logo

logo

logo

logo

logo

الأردواز

اردواز

Slate - Ardoise

الأردواز

 

الأردواز slate صخر استحالي metamorphic دقيق الحبيبات ذو بنية نضيدة schistose تسمح بانفصامه إِلى صفائح رقيقة وفق مستويات متوازية، يتميز بمقاومته للعوامل الجوية ومتانة صفائحه وعدم نفاذ الماء والرطوبة فيه وتعدد ألوانه، وهذا ما يجعله مرغوباً في كثير من الاستعمالات الصناعية والعمرانية.

أصل الأردواز الجيولوجي

يتكون الأردواز من تحول الصخور الرسوبية الغضارية الواقعة تحت شروط بيئات الاستحالة المنخفضة الدرجة low grade metamorphism التي تتحقق فيها ضغوط عالية وحرارات منخفضة نسبياً.

(الشكل -1) الانفصام الأردوازي

ويحدث هذا التحول حين تقع هذه الصخور تحت غطاء صخري ثخين، أو حين تخضع لضغوط الطي الشديد المصاحب للحركات المولدة للجبال حيث يؤدي الضغط الشديد الموجه إِلى اعتصار الصخور الغضارية وإِحداث تغيرات في تركيبها وبنيتها الأصلية، تتمثل بتكون فلزات minerals جديدة مثل الميكا والكلوريت وظهور بنية نضيدة تتوجه فيها الفلزات الصفائحية أو المتطاولة والإِبرية وفق مستويات تقع عمودياً على اتجاه الإِجهاد stress المطبق على الصخور وتوازي المستويات المحورية لطياتها، وهذه البنية هي التي تكسب الأردواز قابلية انشطاره إِلى صفائح رقيقة، وهي تدعى بالانفصام الأردوازي (الشكل 1).

(الشكل -2) قابلية تكسرالاردواز وفق الاتجاهات الثلاثة

وهنا يجب التفريق بين هذا الانفصام وانفصام البلورات، إِذ يعتمد الأخير على نمط ترتيب الذرات في الشبكة البلورية. ويحتفظ الأردواز عادة بشيء من التركيب الغضاري الأصلي وبظواهر التطبق الرسوبي. ويندر أن تتوافق مستويات الانفصام مع سطوح التطبق، وكثيراً ما تتقاطع معها بزاوية كبيرة، وهذا ما يميز الأردواز من الغضار الصفحي shales الرسوبي. ويتوضح التطبق في الأردواز بوجود تداخلات طبقية ذات ألوان مميزة أو تراكيب تميل إِلى الطبيعة الرملية،  تبدو على تكشفاته بشكل عصائب مشوهة في معظم الأحيان. ويمكن أن يحتفظ الأردواز كذلك بالمستحاثات ولاسيما مستحاثات الغربتوليت Graptolite التي يساعد وجودها على ملاحظة التطبق الأصلي وتتبعه. ومن الممكن أن يسهم توجيه الحبيبات في الأردواز بتشكل اتجاه آخر للانفصام يقع في زاوية قائمة على مستوي الانفصام الأصلي ويوازي اتجاه الفلزات المتطاولة والإِبرية وحواف الفلزات الصفائحية، ويدعى باتجاه التجزع أو الحبة grain أو بالانفصام الزائف، الذي يتعمق أحياناً ليجعل من بعض الأردواز أنواعاً غير مرغوب فيها. وينسب تطور الانفصام الزائف إِلى تأثر الأردواز بإِجهادات ضاغطة لاحقة للتشكل (الشكل 2).

تركيب الأردواز

يتألف الأردواز من مجموعة فلزية معقدة ذات حبيبات بلورية دقيقة تقاس أبعاد معظمها بالمكرونات (المكرون = 10-6م) وقد لوحظ أن سهولة الانفصام الأردوازي تزداد مع ازدياد نعومة هذه الحبيبات. ويتم تحديد التركيب الفلزي للأردواز عن طريق الفحص بالمجهر الاستقطابي مع الاستعانة بتقنيات أكثر تعقيداً مثل التحليل التفاضلي الحراري differential thermal analysis والفحص بالمجهر الإِلكتروني.

