logo

logo

logo

logo

logo

تتارية (جمهورية-)

تتاريه (جمهوريه)

Tartary - Tartary

تتارية (جمهورية ـ)

 

تتارية جمهورية ذاتية الحكم في الاتحاد الفيدرالي الروسي. مساحتها 68ألف كم2، وعاصمتها قازان، تحيط بها العديد من المقاطعات الذاتية الحكم مثل ماري وادموورت وبشكيرية وكويبيشيف وتشوفاش. ظهرت الجمهورية عام 1920.

سكنها البلقان في القرن الخامس الميلادي، وزحفت إليها القبائل التّتارية من أواسط آسيا وسيبيرية في القرن الثالث عشر، وكونت دولة تتارية واسعة، ضمت أجزاء واسعة من آسيا الوسطى وروسية واحتلت موسكو، وجعلت قازان عاصمة. واندمج  مع التتار العديد من الأعراق البلغارية المسلمة والتركية، وانتشر الإسلام بينهم على يد حفيد جنكيزخان (بركة خان) الذي تزعم القبيلة الذهبية (1256)، وبعد وفاته تحولت المملكة الواسعة إلى خانات (إمارات) متناحرة سقطت تباعاً بيد العثمانيين والروس، واحتل إيفان الرابع الرهيب قازان عام 1552، وضُمت تتارية نهائياً إلى روسية.

المظاهر الطبيعية

تقع تتارية في جنوب شرق السهل الروسي، فهي بلاد سهلية تلّية، لا تزيد ارتفاعاتها المتوسطة على180م، وتقسم بواسطة نهري الفولغا وكاما إلى ثلاث مناطق أساسية: منطقة بريدفولغا Predvolga وهي منطقة تلّية مجزَّأة بالأنهار، وبعض ارتفاعاتها يصل إلى 260م، وتعرف بالجبال لشدة انحدارها. ومنطقة بريد كاما وهي سهلية متموجة وغير مرتفعــة. ومنطقة زاكاما (ماوراء كاما) وهي مجزّأة أيضاً وأكثر ارتفاعاً (360م) من المنطقتين السابقتين.

المناخ قارّي بارد، ولموقع البلاد الفلكي ولطبيعة التضاريس السهلية والبعد عن البحار والمحيطات الأثر المهم في رسم الملامح المناخية للبلاد.

تسيطر شتاءً الكتل الهوائية القارية الشديدة البرودة القادمة من المناطق القطبية، أو المتشكلة ضمن السهل الروسي، وفي الصيف، لتناقص قيم الضغط الجوي، ترد الكتل الهوائية الأطلسية الرطبة، لذا فإن الهطل ثلجي شتاءً ومطري صيفاً و ربيعاً. حرارة الصيف معتدلة ففي تموز تبلغ 18.7 درجة مئوية في الشمال و19.6 درجة مئوية في الجنوب. أما الشتاء فقارص في كل البلاد، وحرارة كانون الثاني -13درجة مئوية شرقاً، و-14.8درجة مئوية غرباً. الهطل عادي، ولكن التبخر قليل، لذا لا تعاني البلاد الجفاف.

البلاد غنية بمياهها الجارية، ممثلة بنهري الفولغا والكاما وبروافدهما الكثيرة.الفولغا نهر كبير (3530 كم) وله مئتا رافد، ويصب في بحر قزوين، وصبيبه المتوسط عند فولغاغراد نحو 8060م3/ثا وعند مصبه 7910م3/ثا. أما رافده الأكبر كاما فطوله 1805كم ومتوسط صبيبه 3500م3/ثا، أي سبع أضعاف صبيب الفرات. وللإفادة من الموارد المائية بُني سد كويبيشيف الذي تبلغ مساحة بحيرته 6450كم2، وحجم مائه 27كم3. وهي أكثر الأنهار صلاحية للملاحة، ولها أثر مهم في نقل البضائع والناس.

الغطاء النباتي

تغطي الغابات مساحات واسعة، وبخاصة في المناطق الوعرة وغير المستغلة، ويقدر احتياطي الخشب بنحو (125)مليون.م3. النطاقية النباتية واضحة المعالم، ففي الشمال الأكثر برودة تنتشر الغابات الإبرية (التايغا)، وبخاصة فوق السفوح المرتفعة نسبياً، والشمالية وهي غنية بأشجار السرو والصنوبر، ولهذه الأشجار قيمة اقتصادية جيدة. وإلى الجنوب تختلط الأشجار السابقة مع الأشجار صغيرة الأوراق، مثل البتولا والحور والصفصاف، بعد ذلك تظهر الغابة العريضة الأوراق مع اندساسات للأشجار السابقة.

يكوِّن هذا النطاق نحو 87% من الغابات، وتكثر فيه أشجار السنديان والبلوط. كما تكثر في هذه الغابات النباتات المستنقعية والبحيرية والنباتات المائية عموماً، مثل الحشائش الكبيرة والطحالب والأشنيات والليليا والقصب والزل. أما في أقصى جنوب البلاد فتختفي الغابة، وتحل مكانها النباتات السهبية الحشائشية النجيلية والكلأ، وكلها ذات قيمة غذائية حيوانية مهمة.

