logo

logo

logo

logo

logo

البستنة التزيينية

بستنه تزيينيه

Ornamental horticulture - Horticulture ornementale

البستنة التزيينية

 

تختص البستنة التزيينية Ornamental Horticulture بدراسة البستنة الزهرية وتنسيق الحدائق والباقات الزهرية ومشاتل إنتاجها.

بدأت البستنة التزيينية في التاريخ القديم هواية للأغنياء من أطباء ومحامين ورجال سياسة  فكانوا يجمعون النباتات النادرة ليعرضوها في حدائقهم للمفاخرة بها.

وقد تطورت البستنة التزيينية كثيراً في التاريخ الحديث في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فأنشئت المعاهد العلمية لدراسة النباتات وتصدت مراكز البحوث والجامعات لجميع العقبات التي تؤثر في إنتاج بعض النباتات، وتوصل البحث العلمي إلى إنتاج البذور الهجينة وأصناف كثيرة وإلى تطوير التقانات البيئية والغذائية لخدمة هذه البحوث. واهتمت بعض الدول أكثر من غيرها في إنتاج النباتات التزيينية مثل هولندة وبريطانية وفرنسة. وبدأ بعض أقطار الوطن العربي يهتم بإنتاج بعض النباتات التي تتلاءم مع شروطها المناخية، فجمهورية مصر العربية تصدّر الأزهار المقطوفة لنبات عصفور الجنة Strelitzia reginae إلى أوربة، وجمهورية لبنان تصدر نباتات المساكن Houseplants وبعض الأزهار المقطوفة إلى بعض الأقطار العربية. وأنشأت المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الكثير من المنشآت المحمية لتربية نباتات المساكن وإنتاج أزهار القطف. أما في سورية صدر مرسوم جمهوري يقضي بمنع استيراد النباتات التزيينية، وبذلك صارت مسؤولية الإشراف على إنتاج هذه النباتات وتسويقها محصورة بالأطر الفنية الزراعية المختلفة، و تشهد سورية اليوم تطوراً ملموساً من حيث كمية الإنتاج ونوعيته ويتوقع في المستقبل القريب أن تسد حاجة بعض الأسواق العربية المجاورة من النباتات التزيينية المختلفة ومن الأزهار المقطوفة.

لابد من الإشارة هنا إلى وجود مصادر وراثية نباتية في البيئة المحلية الطبيعية في المنطقة العربية مثل الورد الدمشقي Rosa damasena Mill في سورية، والريحان Ocimum basilicum في سورية ولبنان، والفل Jasminum sambac arabic والياسمين الأبيض Jasminum grandiflorium في مصر وسورية، ونباتات كثيرة أخرى موزعة في جميع أرجاء الوطن العربي، وقد تضمن برنامج الآفاق المستقبلية ما يأتي: التوسع بزراعة النباتات التزيينية المحلية والتركيز على دراستها وتحسينها وراثياً للإفادة من محتوى أزهارها من الزيوت العطرية الغالية من جهة، وإنتاج النباتات التزيينية الملائمة للشروط البيئية المحددة في الوطن العربي من جهة ثانية.

أقسام البستنة التزيينية

وتشمل البستنة الزهرية وأزهار الحدائق والنباتات الصبارية والعصارية والنباتات المائية ونباتات المساكن والنباتات العطرية والأشجار التزيينية.

1ـ البستنة الزهرية: تختص بإنتاج النباتات التزيينية والزهرية في شروط الزراعة المحمية، أو في الحقول المكشوفة وتسويقها تجارياً، وتشمل زراعة نباتات أزهار القطف، أزهار الأصص وأزهار الأحواض الأرضية.

آـ نباتات أزهار القطف Plant for cut flower نباتات مهمة اقتصادياً وتكون عشبية، أو بصلية، أو شجيرية، تنتج أزهاراً تمتاز بجمال شكلها ولونها ورائحتها، وتُحمل على ساق مستقيمة ومنتصبة، تقطف وتسوّق لاستخدامها في تنسيق الباقات الزهرية. تزرع في الحقول أو في الدفيئات اللدائنية المكيفة إذ يمكن التحكم في وقت إزهارها بضبط  درجات الحرارة والتحكم في المدد الضوئية لكل مرحلة من مراحل نمو النبات، مما يسهم في تسويق الإنتاج في المدة التي تتحقق فيها الريعية الاقتصادية العظمى أو تشمل هذه النباتات المجموعات الآتية:

(1) الأعشاب المعمرة: القرنفل Dianthus spp  (الشكل 1) ـ الغريب Chrysanthemum northen lights (الشكل 2) ـ الجيربيرة Gerbera splendid super  وغيرها.

