logo

logo

logo

logo

logo

أجارية

اجاريه

Adjara - Adjarie

أجارية

 

أجارية Ajariya جمهورية ذات حكم ذاتي في جمهورية جيورجية [ر] التي تُحيط بها من جهتي الشرق والشمال ، وتحدها من الجنوب تركية، ومن الغرب البحر الأسود. مساحتها 3000كم2. ذات موقع مهم بين جورجية والقفقاس، وحوض البحر الأسود وتركية. عاصمتها مدينة باطومي (باطوم)، الواقعة على الواجهة البحرية القصيرة (53كم)، وهي ميناء البلاد ومركز أغلب نشاطاتها.

وأجارية بلاد جبلية تتألف في أغلبها من النهايات الغربية لجبال القفقاس الصغير في إقليم ماوراء القفقاس. وتبرز على هيئة سلسلتين شبه متوازيتين تمتدان من الشرق نحو الغرب هما سلسلة جبال المسخيت (سماها الجورجيون جبال أجارية الإيميرتية)، وأعلى قممها جبل ساكورينا (2755م)، وتحتل هذه السلسلة أغلب المناطق الشمالية والوسطى من أجارية تنتهي بمساحة سهلية صغيرة على الساحل وتتصل بسهل كُبوليتي Kobulety وغخير المستمر في الشمال في سهول كولخيدية. أما السلسلة الثانية فهي جبال شاوشت التي تحتل المناطق الجنوبية من أجارية وتساير الحدود التركية وأعلى قممها جبل خيفا (2812م). ويفصل بين السلسلتين وادي نهر أجاريس - تسكالي ومجراه الرافد الأيمن المهم والأخير لنهر تشوروخ القادم من تركية ويصب في البحر الأسود جنوب باطومي بدلتا واضحة. وترتفع في شرقي الجمهورية كتلة جبال أرسيانة التي تربط النهايات الشرقية للسلسلتين السابقتين، وتزيد ارتفاعاتها المتوسطة على 2200م وتخترقها طريق باطومي - تفليس عند ممر غودردزي (2052م).

مناخ أجارية متنوع، فهو بحري ما فوق المداري على الساحل وسهوله، ذو حرارة صيفية عالية تصل إلى 41 درجة قصوى في باطومي، لكنها تنخفض إلى –9 درجات مئوية في الشتاء. وهو جبلي في الداخل. ويراوح متوسط حرارة كانون الثاني بين 2 و-2 درجة مئوية في الجبال، و4- 6 درجة مئوية في الساحل. أما متوسط تموز فيراوح بين 16-20 درجة مئوية في الجبال، و20- 23 درجة مئوية في الساحل.

وتعد أجارية غزيرة الأمطار إذ تراوح معدلاتها السنوية بين 1000- 1400 مم في الأودية والمنخفضات، و1400- 1800مم في الجبال، و2400- 2800مم في الساحل. كما تسقط الثلوج في الجبال شتاءً.

أما أهم أنهارها فهو نهر أجاريس - تسكالي الذي يحتل حوضه 1540كم2 من مساحة أجارية بطول قدره 90كم وينبع من جبال أرسيانة ويرفد نهر تشوروخ قبيل انصبابه في البحر الأسود. وترفد نهر أجاريس - تسكالي عشرات الروافد والجداول الجبلية. وفي البلاد أنهار صغيرة تصب مياهها في البحر الأسود أبرزها نهر كنتوريش.

وفي أجارية، ولاسيما في مرتفعاتها، مساحات واسعة من غابات الزان والشوح والعرعر والشربين والسنديان القفقاسي وصنوبريات مختلفة. وتنتشر المروج في الأعالي ولاسيما في الشرق. وتعيش في غاباتها الدببة والخنازير البرية وغيرها، كما تكثر في أنهارها وسواحلها أنواع كثيرة من الأسماك.

يتألف سكان أجارية من عناصر بشرية شتى، أغلبهم من الأجاريين وهم من الجورجيين أصلاً، لكنهم يُعدّون قومية مختلفة ومجموعة أثنية مغايرة تتكلم اللغة الأجارية باللهجة الغورية المتأثرة باللغتين التركية والعربية. بيد أن تعداد السكان لعام 1936 صنّف الأجاريين من الشعب الجورجي. وهناك اللازيون والأتراك والأكراد والشركس (الأبخاز)، وهم والأجاريون مسلمون، وهنالك الروس والأرمن والجيورجيون واليونان وهم مسيحيون. ويقدر عدد السكان بنحو 400000 نسمة (1995) بكثافة متوسطة قدرها 133 ن/كم2، قرابة 61٪ منهم مسلمون. ويعيش في العاصمة باطومي نحو 140000 نسمة وفي مدينة كُبوليتي نحو 25000 نسمة، وتصل نسبة الحضر إلى 50٪ من السكان.