 

Trélazé

(فرنسة)

Gulls

(بريطانية)

Bangor

(الولايات المتحدة)

Mayen

(ألمانيا)

Italy

(إيطاليا)

السيليكا SiO2) Silica)

50.00

55.00

57.10

60.00

28.00

الألومينا Al2O3) Alumina)

30.10

22.00

21.00

19.50

10.00

أكاسيد الحديد FeO2 Fe2O3) Ironoxides)

3.10

7.10

3.40

8.20

3.00

الجير (CaO( Lime

0.80

0.50

3.90

5.00

30.00

الضياع بالحرق ومتنوعة Ignition Loss and divers

16.00

15.40

14.60

7.30

29.00

   

100.00

100.00

100.00

100.00

100.00

   

الشرح: التركيب الكيماوي لبعض الاردواز

   

وقد وجد أن الأردواز الوسطي يتألف بوجه رئيسي من فلزات السيليكات مثل السيريسيت sericite والإِيليت illite والبلاجيوكلاز plagioclase والسيليكا (ممثلة بالكوارتز) إِضافة إِلى نسب قليلة متفاوتة من فلزات أخرى متنوعة مثل الكلسيت calcite والدولوميت dolomite والبيريت pyrite والهيماتيت hematite والسيدريت siderite والروتيل rutile والتورمالين tourmoline والغرافيت graphite وبعض الفحوم الهدروجينية. وتظهر بنية الأردواز بالتكبير القوي على شكل شبكة معقدة من وريقات وحراشف ميكاوية متوازية تتوزع في داخلها الحبيبات الفلزية الأخرى. ويبين الجدول (1) التركيب الكيمياوي لبعض الأردواز، ويبين الجدول (2) التركيب الفلزي (المينيرالوجي) لبعض الأردواز.

Trélazé

(فرسنة)

E.Pemmsylvania

(الولايات المتحدة)

السيرسيت Sreecite

46.4

الكوارتز Quartz

30.0

الكلوريت Chlorite

28.7

الايليت Illite

27.0

الكوارتز Quartz

32.7

السيرسيت Sreecite

10.0

الروتيل Rutile

0.5

الكلسيت Calcite

10.0

الغرافيت Graphite

0.4

البلاجيو كلاز Plagioclase

6.0

أوكسيد الحديد Ironoxide

0.1

الكلوريت Chlorite

5.0

متنوعة Divers

0.2

الدولوميت Dolonite

5.0

   

100

البيريت Pyrite

4.0

      الغرافيت Graphite

2.5

      الروتيل Rutile

0.5

         

100

 

خصائص الأردواز الفيزيائية

يعد اللون أهم ظاهرة وصفية للأردواز. فألوانه الشائعة تقع بين الرمادي والأسود، أما ألوانه الأخرى فهي الأخضر والأحمر والأرجواني والبني والأصفر، وذلك تبعاً لأنواع الفلزات الملونة الموجودة فيه ونسبها.

وتعود الألوان الرمادية والسوداء إِلى الغرافيت والفحوم الهدروجينية والبيريت، كما تعود ألوان الأحمر والبني والأصفر إِلى أكاسيد الحديد (الهيماتيت والليمونيت limonite) أما اللون الأخضر فيعود إِلى الكلوريت والبيريت والسيدريت. وتتغير ألوان الأردواز بسبب تعرضه للعوامل الجوية، وأكثر الألوان تأثراً هي ألوان الأخضر والأحمر بسبب أكسدة مركبات الحديد الثنائي، ويحصل العكس بنتيجة الإِرجاع. أما تغيره من اللون الأحمر إِلى البني أو الأصفر فيحصل بسبب إِماهة أكسيد الحديد النصفي (الهيماتيت).

أما الانفصام الأردوازي فهو أهم صفة تُدْخلها الاستحالة على الصخور الغضارية، وحيث يكون الانفصام جيداً فإِنه يسمح بالحصول على صفائح أردوازية رقيقة (الشكل 1). وتعود متانة صفائح الأردواز إِلى تنضيد حبيباته الفلزية وتلاحمها وارتفاع نسب الفلزات الثابتة أثناء الاستحالة. وتزيد مقاومة الأردواز للعوامل الجوية حين ينخفض محتواه من الفلزات القليلة الثبات، مثل البيريت والكلسيت والدولوميت والبلاجيوكلاز.

وتراوح مقاومة الأردواز للانضغاط بين 492-844كغ/سم2. وأما مقاومته للتكسر فلها أهميتها في استعمالات صفائح الأردواز، وتقاس باتجاه عرضاني على مستوى الانفصام، وتدعى بالمقاومة العرضانية transvers sterngth. فمثلاً يحتاج كسر صفيحة من الأردواز طولها 20سم وثخنها 1.25سم إِلى قوة ضاغطة على منتصفها تقرب من 546كغ/سم2. ويتصف الأردواز بمسامية ضعيفة لا تتجاوز بأي حال 2٪، وهي تراوح عادة بين 0.2٪ و 0.5٪.

أما الوزن النوعي (الكتلة الحجمية) الوسطي للأردواز فيقرب من 2.8غ/سم3، كما تقرب قساوته من الدرجة الثالثة بحسب سلم موس Mohs.

