logo

logo

logo

logo

logo

حقي (يحيى-)

حقي (يحيي)

Haqqi (Yahya-) - Haqqi (Yahya-)

حقي (يحيى -)

(1323-1413هـ/1905-1992م)

 

يحيى إبراهيم حقي أديب وناقد ومترجم ومحام ودبلوماسي مصري. ولد في حي «السيدة زينب» الشعبي بالقاهرة، من أب مصري، وأم تركية الأب ألبانية الأم، وكان الابن الثالث في ترتيب أشقائه.

كانت أمه شديدة التدين، ومغرمة بقراءة القرآن الكريم وكتب الحديث والسيرة النبوية، تقرأ لأبنائها صفحات من البخاري والغزالي ومقامات الحريري، أما أبوه فقد التحق بالأزهر عدة سنوات، ثم انتقل إلى مدرسة فرنسية، وبعدها التحق بوظيفة في وزارة الأوقاف، وكان هو الآخر مغرماً بالقراءة، ومفتوناً بالمتنبي، يحفظ الكثير من شعره، ويلقيه على أبنائه في جلساته المسائية، فتأثر يحيى بهذا الجو، ونشأ عاشقاً للقراءة والكتاب، ومولعاً بالأدب الذي قرأ أمهات كتبه على محمود محمد شاكر (1909-1997) فقوَّم لسانه وصحح أسلوبه وعباراته.

حصل على شهادة الدراسة الابتدائية عام 1917، وعلى الشهادة الثانوية عام 1921، التحق بمدرسة الحقوق العليا، وكانت يومئذ قمة التعليم العالي، وتخرج فيها عام 1925، ولكن قبل أن يلتحق بمدرسة الحقوق، اطلع على مؤلفات جبران والمنفلوطي وشعر المهجر الأمريكي، والأدب الإنكليزي، والأدب الروسي، وقد كتب القصة وهو في السادسة عشر، وكانت أول قصة نشرها في جريدة «السياسة» لمحمد حسين هيكل هي «قهوة ديمتري»، وهي قهوة حقيقية في مدينة «المحمودية»، وقد أعطته هذه القصة درساً انتفع به طوال حياته.

عمل مدة في المحاماة، ثم انتقل إلى وزارة الخارجية المصرية، فعين في القنصلية المصرية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مدة سنتين (1929-1930)، ثم انتقل إلى اصطنبول، وتعلم اللغة التركية، ثم رومة فباريس حيث عين بدرجة سكرتير أول في السفارة المصرية، وهناك تعرف الفنانة التشكيلية جان ميري جيهو التي أحبها وتزوجها عام 1954 بعد وفاة زوجته الأولى عام 1942 تاركة له بنتاً وحيدة، وانتهى به المطاف أخيراً في ليبية حيث عين وزيراً مفوضاً في السفارة المصرية، وبعد أن انتهى من عمله الدبلوماسي عين مستشاراً فنياً لدار الكتب المصرية، ثم رئيساً لتحرير مجلة «المجلة»، واختير عضواً في المجلس القومي، وعضواً في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، ومنح جائزة الدولة التقديرية في الأدب، وجائزة الملك فيصل في الأدب العربي عام 1990.

أصدر يحيى حقي عدداً كبيراً من المؤلفات في النقد الأدبي، والسيرة والمقالة والترجمة والقصة القصيرة والرواية، وكان يُدخل في حواراته بعض التعابير والألفاظ العامية ،فمن قصصه ورواياته «قنديل أم هاشم»، و«صح النوم»، «دماء وطين»، و«أم العواجز»، و«خليها على الله»، و«عنتر وجولييت»، و«سارق الكحل»، و«الفراش الصغير»، و«البوسطجي». ومن دراساته ومقالاته «فجر القصة المصرية»، «خطوات في النقد»، «فكرة فابتسامة»، «دمعة فابتسامة»، «تعال معي إلى الكونسير»، «حقيبة في يد مسافر»، «عطر الأحباب»، «ناس في الظل»، «أنشودة البساطة»، «يا ليل يا عين»، «هموم ثقافية»، «مدرسة المسرح»، «تراب الميري»، «كناسة الدكان»، «هذا الشعر»، « صفحات من تاريخ مصر». أما ترجماته فعديدة نذكر منها الدكتور كنوك أو انتصار الطب Le Docter Knock ou Le Triomphe de la Medecine لجول رومان Jules Roman، وتوني كروجر Tonio Kroger لتوماس مان Thomas Mann، والطائر الأزرق L’Oiseau Bleu لمترلنك Maeterlinck.

