugones شاعر وناقد وروائي أرجنتيني بارز. ولد في بلدة ماريا دِل ريو سِكو Villa María del Río Seco لأسرة عريقة وتوفي في بوينس آيرِس Buenos Aires. فَرَضت عليه والدته في طفولته تربية دينية متزمتة قاسية، انقلبت في مراهقته تمرداً على أي نظام وعداءً للكنيسة الكاثوليكية وتوجهاً نحو الفكر الاشتراكي. أسس في منطقته أول مركز للعمل الاشتراكي وأسهم بكتاباته النقدية في الصحيفة ذات التوجه الاشتراكي «الفكر الحر» Pensamiento Libre، ونشر في عام 1893 ديوانه الشعري الأول «العوالم» Los mundos الذي لم يلقَ أي صدى لدى النقاد والقراء.
المزيد »