logo

logo

logo

logo

logo

برسيبوليس

برسيبوليس

Persepolis - Persépolis

بِرْسيبوليس

 

برسيبوليس Persepolis من اليونانية ويعني «مدينة الفرس» وتعرف اليوم باسم «تَخْتِ جَمْشيد». مدينة أثرية على مسافة 60 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة شيراز الإيرانية، وكانت مركز حكم الأسرة الأخمينية (أواخر القرن السادس حتى أواخر الرابع ق.م).

زارها عام 1765 الرحالة الدنماركي كارستن نيبور Carsten Niebuhr، وكتب وصفاً لأطلالها، وصور بعض آثارها المعمارية، ونسخ كتابات فارسية قديمة بالخط المسماري. أما التنقيب الحقيقي فيها فقد تم في الأعوام 1931- 1939 من الألمانيْين هرتسفلد Herzfeld وشميدت Schmidt بطلب من معهد الدراسات الشرقية في شيكاغو. وبدءاً من عام 1960 تولت دائرة الآثار الإيرانية مهمة التنقيب في الموقع.

يتضح من تاريخ الأخمينيين[ر] أن مملكتهم بلغت أوج قوتها واتساعها في عهد الملك داريوس الأول (521- 486ق.م) الذي نقل مركز الحكم عام 518ق.م من باسارغاد Pasargade إلى موقع بِرْسا، وبدأ ببناء مدينة فيها تناسب عظمة مملكته. واستمر بناؤها في عهد ابنه اكسركسيس (احشويرش) الأول (485- 465ق.م)، واكتملت في عهد حفيده أرتاكسركسيس (أرتاحششتا) الأول (464- 424ق.م)، وبقيت عاصمة لهم حتى احتلها الاسكندر المقدوني في مطلع عام 330ق.م. وقد دمّر الاسكندر المدينة إلا منطقة القصور الملكية. أما آخر ملوكها فهو داريوس الثالث (335- 330ق.م) الذي فر إلى شرقي إيران[ر]، وهناك قتله أحد أتباعه، وبذلك انتهى حكم الأسرة الأخمينية.

أقام الاسكندر في قصور برسيبوليس مدة قصيرة، ثم أحرقها، فغدت أطلالاً بقيت حتى عصرنا. وثمة آراء عدة في حقيقة نهايتها، أحدها: أن الأخمينيين أحرقوها بهدف إبعاد الاسكندر وقواته. أو أن الحريق وقع خطأً في أحد احتفالات الاسكندر، أو أن الاسكندر أحرقها لقيام الملك الأخميني اكسركسيس الأول بإحراق مدينة أثينة عام 480ق.م.

كشفت أعمال التنقيب الأثري في موقع برسيبوليس عن القسم الأكبر من الشواهد المعمارية في منطقة القصور الملكية، وتمكن الباحثون من وضع مخطط دقيق لها. وأهم أجزائها:

 1ـ الدرج الكبير: وهو المدخل الرئيس إلى المنطقة، ويتألف من درجات عريضة متقاربة.

2 ـ بوابة كل الشعوب: وهي بناء مربع ذو بوابات ثلاث مزخرفة، ربما كان يستخدم لتنظيم الجموع المشاركة في الاحتفالات الرسمية.

3 ـ أبادانا Apadana: بناء مربع يقوم على مصطبة خاصة، مبني من الآجر الطيني، تنتهي كل زاوية من زواياه ببرج مربع يضم درجات تقود إلى سطح البناء. وتتضمن قاعته المركزية المسقوفة صفوفاً من الأعمدة (6×6) يبلغ ارتفاعها نحو 19م. تستند الأعمدة إلى قواعد مربعة وفي قمتها تيجان مركبة لها أشكال وريقات نباتية ورؤوس حيوانية. يحيط بالقاعة من جهات ثلاث أروقة تتضمن أعمدة أيضاً. ويعتقد أن مبنى أبادانا كان القاعة الرئيسة للاجتماعات أو للاستقبال الملكي.