التُّرب متنوعة تنوع النباتات، ففي الشمال الأكثر برودة تنتشر التُّرب البدزولية غير المتفسخة جيداً. وبسبب الرطوبة تتعرض التُّربة لعمليات الغسل وهجرة العناصر المعدنية والعضوية نحو الأسفل، لذا فإنها فقيرة إلى المواد العضوية الدبالية. أما إلى الجنوب أكثر فتظهر التُّرب الغابية الرمادية الأكثر خصوبة واستغلالاً، ومظاهر الغسل فيها بسيطة لذا فإنها غنية بالدُّبال، وتنتشر فيها مزارع الفواكه والخضراوات والبطاطا ودوَّار الشمس. إن أفضل التُّرب نصادفها في المناطق السّهبية الجنوبية، حيث الغطاء النباتي الحشائشي النجيلي الكثيف، وهنا تمتد ترب التَّشيرنوزم (السّوداء) الخصبة ذات القوام المتميز، وتغطي هذه الترب 16٪ من تتارية، وهي غنية بزراعاتها الحبوبية والبقولية إضافة للبطاطا والذرة، وهي مكان جيد لتربية الأبقار والأغنام والخيول.

العالم الحيواني متنوع وغني، وأكثره من الحيوانات المتلائمة مع الأجواء الباردة، مثل الدببة والذئاب والوشق والثعالب، وتكثر الحافريات من الغزلان والأيائل والقوارض كذلك، كالأرانب والجرذان والجرابيع، ونصادف الزواحف (الثعابين) والعظايا وتكثر الطيور المهاجرة والمحلية.

السكان

تتارية بلد مفتوح، سكنتها أعراق مختلفة، بعضها اندمج مع الأكثرية التّتارية وخاصة الأتراك والبلغار المسلمون، وآخرون لم يندمجوا كالروس، وأعراق أخرى مسيحية.

يقدر سكان تتارية بأربعة ملايين لعام 1995، ونسبة التتار قرابة النصف، ويليهم الروس 22٪، وهناك بشكير ومردوف اودموورت وغيرهم.

يسكن المدن 68٪ من السكان، وتبلغ الكثافة العامة 50نسمة/كم2، وتزداد الكثافة إلى 100-150 نسمة/كم2 في ضواحي المدن والمراكز الصناعية. الزيادة السكانية السنوية معتدلة إذ تبلغ 18بالألف، والمواليد 28بالألف، بينما الوفيات 9بالألف تقريباً (1988)، ومتوسط الأعمار 76 سنة للنساء و72 للرجال.

أهم المدن قازان العاصمة، ويزيد سكانها على المليون عام 1999، وهي عقدة مواصلات نهرية وبرية مهمة، ومركز صناعي ضخم (صناعة المكائن والكيمياويات البترولية والمطاطية والغذائية). وفيها 11معهداً علمياً منها الجامعة و4 متاحف و7 مسارح. هنالك مدن أخرى صغيرة كبوغولما وزيلينو دولسك (50.000 - 100.000نسمة)، وإيلابوغا وهي مدينة الصناعات النفطية. اقتصاد تتارية مزدهر صناعي وزراعي، وتقدر ثروتها النفطية بملياري طن، وإنتاجها السنوي 50مليون طن (1988)، وهكذا فالصناعات النفطية مزدهرة، وتُصنع هنا الطائرات والمروحيات وسيارات النقل الكبرى. أهم المراكز الصناعية قازان وبريجنيف وزيلينودولسك وجيستوبل. الصناعات الغذائية متطورة كذلك (تصنيع الحبوب والذرة والمواد الغذائية وإنتاج السكر والزيوت النباتية والحيوانية).

 

شاهر جمال آغا

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ف.ن.ميلكوف ون.أ.غفزديتسكي، جغرافية الاتحاد السوفييتي الطبيعية (موسكو 1969).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 9
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1075
الكل : 40518127
اليوم : 47942

كيوناغا (توري-)

كيوناغا (توري ـ) (1752 ـ 1815)   توري كيوناغا Torii Kiyonaga، المصور وحفار الصور المطبوعة estampes الياباني، اسمه الأصلي سيكي شينسوكيه Seki Shinsuke، ولد في ضاحية ساغامي Sagami في اليابان وتوفي في إيدو Edo (طوكيو Tokyo اليوم). أحد الفنانين المهمين في حركة (أوكيو-ي) Ukiyo-e اليابانية التي التحق بها حدثاً، تلك الحركة التي رسخت الواقعية المفعمة بالحيوية، والخالية من التجسيم ومن المنظور المعروف في الثقافة الأوربية، والتي من أهم خصائصها التبسيط في الأشكال واستخدام الحس التزييني بألوان كتيمة وصريحة. ازدهرت هذه الحركة في زمن إيدو Edo الذي امتد بين الأعوام 1600-1868، وانتشر الفن في أثنائها بين عموم أبناء الشعب، وابتعد عن التأثيرات الدينية، واتجه نحو الفنون التقليدية بتقانات الحفر على الخشب والتصوير.
المزيد »