بِشاور
بشاور
Peshawar - Peshawar
بِشاور
بِشاور أو بيشاور Peshawar مدينة ومنطقة في مقاطعة الحدود الشمالية الغربية في باكستان، وتقع المدينة عند تقاطع خط العرض 34 درجة شمالاً مع خط الطول 71 درجة و30 دقيقة شرقاً. وتبعد عن الحدود الباكستانية الأفغانية نحو 76كم. تؤلف منطقة بِشاور حوضاً طبيعياً (300-400م فوق سطح البحر) تحيط به التلال والمرتفعات المتصلة بجبال شرقي أفغانستان، مثل سلسلة سبينغار (سغيد ـ كوه) (2600م)، وجبال شمال غربي شبه جزيرة الدَكن مثل جبال هندو ـ راج (5000-6800م) المشرفة على الحوض من الشمال. وتقطع أرض الحوض شبكة من الأنهار والروافد مشكلة المجاري العليا لنهر كابل، القادم من جبال أفغانستان عبر ممر خيبر في الغرب. أما مناخها فحار صيفاً وبارد مطير شتاءً، تسقط فيه الثلوج التي تكلل قمم الجبال.
مدينة بِشاور قديمة، عرفت بأسماء مختلفة، آخرها اسمها الحالي الذي يعني: مدينة الحدود. جاء ذكرها في المؤلفات السنسكريتية واليونانية ـ الرومانية، مثل أعمال سترابون وبطلميوس. طمع فيها الغزاة والحكام لأهميتها الاستراتيجية وموقعها الجغرافي عند مدخل ممر خيبر، ولدورها التجاري محطة على الطريق بين هضبة الدَكن من جهة، وأفغانستان وآسيا الوسطى من جهة ثانية. غزاها الباكتريون اليونان واحتلوها في القرن الثاني ق.م، ثم صارت عاصمة مملكة كوشان Kushan في القرن الأول الميلادي ومركزاً مهماً للديانة البوذية في القرن الثاني الميلادي، ثم عاصمة لمملكة غادارا Ghadara. وظلت البوذية غالبة على المدينة والمنطقة حتى القرن الخامس وما بعده، حتى دخلها الإسلام في العقود الأخيرة من القرن الثاني للهجرة. ثم دخلت في حوزة الأفغان في القرن السادس عشر، وسيطر عليها السيخ عام 1834، وحكمها الإنكليز من عام 1849 حتى عام 1947 وقيام دولة باكستان. وهي اليوم مركز إداري مزدوج الوظيفة، فهي عاصمة مقاطعة (محافظة) ومركز منطقة بِشاور التي تتألف من نواحي بِشاور وماردان وكوهات وهزارة.
تقع بِشاور في منطقة زراعية خصبة غنية بالمياه تغذيها شبكة ري كثيفة تتألف من أنهار وقنوات لمشاريع حديثة، مثل مشروع ماردان وغيره، تجود فيها زراعة الذرة والقمح والشعير وقصب السكر والقطن والفواكه. وفيها صناعات مختلفة مثل صناعة النسيج، والسكر وحفظ الفواكه والإسمنت والأحذية والجلود والفخار والنحاس والسجاد والخشب وغيره. ومدينة بِشاور مركز تجاري نشيط فيه أسواق عدة أهمها بازار قصة خُواني (سوق القصاصين) ملتقى التجار ورجال الأعمال.
تقسم بِشاور إلى مدينة قديمة داخل السور، ومدينة حديثة خارجه، تحيط بها البساتين والحقول، فيها كثير من المعالم العمرانية التاريخية، مثل قلعة بالاحِصار وديربوذي قديم تحول إلى معبد هندوسي. ومن أروع آثارها الإسلامية جامع محبة خان الذي يعود إلى عام 1630، ويمثل جمال العمارة الإسلامية في العهد المغلي (المغولي). ومن معالمها دار الحكومة وأسواقها التي تكثر فيها المقاهي الشعبية. وفيها عدد من المستشفيات ومتحف وكليات للزراعة والبحوث الإسلامية والطبية (كلية خيبر)، إضافة إلى جامعتها ومتحفها.
يقدر عدد سكان بِشاور بنحو 575000 نسمة، ومع ضواحيها بنحو 1062000 نسمة (1995) أغلبهم من الباشتو (أو البشتو) وقبائل أفغانية وباكستانية أخرى. يتكلم أفرادها لغاتهم المحلية إلى جانب اللغة الأُردية. وقد استقبلت بِشاور مئات آلاف اللاجئين الأفغان الذين يعيش أغلبهم في مخيمات منتشرة في المنطقة منذ بدايات الحرب الأهلية الأفغانية.
عادل عبد السلام
الموضوعات ذات الصلة: |
أفغانستان ـ باكستان.
مراجع للاستزادة: |
- Pakistan, An Official Handbook (Islamabad 1995).
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 119
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- شهر الكتاب السوري
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد السابع من موسوعة الآثار في سورية
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- فوز الأستاذ الدكتور محمود السيد بجائزة مجمع الملك سليمان العالمي للغة العربية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 40514339
اليوم : 44154
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون