logo

logo

logo

logo

logo

بلغارية(فنون-)

بلغاريه(فنون)

Bulgaria - Bulgarie

 

العمارة والفن في بلغارية

 

الكشف الأثري

تعود أقدم الآثار المعروفة في بلغارية إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وهي أدوات فخارية ومعدنية، وكنز بانا غيورشته Panagiurichte  الموجود اليوم في متحف مدينة بلوفديف (المدينة التي كان قد بناها فيليب الثاني المقدوني في القرن الرابع ق.م وأسماها فيليبوبوليس). يتألف الكنز المذكور من صحائف وأوان من الذهب للطعام والشراب مشَكّلة على هيئات آدمية أو حيوانية. كما أن أقدم الآثار المعروفة في مجال العمارة تعود إلى الحقبة نفسها، أي القرن الرابع ق.م وأهمها مقبرة كزنلك Kazanlak، وتحتوي على تصاوير جدارية لا تزال بحالة جيدة، وتمثل مشاهد من حياة أحد القادة التراقيين. وفي مجال تخطيط المدن، أظهرت الحفريات أن المدن اليونانية التي بنيت على ساحل البحر الأسود تعود إلى القرن الرابع ق.م أيضاً، ومنها أودسوس Odessos (فارنة اليوم) ومسيمفريا Messemvria (نسيبر اليوم)، أما المدن الرومانية التي بنيت على حوض نهر الدانوب فتعود إلى القرن الأول الميلادي، ومنها مدينة أوغوستا تراجانا Augusta Trajana  (ستارازاغورا اليوم)، وفي الحقبة نفسها بنيت مدينة صوفية العاصمة على نهر مارتسا وكان اسمها قديماً سردكا Serdica.

العمارة

بدأت المباني المسيحية تظهر في بلغارية منذ زمن الامبراطور البيزنطي قسطنطين الكبير (280- 337م)، وكانت على الطراز البازليكي اليوناني، مثل كنيسة القديس جاورجيوس في صوفية التي تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وكنيسة القديسة صوفية في صوفية التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، والكنيسة الحمراء في منطقة بيروشتتسا Peruchtitsa. وقد بنيت تلك الكنائس بطريقة المداميك الحجرية والآجرية المتعاقبة.

وتعود القلاع في بلغارية إلى حقبة الامبراطورية البلغارية الأولى (من القرن التاسع الميلادي إلى الحادي عشر)، كقلعة بليسكا مقر الأمير بوريس، وقلعة بريسلاف التي كانت عاصمة الملك سيميون، وتحتوي هذه القلعة على كنيسة مستديرة الشكل، وأخرى بازليكية مزينة من الداخل بزخارف من الفسيفساء المموه بالميناء والمطعم بالرخام على النمط الفارسي الساساني.

وفي الحقبة البيزنطية في بلغارية (1018- 1185) اختلف نمط بناء الكنائس بين البازليكي والمتصالب؛ ومن الكنائس القائمة اليوم كنيسة باتلينا قرب مدينة بريسلاف، وهي كنيسة مزينة من الداخل بالفسيفساء والفرسك على الطريقة البيزنطية، والكنيسة القديمة في دير باتشكوفو Batchkovo.

وفي الحقبة العثمانية في بلغارية (من أواخر القرن الرابع عشر إلى أواخر القرن التاسع عشر) بنيت مساجد عدة في مناطق مختلفة من البلاد ومنها مسجد صوفية ومسجد بلوفديف، كما شيدت أسواق تجارية وخانات؛ وأما منازل تلك الحقبة فكان أفخمها منازل الإقطاعيين والتجار، ويتألف الواحد منها من فسحة سماوية من حولها غرف طابقية، وقد اعتُمد الحجر واللبن في بناء تلك المنازل إلى جانب الخشب الذي استخدم بوفرة في الدعامات وفي زخرفة السقوف والجدران الداخلية والخارجية، ليشكَّل منه منحوتات زخرفية تؤطر مساحات مطلية بملاط كلسي صورت عليها زخارف هندسية ونباتية ومشاهد بيئية (تشبه تزيينات بيوت دمشق القديمة إبان الحكم العثماني)، ويستمر هذا النمط من العمارة في بلغارية في مرحلة اليقظة القومية التي لاحت طلائعها في القرن الثامن عشر في أثناء الحكم العثماني، كما ظهر في هذه المرحلة مزيد من البذخ في العناصر الزخرفية وفي التزيينات الخشبية والجدارية في البيوت والمباني العامة. ومن نماذج العمارة في الحقبة العثمانية ما يشاهد في أحياء مدينة بلوفديف القديمة وفي مدينة كوبريفشتتسا Kouprivchtitsa التي أمكن المحافظة على ما فيها وصيانته حتى أطلق عليها اسم المدينة المتحف.

