logo

logo

logo

logo

logo

أمراض النباتات

امراض نباتات

Plant diseases (Phytopathology) - Maladies des plantes

أمراض النباتات

 

يصبح النبات مريضاً عندما يهاجمه عامل ممرض حي أو عامل بيئي يحدث شذوذاً في مظهره الخارجي وفي عملياته الفيزيولوجية وفي أنشطته المختلفة. ومن هنا تبرز أهمية معرفة شروط النمو الطبيعية للنباتات، ويختلف المرض عن الضرر، إذ ينتج الأخير بتأثير غير مستمر لعامل غير حي، كالبرق، والبَرَد، والكيمياويات السامة في الهواء والتربة، ودرجات الحرارة المتطرفة، واختلال العلاقات المائية، والجروح التي تحدثها الحشرات والحيوانات القارضة وغيرها.

ويسمى الفرع الذي يهتم بدراسة أمراض النباتات diseases of plants بعلم أمراض النباتات plant pathology أو phytopathology. أما علم السَببيّات etiology فيهتم بدراسة طبيعة الممرضات التي تحدث أمراضاً معدية وتصنيفها ودورة حياتها.

أهمية أمراض النباتات

يبلغ عدد الأمراض النباتية المسجلة في العالم نحو ثمانين ألف مرض، تحدث خسائر سنوية كبيرة قد تصل في كثير من الدول النامية التي لا تتوافر فيها إجراءات المكافحة إلى نحو 30 -50% من الإنتاج الزراعي.

وتدل دراسة المستحاثات النباتية على تعرض النباتات لإصابات مرضية منذ نحو 250 مليون عام. وقد أوردت الأسفار القديمة ذكراً لأمراض الأصداء، والبياضات، واللفحات التي سببت تغيرات جذرية في اقتصاديات الشعوب في تلك العهود. وقد تفشى بعضها في أزمنة قريبة، وأحدث آثاراً مشابهة كمرض اللفحة المبكرة على البطاطا في أيرلندة في المدة ما بين 1845 و1860، وتبقع الأوراق ومرض «باناما» على الموز في أمريكة الوسطى في المدة ما بين 1900 - 1965، والبياض الدقيقي والبياض الزغبي على العنب في فرنسة في المدة ما بين 1851 - 1878، وصدأ البن في سيلان منذ 1870، ولفحة أوراق الذرة الصفراء في أمريكة عام 1970، وفي المنطقة العربية أمثلة واضحة عن الآثار الكبيرة التي تسببها أمراض النباتات للاقتصاد القومي، فذبول القطن والزيتون في سورية وتعفن البصل وتفحم الذرة الصفراء الشامية في مصر، وتقرح الحمضيات في السعودية واليمن. وتجعد أوراق البندورة الفيروسي واصفرارها في معظم الدول العربية، هي شواهد قليلة على الآثار المدمرة لأمراض النباتات.

تطوّر المرض وانتشاره

تدعى المرحلة التي يكون فيها الممرض على علاقة قوية بالنسج الحية للمضيف بمرحلة الإمراض pathogenesis، وتشمل هذه المرحلة أطواراً مميزة: النقل inoculation الذي يوصل المرض إلى المنطقة التي يحدث فيها غزو النبات، والاختراق penetration الذي يحدث عبر الجروح أو الفتحات الطبيعية كالمسام، والعديسات، والفتحات المائية، والغدد الرحيقية وغيرها، والحضانة incubation وهي المدة الزمنية الواقعة بين وصول الممرض إلى ساحة الإصابة وظهور الأعراض المرضية، والإصابة infection وهي المرحلة التي توافق ظهور المرض، وتترافق عادة بترسخ المرض وانتشاره.

ويطلق على الجزء من دورة حياة الممرض الذي لا يكون فيه الممرض على علاقات حيوية بالنسج الحية للمضيف اسم المرحلة الرمية saprogenesis. وفي هذه المرحلة يستمر نمو الممرض في نسج غير حية، أو يدخل في مرحلة كمون latency. ويُنتِج معظم الفطور في أثناء هذه المرحلة أجساماً ثمرية جنسية، كما ينتج بعضها تركيبات قاسية البنية متراصة تستطيع مقاومة الأحوال البيئية المتطرفة، وتتيح للممرض الاحتفاظ بحيويته مدداً زمنية طويلة في التربة وفي مخلفات النباتات.

 1ـ المرض الوبائي النباتي: تطلق تسمية المرض الوبائي النباتي على المرض الذي يصيب عدداً كبيراً من الأفراد النباتية. ويسمى المرض متوطناً عندما يتكرر حدوثه في منطقة معينة، من دون أن يؤدي إلى خسائر كبيرة.

تحدث الأوبئة النباتية عندما يصيب الممرض نسبة مئوية كبيرة من مجتمعات المضيف المزروعة على مسافة واسعة. وقد تكون الأوبئة متوسطة الحدة أو مدمرة، وقد يكون انتشارها محلياً أو إقليمياً أو عالمياً. ويكثر انتشارها عندما تتاح للممرض شروط بيئية مثالية لنموه وتكاثره. كما قد تحدث الأوبئة أحياناً نتيجة دخول الممرض إلى منطقة معينة لم يكن موجوداً فيها من قبل. وهذا ما حدث للذرة في إفريقية في الخمسينات فيما يتصل بالبياضات الزغبية والأصداء، وللبن في البرازيل فيما يتعلق بالصدأ عام 1960، وللكستناء في الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتصل باللفحة عام1900. ويتردد حدوث الأوبئة عند تربية أصناف جديدة، قد يُظهر بعضها حساسية عالية لممرضات موجودة في المنطقة، لم تكن تتأثر بها الأصناف السابقة. فقد ظهرت في أثناء زراعة الشوفان أصناف مقاومة للصدأ والتفحم وأصناف شديدة الحساسية للفطر Helminthosporium victoriae الذي كان يعدّ في السابق فطراً قليل الأهمية على الحشائش. وقد أحدثت القدرة التدميرية لهذا الفطر في منتصف الأربعينات تحولاً كبيراً في زراعة أصناف الشوفان في الولايات المتحدة الأمريكية على مساحة كبيرة جداً.

وتظهر الأوبئة في العادة بتواتر دوري، فقد يتنامى المرض النباتي بسرعة بعد ظهوره أول مرة ويصل إلى حدود وبائية، أو قد يبقى على مستويات منخفضة ويصبح مستوطناً. وقد يختل هذا التوازن عند توافر شروط مشجعة لحدوث الوباء وتجدده. ومن أهم هذه الشروط العوامل المناخية وخاصة درجات الحرارة والرطوبة، وإدخال مضيفات جديدة وحساسة، وتنامي سلالات عدوانية من الممرض، وتغير الممارسات الزراعية الذي قد يأتي بشروط أكثر ملاءمة للمرض.

2ـ العوامل البيئية التي تؤثر في تطور الأمراض النباتية: تعدّ درجات الحرارة والرطوبة النسبية في الجو، ونوع التربة وخصبها، ودرجة رطوبتها وباهائها pH (حموضتها) [ر] من أهم العوامل البيئية التي تؤثر في تطور أمراض النباتات في منطقة محدّدة وانتشارها فيها وبائياً فيما بعد.

ـ درجة الحرارة: لكل ممرض درجة حرارة يكون نموه فيها مثالياً. وقد يكون للمراحل المختلفة من دورة حياته كإنتاج الأبواغ وإنباتها، ونمو الميسيليوم، متطلبات حرارية مختلفة. ويفيد التحكم في درجة حرارة الخزن لبعض الثمار والخضار والغراس في السيطرة على بعض الفطور والجراثيم التي تحدث تعفنات وتحللات لهذه المواد في أثناء مدة التخزين، شريطة ألاّ يؤدي ذلك إلى تغيير نوعيتها. ويمكن ضبط درجات الحرارة في الدفيئات لوقف تنامي الأمراض التي تظهر فيها.

وتتيح معرفة درجات الحرارة والرطوبة المثلى إمكان تنبؤ دقيق بتطور بعض الأمراض كالعفن الأزرق على التبغ، والبياض الزغبي على القرعيات، واللفحة المتأخرة على البطاطا، وتبقع أوراق الشوندر، والصدأ على أوراق القمح. كما تسهم درجات الحرارة المرتفعة في إخفاء الأعراض التي تحدثها بعض الأمراض الفيروسية والميكوبلازمية (المفطورية)، وتجعل تشخيصها صعباً.

ـ الرطوبة الجوية: تعد الرطوبة النسبية المرتفعة عاملاً مهماً في إنبات أبواغ الفطور وتنامي أعفان التخزين. فضبط رطوبة المخرن على 85- 90% يوقف تطور فطور العفن الطري على جذور البطاطا الحلوة حتى إذا كانت درجة حرارة المخزن مثلى لنمو الممرض، إذ تنتج جذور البطاطا الحلوة في هذه الحالة نسجاً فلينية يصعب على الفطر اختراقها.

وتشجع الرطوبة العالية تطور معظم الفطور والجراثيم التي تصيب الأوراق والثمار، لأنها ضرورية لإنبات البوغ الفطري وتكاثره، وأساسية لدخول الجراثيم. مع العلم أن أبواغ فطور البياض الدقيقي تنبت على نحو أفضل في حال رطوبة نسبية دون مستوى الإشباع. ويمكن مكافحة بعض التعفنات الخضراء التي تظهر على النباتات المحمية، وتعفن الأزهار والأوراق والسوق والبادرات الذي تحدثه أنواع العنقودي botrytis بخفض الرطوبة الجوية في الدفيئة أو باجتناب رش النباتات بالماء.

