logo

logo

logo

logo

logo

تورنتو

تورنتو

Toronto - Toronto

تورنتو

 

تورنتو Toronto مدينة كندية كبيرة، ومركز إداري (عاصمة) لولاية أونتاريو Ontario التي تعد الولاية الأكثر ازدهاراً في كندا[ر]. يزيد عدد سكان تورنتو الكبرى التي تشكل مجمعاً مدنياً (حضرياً) على أربعة ملايين نسمة، بينما لا يتعدى عدد سكان تورنتو خمس هذا العدد. ويعد الإقليم المركزي لتورنتو الأكبر مساحة في عموم كندا ويجعل من المدينة مركزاً صناعياً وثقافياً وتجارياً ومالياً لا يضاهى في كندا. كما تمثل المدينة أكبر ميناء كندي على البحيرات العظمى وأكثرها نشاطاً.

تقع تورنتو في سهل خصب على الساحل الشمالي الغربي لبحيرة أونتاريو، وتمتد أبنيتها ومنشآتها على ضفاف هذه البحيرة، التي تشكل حدوداً طبيعية بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية. كما تقع ضمن منطقة العمران الرئيسية في كندا، التي تمتد على طول 1000كم وعرض 200كم في جنوب شرقي البلاد. يشكل هذا المحور العمراني مجمعاً حضرياً عملاقاً يضم أكثر من نصف سكان كندا ونحو 75٪ من العاملين في الصناعات التحويلية.

تتصل تورنتو مع العالم الخارجي بطريق مائي، من خلال نهر سان لورانس والمحيط الأطلسي ومن خلال البحيرات العظمى مع جارتها الولايات المتحدة، ولاسيما مع الإقليم المدني الكبير في جنوب هذه البحيرات، كما تسهم المساقط المائية (الشلالات) التي تشكلها البحيرات العظمى في توليد طاقة كهربائية كبيرة ورخيصة.

تعد تورنتو في المراكز العمرانية المتطرفة جنوباً، مقارنةً مع بقية المراكز الكندية. تقع هذه المدينة في اللسان الذي يدخل في الولايات المتحدة والذي يشكل شبه الجزيرة الأونتارية، بين بحيرات أونتاريو وأيري وهورن. وهذا الموقع يساعد على تلطيف مناخ المدينة، لكن يبقي مناخها أكثر برودة في فصل الشتاء من المدن الأوربية التي تقع على العرض الجغرافي الفلكي نفسه. وتنخفض الحرارة شتاءً إلى ما دون -18 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز الحرارة صيفاً 32 درجة مئوية أحياناً.

عُثر في موقع تورنتو الحالية على قرية هندية قديمة، تعود إلى القرن السابع عشر، وكانت سوقاً مهمةً لتجارة الفراء والفاكهة، أضحت هذه القرية مركزاً تجارياً فرنسياً في القرن الثامن عشر، عندما كانت ولاية أونتاريو مستعمرة فرنسية، وبنى الفرنسيون في هذا الموضع أول حصن خشبي. استولى الإنكليز على هذا المركز العمراني عام 1759 ثم أطلقوا عليه اسم يورك منذ عام 1793 ليصبح عاصمة للمستعمرات الجديدة في كندا العليا (أونتاريو حالياً).

هاجم الأمريكيون يورك عام 1813، وتمكنوا من دخولها، لكنهم لم يستطيعوا الثبات طويلاً إذ أجلاهم الإنكليز عنها. وفي عام 1834، تغيّر اسم المركز العمراني من يورك إلى تورنتو، ومنذ ذلك الوقت أضحت مدينة، وتورنتو كلمة هندية الأصل تعني مكان  التجمع أو كثرة الشجر والماء التي يتميز بها هذا الموقع.

أضحت تورنتو فيما بعد معبراً هاماً للأوربيين المهتمين بتجارة الفراء، وتطورت الصناعة بها وأضحت مركزاً للنقل والمواصلات في نهاية القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين، صارت تورنتو واحدة من أهم المراكز السكنية والصناعية في شمالي أمريكة، وجذبت موجات من المستوطنين الذين قدموا إليها من أوربة، ولاسيما خلال الحرب العالمية الثانية، وعندها أصبحت تشكو نقصاً في المساكن والخدمات بسبب كثرة المهاجرين الهاربين من الحرب.

 

 

يعود أسلاف أكثر من خمسي سكان تورنتو إلى أصول بريطانية إذ يشكل البريطانيون 75٪ من سكان أونتاريو، ويتركز نحو نصف الكنديين من أصول بريطانية في هذه الولاية. ويأتي بعد البريطانيين من حيث عدد السكان، المنحدرون من أصول إيطالية وبرتغالية ثم المنحدرون من أصول صينية وفرنسية ويونانية وعربية. وفي تورنتو تتركز أكبر جالية عربية في كندا (ما يزيد عن 100000 نسمة) غالبيتهم منحدرون من أصول لبنانية.

بُنيت تورنتو حسب مخطط شطرنجي مربع الشكل تتقاطع شوارعه بزوايا قائمة. وكانت المساحة التي تشغلها المدينة عام 1834 متواضعة، إذ لم يكن بها سوى 20 شارعاً. لاحقاً أخذت بالتوسع الأفقي إذ كانت المساكن المؤلفة من طابقين هي السائدة حتى منتصف القرن العشرين، لكن في النصف الثاني من هذا القرن تم تشييد مباني عالية.

