logo

logo

logo

logo

logo

بلجيكة(الفنون والعمارة)

بلجيكه(فنون وعماره)

Belgium - Belgique

 

الفنون والعمارة في بلجيكة

 

لا تخرج الفنون والعمارة في بلجيكة عن مسارات التيارات العالمية الكبيرة، ويعد التبادل الثقافي بين شعبي الوالون والفلمنك كبيراً جداً، الأمر الذي لا يسمح بالتحدث عن فن فلمنكي وآخر والوني، بل عن كتلة واحدة تطورت عبر عصور مديدة، لتشكل اليوم ما يسمى بلجيكة.

التصوير الزيتي: ارتبط التصوير في بلجيكة منذ بداياته حتى القرن الخامس عشر بالتيارات الفنية الأوربية كالرومانسك[ر] والقوطي[ر] وغيرهم، ودليل ذلك جداريات كاتدرائية مدينة تورني من القرن الثالث عشر، وجداريات الدير القديم في مدينة غان من القرن الرابع عشر، وجماعة المصورين الذين أطلق عليهم اسم الفلمنكيين البدائيين Les primitifs flamands. كان جان فان أيك[ر] (1385-1441) Jan van Eyck، وكامبان Campin المتوفى عام 1444، والمصور الرسمي لمدينة بروكسل، من أهم فناني القرن الخامس عشر الذي ازدهرت فيه صناعة السجاد القوطي وخاصة في مدينة تورني فذاع صيتها في أوربة كلها.

لم يحظ القرن السادس عشر بأعظم من الفنان بروغل الأب Bruegel le Vieux [ر.بروغل (أسرة ـ)]، وفي القرن السابع عشر بدأ التحول نحو الواقعية، وسيطرت الحركة واللون على الفنان الكبير روبنز[ر] Rubens وتلميذه فان دايك[ر] Van Dyck.

لم يبدأ الفن في بلد اسمه بلجيكة إلا بعد توحيد البلاد في عام 1831، وكان التصوير والنحت فيها خاضعين لتأثير الحركات الفنية الكبرى ونفوذها: قَدِم الفنان دافيد[ر] بروكسل منفياً إليها في عام 1815، وجلب معه الاتباعية المحدثة[ر] التي حمل لواءها في بلجيكة الفنان ج.ف. نافِز  (1787-1869) J.F.Navez، في الوقت الذي كان فيه أنطوان فيرتز Antoine Wiertz غارقاً في أشد الاتجاهات الخيالية جموحاً، وتطورت المدرسة الواقعية تطوراً كبيراً مع مدرسة ترفورين tervuren، نظيرة مدرسة باربيزون[ر] في فرنسة: شارل دِغروCharles de Grou (المصور والنحات)، وقسطنطين مونييه Constantin Meunier  (1831-1905)، وهنري دي بريكلر Henri de Braekcler، وذلك قبل ظهور الانطباعية التي اصطدمت صيغها بمقاومات محلية عنيفة. وكان الفنانون: أوجين لَرْمانس Eugène Larmans، وألفرد ستيفنس Alfred Stevens، وهنري إيفنبول (1872-1899) Henri Evenepoel، مع ألوانهم الصافية وميولهم إلى الحياة الحديثة، أقرب إلى طبيعة مانه[ر] ولوترك[ر] منهم إلى سحر الانطباعيين وبراعاتهم الضوئية. وبموازاة الحركة الأدبية، طورت مجموعة من الشخصيات الفنية الغريبة حركة رمزية ذات شأن، وتناولوا موضوعات الأحلام والأخيلة الغريبة والصور الرمزية، من هؤلاء الفنانين: فرناند كنوف Fernand Khnopff، ودلفيل Delville، وسبيلرت Spillaert، ودغوف ري نونكس Degouve de Nuneques، وميلِّري Mellery، وجسدوا هذا التيار الذي لم تغب عنه المشاغل الاجتماعية والإيحاءات الباطنية أو الصوفية، والذي أعار اهتمامه للموت واتسم بالحسية. ومع ذلك فإن جميع تجديدات التصوير في بلجيكة القرن التاسع عشر تجمعت، بعد تجاوزها، في عبقرية جيمس إنسور[ر] (1860-1949) James Ensor، هذا الفنان الذي أنجز أهم أعماله الفنية قبل عام 1900. لقد صورت هذه العبقرية المتوحدة عالماً غريباً بألوان صارخة مسكونة بالأقنعة العابسة والهياكل العظمية. وفي نهاية القرن التاسع عشر طورت حركات فنية كثيرة مثل جماعة العشرين، وعلم الجمال الحر...الخ الاتجاهات المجددة، وجعلت من مدينة بروكسل ملتقى الفن الأوربي الحي.

في بداية القرن العشرين برز من الفنانين ريك فوترْز Rik Wouters المتأثر بسيزان[ر] Cezanne، والمرتبط بالوحشية[ر] وبمدرسة ليتم ـ سان ـ مارتان Laethmen-Saint-Martin القريبة من التعبيرية[ر] والرمزية[ر]، والتي ضمت النحات مين Minne، والمصورين فان دن برغ Van den Berghe، وسرفس Servaes، وبِرْمِك Permeke، وفان دي فوستين Van de Woestiÿne وغيرهم. وإذا كانت التكعيبية[ر] قد وسمت بطابعها المصور والنحات والشاعر فيكتور سر فرانك Victor Servranckx الذي أدخل الفن التجريدي[ر] إلى بلجيكة في عام 1927، وغوستاف دي سميت Gustave de Smet، وتحت تأثير السريالية[ر] أنجز ماغريت[ر] Magritte ودلفو[ر] Delvaux، أعمالاً فنية غريبة تنوس بين الواقع والحلم. أما برمك فقد ثابر على إخلاصه للتعبيرية الغنائية التي وسمتها الصيغ التكعيبية بصرامتها البنائية. جذبت التجريدية الهندسية إليها فناني والون في حين فضل الفنانون الفلمنكيون اللجوء إلى التجريدية الغنائية، ومن أهم هؤلاء الفنانين: لويس فان لينت Louis van Lint، ومارك مندلسون Marc Mendelson، وآن بونه Anne Bonnet، وأنطوان مورتييه Antain Mortier.