(2) نباتات الأبصال: زنبق السيف Gladiolus hybrida ـ التوليب Tulipa hybrida  ـ زنبق النهار الطويل Lilium SPP  ـ زهر النرجس Pseudo narcissus spp (يزرع في الدفيئات اللدائنية) ـ الزنبق البلدي Polianthes tuberose (يزرع في الحقول المكشوفة صيفاً).

(3) شجيرات الورد: يضم الجنس Rosa أنواعاً كثيرة، تزرع في الحقول المكشوفة، أو في الزراعة المحمية لأغراض القطف التزييني.

تلي هذه المجموعات النباتية بالأهمية نباتات المنثور Mathiola incana (عشبي حولي) وفم السمكة أو حنك السبع Antirrhinum majus (عشبي حولي)، والأضاليا Dahlia hybrida (الشكل3) (درني حولي) وعش الدبور Limonum sinuatum (عشبي حولي) وعصفور الجنة (ريزومي معمر) والجبسوفيلا Gypsophila spp (الشكل4) (عشبي حولي أو معمر) وغيرها.

ب ـ نباتات الأصص المزهرة: تتكاثر هذه النباتات في الأصص الفخارية واللدائنية باستعمال البذور أو الأبصال أو الأجزاء الخضرية في شروط الدفيئات اللدائنية المكيفة ضوئياً وحرارياً إذ تقسر على الإزهار في مواسم تزايد الطلب عليها. فعلى سبيل المثال تُنتج نباتات نجمة الميلاد أو بنت القنصل Euphorbia pulchirima وبخور مريم Cyclamen grandia والكالانشوا أو الألماسة Kalanchoe blossfeldiana وتُسَوّق في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، في حين تنتج وتسوق في عيد الأم (آذار) وعيد العمال (أيار) نباتات: البنفسج الإفريقي Santipaula ionantha وحقائب السيدة Calceolaria multiflora والسنانيرSenecio cruentus  والبيتونيا Petunia hybrida والبلسم Impatiens SPP وزهر الجميل Fuchsia triphylla. ويكون الإزهار وقسره في بعض النباتات المذكورة بالتحكم في تعاقب مدد الإضاءة مع مدد الظلام. فعلى سبيل المثال يمكن قسر نباتات نجمة الميلاد والألماسة والبنفسج الإفريقي على الإزهار بتعريضها إلى نحو 21 دورة من دورات النهار القصير (مدة الإضاءة في كل دورة بين 8 و10 ساعات تعقبها مدة ظلام بين 14و16 ساعة) وبالمقابل يمكن قسر الإزهار في نباتات زهر الجميل بتعريضه إلى نحو 18 دورة من دورات النهار الطويل (فترة الإضاءة في كل دورة بين 15 و16 ساعة تعقبها مدة ظلام بين 8 و9 ساعات). أما نبات بخور مريم فيُقسر على الإزهار بتعريضه إلى شدة ضوئية مرتفعة، ودرجات حرارة منخفضة نسبياً تراوح بين 12 و15 درجة مئوية.

ج ـ نباتات الأحواض الزهرية: نباتات عشبية Herbaceous plants تتكاثر بالبذور أو بالعقل الغضة وتزرع في الحدائق ضمن أحواض مختلفة المساحة والشكل لإضفاء ألوان زهرية جميلة عليها. يمكن تقسيمها إلى:

ـ أعشاب حولية مزهرة تكون إمّا حوليات صيفية تزرع في الربيع وتزهر في الصيف وتنتهي دورة حياتها في الخريف، منها: عرف الديك Celosia cristata والقطيفةRose d’inde Tagets erecta  والزينيا Zinnia elegans (الشكل 5) وغيرها، وإمّا حوليات شتوية تزرع في الخريف وتزهر في الشتاء والربيع، وتنتهي دورة حياتها في أواخر الربيع، منها: المنثور Mathiola incana (giroflée) والأقحوان Calendula officinalis والهرجاء Viola tricolor وغيرها.