ويؤدي انخفاض الرطوبة، من ناحية أخرى، إلى ظهور آثار مدمرة للنباتات. فاحتراق الأوراق، وهو مرض طفيلي غير شائع، يظهر على الأشجار في المواقع المفتوحة إثر طقس دافئ جاف وعاصف. كما يعدّ احتراق الأوراق وتساقط الأزهار مرَضاً شائعاً في نباتات التنسيق الداخلي، لأن الرطوبة النسبية داخل المنازل والمكاتب تكون عادة أقل من 30 %.

ـ رطوبة التربة: تعدّ الرطوبة العالية أو المنخفضة للتربة عاملاً يحد من تنامي أمراض تعفنات الجذور. إذ تحفز الرطوبة العالية تنامي فطور التحليل المائي. كما تعد زيادة الرطوبة مشكلة عامة للنباتات المزروعة ضمن الأصص، ذلك أنها تقلل من كمية الأكسجين وترفع من سوية ثاني أكسيد الكربون في التربة، مما يجعل الجذور أكثر قابلية للإصابة بالكائنات التي تسبب تعفن الجذور. وعلى نقيض ما ذكر، تشتد وطأة بعض الأمراض عندما تكون نسبة الرطوبة الأرضية منخفضة كالعفن الكلي على النجيليات، والعفن الفحمي على الذرة الصفراء والبيضاء وفول الصويا، والجرب العادي على البطاطا والعفن الأبيض على البصل.

ـ درجة باهاء التربة: تؤثر درجة الباهاء تأثيراً ملحوظاً في عدد قليل من الأمراض كالجرب العادي على البطاطا، والجذر الصولجاني في الصليبيات ويسببه الفطر Plasmodiophora brassicae. ويلجأ بعض المزارعين في الدول الغربية إلى إضافة الكبريت إلى الحقول المعدة لزراعة البطاطا لجعل درجة الباهاء نحو pH=5، كما يضاف الكلس إلى الأتربة الحامضية طريقةً لمكافحة مرض الجذر الصولجاني الذي يزدهر في الأراضي الحامضية.

ـ نوع التربة: ينشط بعض الممرضات في التربة الطمييِّة، في حين ينشط بعضها الآخر في التربة الغضارية. فتعفن الجذور الذي يحدثه الفطر   Phymatotrichum على القطن وعلى عدد كبير من النباتات، يزدهر في الأتربة السوداء القلوية ذات المحتوى المنخفض من المادة العضوية في الولايات الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة الأمريكية. كما يحدث الفطر المسبب للذبول الفيوزاريومي Fusarium oxysporum الذي يصيب عدداً كبيراً من النباتات المزروعة، أضراراً كبيرة في الأراضي الخفيفة، ويشتد ضرر الخيطيات أيضاً في الأراضي الخفيفة التي ترتفع درجة حرارتها بسرعة.

ـ خصب التربة والتسميد: أظهرت نتائج حقلية وأخرى منفذة في الدفيئات أن زيادة بعض العناصر الغذائية التي يحتاج النبات إليها أو نقصها، يؤثران في تنامي الأمراض المعدية كاللفحة النارية على التفاحيات، وعفن سوق الذرة، والبياض الدقيقي على القمح، وأمراض اللفحة على الذرة، إذ تكون هذه الأمراض وأمراض أخرى كثيرة أشد خطورة عقب إضافة كميات عالية من الآزوت. ويكفي تصحيح ذلك بإضافة أسمدة بوتاسية. وتؤدي الزيادة المفرطة في الآزوت أيضاً إلى ظهور أعراض نقص البوتاسيوم والتوتياء وعناصر أخرى، وإلى تأخر تطور الأزهار والثمار، وإلى تهيئة النبات لأضرار الصقيع. ويحدث نقص في الكلسيوم والمغنزيوم عند إضافة البوتاسيوم بكميات مرتفعة. وتسبب الزيادة أو النقص في كميات الفوسفور، والحديد، والتوتياء، والمنغنيز، والبورون، والمولبدينوم، والكبريت، والنحاس وغيرها أمراضاً فيزيولوجية للنبات.

يتبين من كل ما تقدم، أن تطور الأمراض النباتية يحتاج إلى توافر عوامل مختلفة: أحوال بيئية مناسبة ووجود ممرض شرس ومضيف حساس للإصابة.

تشخيص الأمراض النباتية

يعد التشخيص السليم الخطوة الأولى في دراسة أي مرض نباتي، ولا بدّ من إجراء تشخيص دقيق وسريع للمرض قبل اقتراح أي طريقة للمعالجة. ويعتمد التشخيص أساساً على ملاحظة الأعراض المميزة التي يبديها النبات المريض، والعلامات الخاصة بالكائن الممرض. وتمر عملية التشخيص بثلاث مراحل تشمل: الملاحظة الدقيقة للمظاهر المرضية وتصنيفها، وتقويم هذه المظاهر، وإعطاء قرار منطقي بطبيعة المسبب.

1ـ العوامل التي تؤثر في التشخيص: يتوقف نجاح التشخيص على مهارة المشخّص الذي يجب أن يكون ملماً بالمظهر المألوف للنباتات المصابة، ومتطلباتها البيئية، وشروط زراعتها، والممرضات التي تصيبها. ومن الأدلة الأولية على الإصابة بالمرض ظهور براعم وأوراق وسوق وجذور غير طبيعية، مشوهة ومجعدة وملونة، مفرطة في النمو أو متقزمة، وعدم استجابة هذه النباتات للتسميد والري والتقليم، وعدم تحسن حالتها بعد رشها بمبيدات الحشرات والحَلَم، كما قد يكون تدهور صنف مغلال وتدني إنتاجيته مؤشراً مماثلاً.

إن انحراف النبات عن مظهره المألوف لا يعني بالضرورة إصابته بكائن ممرض. فقد ينتج ذلك من عدم تأقلمه وتكيفه في المنطقة التي ينمو فيها، أو من عدم استطاعته تحمل رطوبة التربة، ودرجات الحرارة، والرياح، والإضاءة الزائدة. كما قد تعتريه أضرار نتيجة إصابته بالحشرات والعناكب أو بتأثير الإنسان. وقد تكون التربة سيئة الصرف، خشنة القوام أو رملية، وقد تكون شديدة الجفاف. كما قد تحدث في النباتات آثار غير معروفة من جراء الرياح العاتية والبَرَد، والبرق، والرمال التي تذروها الرياح، والحمولة الثقيلة من  الثلج أو الجليد، والمياه التي تجرها السيول، والحرائق، والمواد الكيمياوية المستخدمة لحل الجليد. وتتضرر النباتات أيضاً من الأدوات والآلات الزراعية، ودخان الكيمياويات المستخدمة في إبادة الأعشاب، أو من حرق النفايات، أو من الغازات التي تنفثها مداخن المصانع القريبة أو أجهزة العوادم في السيارات. وقد تظهر الأعراض نتيجة أعمال تمت في حقول مجاورة، أو من جراء زراعة النباتات على عمق كبير. ولأن معظم الأمراض النباتية يصيب أنواعاً أو أصنافاً نباتية قريباً بعضها من بعض، فإن ظهور الأعراض على نباتات لا توجد بينها صلة قرابة يدل على أن الخلل ناتج من عوامل بيئية غير مناسبة وليس من كائنات ممرضة. يعد فحص أوراق النبات المريض أفضل نقطة بداية للتشخيص. تظهر عليها الجروح الموضعية أو اللفحات التي تحدثها مجموعة واسعة من الفطور وبعض الجراثيم بعد أسبوع أو اثنين من هطول الأمطار، أو استمرار طقس غائم. ويعدّ لون هذه البقع وحجمها وشكلها وحافتها صفات مميزة لفطر أو جرثوم معين. كما يحدث الكثير من الفطور علامات خاصة على الأوراق، كالنموات العفنية أو الأجسام الثمرية، التي تظهر على هيئة نقاط داكنة في المناطق الميتة. كما تكون المراحل الأولى من الإصابات الجرثومية التي تتطور على الأوراق والثمار في أثناء الطقس الرطب على هيئة بقع مائية، ذوات حواف مميزة، وقد تحيط بها في بعض الأحيان هالة خفيفة اللون. وتُحدث درجات الحرارة المنخفضة في الشتاء، والصقيع الربيعي المتأخر والخريفي المبكر «لسعة» (موتاً مفاجئاً) للأوراق والبراعم الزهرية، أو لفحة (تحول لون النسج وموتها) للأوراق الرهيفة. كما تظهر على الأوراق المتضررة نتيجة تغذي الحشرات علامات خاصة، كالثقوب، وتغير اللون، والتبقع، والالتفاف إلى الأسفل، وتشوهات أخرى.

وقد يختلط تشخيص بعض الأمراض الفيروسية، كالموزاييك والاصفرار، بالأضرار التي يحدثها بعض مبيدات الأعشاب الهرمونية، أو الناتجة من خلل غذائي، أو من زيادة قلوية التربة أو حموضتها. ويجب في هذه الحالة فحص الأنواع النباتية القريبة بحثاً عن أعراض مشابهة على أصناف نباتية مختلفة.

وبعد الانتهاء من فحص الأوراق، يبدأ فحص السوق والأفرع والأغصان. فوجود مناطق غائرة أو منتفخة أو ملونة على الساق اللحمية أو القشرة (قرحة Canker) قد يكون ناشئاً من تطفل فطر أو جرثوم، أو من درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة، أو من بَرَد. وقد تظهر في هذه المناطق نموات عفنية أو أجسام ثمرية تنشأ غالباً من إصابات ثانوية. ويعدّ التعريف الدقيق لهذه العلامات، وتحديد ما إذا كانت ناتجة من كائن ممرض أو من كائن ثانوي رمي، عملية صعبة. ويشير وجود ثقوب أو ما يشبه نشارة الخشب إلى وجود الحفارات التي تغزو النباتات الخشبية الضعيفة. ومن العلامات الأخرى للإصابة بالحفارات، الذبول والموت التراجعي اللذين تحدثهما أيضاً الفطور والجراثيم التي تغزو الأوعية الناقلة وتحدث فيها تلوناً يظهر بوضوح عند إجراء مقاطع في الأغصان والسوق المصابة وفق زوايا مائلة.

