بودابست

بودابست

Budapest - Budapest

بودابست

بودابست Budapest (بودوبشت في الهنغارية)، عاصمة هنغارية (أو المجر)[ر]. تقع على ضفتي نهر الدانوب[ر] في القسم الشمالي الأوسط من البلاد، على خط العرض 47درجة و30دقيقة شمالاً، وتقاطعه مع خط الطول 19درجة و7دقائق شرقاً. ويعود تاريخ هذا الموقع إلى الألف الثالث قبل الميلاد على أقل تقدير. أدت بودابست بفضل موقعها الجغرافي دوراً بارزاً في حياة البلاد.

اكتسبت بودابست اسمها في عام 1783، بعد توحيد بلدتي بست Pest على الضفة اليسرى لنهر الدانوب وبودا Buda على الضفة اليمنى، ثم ضمت إليهما أوبودا Ό buda الواقعة إلى الشمال من بودا. يربط جزءا بودا وبست ستة جسور للسيارات وجسران للسكة الحديدية.

مناخ بودابست متقلب بين القاري القاسي، والأوربي الغربي المعتدل مع معدل هطل سنوي مقداره 600مم.

وجد المؤرخون دلائل على وجود استيطان في حوض الكربات يعود إلى العصر الحجري الحديث Neolithic، واستمر إعمار الموقع منذ أواخر الألف الثالث ق.م. غزا المجريون في نهاية القرن التاسع الميلادي حوض الكربات Carpathian basin وبنوا ضاحية بودا (أوبودا) على آثار أغوينكوم Aguincum، وبنوا بست على الضفة الشرقية للدانوب. وبعد غزو التتار في عام 1241، الذي دمر البلد بنى الملك بيلا الرابع (1235-1270) Bela IV مركزه القوي المحصن في قلعة كاستلKastle  عام 1255، وفي الحال برزت مدينة بودا الغنية بطراز عمران العصور الوسطى حول القلعة، وأعيد بناء بست وأوبودا والقصر الجديد للملك سيغيسمون Sigismun الذي حكم بين (1387-1437)، أتم بناء القصر ملك النهضة العظيم ماتياس كورفينوس (1458-1490) الذي ساد في عهده الخير والرخاء. وطوال 145 سنة من الحكم العثماني دُمِّرت معظم الصروح التاريخية، كما أن صراع «بودا» من أجل الاستقلال عن الأتراك عام 1686 أكمل الدمار. لكن بست بدأت تتطور بسرعة منذ عام1790، وباتحاد الضواحي الثلاث «بست» على الضفة اليسرى للدانوب، و«بودا» على ضفته اليمنى، و«أوبودا» في الشمال، صارت بودابست عاصمة هنغارية عام 1783، وبدأت مرحلة جديدة من النمو السريع. ومع احتلال القوات السوفيتية للمدينة في 13/2/1945 صارت بودابست مقراً للحكومة الشيوعية في البلاد وعاصمة للجمهورية الهنغارية. ومع تجميع الضواحي أٌسِّست بودابست العظمى 1950. وجلبت الحرب العالمية الثانية دماراً كبيراً للمدينة، فقد دمر الألمان المنسحبون الكثير من النصب التاريخية والمباني العامة والجسور. وإبان ثورة 1956 المناهضة للستالينية والشيوعية التي قمعتها القوات السوفيتية في 4 تشرين الثاني، عانت المدينة ثانية، دماراً شديداً، لكن فيما بعد أُصلحت الجسور وبنيت جسور أخرى جديدة ومبان عامة ومصانع.

يتحدد امتداد «بودا» بوساطة الهضاب والوديان في حين تتحدّد «بست» بوساطة الجادات النصف دائرية وضواحيها، التي تمتد منتظمة من المدينة الداخلية، وتشكل المدينة الداخلية قلب الحياة في بودابست الحديثة.

وتقع على ضفاف الدانوب قرب جسر مارغريت، أعظم الأوابد في المدينة القديمة، منها صرح البرلمان الذي بُني في عام 1904، وتوجد إلى جانبه معظم الوزارات والمحاكم العليا، وفي الجهة المقابلة للبرلمان يقع المعرض الوطني الذي يحتوي على ثروة الفنون الجميلة الهنغارية، وصف من الأبنية ذات الطراز المعماري القديم الرائع الذي بُني على طراز أبنية عصر النهضة، ومكتبتها ذات المليون كتاب، ومجموعة قيمة من المخطوطات، وتقع بالقرب منها كاتدرائية القديس ستيفان التي بُنيت عام 1899. وفي منطقة هضبة «قلعة بودا» يقع القصر الملكي الذي بني عام 1770، وتقع قرب القصر كنيسة القديس ماتياس وتمتد على جوانب الهضاب إلى شمال  القلعة وغربها ضواحٍ جميلة. وإلى جنوب القصر تقع هضبة جلبرت التي بني على قمتها قلعة رائعة، وينتصب إلى جوار القلعة تمثال الحرية بارتفاع 33م. وتعد جزيرة مارغريت الواقعة على الدانوب أكثر الحدائق الطبيعية جمالاً في بودابست ومن الأماكن المحببة للراحة والاستجمام.

إن ارتفاع عدد سكان بودابست يعكس النمو السريع للمدينة، فقد تزايد عدد سكانها من 54ألف نسمة عام 1800 إلى 1110ألف نسمة عام 1910، ثم إلى 1907ألف نسمة عام 1996 من أصل 10193ألف نسمة عدد سكان هنغارية للعام نفسه. فهي اليوم موطن ما يقارب خُمس سكان البلاد، تعود الزيادة بسبب رئيس فيها للهجرة الكبيرة. ويعمل القسم الأكبر من السكان في الصناعة، وعدد غير قليل من العاملين في المؤسسات الحكومية والتجارة والنقل، أما عدد العاملين في الزراعة فليس كبيراً، علماً أن ظهيرها الجغرافي مزدهر زراعياً.

تتركز معظم الصناعة الهنغارية في بودابست وضواحيها، وتأتي صناعة الآلات في المرتبة الأولى، وتنتج التجهيزات الكهربائية ووسائط النقل والآلات الزراعية، يليها من حيث الأهمية الصناعات النسيجية والملابس والأدوية، وليس للإنتاج الزراعي هنا دور بارز. وتقوم بودابست بدور رئيس في النقل الداخلي والدولي والاتصالات. وتحظى بودابست بشبكة نقل داخلية متطورة، و معظم الطرق السريعة الرئيسة في هنغارية تمر منها، وهناك مطار دولي يقع على بعد 16كم إلى الجنوب الشرقي من المدينة.

علي دياب

هنغارية.

- M. Pecsi, and B. Sarfalvi, The Geography of Hungary (1964).

التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار

النوع : سياحة

المجلد: المجلد الخامس

رقم الصفحة ضمن المجلد : 478

آخر أخبار الهيئة :

معجم المصطلحات

الأطلس الجغرافي

البحوث الأكثر قراءة

اصدارات الموسوعة العربية

أسماء الباحثين

هل تعلم ؟؟

• - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات

• - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،

• - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.

• - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش

• هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب

• - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين

• - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك

شراء النسخة الورقية