وعلى الرغم من أنه عالج معظم فنون الكتابة من قصة قصيرة ورواية، ودراسة أدبية وسيرة أدبية، ومقال أدبي، وترجم عدداً من القصص والمسرحيات، فإن القصة القصيرة تظل هوايته الأولى، لأن الحدث فيها يقوم عنده على تجارب ذاتية، أو مشاهد مباشرة، وعنصر الخيال فيها قليل جداً، كما يعترف بذلك حين يقول: «يمكن وصف إنتاجي القصصي بأنه تأملي، وصفي، تحليلي، عنصر الخيال فيه ضعيف، والحادثة غير ذات أهمية».

تكشف قصص يحيى حقي عن بعض جوانب النفس الإنسانية، وتنقل قارئها من الصورة الجزئية المباشرة إلى المعنى الكلي، وينفذ القارئ بها إلى روح الكاتب نفسه، فضلاً عن ارتباطها بمفهوم المجتمع. وقد نجح في قصة «قنديل أم هاشم» في أن ينقل سيرة البطل المعاصر مستمدة من السير الشعبية، وأن يصور الصدام بين الشرق والغرب، بين المادة والروح، بين خمول الشعب والرغبة المتأججة في تحريكه.

أصدر يحيى حقي بعض الكتب الأخرى في الدراسات الأدبية والنقد مثل «هذا الشعر» و«صفحات من تاريخ مصر»، وهو مجموعة من المقالات والخواطر والتعليقات، و«خطوات في النقد» الذي تعرض فيه لأعمال بعض أدباء العصر أمثال: أحمد شوقي في مسرحيته الشعرية «مصرع كليوباترة» وتوفيق الحكيم في مسرحيته «أهل الكهف»، وأحمد رامي في «ديوان رامي». وعلى الصعيد الفكاهي في إبداعاته له «فكرة فابتسامة»، ومن مقالاته الأثيرة إلى نفسه «خرج ولم يعد»، و«الحكاية وما فيها»، و«سبعة في قارب».

وتعرض في كتابه «عصر الأحباب» للحديث عن رباعيات صلاح جاهين، وعن جدلية الثبات والحركة الاجتماعيين في أدب نجيب محفوظ، وسخرية الناي عند محمود طاهر لاشين، وعذراء دنشواي لمحمود طاهر حقي، وعن قصة حب الكاتب المسرحي عباس علام ويقول عن هؤلاء إنهم من أهل بيته الذي لم يسكنوه إلا أنه أحبهم واحداً واحداً، وجذبه الإنسان فيهم قبل الفنان، وإنه لم يتحدث عنهم حديث الناقد بل حديث الصديق، وقد وفى لبعضهم بحق كان منسياً، وتمسَّح بأردانهم ليشم «عطر الأحباب».

عيسى فتوح 

مراجع للاستزادة:

 

ـ روبرت كامبل، أعلام الأدب العربي المعاصر (سير وسير ذاتية) (مركز الدراسات للعالم العربي المعاصر، جامعة القديس يوسف، بيروت 1996).

ـ عيسى فتوح، «يحيى حقي رائد القصة العربية القصيرة»، مجلة بناة الأجيال (رقم 121، دمشق 1991).

 

 

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 423
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 45612310
اليوم : 12993

المرورية (التربية-)

المرورية (التربية ـ)   التربية المرورية traffic education نهج تربوي لتكوين الوعي المروري من خلال تزويد الفرد بالمعارف والمهارات والاتجاهات التي تنظم سلوكه المروري، وتمكّنه من التقيد بالقوانين والأنظمة والتقاليد المرورية، بما يسهم في حماية نفسه والآخرين من الأخطار. تهدف التربية المرورية إلى مساعدة الأفراد على الشعور بالثقة والطمأنينة في التعامل مع وسائل النقل والمواصلات، وهي تنطلق من ضرورة تطوير المواقف والسلوكات والمفاهيم التي اعتادها هؤلاء الأفراد إزاء أنظمة المرور وآدابه، ليس على أساس الخوف من العقاب القانوني، وإنما بإدراكها وتفهمها والانصياع الذاتي لها واحترامها، بما في ذلك المحافظة على البيئة ومصادرها، وحسن التعامل مع العجزة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وإتباع الأعراف المتعلقة بالإيثار وآداب الطريق. ولاسيما أن الدراسات أكدت أن الحوادث المرورية سبب أساسي للوفاة في الدول النامية، في حين حرصت الدول الصناعية المتقدمة على قيامها بدراسات تناولت فيها المشكلة المرورية وآثارها ودمجها في التربية.
المزيد »