ويرجع ظهور طرود (أخلاف) غير مألوفة على جذوع الأشجار إلى تقليم غير جيد، أو إلى التعرض إلى درجات حرارة متطرفة، أو إلى ري زائد، أو إلى مرض معين. أما الدرنات (الأورام) التي تظهر على الساق والفروع، فقد تنشأ نتيجة الإصابة بجرثوم التدرن التاجي، أو بالحشرات، أو عن عدم التوازن المائي وغيرها. ومن الدلائل الخارجية على الإصابة بالفطور المحللة للخشب، ظهور الأجسام الثمرية الخاصة على جذع الشجرة، وتلون الخشب وتحوله إلى بنية إسفنجية.

تتشابه الأعراض التي تظهر على المجموعة الخضرية والناشئة من إصابة الجذور بعدد كبير من الممرضات. ويشمل ذلك صغر حجم الأوراق واصفرارها، وتقزّم الفروع وذبولها وموتها تراجعياً، وفي الحالات القصوى موت النبات بسرعة. وترجع هذه الأعراض إما إلى تعفن الجذور والمنطقة التاجية نتيجة إصابتها بفطر معين، أو إلى تغذي الخيطيات (النيماتودا) والحشرات والقوارض بها، أو نتيجة التعرض لدرجات حرارة منخفضة أو برق، أو ضرر من الغازات، أو لكون التربة ضعيفة البناء وسيئة الصرف، أو نتيجة إزالة جزئية أو كلية للجذور عند شق الشوارع وإشادة الأرصفة.

وتظهر على الجذور المصابة بالخيطيات درنات صغيرة أو كبيرة الحجم، وقد تتلون الجذور المصابة، وتتقزم، وتتفرع بشدة، وتتحلل. والأضرار التي تسببها الخيطيات والحشرات والقوارض تتيح لفطور التعفن وجراثيمه مهاجمة الجذور، مؤدية إلى تحللها وتلونها، وتغطيتها أحياناً بأجزاء عفنية.

2ـ الأعراض: يمكن تقسيم الأعراض التي تظهر على النباتات المريضة إلى أعراض موضعية وأخرى جهازية، أو إلى أعراض أولية وأخرى ثانوية، أو إلى أعراض مجهرية وأخرى ظاهرة للعين المجردة.

فالأعراض الموضعية هي تغيرات فيزيولوجية أو بنيوية تظهر في منطقة محددة من نسج المضيف كتبقعات الأوراق والتقرحات، أما الأعراض الجهازية فتتضمن رد فعل جزء كبير من النبات أو النبات كله، كالذبول والاصفرار والتقزم. ويقصد بالأعراض الأولية تلك الأعراض التي تحدث نتيجة النشاط المباشر للمرض داخل النسج المصابة كالتورمات التي يحدثها مرض الجذر الصولجاني في الصليبيات والعقد الناتجة من تغذي الخيطيات. أما الأعراض الثانوية فتنتج من الآثار الفيزيولوجية للممرض في نسج بعيدة وأعضاء لم يصلها بعد، كالذبول وتهدل أوراق الملفوف في الطقس الحار نتيجة الإصابة بمرض الجذر الصولجاني أو تشكل عُقد على الجذور. وأما الأعراض المجهرية فتظهر في بنية الخلية عند فحص النسج المريضة تحت المجهر وأما الأعراض الظاهرة فيمكن رؤيتها بالعين المجردة.

3ـ علامات المرض: تساعد العلامات التي يحدثها بعض الممرضات، على أعضاء النبات المريض، المختصَّ في الوصول إلى تشخيص دقيق للحالة المرضية. والعلامات هي بنيات يشكلها الممرض أو ظواهر تنتج من التفاعل بين الممرض والمضيف كالإفرازات الهلامية التي يحدثها جرثوم اللفحة النارية، والمخاطية التي يحدثها الذبول الجرثومي على البندورة، والرائحة الكريهة التي تفوح من النسج المصابة بجرثوم العفن الطري.

تصنيف الأمراض النباتية

تصنف الأمراض النباتية في أمراض مُعْدية وأمراض غير معدية.

 1ـ الأمراض غير المعدية: هي أمراض تنشأ من تعرض النباتات لأحوال بيئية غير ملائمة أو من اضطراب في علاقاتها المائية، أو عند عدم توازن العناصر الغذائية المتاحة لها. كما تنشأ أيضاً من التأثير السام للمبيدات وغيرها من الكيمياويات، أو عند عدم التوافق بين الأصل والطُّعم، أو نتيجة تعرض المحصول إلى أحوال سيئة بعد حصاده وفي أثناء تخزينه. ويؤدي بعض هذه الأمراض إلى خسائر كبيرة يصعب تلافيها لكونها تحدث نتيجة عوامل بيئية ليس من السهل إخضاعها لسيطرة الإنسان.

ـ الأحوال البيئية غير الملائمة: يتعرض معظم الأنواع النباتية، التي تنمو في المناطق المعتدلة، لأضرار الصقيع في إحدى مراحل حياتها. إذ تخفق بعض البقوليات المزروعة مبكراً (الفول، الحمص) في الوصول إلى مرحلة النضج الكامل نظراً لموت الفروع وفريعاتها وتشقق الجذع. كما يتدنى إنتاج أشجار الفاكهة نتيجة تلف الأزهار وموتها. وتعد النباتات التي يحتاج تطورها إلى درجات حرارة عالية (الموز،الحمضيات، القرعيات، الباذنجان، البندورة وغيرها) أكثر حساسية لدرجات الحرارة المنخفضة من تلك التي يحتاج تطورها إلى درجات حرارة معتدلة.

يؤدي الجفاف والرياح اللذان يرافقان درجات الحرارة المرتفعة إلى تقزم النباتات، وذبولٍ ولفحةٍ واحتراقٍ في حواف الأوراق (الذرة، القطن، الفاصولياء) وأضرار بالثمار (البندورة، الفليفلة) وإلى موت تراجعي لفروع الأشجار (اللوزيات وغيرها) وتقرح الساق (الكتان، القطن، الفول السوداني). وتشتد الأضرار إذا رافق الحرارة المرتفعة انخفاض مؤقت في كميات المياه المتاحة.

وتحدث أعراض مماثلة نتيجة تدني نوعية التربة واضطراب محتواها المائي، فهطول الأمطار بعد مدة جفاف يؤدي إلى ظهور ناميات ثانوية على درنات البطاطا. كما تختفي النباتات من ممرات المشاة نتيجة رص طبقات التربة، ويؤدي ارتفاع مستوى الماء الأرضي في الأراضي الثقيلة إلى احمرار أوراق القطن وتصمغ أشجار اللوزيات، وتظهر على النباتات القريبة من شاطئ البحر أضرار مختلفة من رذاذ الماء الملح المحمول مع الرياح. ويعد موت الطرف الزهري في البندورة والفليفلة والبطيخ مرضاً فيزيولوجياً شائعاً عند حدوث تذبذب كبير في مستويات رطوبة التربة وخاصة عندما يكون الكلسيوم منخفضاً في التربة.

ـ عدم توازن العناصر المعدنية في التربة: يؤدي نقص العناصر الأساسية في التربة أو زيادتها، أو عدم توازنها إلى ظهور أعراض مرضية تتنوع باختلاف طور النبات، ورطوبة التربة وغيرها. وتتضمن الأعراض تقزم النباتات، واحتراقات وتلوناً غير طبيعي للأوراق، وتساقطاً غير مألوف للبراعم والأزهار، وتأخراً في نضج الثمار، وقد تخفق الأزهار والبراعم في التطور، وتموت الطرود والأغصان تراجعياً. ويندر ملاحظة أعراض نقص العناصر المعدنية أو زيادتها عندما تكون درجتا حرارة التربة ورطوبتها ودرجة باهائها pH مناسبة، لاحتواء التربة في مثل هذه الأحوال على كميات كافية ومتوازنة من العناصر المعدنية المتاحة. وتعد درجة الباهاء 7 – 5.5 مثلى لمعظم المحاصيل.

تعاني النباتات المنزلية عامة مشكلة زيادة الأملاح المنحلة في الماء، إذ يلاحظ تراكم الأملاح على سطح التربة وجدران الأصص. وتؤدي هذه الزيادة إلى احتراق حواف الأوراق وتلونها باللون البرونزي أو الأصفر، كما تتقزم النباتات وتذبل، وتموت الجذور والطرود والأغصان تدريجياً بدءاً من قممها. وتكمن وراء كثير من المظاهر المرضية غير الطفيلية (لفحة الشوفان، وضعف حامل السنبلة في الذرة، والقمة الحمقاء في القطن) مجموعة من العوامل البيئية: مثل درجات الحرارة المرتفعة، وإجهاد رطوبي أو قصور عملية الري، وعدم توازن العناصر الغذائية في التربة، وضعف الإضاءة وغيرها. وتعيق الاضطرابات البيئية وظائف النبات الفيزيولوجية، كما تتدخل في نشاط المُمْرِضات، وفي تبادل التأثير بين المضيف والممرض.

ـ الكيمياويات السامة: قد تحدث المواد الكيمياوية المستخدمة في مكافحة الآفات (مبيدات الفطور، مبيدات الحشرات، مبيدات العناكب، مبيدات الأعشاب)، أو في تشجيع عقد الثمار وتلونها (الهرمونات، منظمات النمو) أضراراً بالغة للثمار والأوراق عند استخدامها بتركيزات عالية، أو في أحوال بيئية متطرفة (حرارة منخفضة، حرارة مرتفعة، جفاف شديد). وتحدث أضرار مماثلة للنباتات نتيجة انسياق رذاذ مبيدات الأعشاب بالرياح.