يوجد العديد من الآثار القديمة في تورنتو، منها كاتدرائيتان واحدة كاثوليكية والثانية إنغليكانية من القرن الثامن عشر وحصن يورك (1796) وبناء المحكمة وقصر كاسالوما الذي بني حسب فن العمارة القوطية الحديثة، وهناك ثلاثة أبنية في تورنتو تُعتبر من أعلى المباني في العالم، وهي البرج الكندي الوطني برج تورنتو أو برج المدينة، كما يسمونه هناك، بني هذا البرج ما بين عامي 1972-1976، من الفولاذ على شكل رمح يرتفع إلى 553م، وهو البرج الأكثر ارتفاعاً في العالم. وهناك برج مونتريال ذو 72 طابقاً بارتفاع 285م، وأخيراً بناية سكوتيا بلازا ذات 68 طابقاً  بارتفاع 239م. ومن المعالم  البارزة أيضاً قبة السماء، وهو بناء فريد من نوعه يحوي أحد أفضل الملاعب الرياضية في العالم، ويستوعب نحو 30 ألف متفرج وله سقف متحرك يمكن فتحه وإغلاقه، كما ويمكن تصغير الملعب حسب عدد المشاهدين بوساطة جدران متحركة.

تحتل منطقة تورنتو مكان الريادة في احتوائها على المراكز الصناعية بين المناطق الكندية، إذ يوجد فيها أكثر من 5700 مصنع. من أهم منتجات هذه المنطقة صناعة عجينة الورق والورق التي تعتمد على غابات شاسعة تغطي نحو ثلاثة أخماس المساحة في ولاية أونتاريو، تعدين الخامات مثل الحديد والنحاس والفحم والنيكل، وتصنيع المنتجات الزراعية والحيوانية التي تجود في منطقتها (تعليب الخضار والفواكه واللحوم وصناعة مشتقات الألبان وطحن الحبوب). ومن الأنشطة الرئيسية الأخرى الطباعة وصناعة الأقمشة والألبسة الجاهزة، كذلك صناعة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والآلات ووسائط النقل وغيرها.

تعد تورنتو مركزاً مالياً وتجارياً وإدراياً بارزاً في كندا، فيها تستقر حكومة ولاية أونتاريو ومقرات ومكاتب الشركات المتنوعة الاختصاص وإداراتها، وكذلك البنوك والمراكز المالية الكبيرة. تعد بورصة تورنتو إحدى أهم البورصات في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وهي رابع أكبر سوق مالية في تجارة الأسهم في أمريكة الشمالية. وفي تورنتو تستقر أكبر مصارف كندا وشركات التأمين بها.

وفي تورنتو أكبر مركز نقلي في البلاد، ويخدم المدينة مطار دولي (إنترناسيونال كندا)، يقع هذا المطار على بعد 27كم إلى الغرب من المدينة. وترتبط تورنتو بشبكة جيدة من خطوط النقل الجوية والبرية والمائية مع بقية المناطق الكندية.

لتورنتو وظيفة سياحية ترويحية سواء للكنديين أو للقادمين من الخارج، بحكم امتلاكها موارد سياحية متميزة، ولاسيما موقعها على إحدى البحيرات العظمى، وقربها من الشلالات الشهيرة (شلالات نياغارا) واحتوائها على العديد من الصروح العمرانية القديمة والمعاصرة.

تورنتو مركز ثقافي قيادي في أونتاريو حيث توجد مسارح عديدة مهمة، ودار للأوبرا، وفرقة تورنتو السيمفونية المعروفة عالمياً، ومتحف أونتاريو الملكي والعديد من المتاحف الأخرى، ومركزان ثقافيان وفيها عدة جامعات وكليات، إضافة إلى معرض كندا الوطني السنوي وما يتخلله من عروض جوية عالمية.

 

عدنان عطية

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود رمزي، أمريكة الشمالية (1990).

- D.Kerr & J.Spelt, The Changing Face of Toronto (Ottawa,1965).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 137
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 550
الكل : 29581253
اليوم : 36169

جاري (ألفريد-)

جاري (ألفريد ـ) (1873 ـ 1907)   ألفريد جاري Alfred Jarry شاعر وروائي وكاتب مسرحي فرنسي، ترك أثراً كبيراً في الأدب الأوربي عامة وفي المسرح خاصة. ويعد واحداً من مؤسسي الحركة السريالية[ر] والأب الروحي لمسرح العبث، إذ ظهر تأثيره في أعمال أنطونان آرتو[ر] وأوجين يونسكو[ر] وصموئيل بيكيت[ر] وجان جنيه[ر]. ولد في مدينة لافال Laval لعائلة ميسورة، وتميّز منذ طفولته بذكاء حاد وبقوة بدنية غير عادية. لكنه أنهك صحته باكراً بسبب  تشجّنه الدائم حيال كل ما يحيط به وبسبب إدمانه المَرَضي على الكحول. فأصيب بمرض السل الذي أودى بحياته في مشفى في مدينة باريس وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.
المزيد »