كانت الحركة الرئيسة التي سعت إلى تحديد سمات التعبيرية الشمالية وليدة جماعة كوبرا Cobra (كوبنهاغن، بروكسل، أمستردام)، وامتد نشاطها حتى عام 1951، وقد مثلها في بلجيكة ألِشينسكي Alechinsky وأصاب فن البوب (الشعبي) والفن الحركي بدءاً من عام 1960 نجاحاً باهراً، فبلغا حداً جعل من قصر الفنون الجميلة في بروكسل بإدارة روبير جيرون محط الأنظار وقبلتها.

النحت: تمثل منحوتات دار البلدية في بروكسل، وكنيسة نوتردام في مدينة هال وما تبقى من الأعمال النحتية الأساسية للعصرين الروماني والقوطي شاهداً على النشاطات النحتية لهذه الحقبة التي استمرت حتى القرن الخامس عشر.

وتأثر النحت في عصر النهضة بالطراز الإيطالي، كما أكدت منحوتات القرن السابع عشر الفكر الباروكي. واهتم نحاتو العصر الاتباعي المحدث في القرن التاسع عشر بالأشخاص، وعرفت بذلك ساحات المدن مجموعات من التماثيل لهم. وكان من نحاتي القرن العشرين الأكثر أصالة ريك ووتيرز Rik Wouters الذي مثل الحركة المتوازنة في بعض أعماله.

وقد تعددت مدارس النحت المعاصر وتنوعت بين الانطباعية والتكعيبية والتجريدية، وأفضل من يمثلها رويل دهيز Roël d’Haese وبول بوري Pol Bury.

العمارة: تشهد الأشكال المعمارية الأكثر قدماً في بلجيكة بعض المؤثرات الرومانية، وتعتبر مدينة آرلون Arlon أهم مراكز هذه الفترة.

وبينما تؤكد أوابد القرنين الثالث عشر والرابع عشر التأثير الفرنسي يبقى الطراز القوطي أكثر سيطرة على الطابع المعماري في القرن الخامس عشر واستمر تأثيره حتى في عصر النهضة.

وتتمثل العمارة المدنية في مجموعة من البيوت الرومانية التي مازالت قائمة في مدينتي غان وتورنيه، وفي مجموعة أخرى من البيوت القوطية في كل من بروج ولوفان ومالين. وتعد دور البلدية ذات الطرز المعمارية المختلفة في كل من بروكسل وبروج ولوفان شاهداً على رخاء المدن. كما تعتبر قلعة كومت Comtes بمدينة غان (القرن الثاني عشر) من أهم الشواهد على العمارة الحربية.

وفي القرن السابع عشر، ومع التقدم التدريجي للباروك، رُكز الاهتمام على زخرفة الواجهات الأمامية، وأكبر مثال على ذلك بيوت الساحة الكبيرة في بروكسل. لقد استمر التأثير الباروكي حتى نهاية القرن الثامن عشر، وأكثر الأعمال دلالة على هذه الحقبة ما بني في بروكسل في النصف الثاني من هذا القرن كساحة الشهداء، والساحة الملكية، والقصر الوطني 1779.

ثم شهد القرن التاسع عشر تحولات مختلفة أثرت في مشاريع المعماريين الذين بنوا الكنائس والبيوت ومحطات القطارات بطرز معمارية معدلة هي القوطي المحدث، والبيزنطي المحدث، وعصر النهضة المحدث.

كان لابد للعمارة من انتظار نهاية القرن التاسع عشر لتلعب بلجيكة دوراً مهماً على المستوى العالمي، وكانت بروكسل أحد المراكز التي تطور الفن الجديد[ر] Art nouveau فيها، حيث بنى المعماري فيكتور هورتا Victor Horta عدداً من الفنادق الخاصة وبيت الشعب المشهور (1896-1899)، وكان هنري فان دي فيلد Henry Van de Verlde، الذي كان مزخرفاً ورسام أثاث أيضاً، من أثرى الشخصيات في مرحلة التجديد تلك.

وظهرت مجموعة من المواهب الأصيلة في نهاية القرن العشرين قدمت الفن المعماري المعاصر. ومنذ ذلك الوقت تندرج العمارة البلجيكية تحت التيارات العالمية الكبيرة، وتمثل مدينة لوفان لانوف Louvain-la-Neuve المبنية عام 1970 مثالاً على ذلك.

محمد حسان سالم، فائق دحدوح

 

 

التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 263
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 579
الكل : 31239865
اليوم : 65022

العلِْم (إنسانياً)

العِلْم   معنى العلم  العلم science هو نشاط إنساني معرفي مضبوط منهجياً، بهدف الكشف عن الصفات والعلاقات والقانونيات التي تخضع لها الظواهر والأشياء والعمليات الجارية في مجالات الوجود المختلفة وتفسيرها والتنبؤ بمستقبلها. والعلم كظاهرة اجتماعية يشير إلى تلك الشروط والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي أسهمت تاريخياً في نشوئه وتطوره من جهة، وإلى الدور الذي يقوم به اليوم في عملية التطور الاجتماعي، وخاصةً في ظل الثورة العلمية ـ التقانية المعاصرة من جهة ثانية.
المزيد »