logo

logo

logo

logo

logo

بركلي (جورج-)

بركلي (جورج)

Berkeley (George-) - Berkeley (George-)

بركلي (جورج ـ)

(1685 ـ 1753)

 

جورج بركلي George Berkeley فيلسوف إيرلندي من أصل إنكليزي. ولد في كيلكني Kilkenny بإيرلندة، وتلقى علومه الأولى في مدرسة الدوق أورموند بكيلكنيDucke of Ormond School. درس الرياضيات واللغة والفلسفة، واطلع على آراء لوك التجريبية في دبلن (1700-1704) في كلية التثليث التي عين فيها سنة 1707 زميلاً لعدة سنوات. انتقل إلى لندن سنة 1713 واعظاً لكنيسة اللورد بيتر بورو Peter Borough. وتجوَّل في بعض أنحاء أوربة: فرنسة وإيطالية وصقلية ـ في سنوات 1716-1720، عاد بعدها إلى لندن فدبلن سنة 1721، حيث واصل عمله في كلية التثليث. ثم عاد إلى إيرلندة سنة 1734 وصار أسقفاً لكنيسة كلوين Cloin حتى سنة 1752. غادر بعدها إلى أكسفورد حيث وافته المنية.

أهم كتبه «محاولة نحو نظرية جديدة في الإبصار» وهو أول مؤلفاته الفلسفية. وله أعمال أخرى أشهرها «رسالة في مبادئ المعرفة الإنسانية» و«الخضوع السلبي» و«ثلاث محاورات بين هيلاس وفيلونوس» و«في الحركة»، وهو مؤَلف كتبه بركلي باللغة اللاتينية، و«السيفرون أو الفيلسوف الصغير»، و«المحلل»، و«الحلقات: سلسلة من التأملات الفلسفية ـ وأبحاث في فوائد ماء القطران» وهو آخر أعمال بركلي الفلسفية.

يعد بركلي أحد ممثلي النزعة التجريبية، ومؤسساً للفلسفة المثالية الذاتية idealism  subjective في القرن الثامن عشر، يصوغها ضمن إطار نظرياته اللامادية immaterialism التي تجمع في آن واحد بين المثالية والتجريبية empiricism، وبين اللامادية والحس المشترك common sense وبين المثالية (الذاتية) والواقعية الإبستيمولوجية[ر]، ليطرح نظرية في المعرفة تستمد قوامها من آراء معاصريه هوبز وبيكون ولوك، فتجعل من التجربة مصدراً للمعرفة، وتنكر آراء سابقيه: ديكارت، وأفلاطونيي كامبردج، حول وجود أفكار فطرية أو معرفة قَبْلية. وعلى تأثره بأفكار لوك فإنه عارض ميتافيزيقيته ونظرته الميكانيكية للعالم، وعارض أفكار نيوتن الرياضية، ونظريته عن المكان المطلق والجاذبية، وكذلك نظرية ليبتنز عن القوة وحساب اللامتناهيات، التي تعزو حركة الأجسام المادية إلى عللها الطبيعية، في حين يردها بركلي إلى جوهر روحي نشيط وفعّال، هو الله.

وتختلف مثالية بركلي عن المثالية العقلية، كما تتعارض مع تيار الفلسفة التجريبية الإنكليزية، الذي بدأ مع تمييز لوك الإدراك الحسي من التأمل العقلي، وانتهى بتفرقة هيوم بين الانطباعات الحسية impressions والأفكار ideas.

ينطلق بركلي، بوصفه فيلسوفاً تجريبياً، من مبدأ لوك القائل إنّ مصدر معرفتنا هو الإحساس sensation والانعكاس reflection لكنه يفهم الإدراك الحسي  perception بطريقة مغايرة، فهو يدحض أولاً تمييز لوك الكيفيات الأولية primary qualities من الكيفيات الثانوية Secondary qualities، لزعم بركلي أن المادة ترجع إلى مجموعة من الصفات الحسية sensible  qualities، التي لا فرق فيها بين صفات أولية (الامتداد والشكل) وصفات ثانوية (الحرارة واللون)، وذلك لتلازم وجودهما معاَ. وأن هذه الصفات كامنة في إحساساتنا الذاتية وليست في الأشياء ذاتها والمادة لا توجد إلا حين يدركها العقل. وأساس نقده للمادة هو المذهب الاسمي المثالي.

