logo

logo

logo

logo

logo

بِسـوا (فرناندو انطونيو نوغييرا-)

بسوا (فرناندو انطونيو نوغييرا)

Pessoa (Fernando Ant?nio Nogueira-) - Pessoa (Fernando Ant?nio Nogueira-)

بسّوا (فرناندو أنطونيو نوغييرا ـ)

(1888ـ1935)

 

فرناندو أنطونيو نوغييرا بسّوا Fernando António Nogueira Pessoa  شاعر برتغالي ولد في مدينة برشلونة، وتوفي فيها. أمضى بسّوا طفولته في إفريقية الجنوبية حيث أتقن اللغة الإنكليزية، ولدى عودته إلى البرتغال عمل في شركات تجارية مختلفة، لكن قراءاته المتنوعة واطلاعه على كتابات الرمزيين الفرنسيين والفلاسفة الألمان اللاهوتيين الأنكلوساكسون جعلته يتجه نحو الأدب والفلسفة.

تأثر بسوا في بداية القرن العشرين بالشاعر تيكسيرا دي باسكوايس Teixeira de Pascoaes  وبطابعه الديني الرمزي، ثم بالشاعر الشاب ماريو دي سا كارنييرو Mário de Sá-  Carneiro  الذي كان يعيش في باريس، فتعرف منه حركة الطليعة الشعرية فيها. كذلك كان تعرفه ماكس نوردوMax Nordau  مرحلة مهمة في تكوينه الأدبي، لأنه أعجب به إلى حد كبير. ويقال إنه كتب في أحد أيام آذار 1914 ثلاثين قصيدة وهو واقف لم يشطب منها حرفاً، لأنه كان في حالة من النشوة التأملية جعلته ينسب ما كتب إلى شخص آخر؛ وهكذا صدر ديوانه الأول بعنوان «راعي قطيع ألبرتو كاييرو» Le Gardeur de Troupeau d’Antonio Caeiro. بعد ذلك تابع الكتابة بأسماء مستعارة بلغت نحو خمسة عشر اسماً أعطى كل واحد منها سيرة ذاتية ومهنة وآراء تدور حول فرناندو بسّوا. في هذه الحقبة من النشاط الفكري قام بسّوا بوضع أسس فلسفة أطلق عليها اسم «الوثنية الجديدة» Néo – paganisme، وشارك في الحركة المستقبلية Futurisme، واقترح جمالية جديدة، كما أسس مدرستين جديدتين في الأدب أطلق عليهما اسما «التقاطعية»Intersectionnisme  و«الإحساسية» Sensationnisme. وفي سنة 1915 أسس بسوا مع مجموعة من الأصدقاء مجلة طليعية اسمهاOrpheu  لم يستمر صدورها مدة طويلة لكنها كانت وراء إطلاق حركة الحداثة في البرتغال في سنة 1916، وبعد أن علم بسوا بانتحار صديقه الشاعر ساكارنييرو بدأ يعيش في عزلة استمرت عشرين عاماً لم يتوقف إبانها عن الكتابة، وأيدته مجموعة من الشعراء الشباب فأثارت ضجة أدبية حوله في مجلة كانوا يصدرونها بعنوان «حضور» Presença.

 ترك بسّوا مؤلفات أدبية كثيرة لم ينشر منها في حياته سوى بعض القصائد المكتوبة بالإنكليزية وديوان شعر ملحمي وصوفي بعنوان «رسالة» Message صدر في عام 1934، واستحق عليه جائزة مديرية الدعاية في حكومة سالازار. ويعد هذا الديوان اليوم قصيدة قومية مهمة. كما أن الشاعر بسّوا صار بعد أن نشرت مؤلفاته تباعاً واحداً من أهم ملامح الحركة الأدبية في البرتغال.

يمكن تصنيف إنتاج بسوا الأدبي في ثلاث مجموعات: الأولى تضم إنتاجه الشعري الذي كتبه باسمه الصريح، والثانية تضم المجموعة الشعرية التي كتبها بأسماء مستعارة، والثالثة مذكرات شخصية كتبها طوال حياته ونسبها إلى شخص أسماه برناردو سواريس Bernardo Soares. يضاف إلى ذلك عدد كبير من النصوص النثرية تضم قصصاً قصيرة ودراسات ومقالات ومراسلات تطرق فيها إلى المجالات الأدبية والفنية والفلسفية والسياسية والاقتصادية.

