الموسوعة العربية

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

بتسبورغ

Pittsburgh - Pittsburgh

بتسبورغ

بتسبورغ Pittsburgh ثانية مدن ولاية بنسلفانية الأمريكية. وتعدُّ مركزاً صناعياً مهماً فيها، وواحداً من أكبر مراكز الحديد والصلب في العالم، وتدين شهرتها في هذه الصناعة إلى وجود طبقات ضخمة من الفحم والحجر الكلسي في المناطق المحيطة بها.

تقع مدينة بتسبورغ في جنوب غربي ولاية بنسلفانية، وفي الطرف الشمالي الغربي من حافات جبال الأبالاش المعروفة بهضبة أليغيني Allegheny، أو جبال ألغيني.

يُميِّز موقع مدينة بتسبورغ بوجوده عند ملتقى ما يسمى المثلث الذهبي، (التقاء نهر ألغيني الذي يتدفق من الشمال الغربي لجبال الأبالاش ونهر مونونغاهيلا Monongahela المتدفق من الجنوب الغربي مشكلين نهر أوهايو Ohio). وتمتد بتسبورغ فوق التلال الواقعة شمالي هذه الأنهار وجنوبها، وتتركز في هذا الحيّز المنشآت الحيوية في المدينة، ومنها المخازن والمصارف والمسارح والفنادق. وتحيط بها المزارع التي تزوّد المدينة بما تحتاج إليه من الخضراوات والفاكهة واللحوم، إضافة إلى المعامل الكثيرة المتنوعة الإنتاج.

يصل متوسط درجة الحرارة في مدينة بتسبورغ في شهر تموز إلى 23.27 درجة مئوية وإلى أقل من درجة مئوية في شهر كانون الثاني، ويبلغ متوسط الهطل السنوي نحو922.5مم.

نشأت مدينة بتسبورغ وسط إقليم زراعي قديم، وتغيرت طبيعة هذه النشأة للتطور الصناعي الكبير الذي شهدته المدينة، ونمو أنماط جديدة للصناعة الحديثة.

وفي القرن الثامن عشر تنازعت فرنسة وإنكلترة مدينة بتسبورغ والمنطقة المحيطة بها مع وادي أوهايو، وانتهى النزاع عام 1758 حين تحرك جين جون فوربس Gen John Forbes بجيوش المستعمرات الإنكليزية إلى حصن ديكنز Duquens الذي بُني عام 1754 فوجده محترقاً، وقد هرب منه الفرنسيون، فدعاه فوربس حينئذٍ حصن بت Pitt نسبة إلى رجل الدولة البريطاني وليم بت الأكبر William Pitt The Elder لتأكيد سيطرتهم على منابع أوهايو. وأنهى الإنكليز بناء حصن بت عام 1761. وتطورت مدينة بتسبورغ من قرية كانت تحيط بالحصن حتى عام 1764، فاتسعت غرباً إلى أن صارت بوابة الطريق إلى الغرب. ومع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر تدفق المستوطنون الأوربيون إلى منطقة بتسبورغ لغزو البر الغربي من أمريكة، وأنجزت فيها مشروعات مهمة مثل معمل الزجاج (1797) ومصنع للقطن (1804)، وطوّرت أنظمة النقل من أجل تعزيز نمو المدينة.

كان جل سكان بتسبورغ، حتى القرن التاسع عشر، من الإيرلنديين والإسكتلنديين إضافة إلى آلاف من المهاجرين الأوربيين الذين قدموا إليها لممارسة حياتهم الجديدة، بعد أن امتزجوا بمن فوق أرضها وصاروا أمريكيين، إلا أنهم مع تخليهم عن الكثير مما حملوه معهم من أنماط سلوكية أوربية، ظلت الثقافة والتقاليد الأوربية تغلب عليهم أكثر مما في المدن الأخرى.

ومع تطور صناعة الفولاذ والفحم وفد إلى مدينة بتسبورغ آلاف الإيطاليين والبولنديين والتشيك والسلوفاك والهنغار والروس والزنوج للاستقرار فيها.

بلغ عدد سكان بتسبورغ عام 2000 نحو 340.520 نسمة، وتدين الغالبية العظمى من السكان بالديانة المسيحية مع وجود جماعات محلية من المسلمين واليهود وغيرهم من الأديان والملل.

تجمع مدينة بتسبورغ بين مظاهر البناء الريفي وناطحات السحاب والأبنية الطابقية الحديثة.

يقوم الاقتصاد في بتسبورغ والمناطق المحيطة بها على المواد المصنعة من الفحم والمطاط والنفط والأخشاب، التي يبلغ عددها نحو 6000 مادة، ويأتي الفولاذ في مقدمة هذه المواد من حيث الأهمية، ويقدر ما تنتجه من الفولاذ بنحو خُمس كمية الفولاذ التي تنتجها الولايات المتحدة الأمريكية، ويقدر إنتاجها من هذه المادة بنحو 25مليون طن سنوياً، ومن بتسبورغ تنطلق كميات الفحم الحجري الجيد إلى مراكز صناعة الفولاذ المنتشرة في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد مثل شيكاغو وديترويت. وتحتل صناعة الأدوات الكهربائية المرتبة الثانية، تليها صناعة الزجاج والصناعات الغذائية والألبسة والطباعة. وقد تطور الإنتاج الزراعي ليلبي احتياجات السكان المتزايدة. وأقيمت حول المدينة مصانع صغيرة للنسيج وأخرى لقطع الأخشاب وأفران لصهر المعادن ومصانع للآلات الزراعية ومطاحن الحبوب.

تأسست في مدينة بتسبورغ فرقة موسيقية كبيرة لعزف السمفونيات في عام 1926، تصنف بين أعظم الفرق الموسيقية العالمية. وفيها إضافة إلى مسارحها الكثيرة متحف للتاريخ الطبيعي، ومكتبة تحوي ما يزيد على مليون كتاب، لها 18 فرعاً في شتى أنحاء المدينة، ومحطات إذاعة وتلفزة.

وفي بتسبورغ مطار دولي ومراكز صحية ومستشفيات كثيرة، وفيها نظام تربوي متنوع يشمل مراحل التعليم الابتدائي والثانوي، وعدد كبير من المدارس الخاصة ومعاهد للتربية الخاصة، إضافة إلى جامعة بتسبورغ التي تأسست عام 1787، ومجموعة جامعات خاصة أخرى.

فياض سكيكر

الموضوعات ذات الصلة:

الأبلاش ـ بنسلفانية ـ الولايات المتحدة الأمريكية.

مراجع للاستزادة:

- G.Smith Arthur, Pittsburgh, Then and Now (Univ.of Pittsburgh 1990).