logo

logo

logo

logo

logo

بوفوار (سيمون دي-)

بوفوار (سيمون دي)

Beauvoir (Simone de-) - Beauvoir (Simone de-)

بوفوار (سيمون دي ـ)

(1908 ـ 1986)

 

سيمون دي بوفوار Simone de Beauvoir  كاتبة روائية فرنسية ولدت في باريس وتوفيت فيها. عاشت حياة مفعمة بالأحداث الجسام، أثّرت في نظرتها إلى العالم والحياة. وقد ولدت في كنف أسرة محافظة مما أثر في تربيتها الدينية وفكرت في دخول الدير. لكن الأقدار أبعدتها عن هذا الخيار، خاصة بعد دراستها الفلسفة وانضمامها إلى حلقة الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر[ر]، ومن ثم تعلقها به حتى آخر حياتها، إذ وجدت فيه الصديق الحميم والأستاذ والفيلسوف والكاتب، وهذا ما يفسر ارتباط مصيرها به في الحياة والسياسة والأدب.

بدأت حياتها الوظيفية مدرسة لمادة الفلسفة في مدينة مرسيلية عام 1931، ثم انتقلت إلى مدينة روان بين عامي 1932 و1937 قبل أن تستقر في باريس. لكنها مالبثت أن تركت مهنة التدريس عام 1943 لتتفرغ للكتابة وظهرت أولى رواياتها بعنوان «المدعوة» L’Invitée، تبعتها رواية «دم الآخرين» (1945) Le Sang des autres ، ثم «كل الناس فانون» (1946) Tous les hommes sont mortels.

قامت بوفوار بدءاً من عام 1947 برحلات كثيرة إلى أمريكة وإفريقية وأوربة أثمرت دراسات سياسية واجتماعية مثل: «أمريكة يوماً بيوم» (1948) L’Amérique au jour le jour، و«المسيرة الطويلة» (1957) La Longue marche عن الصين.

نالت بوفوار عام 1954 جائزة غونكور Goncourt عن روايتها «المثقفون»Les Mandarins. وكانت قد نذرت قلمها وحياتها للدفاع عن القضايا العادلة وشاركت في كل النشاطات السياسية مع سارتر من أجل نصرة الشعب الفيتنامي والشعب الجزائري. وتحملت في سبيل مواقفها الإنسانية الاضطهاد والسجن إلى جانب زملائها من جماعة مجلة «الأزمنة الحديثة» Les Temps Modernes عام 1954 وخاصة الفيلسوف سارتر. وكتبت بالمشاركة مع جيزيل حليمي (محامية فرنسية من أصل تونسي) كتاباً بعنوان «جميلة بوباشا»  (1962) Djamila Boupacha بهدف إطلاع الرأي العام على حالة من حالات التعذيب الأكثر وحشية التي مارستها فرنسة في الجزائر، إذ يحكي هذا الكتاب قصة المجاهدة جميلة بوباشا التي اتهمت في أيلول 1959 بوضع قنبلة في مقهى الجامعة، اكتشفت قبل أن تنفجر، وتم توقيفها من دون دليل في 10 شباط 1960، وعذبت مع أبيها وقريب لها مدة ثلاثة وثلاثين يوماً. ومن هذا الكتاب يمكن تقصي موقف سيمون دي بوفوار من احتلال الجزائر إذ دافعت عن الثورة الجزائرية ودعت إلى خروج فرنسة من الجزائر. وعملت في فرنسة مع مجموعة من زملائها، ومن بينهم سارتر على تعريف الرأي العام الفرنسي بممارسات السلطة الفرنسية القمعية في الجزائر من أجل القضاء على ثورتها. ووصل دعمها للثورة الجزائرية إلى حد مساعدتها بالأموال والسلاح مما أزعج السلطات الفرنسية فلاحقتها هي وسارتر بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر.

ولم يكن موقفها من الحرب الفيتنامية مختلفاً عن موقفها من الثورة الجزائرية، فقد دعت إلى خروج الأمريكيين من فيتنام وترك الشعب الفيتنامي يحدد مصيره ومستقبله. وقامت بزيارة فيتنام للإعراب للشعب الفيتنامي عن دعمها الكامل له في مواجهة العدوان الأمريكي. لكن اهتمامها بالمشكلات السياسية التي كانت تشهدها الساحة العالمية في ذلك الحين لم يصرفها عن الاهتمام بمشكلات المرأة وهمومها. وكانت من أولى النساء المطالبات بشرعية الإجهاض، وأعادت تأكيد موقفها في أثناء الحملة التي بدأت عام 1972 للدفاع عن حق المرأة في الإجهاض. وناضلت لرفع الظلم عن المرأة محاولة إبراز أهم العوامل التي تدفع الجنس الآخر إلى قمع المرأة مثلما ظهر في كتابها الذائع الصيت «الجنس الآخر» (1949) Le Deuxiéme sexe والذي تؤكد فيه تبعية المرأة واستقلالية الرجل. ويبدو أنها أرادت في هذا الكتاب تصوير ما عانته في حياتها الواقعية في المنزل والمجتمع، وقد عاشت هذا التناقض في بيتها عندما كانت تلاحظ الفارق بين مجالس النساء ومجالس الرجال. وانعكس هذا التناقض على نفسيتها فآثرت مجتمع الرجال على مجتمع النساء إذ وجدت في الأول الفائدة، في حين أنها كانت تبتعد عن مجالس والدتها التي كانت تقتصر على أمور تهم الأنثى أولاً وأخيراً. وهكذا انقسم العالم في فكرها إلى جنسين مختلفين، وبقيت تناضل طوال حياتها في سبيل تحرير هذين الجنسين من تبعيتهما للمنظومة الاجتماعية التقليدية.

ولقد تطرقت بوفوار إلى سيرتها الذاتية عام 1958 في كتاب «مذكرات فتاة رصينة» Mémoires d‘une jeune fille rangée الذي تحدثت فيه عن طفولتها والسنوات الأولى من شبابها أو المدة ما بين 1908 و1929 من حياتها. ثم كتبت «قوة العمر» (1960) La Force de l’âge، وعادت فيه الى مرحلة الثلاثينات المتميزة بالفكر والالتزام أي من 1930 إلى 1944. وأخيراً ظهر لها كتاب «قوة الأشياء» (1964) La Force des choses عرضت فيه مرحلة الالتزام السياسي أي المدة الواقعة بين عامي  1945 و1963. وتحدثت عن موت والدتها في كتابها «موت لطيف جداً» (1964) Une Mort très douce. وقدمت محصلة السنوات 1964-1972 في كتاب «مراجعة الحساب» (1972) Tout compte fait. وبعد موت جان بول سارتر كتبت «حفلة الوداع» (1981) La Cérémonie des adieux.

اعتمدت بوفوار في كتاباتها على الأفكار الوجودية التي آمنت بها وعبرت عنها في كل كتاباتها الأدبية والفلسفية. وإن كانت تفضل الرواية في هذا المجال، إذ تقول في كتابها «الوجودية وحكمة الأمم» L’Existentialisme et la sagesse des nations: «لكل تجربة إنسانية بعد نفسي خاص، ولكن على حين نجد أن الباحث النظري يستخلص تلك المعاني محاولاً دائماً أن يكوّن بينها مركباً عقلياً مجرداً، نرى أن الروائي يُعبر عنها تعبيراً حياً بأن يضعها في سياقها الفردي الواقعي». ومع الغموض الذي يكتنف الكتابات الوجودية وصعوبة فهمها حاولت بوفوار أن تكون كتاباتها واضحة كما يشهد لها الجمهور والنقاد.

تعد روايتها «المثقفون» أهم رواية تطرح أحلام المفكرين اليساريين ونهاية هذه الأحلام، إذ تفكر البطلة «آن» Anne بمجتمع بلا طبقات. ومن جهة أخرى كانت روايتها «الصور الجميلة» (1965) Les Belles images التي تعكس صورة المجتمع الاستهلاكي أقل شهرة. ومن رواياتها الأخرى «الشيخوخة» (1970) La Vieillesse. أما المسرحية الوحيدة التي كتبتها فهي «الأفواه غير المجدية» (1945) Les Bouches inutiles. وتعد بوفوار في أشهر الكاتبات الفرنسيات في القرن العشرين، وقد تُرجمت معظم أعمالها إلى العربية.

 

مهى بياري

 

مراجع للاستزادة:

 

-  CAFFIE SERGE JULIENNE, Simone de Beauvoir (Gallimard, Paris 1966).

-  Simone de Beauvoir”, In Magazine littéraire, No 145, Février (1979).

 - Simone de Beauvoir et la lutte des femmes”, in l’arc, No 61, Aix en Provence (1975).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 557
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 31735470
اليوم : 10931

ماشادو دي أسيز (جواكيم ماريا-)

ماشادو دي أسيز (جواكيم ماريا ـ) (1839 ـ 1908)   جواكيم ماريا ماشادو دي أسيز Joaquim Maria Machado de Assis روائي برازيلي ولد في ريو دي جانيرو Rio de Janeiro لعائلة فقيرة لم تستطع أن توفّر لـه تعليماً مدرسياً. ولكن إرادة التفوق القوية دفعته إلى التعلم بجهده الذاتي وبمساعدة من حوله، وكان في الوقت نفسه يعمل في المطابع ليكسب قوت عيشه. تعلّم اللغتين الفرنسية والإنكليزية وقرأ في وقت فراغه  لڤكتور هوغو[ر] Victor Hugo ولإدغار آلن  بو [ر] Edgar Allan Poe، وهو مؤسس المجمع البرازيلي للآداب عام 1896.
المزيد »