وتسبب الملوثات السامة التي تتصاعد إلى الجو قرب المراكز السكنية، من أماكن حرق النفايات، وعلى طول الطرق العامة، وحول المصانع ومراكز توليد الطاقة أضراراً بالغة للنباتات النامية حول هذه الأمكنة. وأهم تلك الملوثات: ثاني أكسيد الكبريت، والأوزون[ر]، والفلورين.

ينطلق ثاني أكسيد الكبريت إلى الجو عند حرق كميات كبيرة من المواد البترولية والفحم. وتبلغ تركيزاته في الجو أعظم حد لها في أشهر الشتاء، وتتضرر النباتات عند تعريضها لتركيزات قليلة جداً من هذا الغاز. وتتجلى أعراض الضرر الحاد باصفرار المناطق بين عروق الأوراق.

لا يعد الأوزون، بحد ذاته، ملوثاً أولياً لأنه لا ينطلق إلى الجو نتيجة أنشطة الإنسان، لكنه يتشكل نتيجة سلسلة من التفاعلات تبدأ بإطلاق  أكسيد الآزوت NO وتحوله إلى ثاني أكسيد الآزوت NO2، ويخضع الأخير فيما بعد إلى تحلل ضوئي تنتج منه ذرة أكسجين محرضة تؤكسد جزيء الأكسجين فيتشكل الأوزونO3. وترافق الأوزون في الجو مركبات أخرى تعرف بالمؤكسدات كالبيروكسي أستيل نترات، أو بالضباب الكيمياوي الضوئي، وهي تنتج من تفاعلات كيمياوية ضوئية أيضاً. ويلحِق هذا الغاز بالنباتات الحساسة والنامية على عدة أميال من مصدر التلوث أضراراً تتجلى باصفرار السطح العلوي للأوراق وتبرقشها، وظهور بقع مائية بين عروق الورقة وعلى حوافها تتحول بسرعة إلى اللون البني. وتعد محركات الاحتراق الداخلي، والحرق الصناعي والمنزلي للمنتجات البترولية، وبعض العمليات التصنيعية أهم المصادر التي تؤدي إلى التلوث بالأوزون.

تعد الفلوريدات الغازية أكثر سمية للنباتات الحساسة من ثاني أكسيد الكبريت، لأن أضرارها تحدث عند مستويات منخفضة جداً للتركيزات، ولتراكم الفلور على سطح الأوراق. ويؤدي التلوث بهذا الغاز إلى انخفاض إنتاجية النباتات ورداءة مظهرها. كما تنجم عن تغذية الحيوانات على أوراق تراكَمَ فيها الفلور أضرار للعظام والأسنان، ووهن للحيوان. وتنطلق الفلوريدات من مصادر متنوعة لعل أهمها مصانع الآجر والأسمدة الكيمياوية والسيراميك والألمنيوم والزجاج.

ـ الشروط غير الملائمة في أثناء التخزين: ترافق درجات الحرارة المنخفضة في أثناء التخزين أنماط مختلفة من الأضرار، مثل حلاوة الطعم في درنات البطاطا الناتجة من تحول النشاء إلى سكريات، والقلب الزجاجي في التفاح والكمثرى الذي يرافقه تلوّن غير مرغوب فيه للحم الثمرة.

وتسبب درجات الحرارة المرتفعة ورداءة التهوية ظاهرة القلب الأسود التي تعتري درنات البطاطا في أثناء التخزين، وتعزى هذه الظاهرة إلى ارتفاع نسبة التنفس في الدرنات إلى حد يكون فيه استنفاد الأكسجين الموجود في النسيج أسرع من إمكانية تعويضه.

ويؤدي تراكم بعض الغازات الناتجة من تنفس الثمار في أثناء التخزين إلى مرض السُّفْعة scald الفيزيولوجي الذي يدنّي نوعية الثمار. كما تحدث تغيرات لونية غير مرغوب فيها في حراشف البصل الحمراء أو الصفراء، ولثمار التفاح والدراق والكمثرى والموز عند تعرضها لأبخرة النشادر المتسرب من أنابيب التبريد.

ـ العوامل الفيزيائية الأخرى: تؤدي الصواعق التي تصل إلى سطح الأرض إلى انتشار طاقة كهربائية في اتجاهات شبه دائرية، تلحق أضراراً بالنباتات العصارية كالبطاطا، والبندورة، والكرنب، والقرنبيط، والملفوف، في حين تكون أضرارها أقل على محاصيل الحبوب. وتنتشر الأضرار ضمن دائرة يصبح فيها معظم النباتات أو جميعها ميتة، في حين تبدي النباتات الموجودة على محيطها درجات مختلفة من تأخر النمو.

ويُحدث البَرَد، والرياح القوية، وثقل الثلوج، وبعض العمليات الزراعية أضراراً كثيرة للنباتات والمنتجات النباتية. على أنّ مثل هذه الأضرار لا تسبب موت النبات، بل تؤدي إلى حدوث جروح وتشققات تتيح للممرضات الولوج من خلالها.

  2ـ الأمراض المُعْدية: تسمى الكائنات الدقيقة التي يُحدِث تغذيها من النباتات الحية (المضيفة) أمراضاً معينة بالممرضات. وهي إما أن تكون طفيليات إجبارية تحصل على غذائها من نسج حية، أو طفيليات اختيارية تنمو على مواد حية أو غير حية، وتشمل هذه الكائنات الفيروسات، والمفطورات (الميكوبلازم) Mycoplasma، والجراثيم، والفطور، والخيطيات أو الديدان الخيطية، والنباتات البزرية المتطفلة.

ـ الفيروسات: إنها طفيليات إجبارية. وتوجد الفيروسات النباتية في الطبيعة على هيئة سلالات، تختلف في طريقة انتقالها، وشراستها، والمضيفات التي تهاجمها، والأعراض التي تحدثها.

يعرف في الوقت الحاضر ما يزيد على 600 فيروس تحدث أمراضاً نباتية لكثير من المحاصيل المهمة كالبطاطا، والقمح، والشوفان، والأرز والذرة، والدراق، والحمضيات، والشوندر، وقصب السكر، والنخيل. وتظهر في النباتات التي تتكاثر خضرياً (العقد، الخلفات، الدرنات) أكثر من ظهورها في التي تتكاثر بالبذور.

 

 (1) الأعراض المرضية الفيروسية: تعدّ ملاحظة شذوذ في مظهر النبات الإشارة الأولى لإصابته بفيروس. ويكون المرض الفيروسي، في معظم الحالات، خطراً عندما يغزو الفيروس مضيفه غزواً جهازياً. وتبدي الأعراض الظاهرية التي تحدثها الفيروسات تنوعاً كبيراً في أنماطها وفي شداتها. ويتوقف ذلك على تبادل التأثير بين السلالة الفيروسية والتكوين الوراثي للنبات المضيف. وقد تتبدل الأعراض أيضاً بتأثير الأحوال البيئية. ويندر أن يؤدي الفيروس إلى موت المضيف في وقت قصير. ويمكن تقسيم الأعراض الفيروسية في أربع زمر رئيسية:

ـ تغيّرات لونية تظهر على هيئة «موزاييك»، أو اصفرار، أو تبرقش، أو شفافية للعروق.

ـ تشوهات الأوراق والأزهار، أو تورُّد، أو فرط في النمو، أو ضعف في نمو الأوراق.

ـ نخر الأنسجة ويظهر على هيئة تبقّع للأوراق، أو تخطط، أو موت داخلي وخاصة في نسج اللحاء.

ـ تقزم الساق أو النبات كله.

ويحث كثير من الفيروسات المضيف على إنتاج مشتَملات أو متضمَّنات inclusion bodies تتشكل في سيتوبلازم الخلايا المصابة أو في نواتها وتظهر تحت المجهر بجلاء عند فحص سِلْخ من البشرة بعد تلوينه بملونات حيوية.

وقد يصاب المضيف أحياناً بفيروس من دون أن يبدي أي أعراض ظاهرية (إصابة كامنة)، وقد لا تظهر الأعراض على المجموعة الخضرية، في حين تعاني أزهار المضيف تشوهاً وتقطعاً حادين (فيروس البندورة العقيمة على الأقحوان tomato aspermy)، وتكون الأعراض المرضية في كثير من الأمراض الفيروسية أكثر حدة عادة في المراحل الأولى من المرض، وتصبح أقلّ حدة في الطور المزمن. وقد تختفي الأعراض عند ارتفاع درجات الحرارة، وتعود إلى الظهور ثانية عندما تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض.

 (2) انتقال الفيروسات وانتشارها: يمكن لمعظم الفيروسات الانتقال بدخولها العصارة النباتية، ويحدث ذلك عند تحاكّ الأوراق بعضها مع بعض، أو لدى مسك النباتات أو خدشها في أثناء العمليات الزراعية.

وينتقل معظم الفيروسات التي توجد داخل أجهزة مضيفاتها بوساطة التطعيم، وبالإكثار الخضري للأصول المصابة التي تسهم في نشر الفيروسات وإدخالها إلى مناطق أو قارات جديدة.

ويتم انتقال عدد كبير من الفيروسات بوساطة البذور كما في موزاييك الخس، وموزاييك الفاصولياء، وموزاييك فول الصويا. إذ تصل نسبة الإصابة إلى 10 %  في البادرات الناتجة من بذور مصابة؛ وينتقل بعضها الآخر بوساطة غبار الطلع، كفيروس التبقع الحلقي النخري في الخوخ، واصفرار الكرز الحامض.