4 ـ قصر داريوس (أو تَشارا Tashara) قصر صغير ذو قاعة مركزية تضم  أعمدة (3×4). جدرانه حجرية مصقولة لامعة، لذا سماه بعضهم (قاعة المرايا).

5 ـ قصر اكسركسيس (أو هَديش Hadish) يتقدمه درج، ويوصل إليه من ثلاثة أبهاء متتالية. في مدخله أعمدة (6×2) وكذلك في داخله (6×6)، ويتصل من الخلف بجناح سكن النساء.

6 ـ قاعة الأعمدة المئة (أو قاعة العرش): قاعة مربعة الشكل (75×75م)، تضم مئة عمود (10×10) ارتفاع كل منها 9م، تحمل سقفاً من خشب الأرز. يتقدمها في الشمال الغربي رواق عرضه 11م، وفيه صفان من الأعمدة (2×8). وللقاعة ثمانية مداخل؛ اثنان في كل جانب، وقد زيّنت المداخل بمنحوتات جميلة. كانت القاعة تضم عروش الملوك الأخمينين، وفيها تقام الاحتفالات والاجتماعات العامة. ويعتقد أن الحريق الذي قضى على المدينة بدأ فيها.

7 ـ قاعة الأعمدة التسعة والتسعين (أو بيت الخزينة).

8 ـ قصر أرتاكسركسيس الثالث.

9 ـ جناح سكن النساء.

10 ـ المكتبة.

11 ـ القبور الصخرية للملوك المتأخرين.

لمدينة برسيبوليس أهمية خاصة في التاريخ الحضاري للأخمينيين لأنها واحدة من أجود مواقعهم المكتشفة حالةً، تظهر فيها بوضوح خصائص العمارة الأخمينية وأهمها: تتالي الأبنية على الترادف واحتواؤها على قاعات كبيرة تضم أعمدة ضخمة وعلى بوابات مزخرفة ومدرجات تزدان بسلسلة الأشكال التذكارية المنحوتة على جانبيها، مما كان يبعث جواً رسمياً مهيباً داخل الأبنية وخارجها.

وتعكس المشاهد المنحوتة الأعمال الوظيفية التي كانت تتم في القصور، وفيها صورة الملك ومعه شعار الإله «أهورامزدا» وحاملي التقدمات والهدايا القادمين من جميع أنحاء المملكة. وتتسم، من الناحية الفنية، بالإفراط في تصوير التفصيلات والتكرار وبراعة التنفيذ الحرفي، ويبدو بعضها متأثراً بالأعمال الفنية الآشورية، أو مستوحى منها.

 

فاروق إسماعيل

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأخمينيون ـ إيران.

 

مراجع للاستزادة:

 

- Roaf (Michael): Cultural Atlas of Mesopotamia and the ancient Near East (Oxford, Facts on File,1990).

- Klengel (Horst): Kulturgeschichte der alten Vorderasien (Berlin, Akademie-Verlag,1989).

- Gorys (Erhard): Handbuch der Archaologie (Augsburg, Weltbild-Verlag,1989).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 861
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1098
الكل : 40471925
اليوم : 1740

الإزهار

الإزْهَارُ   الإزهار floraison ظاهرة طبيعية خاصة بالنباتات الراقية، تتمثل بإنتاج الأزهار المولدة للثمار والبذور التي تنجز الدورة الحيوية. ويُقْسم إلى مرحلتين: مرحلة الشروع في الإزهار، ومرحلة نضج الإزهار.  مرحلة الشروع في الإزهار تنطلق مرحلة الشروع في الإزهار لدى بعض الباحثين من ظاهرة تفتح البراعم الزهرية، وترى الغالبية أن الشروع في الإزهار عملية أطول من ظاهرة تفتح البراعم الزهرية، وأنها تنطلق بدءاً من تحوُّل النسج القابلة للانقسام المولدة للأوراق إلى نسج قابلة للانقسام مولدة للبداءات المكونة للأعضاء الزهرية، مُحوِّلة بذلك الانقسامات الخلوية المولدة للبراعم الورقية إلى انقسامات خلوية خيطية مولدة لما يعرف بالبراعم الزهرية. 
المزيد »