توضعات الأردواز

يشاهد الأردواز في مناطق مختلفة من العالم، منها:

الولايات المتحدة الأمريكية: وتعد أول دولة منتجة للأردواز، وأشهر التوضعات فيها ما يقع في الجزء الشرقي من ولاية بنسلفانية، وفي المنطقة الحدودية لولايتي فرمونت ونيويورك. وهذه التوضعات تؤلف نحو 75٪ من إِنتاج الولايات المتحدة.

فرنسة: وتتوزع فيها التوضعات في مناطق مختلفة، وأشهرها توضعات تريلازي Trélazé التي تؤلف وحدها نصف الإِنتاج الفرنسي من الأردواز.

بريطانية: وتشتهر فيها توضعات بانغور Bangor في منطقة الغال، وتعد أغنى توضعات الأردواز في العالم، إِذ تصل ثخانة تشكيلاتها إِلى 280م.

ألمانية: وأهم التوضعات فيها توضعات مايين Mayen في وادي المزل، وتوضعات وستفالية Westphalia وتوضعات تورينغ Thuring وتوضعات فرانكونية Franconie. وهناك توضعات أخرى تستثمر على نطاق ضيق في بلجيكة ولوكسمبرغ والنروج وسويسرة وإِيطالية وإِسبانية ويوغسلافية وتشيكوسلوفاكية والمغرب.

أما في سورية فلا توجد توضعات للأردواز.

استعمالات الأردواز

يباع الأردواز تجارياً على شكل صفائح أو مطحوناً بحالة مسحوق أو حبيبات. وتستعمل الصفائح في التغطية والتغليف والعزل والتزيين، ويستعمل الأردواز المسحوق والحبيبي في مجالات الصناعة.

في تغطية السقوف: يعد السقف بالأردواز من أكثر الاستعمالات شيوعاً، ويتم عادة برصف صفائح الأردواز الرقيقة والمتساوية على السطح العلوي للبناء وفق مستويين متعاكسي الانحدار وبطريقة تراكبية تمنع تسرب مياه الأمطار والثلوج. ويفضل لهذا الغرض الأردواز الرمادي والأسود لثبات ألوانه ولاسيما الأنواع المتميزة بالانفصام الجيد.

في التغطية والتزيين: وتستخدم لذلك أنواع الأردواز الضعيفة الانفصام بمختلف أنواعها. وتقطع عادة بأشكال صفيحية وتستعمل في بلاط الأرضيات ودرجات السلالم ومصاطب النوافذ والحدائق والمختبرات. وتحضر منها أيضاً صفائح واسعة لتغطية طاولات البليارد وألواح السبورة، أو تزين بها واجهات الأبنية. وهناك أنواع خاصة من الأردواز تتميز بناقلية كهربائية شبه معدومة، تستعمل في لوحات القواطع الكهربائية، وتكون عادة ذات ألوان فاتحة تفتقر في تراكيبها إِلى المواد الفحمية والبيريت وأكاسيد الحديد.

في الصناعة: يستفاد من قطع الأردواز الصغيرة وكسارته ومن بقايا العمل في المقالع والمناجم، في تحضير حبيبات الأردواز ومسحوقه. أما الحبيبات فتستعمل في إِنتاج صفائح أردواز صنعية، كما تستعمل في تزيين الجدران الداخلية والخارجية في المباني. ويستعمل المسحوق في تحضير الأردواز الصنعي، كما يستعمل في صناعات اللدائن والدهان مادة حَشْوٍ ويدخل أحياناً في تركيب أنواع خاصة من المنظفات.

وقد أمكن الحصول في الصناعة على حبيبات أردواز خفيفة الوزن بمعالجته حرارياً في درجات حرارة تراوح بين 1100ْ-1200ْ درجة مئوية. ويمكن استعمال الحبيبات الخفيفة في تحضير صبات إِسمنتية تمتاز بالمتانة والخفة، كما يمكن الاستفادة منها في إِنتاج لبنات عازلة للحرارة. وقد أمكن الحصول على أنواع خاصة من الصوف الصخري العازل بدمج مسحوق الأردواز مع خبث الحديد في حرارة عالية تحت تأثير تيار قوي من الهواء الساخن.

تصنيع الأردواز

كانت صناعة الأردواز في القديم محدودة جداً وتنحصر محلياً في أماكن وجوده. فهي لم تتعد، في معظم الأحوال، جمع الصفائح الأردوازية التي حطمتها العوامل الجوية أو تقطيعها يدوياً من تكشفاتها لتستعمل بحسب أشكالها المتاحة في تغطية البيوت الريفية البسيطة. ثم أخذت عمليات تقطيع الأردواز وتشطيره إِلى أشكال نظامية بالتطور في منتصف القرن الثالث عشر، حين بدأ المعماريون في استعماله أحجار زينة للمباني والقصور. وبقي استثمار الصخور الأردوازية مقتصراً على التوضعات القريبة من وسائط النقل النهرية أو البحرية. ثم بدأت صناعة الأردواز بالتطور السريع في منتصف القرن التاسع عشر إِذ توسعت مع إِنشاء الخطوط الحديدية، ووصلت إِلى أوجها وازدهارها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مستفيدة من الأجور المنخفضة للأيدي العاملة.