وينتقل معظم الفيروسات النباتية بوساطة الحشرات والحَلَم. ومن أهم النواقل الحشرية المن، ونطاطات الأوراق، والذباب الأبيض، وغيرها. كما تنقل الخنافس بعض الفيروسات. يبقى بعض الفيروسات داخل نواقلها الحشرية عدة أسابيع أو أشهر، وتضاعف نفسها داخلها. ويمكن للرخويات والطيور، والأرانب، والكلاب نقل بعض الفيروسات، غير أن ذلك ليس شائعاً.

وينتقل قليل من الفيروسات النباتية من التربة، كفيروس الورقة المروحية في العنب، وخشخشة التبغ Tobacco rattle، والتبقع الحلقي في التبغ والبندورة. كما ينتقل عدد كبير من الفيروسات التي تصيب الفريز بأنواع من الخيطيات Nematodes ذات التطفل الخارجي على الجذور. كما يمكن لبعضها الانتقال بوساطة الأبواغ الهدبية لبعض الفطور البدائية، كفيروس العصب الكبير في الخس، ونخر التبغ.

وتحتفظ الفيروسات بحيويتها في المحاصيل أو الأعشاب الثنائية الحول أو المعمرة، وفي البقايا النباتية وداخل النواقل الحشرية. ويبقى النبات المصاب معدياً طوال حياته.

 (3) مكافحة الأمراض الفيروسية: تعتمد مكافحة الأمراض الفيروسية على الإجراءات الوقائية، إذ يصعب عادة التخلص من الفيروس بعد استقراره في نسج النبات. ومن بين هذه الإجراءات اصطفاء أنواع وأصناف نباتية مقاومة، واعتماد برامج خاصة لإنتاج بذور وعقل ودرنات خالية من الفيروسات، وتأسيس حقول أمهات لأشجار الفاكهة تفحص دورياً للتثبت من خلوها من الفيروسات، واتخاذ إجراءات جذرية عند إصابتها بمرض خطير كإتلاف المحصول المصاب أو العشب المضيف وحرقه. كما تفيد مكافحة النواقل الحشرية وغيرها، سواء برش النبات مباشرة أو بتدخين التربة بمبيدات خاصة، في الإقلال من انتقال هذه الأمراض وانتشارها، ويلجأ أحياناً إلى زراعة النباتات ذات القيمة المرتفعة تحت أغطية من الشاش لمنع وصول الحشرات الناقلة إليها. وينصح أيضاً بتجنب استخدام النباتات المشكوك فيها أو أجزائها وسائل للإكثار.

ولقد أمكن تخليص الناميات الحديثة لمطاعيم مصابة من الدراق والتفاح والورد والقرنفل، من الفيروسات التي تحملها، بتنميتها عدة أسابيع أو أشهر على درجات حرارة 37-38 درجة مئوية. كما يعطي نتائج مماثلة تغطيس ما هو مصاب من عقل النباتات الخشبية وفسائل قصب السكر في الماء الحار (50 درجة مئوية) ولمدة قصيرة. ويرتكز مبدأ المعاملة الحرارية الجافة والرطبة على حساسية بعض الفيروسات للحرارة المرتفعة.

وتستخدم اليوم زراعة النسج للحصول على نباتات خالية من الفيروسات.

ـ المفطورات: ثبت منذ مدة أن نحو ستين مرضاً من أمراض الاصفرار التي كان يعتقد في الماضي أنها فيروسية المنشأ، تنشأ من تطفل كائنات صغيرة جداً، وحيدة الخلية، أطلق عليها اسم المفطورات (الميكوبلازما Mycoplasmas). وتعد الميكوبلازما اليوم أصغر الكائنات المعروفة بقدرتها على النمو في أوساط تركيبية في المختبر.

تحاط الميكوبلازما بغشاء مضاعف متميز، مرن، يعد مسؤولاً عن التنوع الكبير في حجم هذه الكائنات وشكلها. وتظهر هذه الكائنات تحت المجهر الإلكتروني على هيئة أجسام صغيرة مدورة، أو متفرعة، دودية الشكل، ذوات أبعاد أصغر من الجراثيم وفي مدى أبعاد الجسيمات الفيروسية الكبيرة.

يفيد كثير من المضادات الحيوية، وكثير من مركبات السلفا، المستخدمة في معالجة بعض أنماط «الالتهاب الرئوي» عند الإنسان الناجم عن الإصابة بالميكوبلازما، في مكافحة بعض الأمراض النباتية التي تحدثها المفطورة. ويعطي النبات المصاب، عند معالجته بمضاد حيوي فعال، ناميات خضرية سليمة، على أن بعض الأعراض تعود للظهور ثانية في غضون أسابيع قليلة إذا ما أوقف استخدام المضاد.

ويعدّ اصفرار النجمية aster yellow أكثر الأمراض الميكوبلازمية انتشاراً. ويصيب عدداً كبيراً من نباتات المحاصيل والأعشاب التي تنتمي إلى عدة فصائل نباتية وهو مرض شائع في معظم أنحاء العالم التي لا يدوم فيها ارتفاع درجة الحرارة عن 32 درجة مئوية وقتاً طويلاً. ويصيب هذا المرض الأقحوان، والخس، والهندباء، والجزر، والكرفس، والبقدونس، وغيرها. وتكون النباتات المصابة قاسية ومتقزمة، ومتفرعة بشدة ومصفرة. وأزهارها خضراء متورقة، ومشوهة، ومتقزمة.

ويسهم في نقل المرض عدد من أنواع نطاطات الأوراق تبعاً للمنطقة وسلالة الميكوبلازم.

يتكاثر الميكوبلازم في الناقل الحشري وفي المضيف النباتي وبعد مدة حضانة في جسم النطاط، تصبح الحشرة قادرة على نقل العدوى إلى نباتات سليمة. ولا يحدث الانتقال عن طريق بيض الناقل أو بوساطة بذور المضيف.

توجه المكافحة عادة نحو الناقل الحشري، وتتضمن القيام بعمليات رش دورية بمبيدات حشرية. وإتلاف النباتات المصابة والأعشاب التي يمكن أن تؤوي الناقل، وتنمية النباتات الحساسة تحت أغطية من الشاش أو الشبك الناعم. كما يعدّ الرش أو التغطيس في المضادات الحيوية  إجراءً واعداً لتوفير عقل ومواد تطعيم وبذور خالية من الميكوبلازم.

ـ الجراثيم (البكتريا) Bacteria:  معظم الجراثيم الحقيقية التي تسبب أمراضاً نباتية كائنات غير مشكلة للأبواغ، سلبية الغرام، وتنضوي تحت خمسة أجناس رئيسة. ويقع معظم أنواعها المهمة في جنسي بسودو موناس Pseudomonas، وكزنتوموناس Xanthomonas، الذي ينتج فوق المستنبتات صبغة غير ذوابة في الماء. وعلى نقيض الممرضات الجرثومية الإنسانية والحيوانية، ينمو معظم الجراثيم المسببة لأمراض نباتية نمواً جيداً في درجة باهاء  معتدلة (6.5 – 7.5 pH) وفي درجات حرارة معتدلة  (20- 30 درجة مئوية).

يكثر انتشار الأمراض الجرثومية في المناطق المدارية وتحت المدارية، أو المناطق الحارة المعتدلة أكثر من انتشارها في المناطق المعتدلة. وتتباين مضيفات هذه الممرضات تبايناً كبيراً. فلبعضها مدى واسع يشمل عدة أجناس وفصائل نباتية. ويكون المدى المضيفي لبعضها الآخر أقل اتساعاً. وقد يتحدد المجال المضيفي لبعضها بنوع واحد أو بأنواع قليلة تتبع جنساً نباتياً واحداً.

تلج الجراثيم في النباتات من الجروح المختلفة، أو من الفتحات الطبيعية كالثغور والعديسات والثغور المائية hydathodes والغدد الرحيقية.

وتبدي النباتات المصابة بالجراثيم نمطاً واحداً من الأعراض، أو عدة أنماط مختلفة. إذ تُحدث الإصابة بجرثوم xanthomonas campestris pv. manihotis تبقعات ورقية، وذبولاً، ونخراً تراجعياً، وظهور إفرازات صمغية من الفريعات، وتحولاً يلون الأوعية الناقلة. ويمكن جمع الأعراض التي  تحدثها الجراثيم في ثلاث مجموعات رئيسية: الذبول wilting ونخر الخلايا necrosis وفرط التنسج والضخامة hyperplasy and hypertrophy. ينشأ الذبول من غزو الجراثيم للجهاز الوعائي للنباتات، ومن الأمثلة المعروفة: ذبول الذرة الحلوة، والفصة، والتبغ، والبندورة، والقرعيات (الكوسا، القرع، الخيار). والتعفن الأسود في الصليبيات. أما نخر الخلايا فيعد مسؤولاً عن قتل النبات، أو تشكل تبقعات ورقية، أو لفحة الساق، أو قروح وتعفنات طرية؛ ومن الأمثلة على ذلك: التبقع الأسود على العائق، واللفحة النارية على أشجار التفاحيات، واللفحات الجرثومية للفاصولياء والبازيلاء، والتعفن الطري للسوسن. وأما فرط التنسج والضخامة فينشآن من زيادة عدد الخلايا أو من زيادة حجمها. وتختلف الآلية المسؤولة عن ظهور الأعراض الجرثومية، وتؤدي فيها الإنظيمات والتوكسينات دوراً بارزاً.

تنتقل الممرضات الجرثومية من نبات إلى آخر بوساطة الرياح، ورذاذ المطر، وبالحشرات، والحَلَم، والخيطيات وحيوانات أخرى. كما تنتقل من منطقة مصابة بالمرض إلى منطقة سليمة بالبذور والدرنات، والأبصال، والعقل، وعيون التطعيم، ومواد الإكثار الأخرى. ويسهم الإنسان في نقل هذه الأمراض في أثناء تنفيذه بعض العمليات الزراعية كالتقليم والتطعيم.

