logo

logo

logo

logo

logo

برمودة

برموده

Bermuda - Bermudes

برمودة

 

برمودة Bermuda أقدم مستعمرة بريطانية ذات سلطة تشريعية بين المستعمرات البريطانية تتألف من مجموعة  جزر مرجانية صغيرة واقعة في شمال غربي المحيط الأطلسي [ر]، مساحتها الإجمالية نحو 53كم2، تبعد 1296كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة نيويورك.

الأوضاع الجغرافية الطبيعية

يبلغ عدد جزر برمودة نحو 150 جزيرة، وهي ذات منشأ مرجاني، متمركزة على حواف فوهة بركانية تحت الماء. تمتد هذه الجزر بين خطي عرض 32 درجة و14 دقيقة، و32 درجة و25 دقيقة شمال خط الاستواء، وخطي طول 64 درجة و38 دقيقة، و64 درجة و53 دقيقة غرب غرينتش. لهذه الجزر شكل يشبه الشص (السنّارة)، أقصى طول لها يبلغ نحو 29كم وأقصى عرض نحو 10كم، وجزيرة برمودة (أو الجزيرة الطويلة) أكبرها ويبلغ طولها نحو 25كم وعرضها نحو 2.5كم. غير أن المسكون من الجزر هو 20 جزيرة فقط.

أراضي أرخبيل برمودة سهلية منخفضة بوجه عام مع وجود هضاب متموجة، أعلى ارتفاع فيها يبلغ 79 متراً عن سطح البحر، تربتها مكوُّنة من طبقة رقيقة من الطفال Loam والصلصال الأحمر المائل إلى البني، وكثيراً ما تختلط بالرمال المرجانية البيضاء. أما مناخها فمعتدل رطب إلى حدٍ ما، متوسط درجة الحرارة في أبرد شهر (آذار) 16.7 درجة مئوية، وفي أدفأ شهر (آب) 26.7 درجة مئوية، ووسطي كمية الأمطار 1350مم/سنة، وهي موزعة بكميات متساوية في فصول السنة، وتعدّ المصدر الوحيد للمياه العذبة في الجزيرة، وتجمع وتخزن في أحواض وصهاريج، إذ لا يوجد في الجزيرة ينابيع أو آبار.

كانت برمودة غنية بالنباتات الكثيفة والغابات، وكانت الأشجار الطبيعية، من النوع المعروف بالأرز البرمودي، كثيرة، ولكنها تعرضت للقطع المستمر وغدت مهددة بالانقراض، وبُدئ بإعادة التشجير منذ عام 1952، وأدخل إليها الكثير من النباتات الجديدة. وبسبب موقع برمودة المنعزل في المحيط لم تكن تحتوي على أي ثدييات محلية، وكانت تنتشر فيها الزواحف، ومنها السحالي وبعض أنواع الطيور فقط، ثم دخلت إليها الضفادع والجرذان والفئران والطيور البرية والبحرية. كما أن مياه المحيط الأطلسي المحيطة بهذه الجزر غنية بالأسماك وسرطانات البحر ويستفاد منها في جذب السيّاح وفي الصناعة السمكية.

لمحة تاريخية

يرتبط تاريخ برمودة، إلى حدٍ كبير، بتاريخ القارة الأمريكية والولايات المتحدة الأمريكية، وينسب كشفها إلى بحار إسباني يدعى خوان برمودز Joan Bermudez بين العامين 1503 و1511 فسميت باسمه، كما أن البحار الإنكليزي جورج سومرس دخلها عام 1609 بعد أن تحطمت سفينته التي كانت تُقلُّ مستوطنين إلى فرجينية، لذلك تسمى هذه الجزر أحياناً بجزر سومرس. وهكذا دخلها البريطانيون واستعمروها منذ عام 1609، وكانت تؤجر لبعض الشركات الاستثمارية كشركة فرجينية وشركة برمودة، واستمر هذا الوضع حتى عام 1684 حين أصبحت مستعمرة بريطانية رسمياً، وفي عام 1968 حصلت برمودة على حقها في الحكم الذاتي المحدود، وأُقر دستور مؤقت للبلاد وأجريت عليه تعديلات عام 1973 وعام 1979. وبرمودة اليوم موضوعة على قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي المطالبة بالاستقلال.

السكان

عندما كُشفت برمودة لم تكن مأهولة بالسكان، ثم سكنها المستوطنون الأوربيون والسود. ويزيد عدد الجزر المأهولة على 20 جزيرة. وكان عدد سكانها عام 1881 نحو 14000 نسمة، وفي عام 1960 نحو 34000 نسمة، وبلغ عام 200 نحو 63022 نسمة، 63% منهم من السود والملونين والباقي من أصول أوربية ومن أمريكة الشمالية [ر]، تبلغ الكثافة السكانية فيها 1102 نسمة/كم2 (عدا العسكريين)، ومدينة هاملتون Hamilton هي المركز الإداري أو العاصمة وهي الميناء الرئيس في الجزيرة، وقد بلغ عدد سكانها عام 1990 نحو 6000 نسمة.

اللغة الرسمية في برمودة هي الإنكليزية، ويدين سكانها بالمسيحية على المذهب البروتستنتي، ومنهم نحو 8800 من الكاثوليك. وفي برمودة مدارس ابتدائية وثانوية حكومية وخاصة، والتعليم فيها إلزامي.