(الشكل -3)

وفي المدة الواقعة بين الحربين العالميتين بدأت صناعة الأردواز تواجه صعوبات عدة أهمها ارتفاع الكلفة في الاستخراج والتصنيع، ووصلت نسبة أجور اليد العاملة إِلى 75٪ من الكلفة، كما أدى إِدخال المكننة في العمليات المقلعية والمنجمية إِلى ارتفاع نسب التلف والنفايات، يضاف إِلى ذلك التزاحم والتنافس بين صفائح الأردواز والبدائل المصنعة مثل الآجر والأترنيت ولدائن مشتقات البترول.

وبصورة عامة تتمثل صناعة الأردواز بوجه رئيس في مرحلتين، مرحلة الاستخراج من المقلع أو المنجم، ومرحلة التحضير بحسب الأشكال المطلوبة.

استخراج الأردواز

 يتم استخراج الأردواز من المقالع والمناجم، ففي المقالع الحديثة لا تستخدم عمليات الحفر والتفجير إِلا حين فتح المقلع لإِزالة الصخور التي تغطيه، أو حين يراد التخلص من أجزاء فاسدة من التوضع. ويفتح المقلع عادة بهندسة تناسب الوضع الجيولوجي للتوضع. وبصورة عامة يبدأ الاستثمار مع بداية فتح المصاطب الاستثمارية المناسبة للتقطيع والتحميل.

تقطع كتل الأردواز بأشكال مكعبة أو موشورية تقاس أبعادها بالأمتار. ويتم القطع عادة بطريقة القناة أو بطريقة المنشار السلكي. ففي طريقة القناة تحفر قناة ضيقة وعميقة بطريقة آلية حول الكتلة المراد قطعها، ثم تضغط جانبياً لتفصل عن الصخر الأم. وأما النشر السلكي فيتم بحفر ثقوب عميقة في الزوايا الداخلية للكتلة المقرر قطعها، ويمرر من هذه الثقوب سلك فولاذي ذو تسننات دقيقة ويحرك السلك تحريكاً دورانياً ليقطع الجزء المطلوب. ومع أن هذه العمليات قد تبدو للوهلة الأولى سهلة وبسيطة، إِلا أن تنفيذها يتطلب تقنيات متطورة، لأن صخور الأردواز ليست على جانب كبير من التجانس أو التماسك. ويتم تقطيعها الاستثماري بشكل انتقائي من توضعات معقدة جيولوجياً.

وتأخذ وضعية التطبق وتتبع الطبقات دوراً مهماً في عمليات الاستثمار الانتقائي للأردواز لأن الأنواع الجيدة منه تقع في طبقات لها مواصفات معينة تتوجه الأعمال الهندسية في المقلع لمتابعتها، ويعطى في هذا المجال أهمية لاتجاهات الانفصام والانفصام الزائف. وتقود متابعة الاستثمار المقلعي أحياناً إِلى التعمق تحت سطح الأرض بالعمل المنجمي الذي يتطلب مهارة وخبرة وتقنية وأعمالاً أكثر تعقيداً. وفي بعض التوضعات يبدأ الاستثمار مباشرة في العمل المنجمي.

وتصمم عمليات الاستثمار المنجمي عادة لتناسب استغلال الجزء المهم من التوضع. فهي تشمل حفر فتحة منجمية shaft شاقولية أو مائلة تخترق التوضع، وتوجه منها أنفاق جانبية استثمارية تتصل بفتحات تهوية. ويترك عادة بين التجاويف التي يخلفها التقطيع أجزاء داعمة من التوضع نفسه. ويسير الاستثمار عادة باتجاه تراجعي من المحيط إِلى المركز، ومن الأسفل إِلى الأعلى، مع ردم النفايات في الفجوات التي يخلفها الاستثمار.

(الشكل -4) مراحل الفصم لتحضير الصفائح الرقيقة

تحضير الأردواز بحسب الأشكال المطلوبة: يتم هذا التحضير خارج نطاق المنجم أو المقلع، وهو يعتمد بوجه رئيسي على خاصة الانفصام الأردوازي. وتشتمل عمليات التحضير هذه تقطيع الأردواز إِلى شرائح وفق سطوح الانفصام بثخانات تراوح بين 8و12 سم ثم قص هذه الصفائح بمنشار القرص الدوار إلى عدد من الصفائح المتساوية، ثم تفصم كل صفيحة إِلى صفائح أكثر رقة تراوح ثخانتها بين 12و16مم، تفصم أيضاً إِلى صفائح رقيقة بثخانة دنيا تراوح بين 3و4مم (الشكلان 3و4).