 

 

يتأثر تطور الأمراض الجرثومية بشدة بدرجات الحرارة والرطوبة، ويعد توافر غشاء مائي رقيق على سطح العضو النباتي ضرورياً لذلك. وتبقى الجراثيم ساكنة على نسج النباتات أو في داخلها عند غياب الشروط الملائمة للنمو والتكاثر؛ ويبقى قليل منها حياً في التربة عدة أشهر أو عدة سنوات. ويموت معظم الجراثيم الممرضة للنبات عند التعرّض لدرجة الحرارة المرتفعة (52 درجة مئوية لمدة 10 دقائق)، أو لأحوال الجفاف الشديدة، أو لأشعة الشمس القوية. كما تلتهم الحيوانات الأوالي Protozoa وتحل الفيروسات كثيراً من هذه الجراثيم الممرضة.

تصعب على العموم مكافحة الأمراض الجرثومية النباتية، ويعود ذلك جزئياً إلى سرعة تكاثر الجراثيم وسرعة غزوها للنبات. ويمكن تخفيض الخسائر الناجمة عن الأمراض الجرثومية باستخدام بذور نظيفة تم إنتاجها في مناطق جافة، ومعاملة البذور المصابة بالماء الساخن (50 درجة مئوية لمدة 10 دقائق)، أو بعض المركبات الكيمياوية. كما أن تطبيق الدورة الزراعية الملائمة والامتناع عن زراعة المضيفات الحساسة، واستئصال النباتات المصابة وإتلافها تفيد في التقليل من خطورة هذه الأمراض. وقد تم تطوير عدة أصناف مقاومة من القطن والفصفصة والتبغ. وتسهم الرشات الوقائية بمبيدات الحشرات في مكافحة الأمراض التي تنقل بوساطتها مثل ذبول الذرة وذبول القرعيات والتعفن الطري للسوسن. وقد استخدمت بعض مبيدات الجراثيم كمركبات النحاس ومضادات الحيوية في مكافحة أمراض اللفحات وغيرها. وتفيد في التقليل من حدوث الأمراض الجرثومية الإجراءات الصحية كدفن البقايا النباتية بالحراثة العميقة، والتخلص من النباتات التلقائية والعَرَضية، والامتناع عن خدمة المحصول عندما تكون الأوراق رطبة، وعدم استخدام الري الرذاذي، والحش أو الرعي المتأخر للفصفصة وغيرها من المحاصيل.

ـ الفطور: تعد الفطور مسؤولة عن 75 %  من الأمراض التي تعتري النباتات، وتشمل جميع الفطور المحدثة للصدأ الأبيض وأنواع الصدأ الأخرى، والتفحم، وتجعد الأوراق، والبياضات، والسخام، ومعظم تبقعات الأوراق والثمار والأزهار، والتقرحات، واللفحات، وتعفنات الجذور والسوق والثمار والأخشاب، والذبول، والتدرنات التي تظهر على الأوراق والفروع والبراعم. ويصاب معظم النباتات المهمة اقتصادياً بفطر واحد أو أكثر، وقد يصاب نوع نباتي واحد بعدد من الفطور المختلفة. وتختلف الفطور عن النباتات بعدم احتوائها على اليخضور (الكلوروفيل) وبعدم امتلاكها جذوراً وسوقاً وأوراقاً.

تتكاثر الفطور تكاثراً غير جنسي عن طريق الأبواغ وبتقطع الخيوط وبالبرعمة. كما تتكاثر تكاثراً جنسياً، والتكاثر اللاجنسي هو الأهم من وجهة نظر أمراض النباتات لكونه يحدث على المضيف، ولإنتاجه عدداً كبيراً من الأفراد، ولكونه يتكرر أكثر من مرة في الموسم الواحد.

تلج الخيوط الفطرية في النبات من الجروح، أو من الفتحات الطبيعية، ويستطيع بعضها اختراق بشرة النبات بعد حلها بالمفرزات الإنظيمية. وتنمو الخيوط الفطرية ضمن نسيج المضيف إما بين الخلايا أو ضمن الخلايا.

ويكثر انتشار الفطور ويشتد ضررها في المناطق والفصول الرطبة. وتنتقل وحداتها التكاثرية بالرياح والمياه والحشرات والآليات الزراعية ومواد الإكثار النباتية وغيرها. وتحتفظ بحيويتها من موسم إلى آخر في بقايا النباتات، وعلى البذور وأعضاء التخزين أو ضمنها.

تحصل الفطور على غذائها من كائنات حية فتكون طفيليات مجبرة، أو من نسج حية أو ميتة فتكون طفيليات مخيَّرة، أو من مواد عضوية متحللة فتكون فطوراً رِمّية. ومن الفطور ما يحصل على غذائه بطريقة التعايش.

هـ  - الديدان الخيطية أوالخيطيات: هي كائنات دودية، نشطة، ونحيلة، وشفافة، وصغيرة الحجم (0.25 - 2مم طولاً)، لذا لا يمكن رؤية معظمها بالعين المجردة،  تعيش عادة في التربة على الجذور الصغيرة ويستقر بعضها في الأبصال، والبراعم، والسوق، والأوراق، والأزهار، وتحصل على غذائها من هذه الأعضاء بامتصاص عصارة المضيف، بوساطة جزء فموي مجوف يشبه الإبرة يدعى المرود stylet، تدفعه الدودة داخل الخلايا، وتحقن في الوقت نفسه سائلاً يحوي إنظيمات هاضمة. وتمتص محتويات الخلية المهضومة إلى داخل قناتها الهضمية عبر المرود. ويسبب تغذي الخيطيات من المضيف خفضاً لمقاومته الطبيعية، وانخفاضاً للإنتاج. كما تفتح وخزاتها بوابات لعبور الفطور والجراثيم التي تسبب الذبول وعفن الجذور. ويوحي المظهر الخارجي للنباتات المصابة بأنها تعاني إجهاداً مائياً، أو رطوبة زائدة، أو لفحة شمس، أو لسعة صقيع، أو عدم توازن غذائي، أو تضرر الجذور من حشرة أو مرض.

تتجلى الأعراض التي تحدثها الإصابة بالخيطيات بتقزم النبات المريض واصفراره ونخر أعضائه وفروعه؛ كما يلاحظ عليه ذبول لا يستجيب للماء والأسمدة وخاصة في الأيام الحارة. وتكون الجذيرات المغذية الماصة مختزلة، ويصبح الجذر الأساسي متقزماً أو شديد التفرع، ملوناً ومتعفناً.

وتعزى الأضرار الناشئة إلى تغذي الخيطيات من خلايا النبات، وإلى الإفرازات اللعابية السامة للطفيلي التي تؤدي إلى تضخم النسج أو ضمورها.

تمضي الديدان الخيطية جزءاً من دورة حياتها في التربة حول الجذور، أو في الأتربة والحقول غير المزروعة. وتحفر أنفاقاً في نسج النبات (طفيليات داخلية)، أو تتغذى  سطحياً (طفيليات خارجية). ويتم ولوجها في النبات من الجروح والفتحات الطبيعية، أو باختراق الجذور، وتحفز الحرارة وما تطرحه جذور المضيف الديدانَ على اختراق هذه الجذور.

تراوح دورة الحياة الواحدة بين 20 و60 يوماً تمر فيها الدودة بعدة أطوار (بيضة، أربعة أطوار يرقية، بالغة، بيضة). ومع أن لبعض الأنواع جيلاً واحداً في العام، فإنها تستطيع إنتاج مئات الأفراد. ويؤثر فصل النمو، ودرجة الحرارة، وتوافر الماء والعناصر الغذائية، وقوام التربة وبنيتها، في كثافة الديدان في التربة ومعدل تناميها. كما تتأثر مجتمعاتها أيضاً بكثافة الجراثيم والفيروسات التي تتطفل عليها، وبأنواع الحيوانات الأوالي، والحلم، والديدان المنبسطة وغيرها، كما تتأثر بالمواد الكيمياوية السامة الموجودة في التربة أو التي تطرحها الجذور، وبالدورة الزراعية، وأصناف النباتات المزروعة وأنواعها وحالتها الغذائية.

يعيش بعض الأنواع حصراً في الأتربة الرملية الخفيفة، وتصل مجتمعات البعض الآخر إلى مستويات عالية في الأتربة العضوية، ويزدهر عدد قليل منها في الأتربة الثقيلة. وتقع درجة الحرارة المثلى لنمو معظم الأنواع  بين 20- 30 درجة مئوية، وتختلف هذه الدرجة باختلاف الأنواع ومرحلة التطور، ونشاط المضيف ونموه، وغيرها. وتنتشر الديدان الخيطية بسرعة مع الأتربة والأجزاء النباتية والأدوات الملوثة، وبالمياه الجارية، والرياح، والحيوانات، والطيور، ومواد الإكثار الملوثة.

تشمل إجراءات مكافحة الديدان الخيطية تطبيق الدورة الزراعية، وزراعة الأصناف المقاومة، واستخدام الغراس المكفولة والخالية من الديدان، واستعمال مبيدات «النيماتودا» (الخيطيات) Nematicide لتدخين التربة. كما يستخدم البخار أو الحرارة الجافة في الدفيئات البلاستيكية والمشاتل. وقد استخدم التغطيس بالماء الدافئ لتخليص البذور، والأبصال، والأكعاب cormes، والدرنات من الديدان الموجودة في داخلها. وتمنع قوانين الحجر الزراعي عادة نقل التربة وأجزاء النبات الملوثة والنواقل الممكنة الأخرى. وتعدّ العمليات الزراعية إجراءات جيدة تنشط نمو النبات وتزيد من قوته مثل السقاية في أوقات الجفاف، والاستخدام الأمثل للأسمدة، والحراثة الجيدة، والتبوير الخريفي أو الصيفي للأرض، واستخدام المواد العضوية والتخلص من النباتات المصابة وجذورها بعد الحصاد وغيرها.

