logo

logo

logo

logo

logo

بانياس (الجولان)

بانياس (جولان)

Baniyas (Golan) - Baniyas (Golan)

بانياس (الجولان)

 

بانياسBaniyas قرية سورية في هضبة الجولان تتبع ناحية مسعدة من محافظة القنيطرة، تقع عند النهاية الجنوبية الغربية لجبل الشيخ على مسافة 24 كم شمال غربي القنيطرة على الحدود السورية ـ الفلسطينية. ارتفاعها عن سطح البحر 350م، كان عدد سكانها 1125 نسمة قبل عام 1967 حين احتلها الصهاينة وهجّروا أهلها منها. وإلى جوارها آثار قديمة ومغارة ينبع منها نهر بانياس رافد نهر الأردن[ر]، وإلى الشمال منها على مسافة 17كم تقوم أطلال قلعة بانياس المعروفة باسم «الصُبيبة».

كانت بانياس مدينة تشغل موقعاً جميلاً بمياهه الغزيرة ونباتاته الوفيرة، وصفها أبو الفداء في تقويم البلدان فقال: «بانياس اسم لبلدة صغيرة ذات أشجار محمضات وغيرها، وأنهار، وهي على مرحلة ونصف من دمشق من جهة الغرب بميلة إلى الجنوب، والصُبيبة قلعتها وهي من الحصون المنيعة ...»، وذكر اليعقوبي أنها كانت قصبة الجولان، ووصفها المقدسي بأنها «على طرف الحولة وحدِّ الجبل، وإليها انتقل أكثر أهل الثغور لما أُخذت طرسوس، وزادوا فيها، وهي كل يوم في زيادة، ولهم فيها نهر شديد البرودة يخرج من تحت جبل الثلج وينبع وسط المدينة، وهي خزانة دمشق ...».

 التاريخ

لبانياس تاريخ قديم حافل يرجع إلى زمن الكنعانيين، ولكن أول ذكر لها باسم بانيون Panion أو بانيوم أو بانيس Paneas  كان في العهد الهليني السلوقي، والاسم منسوب إلى «بان» Pan رب الرعاة عند الإغريق، وله معبد في غار في جوار القرية ينبع منه نهرها. وحين زار الامبراطور الروماني أغسطس سورية وفلسطين سنة 20 ق.م، أقطع هيرودس الكبير (حكم 37-40 ق.م) مقاطعةَ بانياس، فقام هذا الأخير بتجميلها وتوسيعها وأقام فيها هيكلاً من المرمر لأغسطس، سماها ابنه فيليبُّس قيصرية Caesarea، فعُرفت باسم قيصرية فيليبي، وزارها السيد المسيح (متى 16/13)، ثم صار اسمها «نيرونياس» نسبة إلى نيرون (ت268)، ثم صارت تعرف باسم قيصرية بانياس تفريقاً لها عن قيصرية (قيسارية) فلسطين، وبقي القسم الثاني من الاسم هو الغالب عليها، وفي القرن الرابع للميلاد غدت بانياس مقر أسقفية مقاطعة «فينيقية» الرومانية من ولاية سورية، واتخذها هرقل قاعدة لحشد جيوشه استعداداً لمعركة اليرموك، فتحها المسلمون سنة 15هـ/636 م وسكنها عرب من بني قيس فغدت مدينة ذات أسوار وقصبة للجولان من أعمال دمشق، وأقيمت القلعة على مقربة منها.

ازدادت بانياس وقلعتها أهمية في زمن الحروب الصليبية، وأصبحت منطقة نزاع بين العرب والفرنجة، وغدت قاعدة متقدمة لقوات دمشق وجعلها الأتابك ظهير الدين طغتكين[ر] مقر قيادته سنة 505هـ/1111م حين تحرك لفك حصار الصليبيين عن صور، وتبادل المسلمون والفرنجة السيطرة عليها مدة من الزمن، ولم تلبث المدينة وقلعتها أن فقدتا أهميتها مع مرور الزمن فأهمل شأنهما وتقلصت المدينة إلى حالها اليوم ولحق الخراب بالقلعة فغدت أطلالاً.

قلعة الصبيبة

تشغل القلعة جرفاً صخرياً متطاولاً فوق هضبة عالية في لحف الجبل تزداد ارتفاعاً باتجاه الشمال وتواجه دفاعاتها الرئيسية الجبال من الشمال. طولها من الشرق إلى الغرب نحو 435م ويراوح عرضها من الشمال إلى الجنوب بين 75 و165م. تتألف القلعة من معقل رئيس مرتفع في الجهة الشرقية يسمى «القِلَّة» أو «القليعة» وهي على هيئة برج محصن محاط بفناء صغير مسوَّر، ومن قلعة سفلية تضم بقية أجزائها ويحيط بها جميعاً سور ساتر. وقد تطلبت الانحدارات المتواضعة لسفوح الجبل من جهة الجنوب إقامة أقوى التحصينات في القلعة، فشُيدت على هذا الجناح ستة أبراج مستطيلة مدمجة في السور تبرز عنه قليلاً وشيد برجان دائريان حصينان للدفاع الجانبي، أما الجناح الشمالي فيتمتع بحماية طبيعية على ريف صخري شديد الانحدار لا يحميه سوى سور قليل الارتفاع غير منتظم يتماشى مع حافة الهضبة، وأما الجهة الغربية فحصنت بسور طوله 165م مزود بأربعة أبراج مربعة ومستطيلة تبرز عن السور مسافة 7 ـ10م.

الآثار القديمة

تضم أراضي بانياس الكثير من الخرائب الأثرية لعل أهمها أطلال معبد بان وبعض المنشآت من العصرين الهليني والروماني، وهي تقع عند الطرف الغربي والطرف الشمالي من القرية القائمة اليوم، ومن بينها كهف ومحاريب منقورة في الصخر وبقايا أعمدة وتيجان وآثار أبنية من الحجر وقناة لجر مياه النبع. وقد عثر بين هذه الأطلال في أثناء التنقيب على تمثال نصفي بارز على ترس من البرونز لامرأة جميلة أطلق عليها اسم «إيماغو كليبياتا أميرة بانياس» ويرجع إلى القرن الثاني الميلادي وقد نُقل إلى المتحف الوطني بدمشق.

 

محمد وليد الجلاد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الجولان ـ سورية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ حمزة بن أسد التميمي المعروف بابن القلانسي، تاريخ دمشق، تحقيق د. سهيل زكار (دار حسان، دمشق 1983).

ـ فولفغانغ مولر فينر، القلاع أيام الحروب الصليبية، ترجمة محمد وليد الجلاد (دار الفكر، دمشق 1982).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 673
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 556
الكل : 31243251
اليوم : 68408

بيرشنغ (جون جوزيف-)

بيرشنغ (جون جوزيف ـ) (1860 ـ 1948)   جون جوزيف بيرشنغ John Joseph Bershing جنرال جيش (فريق أول)، كان رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي، اشتهر بلقبه جاك الأسود Black  Jack لحزمه وانضباطه الشديدين. ولد في أسرة متواضعة، في بلدة لاكليد من مقاطعة لين ولاية ميسوري Laclede, Lynn county. نجح في امتحان القبول في كلية وست بوينت الحربية وتخرج فيها ضابطاً في الخيالة عام 1886م.
المزيد »