نظام الإدارة

حاكم الجزيرة تعينه ملكة بريطانية، ويتمتع بصلاحيات تحديد السياسة الخارجية والدفاع والأمن الداخلي، والسلطة التشريعية لبرلمان مؤلف من مجلسين تشريعيين، مجلس اللوردات (11 عضواً)، ومجلس النواب (40 نائباً) ينتخب لمدة خمس سنوات، والسلطة التنفيذية لمجلس تنفيذي برئاسة الحاكم. وفي برمودة عدد من الأحزاب والمنظمات منها اتحاد عمال الصناعة، والحزب الليبرالي الوطني، والحزب الاتحادي البرمودي.

الوضع الاقتصادي

تعد السياحة من أهم قطاعات الاقتصاد الوطني، وقد بلغ الدخل منها 474 مليون دولار أمريكي عام 1987، إذ زارها في ذلك العام 630 ألف سائح 90% منهم من الولايات المتحدة الأمريكية. أما الصناعة الرئيسة في الجزيرة فهي صناعة السفن وصيانتها، وصناعة المركبات الكيمياوية المركزة والمنتجات الصيدلانية ومستحضرات التجميل. أما الزراعة، فإن 4% فقط من أراضي برمودة يصلح للزراعة ويستغل معظمها في زراعة البصل والبطاطا والخضر والأزهار وغيرها، كما تزرع فيها أشجار فاكهة المناطق شبه الاستوائية مثل الموز والبرتقال والكريب فروت Grape-Fruit (الكريفون ضرب من الليمون الهندي) وغيرها، كما تنتج برمودة البيض والحليب، وأهم صادراتها المركبات الكيمياوية والمستحضرات الصيدلانية، ومنتجات الوقود. وتستورد برمودة 75% من المواد الغذائية والملابس والوقود والحاجات الضرورية الأخرى من الخارج، وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية. وتعد برمودة مركزاً مالياً مهماً بسبب إعفاء الشركات الأجنبية من الضرائب، وقد سجل فيها عام 1985 نحو 6000 شركة أجنبية، والعملة فيها هي الدولار البرمودي، وميزانها التجاري خاسر إذ تصل نسبة صادراتها إلى نحو 10% من وارداتها، وأهم زبائن برمودة المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا والسويد واليابان وغيرها.

 

النقل والمواصلات

بقيت الدراجات الهوائية والعربات زمناً طويلاً الوسيلة الوحيدة للنقل والتنقل في الجزر، وسمح باستخدام السيارات رسمياً في عام 1946 مع خضوعها لقواعد وقوانين محدّدة في أعدادها ومدى انتشارها، وتصل بين الجزر الرئيسية مثل برمودة وسومرس وإيرلند وسان جورج، وسان أوفيد وغيرها جسور ومعابر، ويبلغ طولها نحو 19كم، أما طرق السيارات المعبدة فيبلغ طولها نحو 240كم، ولا توجد فيها سكك حديدية، ولكن تتوافر فيها خدمات جوية جيدة، ففيها عدة مطارات تربط هذه الجزر بالولايات المتحدة وكندا وأوربة وجزر الهند الغربية، كما أن حركة السفن البحرية من موانئ الجزر إلى أمريكة الشمالية وأوربة نشطة. وجزر برمودة ذات موقع استراتيجي مهم، أقامت بريطانية فيها قواعد عسكرية بحرية وجوية، وبعد الحرب العالمية الثانية أقامت فيها الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية بحرية وجوية ومحطة لمتابعة الأقمار الصناعية الأمريكية. ومثلث برمودة منطقة في المحيط الأطلسي تقع إلى الجنوب والغرب من الأرخبيل، وشروط الملاحة في منطقة المثلث هذه شروط صعبة، وكانت مسرحاً لأحداث مأساوية، إذ اختفت فيها سفن وطائرات كثيرة مع طواقمها في ظروف غريبة ومذهلة أحياناً من دون أن تترك أي أثر لها. وقد وضعت فرضيات كثيرة لتفسير هذه الظاهرة ولكنها غير مقنعة.

 

محمد محمود سليمان

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

أمريكة الشمالية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ دول العالم، كتاب اقتصادي سياسي موجز (موسكو 1988) (باللغة الروسية).

ـ طالب عمران، الكون يكشف أسراره (دمشق، دار معد 1991).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 915
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1078
الكل : 40489658
اليوم : 19473

بودان (جان-)

بودان (جان ـ) (1530ـ 1596)   جان بودان  Jean Bodin  فيلسوف ورجل دولة فرنسي، ولد في أنجو، وتوفي بالطاعون في لاون. وكثير من تفاصيل حياته مشكوك فيها؛ ومنها ما يتعلق بولادته وانتمائه الديني: هل كان كاثوليكياً أو كلفينياً؟ ويعتقد بعضهم بأن أمه يهودية تنصرت. درس بداءة في أنجو، ثم درس الحقوق في تولوز، وهناك أصبح أستاذاً للقانون الروماني، ولم يلبث أن غادرها إلى باريس لممارسة مهنة المحاماة، ثم ترك المحاماة عام 1561 للدخول في خدمة الملك. وفي عام 1570 عُين نائباً عاماً  للمياه والغابات في النرمندي. وكان للحماسة التي أظهرها في الانتصار لحقوق الملك على طبقة النبلاء أن أكسبته عطف الملك.
المزيد »