وتطرح صفائح الأردواز الرقيقة في الأسواق لتستعمل في السقف وفق نماذج متنوعة أهمها:

النماذج الفرنسية: وهي رقيقة نسبياً تبلغ ثخانتها نحو 3مم، وتناسب سقف المباني في المناطق السهلية القريبة من البحر.

النماذج البريطانية: وهي أثخن من الفرنسية وأكثر متانة وتبلغ ثخانتها 4مم، وهي تستخدم في تغطية سقوف المباني في المناطق الباردة ذات الأمطار والثلوج الغزيرة.

النماذج المربعة: وصفائحها متينة تناسب تغطية المباني والمنشآت الزراعية والصناعية.

النماذج التاريخية: وهي صفائح كبيرة نسبياً تراوح ثخانتها بين 5ـ6مم وتستعمل لإِصلاح الآثار والنصب التاريخية وترميمها.

محمد برهان عطائي

مراجع للاستزادة:

- BATES, Geology of the Industrial Rocks and Minerals, (doover Ppublication Inc., U.S.A. 1969).

 


التصنيف : علم طبقات الأرض و علوم البحار
النوع : علوم
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 861
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 666
الكل : 32482598
اليوم : 19146

التكيف النفسي

التكيف النفسي   التكيف ajustment adaptation عملية دينامية مستمرة، يهدف بها الفرد إلى أن يغير سلوكه، ليحدث علاقة أكثر توافقاً وتوازناً مع البيئة، كما تدل على مفهوم بيولوجي استخدم في نظرية التطور والبقاء، فالكائن الحي القادر على التكيف مع البيئة، ومفاجآتها يستطيع الاستمرار في البقاء، أما الذي يخفق في التكيف فمصيره إلى الزوال، وتشمل البيئة كل المؤثرات والإمكانات والقوى المحيطة بالإنسان التي يمكن أن تؤثر في جهوده للحصول على التوازن النفسي والبدني في معيشته. مجالات التكيف تتداخل مجالات التكيف، ويمكن تقسيمها إلى الفئات الآتية: ـ التكيف البيولوجي: ويقوم على تكامل الأعضاء الفيزيولوجية وأدائها الوظيفي لدى الكائن الحي، ضمن ما يطلق عليه عتبة التكيف الحسي. ـ التكيف الإيكولوجي: وهو تعايش الشخص مع شروط البيئة وتعامله معها بسلوك مناسب من المقاومة والتقبل. ـ التكيف الثقافي الاجتماعي: ويتعلق بطبيعة التنظيم الاجتماعي والثقافي وعلاقات أفراده وجماعاته. ـ التكيف النفسي المعرفي: ويتم عن طريق الإدراك والتفكير والقيام بعمل معرفي، ويؤدي إلى التكامل بين العمل البنيوي والوظيفي. ـ التكيف النفسي الانفعالي: ويشمل كل نشاط يتعلق بغدد الإنسان الداخلية وعواطفه وانفعالاته. ـ التكيف الفلسفي الأخلاقي ـ الروحي: ويعني تصرف الإنسان وفق فلسفات خاصة تعلمها في بيئته، وتجعله يفسر الظواهر والأشياء والمواقف وفق معتقداته الفلسفية والأخلاقية والروحية. هذا ويصعب الفصل بين هذه المجالات في الحياة الفعلية. مكونات التكيف اهتم بياجيه Piaget بالتكيف والتنظيم العقلي عند الأطفال، واستخدم منهجاً شبه عيادي في البحث، استقى فيه معلوماته من الملاحظات عن النمو العقلي لدى الأطفال من حيث المحتوى والبنية والوظيفة، وفسر النمو من خلال عمليتي التنظيم والتكيف، فالتنظيم له مستويان: بيولوجي وسيكولوجي، ويعبر المستوى البيولوجي للتنظيم عن الأفعال المنعكسة، في حين يعبر المستوى السيكولوجي عن تطوير البنية البيولوجية أو تعديلها نتيجة الاحتكاك والتفاعل مع البيئة. ويتحقق التكيف لديه من خلال عمليتي التمثل assimilation والمطابقـة accommodation، ويتم التمثل من الخارج إلى الداخل، ضمن سلسلة من الخطط مثلما يتمثل الطفل الطعام والخبرات الجديدة. وفي الطفولة المبكرة (2-5) سنوات يركز الطفل على نفسه، ولذلك يقوم بفاعلية التمثل أكثر من المطابقة