يمكن تصنيف نتاج بسّوا الأدبي ضمن تيار أدب الباروك[ر] Baroque لأن أسلوبه يتسم بطابعه التشكيكي وبالتساؤلات الميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة) حول العلاقة بين الحلم والحقيقة، وحول الحياة والموت؛ فلكثرة بحثه عن وعي الذات يتوصل الشاعر إلى أن يشكك في واقعية ذاته وفي واقعية العالم، ولأن يشعر باستحالة الوصول إلى الواقعي والتعبير عن جماله؛ ولذلك فهو يلجأ إلى فسحة الخيال التي تسمح له أن يعيش الحلم على أنه الحقيقة. ويتجلى هذا البحث القلق عن الحقيقة من خلال الحلم في ديوان كتبه بسّوا في شبابه باللغة الإنكليزية يحمل اسم «عازف الكمان المجنون»، وفيه تطل الشخصية الأساسية على العالم بأحلامها لأن «الحلم هو وحده حقيقة»، ولأن الحلم والخيال يسمحان للإنسان أن يجوب العالم من دون أن يخرج من غرفته. كذلك فإن مؤلفه النثري «كتاب القلق» Le Livre de l’ inquiétude  يحمل كل أبعاد التوجه الفلسفي والديني للكاتب الذي يجد أن الموت غير موجود لأن الحياة هي شكل من أشكال الموت. كذلك فإن فلسفته عن الوثنية الجديدة تتسم بالحنين إلى ثقافات بدائية سابقة للأفلاطونية وللمسيحية كان يمكن للإنسان فيها أن يعيش في تماس مباشر مع الطبيعة، وأن يتوصل إلى معرفة الحقيقة اعتماداً على الحواس والإحساسات لا من خلال الذهن والعقل، مع الشعور بتعددية الظواهر والقوى الخلاقة في الطبيعة.

 

حنان قصاب حسن

 

مراجع للاستزادة:

 

-P. ARBAIZAR, J. L. Borges& R. Camus, Pessoa poète pluriel, in Cahiers B. P.I. Centre Pompidou et La Différence(1985).

-A. BOSQUET, Pessoa, ou les Délices du doute, in Verbe et vertige, Hachette(1961).

-A. GUIBERT, Pessoa ou le  poète multiplé, in Preuves, n:75 (1957).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 116
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1013
الكل : 57212782
اليوم : 32067

عمود الشعر

عمود الشعر   مصطلح علمي يتصل ببنية الشعر العربي الموزون المقفى، سبق إلى اكتشاف بعض عناصره عدد من العلماء العرب القدامى من دون التصريح باللفظ الجامع له (عمود الشعر) من أمثال الجاحظ وابن قتيبة وسواهما، حتى جاء القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني، والحسن بن بشر الآمدي، واكتملت المعرفة به على يد أبي علي بن أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي. ويطلق اليوم مصطلح الشعر العمودي للدلالة على الشعر العربي الموزون، بغض النظر عن الدلالة الحقيقية للمصطلح. ويرتبط مفهوم عمود الشعر بالأحوال الحضارية للعرب، ذلك أن هذا التركيب الإضافي (عمود الشعر) يحمل تشبيهاً ضمنياً يرى أن بيت الشعر يشبه بيتَ الشَّعَر أو خيمة البدوي، وموقع العمود في وسط البيت أو الخيمة يعد شيئاً أساسياً، فإن اهتز اضطرب البيت كله من جهة خزائنه الفنية لا من جهة وزنه العروضي، وإن أزيل هبط السقف على الأرض، وألغي معنى البيت وجوداً أو تكويناً، وإن تغيَّر موضعه زالت فكرة التوازن بين شطري البيت من جهة ثقل السقف على العمود الحامل، فثقلَ بعضُه وخفَّ بعضُه، فكأن العمود عاتق الميزان في توكيد نظرية الوسطية والاعتدال عند العرب.
المزيد »