logo

logo

logo

logo

logo

الحسن الكلبي

حسن كلبي

Al-Hasan al-kalbi - Al-Hassan al-kalbi

الحسن الكلبي

(…-353هـ/ …- 964م)

 

أبو الغنائم الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي (أو ابن أبي الحسن الكلبي)، أول الأمراء الكلبيين في صقلية ورأس أسرة من الولاة والحكام فيها، أحبه أهل صقلية أكثر من الولاة الآخرين.

كانت الأسرة الكلبية من أخلص أعوان الفاطميين، وكانت لأفرادها مواقف مهمة في خدمة الدولة الفاطمية ولاسيما في أثناء ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد الخارجي الإباضي زمن الخليفتين الفاطميين القائم والمنصور. والتي اكتسحت معظم مدن المغرب الأدنى (333-336هـ).

وتقديراً لخدمات الحسن الذي كان من وجوه قواد الفاطميين وذا محل كبير في الدولة ولدوره المهم في مدافعة أبي يزيد، سماه الخليفة المنصور والياً على صقلية سنة 336هـ /947م فتلقته صقلية شأنها في تلقي الولاة قبله، بالفتن الناجمة عن أطماع الرؤساء المحليين وفي مقدمتهم آل الطبري ومحمد بن عبدون ومحمد بن جنا زعماء المقاومة والشغب في بالرم، بيد أن الحسن استطاع بدهائه أن يقمع الشغب فهابه الناس وخشي الروم في شبه الجزيرة الإيطالية سطوته فأدوا له الجزية ثلاث سنين، ولكنهم قاموا بعدئذ بتوجيه حملة في البحر إلى صقلية، فاستمد الحسن بن علي الخليفة الفاطمي المنصور فأمده بسبعة آلاف فارس وثلاثة آلاف وخمسمئة راجل جمعهم إلى من كان عنده، وساروا براً وبحراً إلى مسيني Messini في الطرف الشمالي الشرقي من صقلية، وعبر جيشه منها إلى أرض قلورية (كالابريا Calabria) في جنوبي إيطاليا وبث سراياه فيها واستولى على عدة حصون وعلى مدينة  ريو Reggio وتغلب على الروم وأمضى الشتاء في مسيني، ثم عاود الزحف على قلورية نزولاً على أمر المنصور، وامتلأت خزائنه بالغنائم سنة 340هـ، وهادنه ملك الروم قسطنطين، واستقر في «ريو» وبنى فيها مسجداً شرط على الروم ألا يعرضوا له.

بقي الحسن في صقلية إلى ما بعد وفاة الخليفة المنصور (341هـ/952م) وتولى ابنه المعز الخلافة، حينئذ استخلف الحسن ابنه أحمد على صقلية، ورحل إلى المهدية الحاضرة الفاطمية بإفريقية وصار في خواص المعز الفاطمي.

وحينما اعترض مركب أندلسي زمن الخليفة عبد الرحمن الناصر الأموي، مركباً يحمل رسولاً من صقلية إلى الخليفة المعز وأخذه بما فيه، وجه المعز حملة بحرية غازية إلى الأندلس استعمل عليها الحسن بن علي الذي أغار على المرية في الأندلس وعاد إلى المهدية محملاً بمنهوبات الغزو بما فيها المركب الأندلسي الذي كان سبب هذه الحملة.

في سنة 351هـ غزا أحمد بن الحسن بأمر من الخليفة القلاع الباقية بيد الروم في صقلية وفتح طبرمين وغيرها وأعيته قلعة رمطة Rametta التي تلقت مدداً ضخماً من الروم، فاستمد أحمد الخليفة المعز فأمده سنة 353هـ بالعساكر والأموال مع أبيه الحسن بن علي، وبعد قتال شديد في البر والبحر ظفرت قوات الحسن ظفراً باهراً تُوِّج بانتصار حاسم في وقعة «المجاز»، هزم فيها الروم هزيمة منكرة، وفتحت رمطة، ولكن الحسن ما لبث قليلاً بعد ذلك حتى مات.

بقيت الجزيرة في حوزة أسرة بني كلب إلى أن زال حكمها بتغلب الخارجين على الحسن صمصام الدولة الكلبي الذي خلف الأكحل بعد مقتله، وصارت صقلية بعد ذلك إلى أيدي النورمانديين، وبلغ عدد الولاة الكلبيين عشرة حكموا زهاء تسعين سنة ما بين سنة 336-427هـ/947-1035م، شهدت الجزيرة في أثنائها تقدماً في الحياة العمرانية والعلوم والآداب وشهدت نضالاً مستمراً في جنوبي إيطاليا ومقاومة مثابرة لأطماع الروم بالجزيرة التي أخلدت إلى هدوء نسبي، وجنت من ذلك خير الثمار.

يوسف الأمير علي 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ميشيل آماري، المكتبة العربية الصقلية (ليبسك 1857).

ـ إحسان عباس، العرب في صقلية (دار المعارف، مصر1959). 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 312
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1271
الكل : 31716989
اليوم : 71571

التوجه الحيواني

المزيد »