مستخدماً الكلمات والرموز، ويبني الخطط التمثلية في ألعابه الإيهامية ويحورها حتى تصبح مقبولة لوجهة نظره، وتتزايد خطط المطابقة في الطفولة المتأخرة (6-12) سنة، إذ تختفي الألعاب الإيهامية التمثيلية وتظهر فيها أشكال المطابقة مع البيئة الاجتماعية وبعدها تعود فعالية التمثل إلى السيطرة، في المراهقة (13-18)، وفي آخرها يتوازن التكيف بالتمثل مع التكيف بالمطابقة، إذ يعدل الخطط نتيجة تمثل الخبرات الجديدة داخل البنية. وتظهر فعالية المطابقة في الاستكشاف والاستطلاع والتعلم بالمحاولة والخطأ، إذ يقوم الإنسان بتوليفات للخطط، ويستمر بالتجارب والبحث عن معلومات إلى أن يصل إلى خطط جديدة ناجحة، ومن خلال تفاعل عمليتي التمثل والمطابقة، يتمثل الطفل خبرات جديدة أو يكيف خططه عن طريق توسيعها أو مزجها، حتى يتمكن من مواجهة المواقف الجديدة، وبذلك تكون خططه مرنة للغاية، لكنها تظل محتفظة بطابعها ككليات منظمة، يسميها بياجيه الخطط، وبها يواجه الأحداث، ومتغيرات البيئة، أو كلما وسع الإنسان من نطاق عمله وأدائه. التكيف الناجح والتكيف المخفق (التكيف الإيجابي والتكيف السلبي) ليست كل المحاولات التي يقوم بها الفرد في سبيل التكيف ناجحة دوماً، وتختلف درجة النجاح من موقف لآخر بحسب ظروف المواقف، وتوافر الوسائل الملائمة، فإن كانت الاستجابات التي يقوم بها الفرد موصلة للهدف من دون أن يترتب عليها خسارة له أو للمجتمع، يوصف التكيف بأنه ناجح. أما التكيف غير الناجح فهو التكيف الذي لا يوصل إلى الهدف، فالفرد الذي يعيش في بيئة باردة وينتقل إلى منطقة حارة يتخذ عدداً من التدابير لحماية عضويته من التغير في البيئة الطبيعية، فإذا نجحت تلك التدابير يوصف بأنه تكيف ناجح، وإن أخفقت يوصف بأن تكيفه غير ناجح أو مخفق. العوامل الأساسية في التكيف 1ـ العوامل الجسدية: قد يحدث سوء التكيف بسبب الشروط الفيزيولوجية في بناء الجسم، وإن عدم إشباع الحاجات العضوية الأساسية يجعل صاحبها عرضة للاضطراب والتوتر وعدم التوازن. 2ـ العوامل النفسية: يتأثر التكيف بخبرات الطفولة والحاجات الأساسية المشتقة والقدرات العقلية وموقف الإنسان من نفسه: آ ـ خبرات الطفولة: تتكون قدرات الفرد وخصائص شخصيته وأنماط سلوكه في مرحلة الطفولة المبكرة، أي في السنوات الخمس الأولى من العمر التي تنتقل آثارها إلى المراحل التالية من عمر الإنسان، وتكوّن الهيكل الأساسي لبنية شخصيته، وفيها تتكون العقد النفسية والعصابات والمخاوف المرضية وما يترتب عليها من جنوح الأحداث والتخلف المدرسي، في المراحل اللاحقة من العمر. ب ـ الحاجات المشتقة: ويُقصد بها الحاجات التي تنشأ بنتيجة التعلم، وتكون في خدمة الحاجات الأساسية. وقد رتب ماسلو Maslow  الحاجات بحسب أهميتها مبتدئاً بالحاجات الأساسية: كالحاجة إلى الطعام والشراب (الفيزيولوجية) الحاجة إلى الأمن والحاجة إلى الحب والانتماء والتفاعل والحاجة إلى المكانة والتقدير واحترام الذات والحاجة إلى تحقيق الذات والحاجات الجمالية. ج ـ القدرات العقلية الخاصة: قد يعاني الأفراد الذين تكون قدرتهم الذكائية منخفضة من سوء التكيف، فيصابون بالإحباط والخيبة، وقد يعاني المتفوقون من التلاميذ حالات الملل والضيق بسبب ارتفاع قدراتهم عن مستوى غالبية الزملاء، لذلك دعت التربية الحديثة إلى التعلم الفردي أو الذاتي داخل المدرسة وخارجها حتى يتعلم كل تلميذ وفق سرعته الذاتية في التعلم، ووفق حاجاته ونجاحه في التعلم. د ـ موقف الإنسان من نفسه: إن معرفة الإنسان لنفسه، وما يمتلك من إمكانات، ورضى الإنسان عن نفسه، يمكّنه من أن يرسم مستويات طموح واقعية خاصة به تتناسب وإمكاناته، إذ إن الكثير من متاعب الأفراد تنجم عن تطلعهم إلى أعمال تفوق إمكاناتهم، أي إن مستويات الطموح لديهم لا تمكنهم من الوصول إليها. لذلك يتغير مستوى طموح الفرد في حياته من خلال سلسلة النجاح والإخفاق التي يجدها في تعلمه وفي حياته اليومية. 