ـ أعشاب معمرة مزهرة، وتبقى في مكان زراعتها عدة سنوات وتجدّد الإزهار في فصل معين من العام، أو تعطي أزهارها في عروات متواترة، منها: البنفسج Viola odorata وإبرة الراعي Geranium robertianum وأنواع الخبيزة التزيينية Geranium spp وغيرها.

 

2

ـ أزهار الحدائق: تستعمل هذه النباتات المزهرة في تنسيق الحدائق من أجل التزيين الجمالي المزهر والورقي، لتضفي على المواقع التي تغطيها الفرحة والبهجة بأزاهيرها الزاهية والمتعددة الألوان، فمثلاً تتمتع الأعشاب الحولية المزهرة بمكانة مرموقة في تنسيق الحدائق لقلة كلفتها والتباين في علوها وكثافة الأزهار على النبات الواحد وبتنوع أشكال الأزهار وألوانها ولبعضها روائح عطرية محببة. كما تعد النباتات العشبية المعمرة المزهرة من المصادر المهمة للأزهار في الحدائق. ويمكن أيضاً زراعة الكثير من نباتات الأبصال المزهرة ضمن أحواض خاصة في الحدائق لتعطي أزهاراً جميلة بألوان متباينة، ويمكن أن توفر التعاقب الزهري في الحديقة على مدار العام، وتقسم الأبصال إلى أبصال شتوية تزرع في أيلول وتزهر في فصلي الشتاء والربيع ومنها التوليب Sativus Tulipa spp  والنرجس Narcissus SP والسوسن Iris spp (الشكل 6) وشقائق النعمان Anemone  spp وغيرها، وإلى أبصال صيفية تزرع في شباط وآذار وتزهر في أشهر الصيف والخريف ومنها زنبق القناصل (الأضاليا)  Dahlia spp وزنبق العروس Polianthus tuberosa وغيرها.

ويمكن الحصول على أزهار في الحدائق من الشجيرات المزهرة المنتصبة مثل الورد Roses spp (الشكل7) ورمان الزهور Punica granatum والدفلة Nerium oleander وبامياء الزهور Hibiscus syriacus وغيرها، كما توجد الشجيرات المزهرة المتسلقة التي تصلح لتغطية الأقواس فوق مقاعد الجلوس وأيضاً للتسلق على جدران المباني ضمن الحدائق أو على الأسوار المعدنية الخارجية للحدائق ومنها: زهر كلثوم Lantana camara والجهنمية Bougainvillea spectabilis والياسمين الأبيض (البلدي) Jasminum grandiflorum وزهرة الساعة Passiflora violacea. وورد دمشق Rosa damascaena (الشكل 8) وغيرها.

3ـ النباتات الصبارية والعصارية: تمثل النباتات الصبارية والعصارية مجموعات من النباتات التزيينية الجمالية والمزهرة والتي تحولت أوراقها إلى أشواك لتقلل من عملية النتح ولتقاوم الجفاف وندرة المياه وقسوة الصحاري. كما تتصف بوجود الأوبار الكثيفة عليها والتغطية الشمعية فوق الثغور، أما السوق فقد تضخمت وسمكت وادخرت في جوفها الغذاء والماء الذي يصل إلى نحو 95% من تركيب النبات الذي يستعمله في عطشه وجفافه التدريجي ويضمن استمرار حياته (الشكل 9).

تعد إفريقية الموطن الأصلي لمعظم هذه النباتات، وتختلف أشكال هذه النباتات ووظائف أعضائها بحسب مناطق انتشارها، ومن أهم النباتات الصبارية والعصارية الشائعة الانتشار: صبر نجم الشيخ Astrophytum senile وصبر النبي يحيى والشمعدان Euphorbia spp والصبر الملتحم وقلنسوة اللهب وإبرة آدم وغيرها. وهي نباتات حساسة لزيادة الرطوبة في التربة وتحتاج إلى ترب خفيفة ومفككة جيدة الصرف للماء وتؤدي زيادة المياه حول جذورها إلى التعفن وانتشار أمراض الذبول عليها.

يمكن تربية هذه النباتات في الأصص أو في الأرض الدائمة وفي تنسيق الحدائق الصخرية Rock gardens.

