logo

logo

logo

logo

logo

الثاء (حرف-)

ثاء (حرف)

Al-Tha - Al-Tha

الثاء (حرف ـ)

 

الثاء من الحروف اللثوية كالذال والظاء، ومخرجه من بين الأسنان، وهو مهموس، أي يضعف الاعتماد عليه في موضعه عند النطق فيجري معه النَّفَس. قال ابن سينا في رسالة «أسباب حدوث الحروف»: «وأما الثاء فتخرج باعتماد من الهواء عند موضع التاء بلا حبس، وبحبس عند طرف الأسنان، ليصير الخلل أضيق، فيكون صفيرٌ قليل مع القلع، وكأن الثاء سين تُلُوفيت بحبس وتضييقِ فُرَجِ مسلك هوائها الصَّفَّار».

والثاء من حروف الإدغام، أي ما يسمَّى الحروف الشمسية، تُدغم فيها لام أداة التعريف، وترتيبه الرابع بين حروف الهجاء، ويُقابل في حساب الجمَّل العدد 500، ولا يكون في بناء الكلام إلا أصلاً، فاءً وعيناً ولاماً، فالفاء نحو ثمر، والعين نحو جَثْل، واللام نحو بحث. أمّا في التصريف فقد قال ابن جنّي في «سرّ صناعة الإعراب»: واعلم أن الثاء إذا وقعت فاءً في (افتعل) وما تصرَّف منه قُلبت تاء وأُدغمت في تاء افتعل بعدها، وذلك في قولهم في افتعل من الثريد: اتَّرَد، وهو متَّرد، وإنما قلبت تاء لأن الثاء أخت التاء في الهمس، فلما تجاورتا في المخارج أرادوا أن يكون العمل من وجه واحد فقلبوها تاءً، وأدغموها في التاء بعدها ليكون الصوت نوعاً واحداً، كما أنهم لمّا أسكنوا تاء «وَتِد» تخفيفاً أبدلوها إلى لفظ الدال بعدها، فقالوا: «وَدّ». ومثل ذلك قولهم في (افتعل) من الثأر: اتَّأر، وفي افتعل من ثنى: اتّنى، قال:

  والنِّيب إن تُعْرُ مني رِقّة خلقاً      

بعد الممات فإني كنت أتَّئر

هذا هو المشهور في الاستعمال، وهو أيضاً القويّ في القياس، ومنهم من يقلب تاء افتعل ثاء، فيجعلها من لفظ الفاء قبلها، فيقول: اثّرد، واثَّأر، واثّنى.

وفي الإبدال قالوا: هي فروغ الدلو وثروغها (لمصبّ مائها)، فالثاء إذن بدل من الفاء لأنه من التفريغ. والنُّكاث والنُّكاف من هذا الإبدال. وأُبدلت الثاء من الفاء في كلمات منها: لِثام ولفام، وفوم وثوم، وجدف وجدث، وجفل وجثل. قال أبو الطيب اللغوي: وتبدل الثاء من أربعة عشر حرفاً هي: الجيم والحاء والخاء والدال والذال والراء والسين والشين والصاد والضاد والفاء والكاف والميم والياء، من غير اختلاف في معنى الكلمة التي يجري عليها الإبدال. وتلتمس الأمثلة الكثيرة المفصلة في كتب الإبدال اللغوي المتخصصة.

مسعود بوبو

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن سينا، أسباب حدوث الحروف، تحقيق محمد حسان الطيان، يحيى مير علم (مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1983).

ـ ابن جنّي، سرّ صناعة الإعراب، تحقيق حسن هنداوي (دار القلم، دمشق 1985).

ـ أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي، كتاب الإبدال، تحقيق عزّ الدين التنوخي (مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق 1960).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 275
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 515
الكل : 31749708
اليوم : 25169

الحنجرة (تشريح وفيزيولوجية-)

الحنجرة (تشريح وفيزيولوجية-)   الحنجرة هي العضو الأساسي للتصويت عند الإنسان، وتقع في الخط المتوسط للعنق عند التقاء الطريق الهضمي مع الطريق الهوائي. وتتوضع أمام الفقرات الرقبية من الثالثة حتى السادسة، تتصل في الأعلى مع البلعوم وفي الأسفل مع الرغامى. يختلف حجمها وقوامها بحسب سن الإنسان، فهي عند الأطفال أصغر حجماً وأعلى في العنق وقوامها ألين. ويزداد حجمها عند الذكور في سن البلوغ فيشكل النتوء البارز من الغضروف الدرقي فيها ما يدعى (تفاحة آدم). وترتبط باللسان بوساطة العظم اللامي والعضلات المرتكزة عليه.
المزيد »