ويعد بعض أنواع النباتات كالهليون asparagus sp والأقحوان الأصفر marigold ساماً لكثير من الخيطيات. وتحتوي هذه النباتات على مواد كيمياوية يحتمل استعمالها في مكافحة الخيطيات بالطرائق الحيوية.

و - النباتات البذرية الطفيلية:  هنالك نباتات زهرية مهمة لكونها تتطفل على نباتات أخرى. ومن أكثر هذه النباتات الطفيلية أهمية الهَدَال أو الدبق mistletoe، وعشب الساحرة witchweed والهالوك أو الجعفيل orobanche والكشوت أوالحامول cuscuta.

  (1) الهَدَال أو الدبق:  نبات من ثنائيات الفلقة، يتبع معظم أنواعه فصيلة الدبقيّات أو العَنَمِيَّات Loranthaceae. ويشتمل الهَدَال على مجموعة الهدال المورق أو الأخضر مثل viscum spp، وloranthus spp، وphoradendron spp التي تتطفل على المخروطيات والأشجار الخشبية، وعلى الهَدَال القزم arceuthobium spp ذي المجموع الخضري المختزل جداً، والذي يتطفل على المخروطيات. وتغلف معظم البذور في كلا المجموعتين مادة لزجة، تساعد في تثبيت البذور على النبات المضيف.

والإصابات التي تحدثها أنواع الهدال معمرة، ويشكل النبات ثماره بعد 3 - 6 سنوات من حدوث الإصابة وتبدي المنطقة المصابة تضخماً يراوح بين انتفاخ بسيط وتشكل نسج ورقية، وقد يحدث تشقق للقشرة وإفراز صمغ أو راتنج يهيئان النبات المضيف للإصابة بالحشرات أو الممرضات الفطرية الثانوية.

تؤدي إصابة الأشجار بالهدال إلى ضعف عام للمضيف يتفاقم مع مرور الزمن كما تطوّق ممصاته الأغصان الكبيرة، وتميت منها الأجزاء الخضرية فتخفض قدرتها على التمثيل اليخضوري. وقد تفرز بعض أنواع الهدال سموماً في الجهاز الوعائي للمضيف.

ترتكز المكافحة الفاعلة لهذه الطفيليات على كشف الإصابة  كشفاً مبكراً. ومن الطرائق المستخدمة في المكافحة قطع الأفرع الخارجية أو إحراقها بقاذفات اللهب، وحقن المضيف بأملاح سامة كمحلول كبريتات النحاس أو بمبيدات عشبية وبتركيزات لا تؤثر في المضيف.

  (2) أعشاب الساحرة: وهي طفيليات حولية، تتبع فصيلة الخنازيريات Scrofulariaceae، وتلحق خسائر مهمة بمحاصيل الحبوب في إفريقية وأجزاء أخرى من العالم. ومن أهم المضيفات التي تتطفل عليها: الذرة البيضاء، والدُّخْن، والذرة الصفراء، وقصب السكر. وينتشر النوع ستريغا هيرمونتيكا Striga hermonthica في إفريقية والدول العربية الواقعة في المنطقة المدارية في حين يكون النوع  ستريغا الأسيوي S.asiatica أكثر انتشاراً، ويصادف في جنوبي آسيا وشرقيها، وفي أسترالية، وأمريكة الشمالية.

يُنتج النبات عدداً كبيراًمن البذور الصغيرة، التي تنتشر بوساطة الرياح، والماء، أو بالبقايا النباتية، وتحتفظ هذه البذور بحيويتها في التربة أكثر من عشر سنوات. تنبت البذور بتأثير مواد محفزة تطرحها جذور المضيف، ويرتبط الطفيلي بمضيفه بوساطة عضو التصاق وتثبيت، ويستمر في استنفاد جزء كبير من الماء والأملاح والمواد الكربوهيدراتية من المضيف ويحدث فيه تأثيراً ساماً.

وتؤدي كل هذه  التأثيرات إلى تقزم المضيف وذبوله واصفراره وموته.

تعتمد مكافحة هذه الطفيليات على تطبيق الدورة الزراعية المناسبة، وزراعة المحاصيل «الموقعة في الشَرَك» trap crops كالقطن واللوبياء والفول السوداني وهي محاصيل تفرز جذورها مواد محفزة لإنبات الطفيلي، لكنها لا تصاب به، وزراعة المحاصيل الصيادة catch crops وهي نجيليات حساسة تزرع لأسابيع قليلة لتحفيز بذور الطفيلي على الإنبات، ثم تقلب التربة قبل زراعة المحصول الرئيس، وتستخدم كذلك حاثّات نمو جهازية لتحفيز الإنبات قبل زراعة المحصول، ويمكن استخدام بعض مبيدات الأعشاب. ولعل  الطريقة المثلى للتخلص من الخسائر التي يحدثها هذا الطفيلي هو تربية أصناف مقاومة، وقد تم تحديد بعضها في الذرة البيضاء.

 (3) الهالوك أو الجعفيل: من فصيلة الجعفيليات Orobanchaceae، ويتطفل على الجذور، ويزيد عدد الأنواع المعروفة من الهالوك على 150 نوعاً. وتوجد منه ستة أنواع رئيسة تلحق خسائر فادحة في مناطق حوض البحر المتوسط، والشرق الأوسط، وأوربة الشرقية، وخاصة بمحاصيل من الفصيلة الباذنجانية (التبغ، البندورة، الباذنجان)

وكذلك نباتات الفول والعدس والبازلاء، كما يمكن أن تصيب الجزر وعباد الشمس وأنواع القرنبيط والملفوف.

للنبات ساق شحمية قائمة، مفردة، أو متفرعة. الأوراق مختزلة إلى حراشف. الأزهار أنبوبية ثنائية الجنس تنتج عدداً كبيراً من البذور.

تشبه دورة حياة الهالوك دورة حياة عشب الساحرة. إذ تُحَث بذوره الصغيرة بإفرازات المضيف ويؤثر في مضيفه بتأثيره في التوازن المائي، ولذا تكون أضراره شديدة في حالات الجفاف وفي الزراعات المبكرة.

هناك طرائق عدّة لمكافحة الهالوك تتمثل بقلع النبات كلياً قبل تشكيل البذور، ومنها الفلاحة العميقة، واستخدام الكيمياويات السامة، وتعقيم التربة بأشعة الشمس بعد ريّها وتغطيتها برقائق بلاستيكية. كما يمكن مكافحته حيوياً باستخدام بعض الفطور مثل Fusarium orobanchae والحشرات مثل Phytomyzo orobanchia.

(4) الكشوث (الحامول): من الفصيلة الكشوثية Cuscutaceae. يعرف منه نحو 170 نوعاً، أشدها ضرراً كشوث الحقول Cuscuta campestris. النبات خيطي البنية، لا يحتوي على يخضور، لونه أصفر إلى برتقالي، يشكل النبات أزهاره البيضاء في أواخر الربيع وأوائل الصيف في باقات، وهي تنتج عدداً كبيراً من البذور.

تنبت البذور من دون تحفيز من المضيف، وتبدي البادرة بعد الإنبات حركة دورانية حتى تصادف ساق نبات ترتكز عليه. ومع تنامي الطفيلي فوق المضيف تتشكل له أعضاء التصاق كثيرة، تستنزف من المضيف مواده الغذائية، محدثة له ضعفاً عاماً وإخفاقاً في الإثمار.

تعتمد مكافحة الحامول على فصل بذوره من بذور المضيف، وقطع بؤر الإصابة وقلعها لمنعها من تشكيل بذور جديدة. كما يمكن استخدام مبيدات أعشاب اصطفائية لمنع إنبات البذور ولقتل بادرات الطفيلي.

مكافحة الأمراض النباتية

تعد مكافحة الأمراض النباتية حقلاً علمياً واسعاً، عالي التقنية، سريع التطور، يرتكز على التشخيص الدقيق للعامل المسبب، ودورة المرض، وتبادل التأثير بين المضيف والممرض، وعلاقة ذلك بالعوامل البيئية، والمردود الاقتصادي لعملية المكافحة. ويبدأ برنامج المكافحة الناجحة باختيار أفضل الأنواع النباتية، والبذور، والمواد الأخرى، ويستمر طوال نمو النبات في الحقل. ويندر وجود أمراض نباتية يمكن السيطرة عليها بطريقة واحدة، ويتطلب مكافحة معظمها جملة طرائق، يجب أن يتكامل بعضها مع بعض ببرنامج واسع، يشمل استخدام الطرائق الحيوية، والزراعية، والكيمياوية. ويهدف إلى مكافحة أكبر عدد ممكن من الآفات التي تصيب محصولاً ما ومنها الحشرات والحَلَم، والقوارض، والأعشاب.

يُوجّه معظم طرائق المكافحة للحيلولة دون دخول الممرض في  النبات وتعتمد هذه الطرائق على مبادئ الاستبعاد والاجتناب، والاستئصال، والحماية، واستخدام النباتات المقاومة، والمعالجة.

1ـ الاستبعاد والاجتناب exclusion and avoidance: والغاية منهما إبعاد الممرضات عن النبات، واستخدام الكيمياويات أو الحرارة لتطهير النباتات و البذور؛ وفحص البذور ومواد الإكثار الأخرى، والتثبت من خلّوها من المرض؛ وفرز الأبصال قبل زراعتها؛ وعدم شراء النباتات التي تبدي أعراضاً مرضية واضحة. ويطبق كثير من الدول إجراءات حجر زراعي دولي وداخلي صارمة لمنع دخول الممرضات الخطرة إلى مناطق خالية منها.

