logo

logo

logo

logo

logo

البريطاني (المتحف-)

بريطاني (متحف)

British Museum - Musée britannique

البريطاني (المتحف ـ)

 

أُحدث المتحف البريطاني British Museum  إبان حكم الملك جورج الثاني عام 1753، وضم منذ إحداثه مكتبةً ومجموعة التاريخ الطبيعي وآثاراً قديمة وأعمالاً فنية ومجموعتي روبرت هاري، كونت أكسفورد الأول، وإدوارد هارلي الابن، كونت أكسفورد الثاني، المتضمنة عدداً من الأناجيل المذهبة، ومخطوطة سفر المزامير (القرن الحادي عشر)، ومخطوطة رواية الوردة (القرن الخامس عشر). في منتصف القرن الثامن عشر، ألحقت بالمتحف مجموعة السير روبرت كوتون (1571- 1631)، وفي عام 1757 أكمل الملك جورج الثاني تلك المجموعات بمجموعة تقرب من 900 مؤلف، ولكن الأهم من عطية الملك هذه كان قانون حق الملكية الأدبية الصادر عام 1709 الذي ينص: على أصحاب المكتبات في لندن أن يقدموا للمكتبة الملكية القديمة بالمجان نسخة عن كل مطبوعة يصدرونها.

في عام 1755 اقتنى المسؤولون دار مونتاغو هاوس، الكائنة في أحد أحياء لندن المعروف باسم بلومسبوري، لتكون متحفاً، وفي الخامس عشر من شهر كانون الثاني عام 1759 افتتحت أبواب المتحف لاستقبال الجمهور وشعاره: ينبغي أن يكون الدخول للمتحف بالمجان ليؤمه كل مجتهد ومحب للاطلاع.

وسرعان ما تكشف عجز مونتاغو هاوس عن احتواء المجموعات الفنية التي ما برحت تزداد مع الأيام غزارة وثراء، فكان لابد، والحال هذه، من إضافة مبان جديدة كلف بتصميمها السيد روبرت سميرك على الطراز الاتباعي Classicism المحدث لاستيعاب المنحوتات المصرية ومنحوتات البارثينون، فجاءت هذه الإضافات والإنشاءات على الشكل التالي: دائرة الرسم والحفر عام 1808، والجناح الشرقي بين عامي 1823-1826 ويضم الرواق الرائع المعروف باسم مكتبة الملوك (مكتبة الملك جورج الثالث)، وقاعة المطالعة العملاقة بقبتها الشهيرة عام 1857، وهي تتسع لأربعمائة من القراء والباحثين، قام بتصميمها وتشييدها السيد أنتوني بانيزي كبير محافظي المتحف وأشهرهم. ومنذ عام 1881 بدأت المكتبة تنشر أعداداً هائلة من الأدلة والمطبوعات. وفي عام 1881م وُضعت مجموعات التاريخ الطبيعي في بناء جديد كان يقوم بالإشراف عليه القيمون على المتحف، فاستقل عنه وصار مؤسسة قائمة بذاتها عام 1963 لإضافة ثلاثة أروقة إلى تلك التي صممها سميرك، والرواق الخاص بضريح هاليكارتاس (واحد من عجائب الدنيا السبع) بين عامي (1882-1884) وتشييد الرواق الخاص بدائرة المخطوطات في الجهة الجنوبية الشرقية وإقامة أروقة جديدة في الجهة الشمالية لتشكل مجتمعة جناح الملك إدوارد السابع، وتضم آثار الشرق الأقصى ودائرة الرواشم والرسوم. أما أحدث الإضافات فقد أنجزت عام 1938 في الجانب الغربي من المتحف لاستقدام منحوتات البارثينون، ولكن هذه المنحوتات لم تُنقل إلى المتحف إلا في عام 1962 لشدة ما نال هذا الجناح من دمار إبان الحرب.

الدور الأرضي

ويضم محتويات دوائر الآثار الإغريقية والرومانية والشرق الأدنى، وأروقة المكتبة بأرتالها المتراصة والمتتابعة. وتتألف مكتبة المتحف بدورها من دوائر ثلاث: دائرة المطبوعات، ودائرة مطبوعات الشرق ومخطوطاته. تأسست دائرة المخطوطات الشرقية عام 1867، وفي عام 1892 ألحقت بها الكتب المطبوعة في الشرق (كلمة شرق هنا تعني لغات وآداب عالم يمتد من المغرب العربي إلى اليابان)، ودوائر المخطوطات التي تضم الألوف المؤلفة من المؤلفات المخطوطة والمطبوعة بضروب متنوعة من الخطوط التي لا عد لها ولا حصر، ومواد كتابية شتى، بدءاً من أوراق الذهب وانتهاء بأوراق النخيل...ومخطوطات أدبية وتاريخية ودينية عربية وفارسية وعبرية وصينية ويابانية. وأهم المخطوطات الإسلامية مثل:

«مقامات الحريري» 1300م لأبي القاسم الحريري، و«جامع التواريخ» 1310م لرشيد الدين فضل الله (موسوعة تاريخ العالم، اتبعت الطريقة الطبيعية في رسم الأشجار، وهي لفنانين متعددين وتمثل أساليب متنوعة)، و«منطق الطير» لفريد الدين العطار (وفيه يعرض المؤلف لدرجات أهل العرفان التي تبدأ بالطلب وتنتهي بالفناء)، و«شاهنامة أبي القاسم الفردوسي» (ملحمة الفرس الكبرى)، و«عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» لزكريا القزويني، و«خُمسة: ليلى والمجنون، وخسرو وشيرين، واسكندر نامة، ويوسف وزليخا، لنظامي الكنجولي».