4ـ النباتات المائية: نباتات تزيينية تعيش في الماء، يسمى بعضها مجموعة النباتات المائية الغاطسة أو النباتات المغمورة بالماء، ويسميها بعضهم بالنباتات المائية الطافية التي تنمو في الماء، وتمتد إلى الأعلى لتطفو أوراقها وزهورها فوق سطح الماء. وتوجد مجموعة أخرى من النباتات تعيش بالقرب من المياه وعلى جوانب الأنهار والبحيرات وتسمى بالنباتات شبه المائية، وأهمها نبات البردي (المظلة) Cyperus apyrus الذي استخدمه قدماء المصريين في الكتابة. وينتج معظم النباتات المائية أزهاراً جميلة تتباين في أشكالها وألوانها مشكلة مادة أساسية في تنسيق الحدائق المائية Water gardens. من أهم النباتات الشائعة في تنسيق الحدائق المائية: عروس النيل Nymphaea alba وأوراقها خضر قرصية كبيرة وأزهارها تخرج طافية منتصبة فوق الماء لونها أبيض إلى أبيض مصفر، وزهر النيل (اللوتس) Nymphaea alba-lotus تطفو أوراقه الخضر على سطح الماء، وكذلك أزهاره الرائعة الجمال فمنها الأزرق والأبيض والأحمر.

تتكاثر النباتات المائية بالريزومات والجذامير والعقل الغضة والبذور، وتحتاج إلى ترب عميقة وخصبة في قاع البحيرات أو في التجمعات المائية. وتزرع  في الماء بإلقاء البذور أو الأجزاء الخضرية، فتصل إلى القاع، وتتوطد في التربة، وتنمو باتجاه سطح الماء.

5ـ نباتات المساكن: تتصف هذه النباتات بمواصفات جمالية ورقية أو زهرية تضفي على الحياة المنزلية روعة التزيين النباتي والبهجة وتهدئة النفس والأعصاب، وتولِّد عند الأطفال حب النباتات ورعايتها وحب الطبيعة.

 

 

تمثل نباتات المساكن مجموعة النباتات التي تتطلب ظلاً مناسباً يختلف بحسب طبيعة النبات، فمنها ما يحتاج إلى ظلّ شديد ومنها ما يتحمل بضع ساعات صباحية من أشعة الشمس غير المباشرة، وهذه النباتات حساسة لانخفاض درجات الحرارة دون 10مْ  وينحصر موطنها الأصلي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية, ومن ثم فهي تتطلب رطوبة جوية حول مجموعتها الخضرية، وتوفر المساكن بيئة اصطناعية لنموها حيث تزرع في أصص خاصة تحوي وسطاً زراعياً خفيفاً يدخل الخث (الدبال) Peat-moss في تركيبه بنسبة لا تقل عن 50%، كما يجب نقل النباتات إلى أصص أكبر حجماً كل سنة أو كل سنتين على الأقل.

تضم نباتات الظل مجموعات غنية من النباتات المتنوعة في أحجامها وأطوالها وأشكالها، ويمكن تقسيمها إلى نباتات ورقية Foliage house plants ونباتات مزهرة Flowering house plants، ويعد الجمال الخضري الأساس في تنسيق هذه النباتات، وأما الجمال الزهري فهو موسمي، ومن أهم نباتات المساكن المزهرة: زهر الشماءAechmea fasiata (الشكل 10) وزهر السلطان Gloxinia speciosa وغيرها، أما مجموعة النباتات الورقية فتستخدم في التنسيق الداخلي، مثل: حب السلطان (الكروتون) Codiaeum spp والبيغونيا Begonia spp (الشكل11) والدفنباخيا Diffenbachia spp (الشكل12) وقلب عبد الوهاب Philodendron scandens والقفص الصدري Monstera deliciosa (الشكل13). توزع النباتات الورقية والزهرية في غرف الجلوس والاستقبال وفي المكاتب حيث يمكن توفير الشروط الملائمة لها من ضوء وحرارة ورطوبة جوية، أما النباتات المزهرة المقاومة للشروط الخارجية من المسكن فتوضع في صناديق خشبية مع أصصها بجوار النوافذ وتسمى بحدائق النوافذ Window gardens.