3ـ العوامل الاجتماعية: إن انتماء الفرد إلى فئة اجتماعية أو جماعة يدفعه إلى الأخذ بالمظاهر السلوكية الغالبة في تلك الفئة أو الجماعة والتقيد بقيمها، وقد يكون ذلك عاملاً من عوامل سوء التكيف وتسهم الأوقات التاريخية العصيبة التي تمر بها الجماعة، والتي يرافقها اضطراب وفوضى وقلق وانعدام للأمن في شذوذ الأفراد والتعرض لحالات الجنوح والعدوان، وقد ارتفعت هذه الحالات في أعقاب الحروب العالمية والإقليمية والأهلية. آليات التكيف الشعوري واللاشعوري في التحليل النفسي وضعت مدرسة التحليل النفسي التي أسسها سيغموند فرويد Freud آليات نفسية للتكيف: آليات التكيف الشعورية: هي آليات يستخدمها الفرد في مواجهة مواقف الحياة على نحو واع وإرادي، بحيث يسمح له الموقف بالتفكير والمحاكمة والتخطيط والمواجهة واستخدام كفاياته العقلية والمعرفية والحركية في إيجاد الحلول التي تكفل له تحقيق أهدافه. آليات التكيف اللاشعورية (الحيل الدفاعية): حين يواجه الفرد مواقف تهدد ذاته أو تعرضه لتجارب مشبعة بالقلق ويخفق في تأمين سبل المواجهة العقلانية الناجحة، فإنه يلجأ لاستخدام الحيل الدفاعية، وهي محاولات لاشعورية يقوم بها الفرد لحماية نفسه وتأكيد تكامل ذاته. وتتصف هذه الحيل والآليات بأنها محاولات للهروب من المواقف المثيرة للقلق، وتنطوي على تشويه لعناصر المعلومات البيئية، وقد يقوم بها الأسوياء وغير الأسوياء بصورة لا شعورية، وصنفها فرويد على النحو الآتي: 1ـ الكبت: حيلة دفاعية، تمنع الأفكار المؤلمة والمهددة للذات من الدخول إلى الشعور، فترسل إلى ساحة اللاشعور لتستقر هناك مع بقية الرغبات والاندفاعات المكبوتة بسبب قوانين الضبط الاجتماعية التي تمنع تحقيقها لتعارضها مع قيم المجتمع المنظم وأعرافه. 2ـ النكوص: ويعني ارتداد الفرد وعودته إلى أساليب طفلية أو بدائية في السلوك والتفكير والانفعال حين تعترضه مشكلة أو يواجه موقفاً مؤلماً. 3ـ الإسقاط: حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه ونقائصه إلى الآخرين، بعد أن يبالغ في تقديرها، فالبخيل يصف غيره بالبخل. 4ـ التقمص: ينزع الشخص في هذه الحيلة الدفاعية إلى دعم قيمته الذاتية أو حمايتها، وذلك بتوحيدها مع سمات شخص آخر يملك هذه الخصائص والسمات، ولا يكون التقمص دائماً نحو السمات الموجبة، بل يتجه في الكثير من الحالات نحو السمات السالبة، ومثال التقمص: تقمص الطالب شخصية أبيه أو معلمه، وكتقمص الفتاة لأمها. والتمثيل هو أحد أشكال التقمص الاصطناعي. 5ـ التعويض: يهدف التعويض إلى تغطية الضعف أو إخفائه، بتأكيد بعض السمات المرغوبة فيها في مجال ما، بوساطة الأفراد في مجال آخر، ومثال ذلك الفتاة القصيرة التي تحاول ارتداء أحذية تزيد من طولها. 6ـ التبرير أو التسويغ: تشير هذه الحيلة الدفاعية إلى الحالات التي يهرب فيها الشخص من تحمل مسؤوليته عن عمل شائن، فهو لا يتنكر للعمل المشين بل يجد الأعذار والمسوغات لإخفاقه أو هروبه ليقنع ذاته والآخرين بأن أسباباً عقلانية كانت وراء الإخفاق. 