logo

logo

logo

logo

logo

تاج الدين الحسني

تاج دين حسني

Taj ed Din al-Hassani - Taj ed Dine al-Hassani

تاج الدين الحسني

(1308 ـ 1361هـ/1890 ـ 1943م)

 

محمد (تاج الدين) بن محمد (بدر الدين) بن يوسف بن بدر الدين الحسني المراكشي، كان بدر الدين جد تاج الدين من سادة المغرب، وأشرافهم، وكان عالماً، فقيهاً، شاعراً، قدم من مراكش إلى مصر في طلب العلم، ثم انتقل إلى دمشق، وفيها ظهرت آثاره العلمية والإصلاحية، درّس في الجامع الأموي وتوفي عام 1279هـ/1862م. أما والد تاج الدين فهو المحدّث الأكبر الشيخ العلامة بدر الدين الحسني[ر].

تلقى تاج الدين تعليمه الأولي في إحدى المدارس الحكومية، ثم درس على والده علوم الشريعة واللغة العربية، ودرس على محمد رشيد العطار، أحد تلاميذ أبيه، الفقه والمنطق والمناظرة.

عُيّن عام 1912 مدرساً للعلوم الدينية في المدرسة السلطانية، ثم كان من أعضاء مجلس إصلاح المدراس، ومن أعضاء المجلس العمومي لولاية سورية أيام الحكم العثماني. عندما أصدر الجيش العثماني عام 1916 جريدة «الشرق»، كان تاج الدين أحد صاحبيها ورئيس تحريرها. وعقب الحرب العالمية الأولى، ودخول الحلفاء دمشق عام 1919 خاض تاج الدين المعركة الانتخابية، وفاز بالنيابة عن دمشق في المؤتمر السوري، واحتل مقعده بين رجال السياسة.

اختاره الملك فيصل بعد توليه مقاليد الحكم، ليكون مديراً عاماً للأمور الدينية، وكان من أعضاء مجلس الشورى في العهد الفيصلي، وتولى منصب القاضي الشرعي للعاصمة، ودرّس أصول الفقه في معهد الحقوق.

في الرابع عشر من شباط 1928 أسندت إليه رئاسة الدولة السورية، وكانت البلاد تعاني أزمة سياسية حادة عقب انتهاء الثورة على الاحتلال، وقد وقع الاختيار عليه، تقديراً لمكانة والده الدينية. استهل تاج الدين حكمه بإعلان عفو عام عن جميع المعتقلين السياسيين، وألغى الأحكام العرفية المفروضة منذ ثلاث سنوات. وفي العام نفسه دعا إلى انتخابات نيابية، وتأليف جمعية تأسيسية لوضع دستور للبلاد.  وفي الانتخابات كان اسمه على قائمتي «الكتلة الوطنية، والحكومية». لذا أطلق عليه «تاج القائمتين». وقد فاز بالنيابة عن دمشق بالإجماع. وظل في الحكم أربع سنوات.

في عام 1934 دعي ثانية لتأليف الوزارة، وظلت وزارته في الحكم لغاية عــام 1936. ولوقوع اضطرابات شديدة في سورية استقال وسافر إلى باريس ومكث فيها أربع سنوات، درّس فيها الأسس السياسية والاقتصادية التي تقوم عليها الدولة.

في عام 1941، في أثناء الحرب العاليمة الثانية، عاد إلى دمشق، وأسندت إليه في السابع عشر من أيلول رئاسة الجمهورية. وكان الجنرال ديغول قد زار دمشق، وحين قابله تاج الدين، أعجب ديغول بذكائه، فاختاره رئيساً للجمهورية. وقد استهل تاج الدين حكمه، بإعلان استقلال سورية يوم السابع والعشرين من أيلول 1941، فبادرت الدول إلى الاعتراف بالجمهورية السورية. وكان أول المعترفين بها فرنسة وبريطانية والولايات المتحدة.

ظل تاج الدين في سدة الحكم، إلى أن وافته المنية فجأة، وفي أوضاع غامضة، صباح السابع عشر من كانون الثاني عام 1943، وشيّع رسمياً، ووري الثرى إلى جانب قبر والده في مقبرة الباب الصغير بدمشق.

يقال عن وفاته إن الشيخ تعرض قبل يومين من رحيله إلى انهيار في صحته، ألزمه الفراش. ولما زادت حالته سوءاً، استُدعي بعض كبار الأطباء من لبنان، فظهر لهم أنه يشكو من احتقان في الرئة، وتسمم في الدم، وارتفعت نسبة التسمم بعد ذلك إلى درجة عالية. وتبين أن أطباءه أعطوه كمية عالية من «الداجفان» كانت كافية للقضاء عليه. ولم يعرف أحد من الذي دسّ له السم، هل الفرنسيون، أم بعض الطامعين بمنصب الرئاسة؟.

قام تاج الدين في أثناء حكمه بدور سياسي كبير، وتعرض لحرب ضروس من بعض رجال السياسة، ولاسيما من «الكتلة الوطنية»، التي كانت تقود معركة الاستقلال ضد الانتداب الفرنسي، واتهم كذلك بالتواطؤ مع فرنسة. غير أنه ثبت أمام الخصوم والحملات.

كان تاج الدين من الأذكياء ومن دهاة السياسة. يتودد إلى أعدائه، ويتجاهل إساءاتهم. وكانت الصحف إبان حكمه تتمتع بقسط كبير من الحرية، وبعضها ينتقد بعنف، ويهاجم المسؤولين من دون رحمة. وكان معظم الصحف يؤيد التيار الوطني المتطرف، لذا كانت هذه الصحف توجه حملاتها المركّزة، إلى أركان الحكم، ابتداء من رئيسه الشيخ تاج الدين. وكانوا ينسبون إليه التفريط بحقوق البلاد، ومسايرة المحتلين، ويقولون إنه جاء إلى الحكم بقرار من المفوض السامي الفرنسي، لا بإرادة الشعب.

بعيداً عن السياسة، كان تاج الدين إدارياً حازماً، محباً للإصلاح، حريصاً على العمران والتقدم، قام في حكمه بتشييد الأبنية الكثيرة، لدوائر الدولة ومؤسساتها، في جميع المدن والمحافظات السورية.

 

عبد الغني العطري

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ مطيع النونو، مقال في جريدة الشرق الأوسط (20/9/1998).

ـ عبد الغني العطري، عبقريات (دار البشائر، دمشق).

ـ فائز سلامة، أعلام العرب.


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 825
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 558
الكل : 31280121
اليوم : 28309

قدري الأرناؤوط

المزيد »