logo

logo

logo

logo

logo

تل أسود

تل اسود

Tell Aswad - Tell Aswad

تل أسود

تل أثري، من العصر الحجري، يقع في حوض دمشق، إلى الشرق من قرية جديدة الخاص بين بحيرة العتيبة ومنخفض الهيجانة، أبعاده 274×250م وارتفاعه 4.5م، قام هنري دوكونْتَنْسون H.de.Contenson في عامي 1971-1972 بأسبار استكشافية محدودة في الجهتين الشرقية والغربية من الموقع، فتم تحديد طبقتين حضاريتين رئيسيتين، الطبقة الأولى الأقدم، وهي ذات بنية غضارية بوجه خاص وتتألف من سويتين، السوية الأقدم ظهرت في قاع السبر الشرقي، وكُشفت فيها بقايا بيوت سكنية بسيطة، هي أكواخ دائرية صغيرة من الطين واللبن والقصب، وهي المواد الرئيسية المتوافرة في المكان. وقد بقي هذا النوع من البيوت مستمراً طوال مدة استيطان الموقع في السوية الثانية، وهي سوية حضارية انتقالية.

إلى جانب آثار البناء، وجدت في الطبقة الأولى الأدوات الحجرية المختلفة، ولاسيما رؤوس السهام، من النوع المفرَّض، والمخارز والأزاميل والمناجل والبلطات وأحجار الجرش البازلتية والأواني الحجرية إضافةً إلى أدوات مختلفة من حجر السبج (الأوبسيديان) والأدوات العظمية وآثار منوعة مصنوعة من الطين المشوي أو المجفف. وقد أُرِّخت هذه الطبقة بين 7790 و7690 سنة ق.م، وهي تعود إلى المرحلة الأولى من العصر الحجري الحديث ماقبل الفخاري المسمى.

 

 

أما الطبقة الثانية، التي تم تحديدها في المنطقتين الشرقية والغربية من التل، فهي ذات بنية رمادية غضارية، وجدت فيها آثار أكثر تطوراً من تلك التي وجدت في الطبقة الأولى، اختفت فيها رؤوس النبال المفرَّضة، لتحل محلها أنواع جديدة من رؤوس النبال ذات التحضير الخاص، المسماة نبال «جبيل» و«العمق» و«أريحا» (في فلسطين)، إضافة إلى أنواع جديدة من المناجل. كما استمر فيها وجود القطع المصنعة من الطين المقولب والمشوي، كالكرات والأقراص والأكواب والحوامل والدمى الحيوانية، والأهم من ذلك الدمى الإنسانية التي تُظهر نساءً في وضعيات مختلفة، وقد تضخمت مراكز الخصب لديهن، وهي تماثيل تجسد عقيدة «الإلهة الأم» التي سادت لدى المجتمعات الزراعية الباكرة في الشرق القديم. وهناك أدوات الزينة كالخرز والأقراط من الأحجار النادرة (كورنالين، وستاتيت، وأوبسيديان، وصدف) والأدوات العظمية كالإبر والمخارز ومقابض الأدوات والفؤوس المصقولة، إضافة إلى المدافن الجماعية (الجنائزية) والجماجم المدفونة في منعزل. وتؤرخ هذه الطبقة بين 6770 و6590 سنة ق.م، أي من المرحلة الثانية من العصر الحجري الحديث ماقبل الفخار. لقد وجدت في الموقع بقايا كثيرة لعظام حيوانات ولاسيما الماعز والحصان والغزال والخنزير والأسماك والطيور، إضافة إلى الدلائل الأولى لمعرفة زراعة القمح والشعير. وهكذا فإن لهذا الموقع أهمية استثنائية، فهو أحد القرى الزراعية الباكرة في العالم، ويمثل مرحلة انتقال مجتمعات ماقبل التاريخ، من حياة التنقل والصيد إلى الزراعة والاستقرار وتدجين الحيوانات، وهي مرحلة اصطلح الباحثون على تسميتها بالثورة الزراعية، وقد دلت عليها مواقع نادرة جداً، بينها المريبط وجرف الأحمر في حوض الفرات في سورية وأريحا في فلسطين، لذلك أُعيد التنقيب في الموقع بدءاً من عام 2001، وبدأت تظهر فيه مكتشفات جديدة.