6ـ النباتات العطرية: تحتوي هذه النباتات في أوراقها أو أزهارها أو في كليهما معاً على زيوت عطرية طيارة، وقد يبدو بعضها غير عطري ولكن عند فرك أوراقها باليد يتحرر الزيت العطري من الغدد المفرزة أو من الخلايا الحاوية عليه كأوراق نبات الريحان وأوراق شجرة الفلفل المستحي (الكاذب) ويمكن في بعض النباتات العطرية الأخرى أن ترشح زيوتها العطرية من أوراقها من غير فرك مثل أوراق العطرة والمليسة والنعناع الأخضر، كما يمكن في نباتات أخرى أن ينتشر عطر الأوراق والأزهار عند تعريضها للشمس مثل نبات البابونج العطري وغيره.

تعد النباتات العطرية أساسية  في إنتاج العطور واستخراج المكونات الخاصة بها صناعياً ويمكن الاستعانة بمعظم النباتات العطرية في تعطير الأدوية والأغذية، إضافة إلى فوائدها الطبية، وتزرع نباتاتها في الأصص أو في الأرض الدائمة بوساطة البذور أو العقل الخضرية بحسب طبيعة النبات.

7ـ الأشجار التزيينية: تستعمل في تنسيق حدائق المدن وساحاتها وطرقاتها، وتعمل على تقليل الضوضاء، وتنقية الجو وتوفير الظل وكسر حدة الرياح إضافة إلى فوائدها الاقتصادية في الزراعة والصناعة والطب. وتضم أشجار الزينة عامةً الأشجار المستديمة الخضرة والأشجار المتساقطة الأوراق. ومن أهم الأشجار المستديمة: نخيل الزينة والفلفل الكاذب، والمغنوليا الكبيرة Magnolia grandiflora والليلك السوري Syringa vulgaris والوثاقية اللامعة Ligustrum lucidum وأشجار المخروطيات Conifers مثل أنواع السرو Cupressus spp وأنواع الصنوبر Pinus spp. والعفص الشرقي Thuya orientalis وغيرها.

تعيش أشجار نخيل الزينة في المناطق الاستوائية، وشبه الاستوائية ويمكن بسهولة نقل أشجارها الكبيرة من مكان إلى آخر لقدرتها الكبيرة على تجديد جذورها. وهي أشجار شامخة ساقها طويلة ومستقيمة وغير متفرعة، تنتهي بتاج مكوّن إما من أوراق ريشية التعريق Feather-veined palm مثل نخيل البلح Phoenix dactylifera ونخيل جوز الهند Cocos nucifera وغيرها، وإما من أوراق مروحية التعريق Fan veined palm مثل النخيل المروحي Washingtonia filifera وغيرها. أما الأشجار التزيينية المتساقطة الأوراق فتزرع مع الأشجار الدائمة الخضرة أو بجانبها لتعطي تضاداً مقبولاً، وأهمها: الصفصاف المستحيSalix babylonica والدردار Fraxinus excelsior والزنزلخت Melia azadaracht والسنط العربي Acacia arabica وغيرها.

مشتل نباتات الزينة

هو مكان معدّ لتكاثر النباتات التزيينية المختلفة، وتربيتها على نطاق واسع، وتبقى النباتات فيه حتى تصبح صالحة للتسويق أو للزراعة في المكان الدائم. تقسم المشاتل إلى ثلاثة أنواع: فهي إما أن تكون مشاتل خاصة تلحق بكل منها حديقة مخصصة لتزويد المشتل بما يحتاج إليه من النباتات المختلفة، وإما أن تكون مشاتل عامة تتبع المؤسسات الزراعية الكبيرة أو المصالح الحكومية والبلديات، وإما أن تكون مشاتل تجارية خاصة يملكها الأفراد في المدن الكبيرة وضواحيها، وتعمل على إنتاج نباتات الزينة والاتجار بها.