7ـ الأخيلة والأوهام: يستخدم الفرد أحياناً الأخيلة والأوهام وسيلة دفاعية، يتكيف بها مع الواقع وإشباع حاجاته. والأخيلة أشكال من التركيب تضم مجموعة من الصور ترتبط مع إشباع الحاجات، ويغلب فيها أن يكون المحرض والمثير أنواع الخيبة والإخفاق في الحياة الواقعية. وليست كثرة الأحلام، كأحلام اليقظة وأحلام النوم المنطوية على صور الطعام والأغذية إلا نوعاً من تحقيق ما خاب الجائع في تحقيقه في ساعات يقظته وسعيه وراء الرزق، وقد تكون الأخيلة بناءة ومنتجة. 8ـ التسامي: هو نوع من أنواع التحويل، وفيه يحول الإنسان طاقته من ميادين لا يرضى عنها المجتمع إلى غايات أو أغراض سامية، يوافق عليها وينظر إليها وإلى من يسعى وراءها نظرة احترام وتقدير، ويظهر التسامي أيام الطفولة حين يجد الطفل إجراء محموداً يقدره المجتمع فيوجه إليه الكثير من طاقته، ويجد فيه نوعاً من إشباع الحاجات والمتعة وقبول المجتمع ذلك النوع من السلوك وثناءه عليه،من ثم تعزيزه. وظيفة الحيل الدفاعية في التكيف النفسي اتضح أن الحيل الدفاعية وسائل لخفض القلق والتوترات المصاحبة للأزمات النفسية على اختلاف أنواعها ومصادرها، فهي تخفف من وطأة العقبات المادية والمعنوية التي تعترض الفرد، كما تقيه من معرفة عيوبه ونقائصه ونياته الدفينة الذميمة، فتقيه من مشاعر النقص والذنب، ومن استصغار نفسه واتهامها، فهي تعمل بطريقة آلية لاتسبقها رويّة أو تفكير، كما لايمكن ضبطها بالإرادة، وأغلبها فطري لايكتسبه الفرد عن طريق الخبرة والتعلم. التكيف النفسي والحضارة التكيف في أصله مستمد من علم الحياة، فعلماء البيولوجيا هم أول من استخدموا هذا المفهوم وعرفوه بأنه: (أي تغيير في الكائن الحي، سواء في الشكل أو الوظيفة يجعله أكثر قدرة على المحافظة على حياته أو بقاء جنسه) ثم انتقل هذا المفهوم إلى علم النفس واستخدمه علماء النفس للدلالة على مدى ملاءمة العضو لوظيفته. وعندما وصل التكيف إلى تفسير السلوك الاجتماعي، أصبح أكثر اتساعاً، فشمل كل مايقوم به الفرد من سلوك، ليوفق بين سلوكه ومطالب البيئة، ويمكن أن يوصف سلوك الإنسان التكيفي كردود أفعال لعديد من المطالب والضغوط البيئية التي يعيش فيها. ويعيش الإنسان في الحضارة الحديثة في بيئة يكثر فيها القلق والحيرة والارتياب والارتباك بين الناس بسبب التغير التقني والاجتماعي السريع، ولاسيما في أواخر القرن العشرين. وقد شجعت الأنظمة الرأسمالية السريعة التغير، التنافس المسعور بين الناس وأضعفت الصلة بين العامل وصاحب العمل، وأوهنت روابط الأسرة، وشجعت على السلوك لمصلحة الفرد، مما أشاع القلق واضطراب الصحة النفسية واختلال الصحة الخلقية. ولذلك لابد من تحصين الإنسان ووقايته من مساوىء الحضارة والاستفادة من فوائدها، لتحسين تكيف الإنسان المتوازن من خلال معرفته لنفسه وتعليمه حل المشكلات بالطرق الصحيحة وجعله صديقاً لنفسه، له هدف في الحياة، صريحاً في كل معاملاته، صبوراً متقناً لعمله. والتكيف الصحيح مع متطلبات الحياة سريعة التغير، يجعل المرء أكثر توازناً في علاقته مع نفسه وبيئته.   محمود ميلاد   الموضوعات ذات الصلة:   بياجيه ـ التحليل النفسي ـ التعلم ـ فرويد.   مراجع للاستزادة:   ـ نعيم الرفاعي، الصحة النفسية، دراسة في سيكولوجية التكيف (منشورات جامعة دمشق 1986). ـ يوسف ميخائيل أسعد، الشخصية الناجحة (نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة 1990). ـ د.م بيرد، جان بياجيه وسيكولوجية نمو الأطفال، ترجمة فيولا فارس الببلاوي (مكتبة الإنجلو المصرية، القاهرة 1977).
المزيد »