logo

logo

logo

logo

logo

حفصة الركونية

حفصه ركونيه

Hafsah al-Rakuniyah - Hafsah al-Rakuniyah

حفصة الركونية

(…-586هـ/ … -1190م)

 

حفصة بنت الحاج الرَّكوني، شاعرة وأديبة، نسبت إلى ركونة (أوركانة) وهي بلدة أندلسية قديمة تقع غربي ثغر بلنسية، عاشت في غرناطة قاعدة بلاد الأندلس، التي شبهت بدمشق بلاد الشام، وقد نبغ فيها كثير من الشاعرات.

لم تُعرف أخبار حفصة إلاّ في أيام حكم الموحدين، فقد اتصلت بالـسلطان المنـصور عـبد الـمؤمن بـن علـي أول الحـكـام المـوحديـن في الأنـدلـس (ت558هـ/1163م). وكان لها مكانتها في الأدب والحسب والجمال، قال عنها ابن دحية في كتابه «المطرب من أشعار أهل المغرب»: «حفصة من أشراف غرناطة رخيمة الشعر رقيقة النثر والنظم». ولهذا وليت تعليم النساء في دار السلطان المنصور عبد المؤمن.

كانت حفصة سريعة البديهة في الشعر ،يروى أنها وقفت أمام السلطان عبد المؤمن وأنشدت مرتجلةً:

يا سيّدَ النّاسِ يا من

يومّل الناس رفدّه

أمنن عليّ بطِرْسٍ

يكون للدهر عــدّه

تَخُطُ يمناك فيه

«الحمد لله وحدَه»

وقد أشارت بقولها إلى العلامة السلطانية التي كان يكتبها عبد المؤمن في رأس ما ينشر عنه وهي «الحمد لله وحده»، فمنَّ عليها السلطان وكتب لها بيده ما طلبت .

ولما صار عثمان بن عبد المؤمن ملكاً لغرناطة تولّع بها، وكانت حفصة تحب أبا جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد العنسي وهو شاعر مجيد ممن شارك في تأليف كتاب «المُغْرب في حلى المغرب»وكان في البدء مقرباً من الملك عثمان وصار وزيراً له، ولكن هواه لحفصة وتغزله بها كان سبباً في مقتله، يروى أن أبا جعفر قال لحفصة: «ما تحبين في ذلك الأسود وأنا أقدر أن أشتري لك من سوق العبيد بعشرين ديناراً خيراً منه»، وكان لون عثمان بن عبد المؤمن مائلاً إلى السواد، فلما نقل إليه الخبر أسرّها في نفسه ووجد الحساّد في ذلك سبيلاً إلى إغراء السلطان به فلما وجد فرصة مواتية اتهمه بممالأة ابن مردنيش الذي ثار على الموحدين واستولى على شرق الأندلس فقتله بمالقة. ولما بلغ حفصة مقتل أبي جعفر لبست السواد وجهرت بالحزن مما أغضب السلطان وحاشيته، فتُوعدت بالقتل فقالت في ذلك:

هدَّدُوني من أجل لبس الحداد

لحبيب أردوه لي بالحدادِ

رحمَ الله من يجودُ بدمعٍ

أو بنوحٍ على قتيل الأعادي

ولم تقل بعده شعراً.

وكانت حفصة شاعرة مطبوعة مجيدة رقيقة الشعر عذبة الألفاظ حتى لقبت بشاعرة الأندلس، قال عنها ابن بشكوال في «الصلة»: «إنها أستاذة وقتها». ومن قولها في الغزل:

أغار عليك من عيني وقلبي

ومنك ومن زمانكِ والمكانِ

ولو أني جعلتُك في عيوني

إلى يومِ القيامةِ ما كفاني

كما اشتهرت بالمديح، كتبت إلى عثمان بن عبد المؤمن في يوم عيد تمدحه، وتهنئه وتقول:

يا ذا العُلا وابن الخلــيـ

فةِ والإمام المرتضى

يَهنيك عيدٌ قد جرى

منه بما تهوى القضا

وافاك من تهواه في

طوعِ الإجابةِ والرّضا

توفيت في مراكش عاصمة الموحدين.

نهلة الحمصي 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار إحياء التراث العربي، بيروت).

ـ لسان الدين بن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق محمد عنان (مكتبة الخانجي، القاهرة 1973م).

ـ المَقرّي، نفح الطيب (دار صادر، بيروت 1968م).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 374
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 521
الكل : 29644994
اليوم : 25004

المسلمي الحصني

المَسْلَميُّ الحصْنِيُّ (… ـ .… هـ/… ـ … م)   محمَّد بن يزيد بن مَسْلَمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القُرشيُّ الأمويُّ أبو الأصبع أو الأصبغ المَسْلَميُّ الحصْنِيُّ، أديبٌ شاعرٌ، شعره حسنٌ، وصلَ إلينا قليل منه، عاصر الخليفةَ المأمون، ومدحَهُ. كان ينزل بديار مُضَر بجزيرة الشَّام بالقرية المعروفة بحصن مَسْلمة، من كوُرة الرَّقة؛ فنُسب إليه، وشعره في المدح والهجاء والنقائض، عُرف بعروبيَّته وأظهرَ هذه النَّزعة في شعره، وساءه ما كان في عصره من أقوال الشُّعوبيِّين الذين لم يحفظوا فضل العرب عليهم.

المزيد »