وينبغي عند إنشاء مشتل نباتات الزينة أن يراعى بعض النقاط المهمة والأساسية مثل: سهولة الوصول إليه لنقل منتجاته وتصريفها بلا صعوبة، وأن تكون تربته خصبة وجيدة الصرف المائي، وأن يكون فيه مصدر دائم للمياه، وأن يكون محمياً من الرياح الشديدة. كما يراعى تخطيط الممرات الضرورية وتحديد المنشآت وتخصيص مواقع لمراقد الإكثار والدفيئات الزجاجية أو اللدائنية لإنتاج بعض أزهار القطف أو لحماية النباتات الحساسة من خطر الصقيعين الشتوي والربيعي ومن شدة الإضاءة والحرارة المرتفعة صيفاً.

يحتوي المشتل على قسمين رئيسيين هما: قسم الإكثار ويخصص للتكاثر البذري والخضري، وقسم التربية الذي يقسم إلى قسمين أحدهما يخصص لتنمية غراس الأشجار والشجيرات المتساقطة الأوراق، التي يمكن أن تزرع ضمن مساكب في الأرض، ويخصص الآخر لتنمية غراس الأشجار والشجيرات الدائمة الخضرة حيث تزرع غراسها في الأصص أو في الأكياس اللدائنية السوداء، كما تزرع بذور الأعشاب الحولية المزهرة والعقل الساقية لمعظم نباتات الأسيجة والمتسلقات، وذلك في مراقد إسمنتية مكشوفة تحوي خلطة مؤلفة من ثلث تربة عادية وثلث رمل مزار وثلث سماد عضوي متخمر. كما أنه لابد بعد نقل الشتول أو العقل منه من تعقيم تربته للتخلص من الفطريات والكائنات الضارة وتُعقّم إما ببخار الماء مدة 20 دقيقة وإما باستخدام المعقمات الكيمياوية مثل الفورمالدهيد أو بروميد الميثيل. أما بذور الصباريات وعقل نباتات المساكن وما شابهها فتزرع في مراقد معدنية أو لدائنية يمكن التحكم في درجات حرارة وسط الإكثار فيها بوساطة أسلاك كهربائية أو أنابيب للماء الساخن تمدد في قاع المرقد، كما أنها تكون مزودة بوحدة إكثار ضبابي للتحكم في الرطوبة الجوية والأرضية في المرقد، وذلك بحسب المتطلبات البيئية لكل نبات والتي ينبغي توفيرها له بدقة متناهية. وتتألف أوساط الإكثار الملائمة في هذه المراقد من خلطات من الخث (الدبال) والبرليت والرمل بنسب مختلفة لتوفر الخلطة المتطلبات الفيزيائية اللازمة لإكثار ناجح والاحتفاظ بالرطوبة وتوفير التهوية والحرارة اللازمتين. وتُبدّل الخلطة بأخرى معقمة فور الانتهاء من الإكثار وقبل البدء بزراعة عقل أو بذور جديدة.

 

نبيل البطل

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ نبيل البطل، نباتات الزينة (مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، جامعة دمشق 1994).

- GRAY L.Mc DANIEL, Ornamenta; Horticulture (Reston Publishing  Company, Virginia 1979).

- P.V.NELSON, Green Houses Operations and Managements (Reston Publishing  Company, Virginia 1985).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 100
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 572
الكل : 29608781
اليوم : 63697

الاتجاهات

الاتجاهات   تستعمل كلمة الاتجاه لأكثر من معنى في مجالات العلم والحياة اليومية، ومثال ذلك استعمال الكلمة في الدلالة على وجهة الرياح أو الطائرة، ووجهة الارتفاع أو الانخفاض في الدراسة العلمية لسعر عملة ما، والمنحى الذي تأخذه الدولة في مواجهة أمر عام يتصل بسياستها الداخلية أو الخارجية. أما في علم النفس فيعبر الاتجاه attitude عن حالة نفسية، وله مكوناته ووظائفه وخصائصه، ويعد من أهم جوانب الشخصية. وتقع دراسة الاتجاهات، موضوع هذا البحث، في مقدمة موضوعات علم النفس الاجتماعي. ثم إن كثرة الاتجاهات لدى الفرد، والترابط القائم بينهما، يعدان معاً المسوغ الرئيس في إيثار الكثير من البحوث النفسية المعنية بالاتجاه اعتماد لغة الجمع، أي الاتجاهات، في الدراسة. وفي اللغة العربية يصادف القارئ أحياناً مصطلح «الموقف» وقد استعمل في التعبير عن الاتجاه في دراسة ما نفسية أو تربوية.
المزيد »