 

سلطان محيسن

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

أريحا ـ الحجري (عصر ـ) ـ سورية.

 

مراجع للاستزادة:

 

- H. de Contenson, Tell Aswad Fouilles, de 1972, Annales Archeologiques Arabes Syriennes 1972/22..

- J. Cauvin, Les Premières villages de Syrie, Palestine du IX ème au VII ème Millenaire avant, J.C,1978 Lyon, France..


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 809
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40515762
اليوم : 45577

أهرن (القس-)

أَهْرُن القس   أَهْرُن القسّ Ahroun طبيب اسكندراني، وصاحب الكُنّاش المعروف في الطب. عاش أَهْرُن في صدر الإسلام، ودرس الطب في مدرسة الطب في الاسكندرية، التي ازدهرت بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين، وكانت تُدرِّسُ الفلسفة إلى جانب الطبّ. وقد أعدَّ فيها بعض أساتذتها سلسلةً من الكتب الطّبّيّة سمّاها العرب «جوامع الاسكندرانيين»، كان من أعلامها أنقيلاوس، وفوسيوس، وأَهْرُن القسّ. وقد تُرجم بعضُ تلك الكتب إلى العربيّة، وضاع أكثر أصولها الإغريقية. صَنَّفَ أَهْرُن القسّ كُنَّاشاً (وهو أوراق تُجعل كالدفتر تُقيّد فيها الفوائد والشوارد) في الطّبّ يتألّف مِن ثلاثين مقالة، وهو مؤلَّف باللغة اليونانية، وترجمه فوسيوس إلى السُّريانية كما يقول لوكلرك، أو مؤلَّف باللغة السُّريانية وترجمه إلى العربيّة، وزاد عليه ماسرجويه مقالتين إحداهما في الأغذية والثانية في الأدوية المفردة  كما يقول النَّديم ومَنْ وافقَه مِمّن نَقَلَ عنه. يُعَدُّ كُنّاش أَهْرُن أوّل كتاب في علم الطب ظهر بالعربيّة، لذلك اكتنزه الخليفة الأموي مروان بن الحكم (64-65هـ) إلى أَنْ وجدَه الخليفة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ) في بيت المال، فأمر بإخراجه إلى النّاس للانتفاع به. ضاعت أصول هذا الكُنّاش، ولم ينتهِ إلينا منه إلاّ تلك النقول التي نثرها الطبيب أبو بكر الرازي (ت311هـ) في كتابه الشهير «الحاوي». ومِمّن وقف على هذا الكُنّاش الطبيب علي بن عبّاس الذي ذكره في مقدمة كتابه «كامل الصناعة»، وقال عنه إنّه مختصر، وترجمته سيئة. اكتسب كُنّاش أَهْرُن أهميّة لأنّه أوّل كتاب طبي ترجم إلى العربيّة، ولأنّه عُدَّ نموذجاً احتذاه بعض أساتذة مدرسة جنديسابور الطبية مِن عام 133هـ/750م. وكذلك اعتنى المشتغلون بتاريخ العلوم بالترجمة العربيّة لكُنّاش أَهْرُن لدلالتها على قدم حركة الترجمة العربيّة، ووَفْرة خزائن الكتب في صدر الدولة الإسلامية.   زهير الكتبي   الموضوعات ذات الصلة:   الرازي ـ ماسرجويه.   مراجع للاستزادة:   ـ ابن جلجل، طبقات الأطباء والحكماء (مؤسسة الرسالة 1985). 
المزيد »