وفي هذا الدور منحوتات يعود اكتشافها إلى بدايات الآشوريات (علم الآثار الآشورية) في القرن التاسع عشر، وفيها: الثور العملاق المجنح برأسه الآدمي، وأسود قصر صارغون في خورساباد، وتمثال آشور ناصر بال الثاني في نمرود، والأبواب البرونزية الضخمة لشلمنصر الثالث، وما ينوف على مئتي عمل من النحت الآشوري البارز بما فيها المنحوتة الذائعة الصيت: الملك آشور بانيبال يصطاد أسداً، أضف إلى ذلك الأعداد الكبيرة من التحف الفنية والأدوات الصغيرة التي تطلعنا على أنشطة شعوب الشرق الأدنى في حياتهم اليومية المعروضة في ملحق تابع للأروقة في الطابق العلوي.

 

الدور الأول

ويضم دائرة الرواشم والرسوم والآثار الشرقية وفنون مصر القديمة والتحف والأوسمة والمجموعات الخاصة بعلم خصائص الشعوب (العراقة)، والآثار الأنجلورومانية، والقروسطية وما تلاها من عصور. ففي جناح الملك إدوارد السابع عشر، القائم بجهة المتحف الشمالية، واحدة من أعظم مجموعات الرشوم والرسوم الأوربية، ومجموعة وفيرة من الأعمال الخشبية، والحفر، والرسم بالمنقاش الصلب، منذ أن شرع الفنانون في استخدام هذه التقانة وحتى بداية القرن الخامس عشر، إضافة إلى مجموعات أخرى تضم جل أعمال شونغاور وعدداً من أعمال دورر ولوكاس ورامبرانت لتبلغ حد الكمال إذا ما تعلق الأمر بالمدارس الإنكليزية.

وتعد الآثار المصرية القديمة من أكثر آثار المتحف شعبية وعلى الخصوص، المومياء. فالمصريات هنا هي من أفضل الآثار الفرعونية تمثيلاً لها في العالم، وقد خصص رواق القاعة المصرية الرابعة لأنواع شتى من: الفنون الشعبية اليدوية والأثاث والدمى والطيوب. وفي وسط هذه الدائرة أهم مكتبات البردي وأجملها، ومنحوتات تؤرخ لمراحل مصر القديمة التاريخية (حجر روزيت وغيره).

وتغص دائرة التحف الصغيرة والأوسمة بمحتوياتها مما حال دون توفر قاعة لعرضها، حتى إن الاطلاع على بعض منها لا يتم إلا بناء على طلب الراغب الذي يجلس منتظراً في قاعة البحوث. وكذلك فإن قاعة دراسة الأعراق (دراسة الثقافة المادية والعقلية للشعوب البدائية) تشكو بدورها من ضيق المكان، فلا يعرض القيمون إلا الجزء الممكن عرضه من مجموعاتها الضخمة التي تغطي العراقة في كل من أمريكة وأفريقية وأسترالية، وعلم الآثار في المكسيك وأمريكة الوسطى.

يضم المتحف، بفضل المقتنيات والهبات، واحدة من أثرى مجموعات الرسم والتصوير في العالم، وتعود لكبار الفنانين العالميين من أمثال: بلّيني ومانتينيا وليوناردو دافنشي وميكلانجلو ورفايلّو ورامبرانت وفان دايك ودورر وفاتو وغويا وموريلّو وغيرهم. 

 

فائق دحدوح

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

- بريطانيا

 

مراجع للاستزادة

 

 - د. ثروت عكاشة، التصوير الإسلامي (مكتبة لبنان، 1999(.

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 73
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1336
الكل : 31582669
اليوم : 17524

ماريفو ( بيير-)

ماريـڤو (پيير ـ) (1688ـ 1763)   پيير ماريـڤو Marivaux Pierre روائي ومؤلف مسرحي فرنسي ولد في باريس وتوفي فيها. درس القانون وخالط الصالونات الأدبية الباريسية، وأسس جريدة كان يحررها بأكملها وحده هي «سبكتاتور فرانسيه (المتفرج الفرنسي)» (Le Spectateur Français  (1722-1723.  بعد إفلاسه خصص جل وقته للكتابة الأدبية، وقد انتُخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1742وترأسها عام 1759. كان ماريـڤو غزير الإنتاج فقد كتب خمساً وثلاثين مسرحية وسبع روايات ومجموعة من القصص التهكمية. من أهم رواياته «حياة ماريان» (La Vie de Marianne  1731- 1741) و«الفلاح الوصولي» Le Paysan parvenu (1735) وتتميزان بدقة تحليل الواقع في تصويره الصراع في مجتمع سلطوي ذكوري، وتعدان محطتين رئيسيتين في تطور الرواية الفرنسية، وقد تفوقتا على الروايات الإنكليزية في المرحلة نفسها.
المزيد »