 2ـ الاستئصال eradication: والغاية منه إزالة العامل المرضي بعد رسوخه في منطقة نمو المضيف أو بعد دخوله إلى نسجه. ومن الإجراءات المتخذة في هذا المجال تطبيق الدورة الزراعية، وإتلاف النباتات المريضة، والتقليم، والتطهير، والمعاملة الحرارية.

يفيد تطبيق الدورة الزراعية  في الحدّ من خطورة  الممرضات ذوات المضيفات المحدودة  والتي تحتفظ بحيوتها في البقايا النباتية مدة قصيرة. على أن كثيراً من الممرضات لا يتأثر بالدورة الزراعية لأنه يستطيع العيش في التربة عيشة رمية، أو لإنتاجه تراكيب معينة تبقى حية ساكنة في التربة عدة سنوات.

ويفيد حرق البقايا النباتية ودفنها في التربة عن طريق الحراثة، والرش الخريفي، في مكافحة لفحات البندورة، وجرب التفاح. ويسهم القضاء على الأعشاب [ر. إبادة الأعشابٍ] في مكافحة بعض الأمراض الفيروسية كموزاييك الخيار وتجعد القمة، وفي حرمان بعض الممرضات من مضيفها المناوب alternate host كما في حالة الصدأ الأسود لساق القمح والصدأ الحويصلي للصنوبر. كما يفيد القضاء على النباتات المريضة في مكافحة بعض الأمراض الفيروسية.

ويساعد تقليم الأجزاء المريضة واستئصالها من النبات، وطلي الجروح الناجمة بعجينة واقية في إنقاص مصادر دخول الممرض في حال أمراض التقرُّح وتعفن الأخشاب التي تعتري أشجار الأماكن الظليلة واللفحة النارية على التفاحيات. كما يسهم تطهير الأدوات الملوثة، وصناديق التعبئة وحاويات الشحن في القضاء على عدد كبير من الممرضات. وتستخدم المعاملة الحرارية (الجافة أو الرطبة) للحصول على بذور وأبصال خالية من الفيروسات والديدان الخيطية وممرضات أخرى.

 3ـ الوقاية protection: ويقصد بها وضع حاجز واق بين الممرض والجزء القابل للإصابة من المضيف الحساس، ويمكن إنجاز ذلك بطرائق عدّة كتنظيم شروط المحيط، أو بالعمليات الزراعية وبالسيطرة على الحشرات الناقلة، واستخدام الكيمياويات السامة.

ففيما يتصل بتنظيم شروط المحيط، يعدّ اختيار منطقة الزراعة التي لا تلائم عوامل الطقس فيها انتشار المرض طريقة بيئية لمكافحة المرض. إذ يمكن السيطرة مثلاً على أمراض البطاطا الفيروسية  بزراعة المحصول البذري في مناطق لا تلائم درجات الحرارة المنخفضة  السائدة فيها انتشار حشرات المن الناقلة. كما يمكن السيطرة على عدد من الأمراض التي تعتري البطاطا، والبطاطا الحلوة، والبصل، والقرنبيط، والتفاح، والكمثرى، وغيرها، في أثناء التخزين والنقل بضبط الرطوبة والحرارة في مستويات منخفضة.

وفيما يتعلق بالعمليات الزراعية، يُختار موعد الزرع وعمقه المناسبان. فزراعة درنات البطاطا على أعماق خفيفة قد يحميها من قرحة الساق التي يحدثها الفطر Rhizoctonia solani، كما تنجو الأقماح الشتوية المزروعة مبكراً من الإصابة بمرض التفحم الشائع. ومن الممكن نجاح زراعة المحاصيل التي تفضل درجات الحرارة المنخفضة، في تربة ملوثة  بخيطيات تعقد الجذور، وحصادها قبل أن تصبح درجة حرارة التربة ملائمة لنشاط هذه الديدان. ويفيد تعديل رطوبة التربة في اجتناب أمراض تعفن البذور، التي تنشط في الأتربة الزائدة الرطوبة. كما أن إقامة مصارف المياه والزراعة على مصاطب في الحقول الرديئة الصرف يحقق الغاية نفسها، ويفيد تنظيم حموضة التربة في مكافحة بعض الأمراض كالجرب العادي على البطاطا الذي لا يزدهر في الأراضي الحامضية التفاعل. ولا بدّ في هذه الحالة من إدخال محاصيل أخرى في الدورة الزراعية تتحمل هذه الدرجات من الحموضة.

وفيما يتصل بتنظيم التوازن الغذائي في التربة يؤثر محتوى التربة من البوتاسيوم والآزوت في شدة بعض الأمراض الجرثومية والفطرية والفيروسية التي تعتري الذرة والقطن والتبغ  والشوندر السكري. كما يسبب نقص العناصر القليلة أو الصغرى كالبورون، والحديد، والتوتياء، والمنغنيز، والمغنزيوم، والنحاس، والكبريت، والمولبدنيوم، أمراضاً فيزيولوجية في كثير من المحاصيل الزراعية ونباتات الزينة. ويمكن تصحيح هذا النقص بتبديل درجة باهاء التربة، وإضافة هذه العناصر إلى التربة على هيئة «شيلات"، أو رش المجموع الورقي بها، أو بأملاح مشابهة.

أما عن مكافحة الحشرات الناقلة، فهناك أمثلة كثيرة لحالات أمكن فيها خفض انتشار بعض الأمراض الفيروسية والميكوبلازمية بمكافحة حشرات المن، والنطاطات، والتربسة thrips والنواقل الأخرى لهذه الأمراض.

وأما استخدام المواد السامة فيشمل المواد الكيمياوية التي تمنع نمو الجراثيم والفطور والديدان الخيطية أو تبيدها، وتستعمل هذه المواد في معاملات البذور وعلى الأوراق والثمار، وفي التربة.

 4ـ مقاومة المضيف والاصطفاء: يعدّ استخدام الأصناف النباتية التي لها مقاومة وراثية لمعظم الأمراض الشائعة، طريقة مكافحة مثالية ورخيصة وغير ملوثة للبيئة؛ وخاصة في  المحاصيل ذات العائد الاقتصادي المنخفض، وحين تكون عمليات المكافحة الأخرى مرتفعة الكلفة، أو غير قابلة للتطبيق. ويستمر بذل الجهود للحصول على أصناف مقاومة للأمراض من محاصيل الحقل والخضر، وأشجار الفاكهة، وأعشاب المروج، ونباتات الزينة.

ـ المقاومة المتغيرة: تخضع الصفات المرافقة للمقاومة أو للحساسية لأنماط كثيرة من التغيرات. وقد يكون هذا التغير غير وراثي، أو قد يكون وراثياً ويحدث في أثناء التكاثر الجنسي.

ـ الحصول على نباتات مقاومة للأمراض: تستخدم طرائق عدة للحصول على نباتات مقاومة لمرض معين، أو لمجموعة من الأمراض: كإدخال أصناف أجنبية، والاصطفاء، والتطفير، ومن الممكن استخدام الطرائق الثلاث على مراحل مختلفة وبعمليات مستمرة. إذ يمكن على سبيل المثال إدخال أصناف جديدة، خالية من الحشرات الضارة أو الأمراض النباتية، للموازنة بين إنتاجيتها وإنتاجية الأصناف المحلية، واصطفاء السلالات المتفوقة منها وإكثارها فيما بعد، ثم تحسين هذه الأصناف لاحقاً بتحفيز أكبر عدد ممكن من التغيّرات بوساطة التهجين أو التطفير، وأخيراً اصطفاء النباتات المقاومة لمرض أو لمجموعة من الأمراض. والطرائق المستخدمة في تربية أصناف نباتية مقاومة للأمراض تماثل الطرائق المستخدمة في برامج التربية لأغراض أخرى.

 5 - المعالجة أو المداواة: إن استخدام التدابير العلاجية في مجال أمراض النبات محدود جداً وقد حدث تقدم ملحوظ في تطوير مبيدات جهازية يمكن استخدامها مباشرة على البذور وفي التربة وعلى الأوراق والثمار. ويمكن أن يؤدي استخدام هذه المبيدات إلى تطورات كبيرة في مكافحة الأمراض النباتية.

 

بسام بياعة

 

مراجع للاستزادة

 

ـ بسام بياعة، الوجيز في أمراض النبات (جامعة حلب).

ـ محمود ماهر رجب ومصطفى محمد فهيم ويوسف عبد المجيد عبده وأحمد سلامة، علم أمراض النبات، الطبعة الرابعة (مطبعة جامعة القاهرة 1986).

- G.N.AGRIOS, Plant Pathology, 3d edition (Academic Press 1988).

- G.R.DIXON, Vegetable crop Diseases (Mc. Millan Pub. LTD 1981).

- M.S.KENNETH, A Text Book of Plant Virus Diseases, 3d. ed (Longman 1982).

- CABI, Plant Pathologists Pocketbook (A.Johnston and C.Booth Ed. 1983).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 509
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 567
الكل : 31686310
اليوم : 40892

شنيتسلر (آرتور-)

شْنيتْسْلَر (أرتور ـ) (1862 ـ 1931)   أرتور شنيتسلر Arthur Schnitzler كاتب مسرحي وروائي وقاص وشاعر نمساوي، ولد وتوفي في العاصمة فيينا. ينحدر شنيتسلر من عائلة برجوازية ثرية، فقد كان والده جراحاً شهيراً ومدرساً للطب، وكان للعائلة علاقات وثيقة مع الوسط الفني في المسرح والأوبرا. تبع الشاب خطا والده فدرس الطب في جامعة فيينا وتخرج فيها عام 1885. مارس الطب عدة سنوات وتخصص من ثم في الأمراض العصبية وصار طبيباً شهيراً يدير عيادته الخاصة.
المزيد »