logo

logo

logo

logo

logo

البلقيني (سراج الدين عمر بن رسلان-)

بلقيني (سراج دين عمر رسلان)

Al-Bulqini (Seraj ed Din Omar ibn Raslan-) - Al-Bulqini (Seraj ed Dine Omar ibn Raslan-)

البُلْقِيني (سراج الدين عمر بن رسلان ـ)

(724ـ805هـ/1323ـ1402م)

 

أبوحفص، عمر بن رسلان بن نصير، سراج الدين البُلقيني، العسقلاني الأصل، الكناني المصري.مجتهد، حافظ للحديث، من العلماء بالدين.

ولد ببلدة بُلقينة (محافظة الغربية بمصر) وتعلم فيها، وحفظ القرآن الكريم، وهوابن سبع سنين، وحفظ «المحرر» في الفقه، و«الكافية الشافية لابن مالك» في النحو، و«مختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه، و«الشاطبية» في القراءات. وقدم القاهرة مع أبيه وهوابن اثنتي عشرة سنة، فعرض حفظه على علمائها فبهرهم بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة فهمه، استوطن القاهرة سنة ثمان وثلاثين وأخذ عن أعيان العلماء كالتقي السبكي علي بن عبد الكافي(ت756هـ) والجلال القزويني محمد بن عبد الرحمن(ت739هـ)، والنجم الأسواني حسين بن علي(ت739هـ)، وكان جل انتفاعه في الفقه على شمس الدين ابن عدلان محمد بن أحمد بن عثمان(ت748)، وابن القماّح محمد بن أحمد(ت741هـ)، وقرأ الأصول على الشمس الأصبهاني (749هـ)، وأخذ العربية والصرف والأدب عن أبي حيان (745هـ)، ولازم ابن عقيل (769هـ) وانتفع به، وتزوج ابنته، وسمع الحديث من طائفة كبيرة من المحدثين، وأجازه بالرواية حافظاً دمشق المزي يوسف بن عبد الرحمن(ت742هـ)،والذهبي محمد بن أحمد(ت748هـ).

كان البلقيني أعجوبة زمانه حفظاً واستذكاراً واستحضاراً، جد واجتهد حتى فاق الأقران، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد، وعُدّ مجدد القرن التاسع، ولقب بشيخ الإسلام، وانفرد في آخر حياته برئاسة العلماء، وكان فقيهاً شافعياً، يحفظ الفقه سرداً، وإماما في فنون العربية، وعالماً في أصول الفقه، ويتكلم في التفسير بكلام فائق، وكان عالماً بالقراءات وأصول الدين، والفرائض، ويقول: ما أحد يقرئ الفرائض إلا وهو تلميذي أو تلميذ تلميذي، وكان عالماً في الحديث، ولكن غيره في معرفة الحديث أشهر، وكان يحفظ أحاديث الأحكام، ويقول الشعر.

عمل البلقيني في القضاء والفتيا والتدريس والتصنيف، فقد ناب في الحكم عن صهره ابن عقيل، وعين قاضياً في دمشق سنة 769هـ وباشر القضاء مدة يسيرة، وسافر إلى حلب بصحبة السلطان برقوق ]ر[، ونشر علمه، ثم عاد مع السلطان إلى مصر، فعلا قدره في مجلسه وتصدى للفتيا واستمر على الفتوى بقية عمره، وقال ابن عقيل: «هو أحق الناس بالفتيا في زمانه» واشتهر اسمه في الآفاق، وكان الناس يفدون عليه يستفتونه من شتى الأقطار، وكان السلطان يأخذ برأيه وإشارته، وكان موفقاً في الفتوى، ولا يأنف من مراجعة الكتب عند الإشكال، أوتأخير الفتوى ليحققها، وكان الإسنوي يتوقى الإفتاء مهابة له. وكان الناس يلجؤون إليه في المهمات الدينية والدنيوية وقد استقر في التدريس بجامع عمرو أكثر من ثلاثين سنة، ودرّس التفسير بجامع ابن طولون والبرقوقية، ودرّس في مدارس القاهرة المتعددة، ودرّس الأحاديث وحضره فقهاء المذاهب الأربعة، وكان يتكلم في الحديث الواحد من بكرة النهار حتى الظهر، ويقول الشوكاني: «وقد وقع الاتفاق على أنه أحفظ أهل عصره، وأوسعهم معارف، وأكثرهم علوماً» وتصدر للإقراء، فقرأ عليه خلق كثير، وأكثر فقهاء الشافعية بمصر من تلامذته وظل متفرغاً للتدريس والفتوى حتى عُمر، وتفردّ، ولم يبق من يزاحمه.

صنف البُلقيني كتباً كثيرة، أغلبها لم يتم، لأنه يشرع في العلم بتوسع طويل، ثم ينتقل إلى غيره، من مصنفاته: في الفقه الشافعي «التدريب» و«حواش على الروضة» مجلدان، و«الأجوبة المرضية عن المسائل المكية» و«تصحيح المنهاج» ستة مجلدات، وفي الحديث «محاسن الإصلاح» أتمه، و«مناسبات تراجم البخاري» و«شرحان على الترمذي» و«شرح على البخاري»، وصنف في التفسير «حواشي الكشاف»، وفي أصول الفقه «منهج الأَصْلين».

توفي البلقيني بالقاهرة ودفن بمدرسته التي بناها بحي باب الشعرية.

 

محمد الزحيلي

 

مراجع للاستزادة

 

ـ السخاوي، الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع (مكتبة القدسي، القاهرة1354هـ).

ـ الشوكاني، البدر الطالع (مطبعة السعادة، القاهرة 1348هـ).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب (تصوير دار الفكر عن الطبعة الأولى، بيروت).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 310
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 546
الكل : 29656537
اليوم : 36547

غوس (السير ادموند وليام-)

غوس (إدموند -) (1849-1928)   ولد الكاتب والناقد الإنكليزي إدموند وليم غوس Edmund William Gosse في لندن وتوفي فيها، وكان الابن الوحيد لعالم الطبيعيات فيليب هنري غوس Philip Henry Gosse. بدأ حياته العملية موظفاً في قسم المطبوعات في مكتبة المتحف البريطاني، ثم مترجماً في غرفة التجارة، ثم محاضراً في الأدب في جامعة كمبردج ثم أميناً لمكتبة مجلس اللوردات. نال في آخر حياته لقب «فارس» ووسام جوقة الشرف الفرنسي، ونُصِّب فارساً في عصبة «سانت أولاف» النروجية.
المزيد »