تعد أجارية بلداً ذا إمكانية اقتصادية جيدة ولاسيما في المجال الزراعي - الحيواني والموارد الطبيعية المختلفة من مناخ وتربة ومياه وغطاء نباتي وبحر. وتحتل الزراعة فوق المدارية مقاماً بارزاً في أجارية، ولاسيما زراعة الحمضيات والشاي والخيزران وغيرها، وتزدهر زراعة الكرمة والخضراوات في كل مكان صالح للزراعة تقريباً وكذلك الذرة والتبغ. ويشتهر السهل الساحلي بإنتاجه الخضراوات، أما في المرتفعات فتزرع البطاطا خاصة. وتربى الحيوانات وخاصة الأبقار الحلوب والطيور والدواجن في الأنحاء المنخفضة والساحلية، في حين تختص مراعي الجبال ومزارعها بتربية الحيوانات من أجل اللحم، وأهمها الأبقار والمعز والضأن، وتربى الخنازير في البقاع المسيحية. وتنتج أجارية مشتقات الحليب واللحوم والبيض، كما تتوافر في مياهها العذبة والمالحة كميات مهمة من السمك. وتعتمد الصناعة على المواد الأولية المحلية ولاسيما المنتجات الزراعية، إذ يأتي تصنيع الشاي وحفظ الخضراوات والفواكه (المعلبات) وصناعة الخمور وكثير من الصناعات الغذائية ومنتجات الحيوانات في رأس أبرز الصناعات. وتعد مدينة باطومي وجوارها مركزاً صناعياً يضمن معالجة النفط القادم من باكو [ر] وتكريره، وتعليب الأغذية، وصنع الأجهزة والآلات. وباطومي ميناء يحوي مؤسسات إصلاح التجهيزات البحرية وتصنيعها. وتنتج أجارية مصنوعات كيماوية وصيدلانية وكهربائية ومواد البناء ومصنوعات خشبية وجلدية. كما تنتج نحو 140 مليون كيلو واط من الكهرباء سنوياً. وفي أجارية عدد من المنتجعات السياحية والعلاجية في مراكز مختلفة من الساحل والداخل.

لأجارية تاريخ قديم ترجع بداياته إلى ظهور الإنسان وحضاراته في زاوية تلاقي حضارات القفقاس مع حضارات آسيا الصغرى والأناضول الشرقي. فقد كانت جزءاً من الحضارة الكولخيدية في غربي ماوراء القفقاس، طمع بها اليونان واحتلوها، وأعقبهم الرومان الذين أنشؤوا على ساحلها في عهد هادريان قلعةً وميناء باتيس في موقع باطومي الحاضرة ثم أصبحت أجارية بعدها جزءاً من الامبراطورية البيزنطية وأقام جوستنيان فيها حصن بترا شمال باطومي. وكانت كولخيدية التي عرفت بـ «لازيا» فيما بعد تؤلف مملكةً تابعةً لرومة ثم لبيزنطة، وتمتد على الساحل الجنوبي الشرقي حتى البحر الأسود عند طرابزون. ومع دخول المسيحية المنطقة منذ القرن الرابع للميلاد كثرت المنشآت الدينية والحصون في أجارية، وازداد اتصالها بجورجية في الداخل (المملكة الكرجية الشرقية)، ووقعت في ساحة الصراع بين بيزنطة وفارس ثم العرب مع وصول الفتوحات الإسلامية وفتح المنطقة سنة 730- 731م. لكن تأثير الإسلام في هذه الأنحاء بقي محدوداً بالقياس على الأنحاء الداخلية والشرقية أي في جورجية وأرمينية وأذربيجان. لذا أقام السكان المسيحيون تحالفات مع بيزنطة في مواجهة العرب المسلمين وارتبطوا بالكرج الذين نزح كثير منهم إلى بلاد المسخيت وتاوكلاجيتي (أسماء أخرى لأجارية أو اجزاء منها). وفي القرن الثاني عشر حصلت مسخيتيا من جورجية على لقب «أتابكية»  الذي كُرمت به مقاطعات أخرى مشابهة (أجارية وغورية وما حولها). وبعد مدة قصيرة من الاستقلال عن جورجية سقطت المنطقة وجوارها بيد العثمانيين في عهد سليمان القانوني (1520- 1566م) وخلفائه، وأصبحت جزءاً من دولتهم منذ 1627م. ومنذئذ بدأ انتشار الإسلام بين الأجاريين، واكتمل إسلامهم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. لكنها انتقلت إلى حكم الروس باحتلالهم لها سنة 1877م وكانت تعرف باسم «منطقة باطوم»، وألحقت بروسية في عام 1878م، وبقيت أجارية ذات استقلال ذاتي حتى سنة 1903م عندما وضعت تحت سلطة الحاكم العام لجيورجية، ثم أصبحت سنة 1918م جزءاً من جمهورية ماوراء القفقاس. وبعد انحلالها تعرضت لاحتلال تركي ثم إنكليزي حتى سقطت بيد البلاشفة وأصبحت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق في 18 آذار 1921م بعد القضاء على الثورات المناهضة للشيوعية، وتوزيع أراضي الوقف الإسلامي والإقطاعيات، وفرض اللغة الجورجية لغةً رسميةً وإلغاء اللغتين التركية والعربية. وتخضع أجارية اليوم للحكم الجورجي.

عادل عبد السلام

الموضوعات ذات الصلة:

الأسود (البحرـ) - جيورجية - القفقاس.

مراجع للاستزادة:

ـ أطلس القفقاس (موسكو 1989).

-A.SANDERS, Kaukasien (Muenchen 1942)


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 365
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1068
الكل : 57135239
اليوم : 91640

التدخين في الزراعة

التدخين في الزراعة   التدخين la fumigation هو معالجة المادة مما لحقها من إصابة بالآفات باستخدام تركيز مميت من مادة كيمياوية مبيدة واحدة أو أكثر من مواد التدخين، التي يمكن أن تتحول تحت تأثير درجة حرارة وضغط معينين، إلى الحالة الغازية، وتختلط بجزيئات الهواء وتنتشر في مكان محكم الإغلاق وفي الفراغات البينية لحبيبات المادة المعالجة وفي أدق الشقوق داخل الحبوب المصابة.
المزيد »