وترتكز نظرية بركلي على مبدأ يوحدّ الوجود مع الإدراك الحسي، ويربط حقلي الإبستيمولوجية epistemology والأنطولوجية ontology فتقرر أن «وجود الشيء هو إدراكه» وهذا ينطوي على مبالغة كبيرة وانتقال غير مشروع من نظرية المعرفة إلى الوجود، إذ يتطابق فيه الفكر والواقع، فيقضي بذلك على ثنائية ديكارت القائمة على التفرقة بين الروح والمادة. وتصبح الأشياء ذاتها مجرد انفعالات ذاتية، مجموعة إحساسات أو أفكار. فضلاً عن أنه يؤمن ـ كديكارت ـ بأن هذه الأفكار ليست نُسخاً copies عن الأشياء الخارجية. وبهذا يرفض بركلي نظرية الإدراك الحسي التمثيلي representative perception، ويعتقد بأن نظريته التجريبية الحسية تنسجم تماماً مع نظرية الحس المشترك، إلا أنها تتناقض مع الشكيّة المادية، ومع ثنائية الفكر والواقع. وهذا ما يدفعه لإلغاء أي وجود مادي مستقل عن العقل. الأمر الذي صبغ مذهبه بنزعة «الأنانة» Solipsism. لكن كمحاولة لتجنّب الأنانة، تتوسط ميتافيزيقية بركلي معتقداته الدينية، فيقرّ بوجود تكثّر للجواهر الروحية ووجود عقل كوني، هو الله. حيث يميز بين نوعين من الأفكار: أفكار كامنة في العقل، هي أفكار المخيلة والتذكر، وهي أفكار منفعلة سلبية تصدر عن جوهر روحي متناه هو النفس، فتكون النفس علّة هذه الأفكار.وأفكار واردة من الخارج، وهي أفكار الحواس والانعكاس، وتصدر عن جوهر روحي فعال لا متناهٍ هو الله، وليس عن المادة. و هكذا يكون الله هو العقل المدرك المطلق، وهو محل الأفكار، ومصدر الوجود الحقيقي للأشياء. وما ندركه بحواسنا من أفكار هو تمثّلات عن أفكار الله الأزلية التي نعي بها إرادة الله وفعله ووجوده، وذلك بتجلّي نفسه في نظام الطبيعة المطرد. فلا حتمية إذن في قوانين الطبيعة.

اتخذ بركلي مواقف مثالية قريبة من الأفلاطونية الجديدة، حيث أقر بوجود خالد للأفكار في عقل الله، ليهدم مفهوم الريبية skepticism  والمادية materialism. فكان بركلي بهذا مثالياً ذاتياً أكثر من كونه تجريبياً، وحافزاً لقيام تجريبية هيوم الشكية، وباعثاً على نشوء المثالية الألمانية بكل أشكالها: المثالية الذاتية subjective عند فيخته، والموضوعية objective عند شيلنج، والمطلقة absolute عند هيغل. فتعرضت فلسفته في القرن العشرين لنقد لينين في كتابه «المادية والنقدية التجريبية».

 

سوسن البيطار

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الإبستيمولوجية (نظرية المعرفة) ـ الاسمية ـ التجريبية ـ اللامادية ـ المثالية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ بركلي، جورج، المحاورات الثلاث بين هيلاس وفيلونوس، ترجمة هويدي (دار الثقافة، القاهرة 1976).

- George Berkeley, Philosophical Works: Including the Works on Vision, Introduction &Notes by M. R AYERS Dent (London  1983).

  - A.A.Luce,& T.E.Jessop eds., The Works of George Berkeley, Bishop of Cloyne, 9 vols.  (London & New York  1948 -1957).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 887
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1096
الكل : 40510093
اليوم : 39908

الجدران

المزيد »