وفي الحقبة المعاصرة أي بعد استقلال البلاد وتحررها من الحكم العثماني في أواخر القرن التاسع عشر أخذ فن العمارة في بلغارية منحى جديداً متماشياً مع التيارات الفنية السائدة في أوربة وهي الاتباعية المحدثة والباروك، وقد اتُبع هذا المنحى في الكنائس الجديدة التي بنيت آنذاك، ومثال ذلك كنيسة ألكسندر نيفسكي في صوفية، وإعادة إعمار دير القديس يوحنا في ريلا وترميمه، والأبنية العامة في صوفية مثل مبنى المجلس النيابي وأمامه نصب الملك المنقذ، وجامعة صوفية وأكاديمية العلوم وأكاديمية الفنون الجميلة والمسرح القومي وجسر الصقور، وكذلك القصور البرجوازية التي أصبحت فيما بعد سفارات للدول الأجنبية المعتمدة في البلاد.

تصاعدت حركة البناء في البلاد منذ ستينيات القرن العشرين، وتبنى المعماريون الأساليب المعاصرة في العمارة الأوربية، والمواد الحديثة المستعملة فيها، ومثال ذلك قصر الثقافة في صوفية والفنادق السياحية في المدن الكبرى وفي منتجعات شواطئ البحر الأسود.

التصوير والحفر والنحت

انتشر التصوير الجداري انتشاراً واسعاً في كنائس بلغارية في العصر الوسيط الأوربي، ومثال ذلك جداريات الكنيسة القديمة في دير باتشكوفو (القرن الثاني عشر الميلادي)، وجداريات كنيسة بويانا في ضواحي صوفية (القرن الثالث عشر الميلادي) التي يعدها مؤرخو الفن نموذجاً فريداً في التصوير البيزنطي لأن الفنان الذي أنجزها قد اقترب من الواقع فتخطى بذلك صرامة الأسلوب البيزنطي وخرج عنه. رافق فن تصوير الأيقونات فن التصوير الجداري في بلغارية، فكانت هناك ورشات لصناعة الأيقونة إلى جانب ورشات الخطاطين والمنمقين، فثمة أيقونات بلغارية ومخطوطات تعود في قدمها إلى القرن الثالث عشر، جمعت في متاحف متخصصة، ولم ينقطع إنتاج هذين الفنّين في بلغارية حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر حين بدأ المصورون يتناولون الموضوعات البيئية والصور الشخصية إلى جانب الأيقونات؛ من هؤلاء المصورين زاخاري زُغراف (1810- 1853) وأولئك الذين سافروا إلى البلاد الأجنبية للاطلاع والدراسة مثل نيقولاي بافلوفتش (1835- 1894) الذي تسمّت أكاديمية الفنون الجميلة في صوفية باسمه.

يبدأ الاتجاه الحديث في التصوير في بلغارية في النصف الأول من القرن العشرين، على يد إيفان ميليف وفلاديمير ديمتروف مايستورا، وبعد الثورة الاشتراكية في بلغارية توجه الفنانون نحو الواقعية المعبرة عن موضوعات النضال والبناء الاشتراكي والعمال والفلاحين، ومن الفنانين الرواد: إيليا بتروف[ر] وديتشكو أوزونوف وألكسندر جندوف، ومن الشباب: سفيتلين روسيف وستيفان غاتسيف وإيفان كيركوف وبيسيرا براخوفا ورومين غاشاروف.

وفيما يخص فن الحفر والطباعة فإن بضع مطبوعات من الحفر على الخشب يعود إلى النصف الثاني من القرن السابع عشر، وفي القرن التاسع عشر تزايدت تلك المطبوعات إلى حد كبير، والحال نفسه ينطبق على مطبوعات الحفر على المعدن، وكان معظمها يعالج موضوعات دينية من حياة السيد المسيح والقديسين. وفي منتصف القرن التاسع عشر ظهرت الكتب المطبوعة على الحجر (ليتوغرافية) التي تعالج موضوعات تاريخية وقومية، وتحتوي لوحات تمثل فن الطباعة الحجرية في تلك الآونة وأسلوبه التوضيحي. وبلغ فن الحفر والطباعة في بلغارية مداه بالمعنى المعاصر منذ مطلع القرن العشرين، ومن رواده إيليا بيشكوف وبوريس أنجلوشف. ويعد هذا الفن منذ ما بعد الثورة الاشتراكية في البلاد من دعائم الثقافة البلغارية، وقد كثرت محترفاته وتعددت أساليبه، واختبر الفنانون أنواع الحفر المختلفة بتقنيات تقليدية ومعاصرة؛ ومن هؤلاء الفنانين فاسيل زاخارييف وفيسيلين ستايكوف وإفتيم توموف وأناستاسيا بانايوتوفا وبيتر تشوخوفسكي ومانا بربوروفا وليوبن ريمانوف.

يعود فن النحت في بلغارية في أقدم نماذجه إلى العصر الوسيط، فالنحت الزخرفي على الخشب كان يزين كنائس القرون الوسطى. وفي الحقبة العثمانية كان النحت الزخرفي على الخشب يزين أسقف البيوت وجدرانها.

أما النحت الحديث في بلغارية فيعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويتجلى في المنحوتات التي تزين واجهات المنشآت المعمارية كالمسرح القومي في صوفية ونصب فاسيل ليفسكي التذكاري. ومن رواد فن النحت في القرن العشرين أندريه نيقولوف الذي اشتهر بنحت الوجوه في المرمر، وإيفان لازاروف الذي اشتهر بمنحوتاته ذات الموضوعات الإنسانية على الحجر. وقد انتشر فن النحت على نطاق واسع بعد الثورة الاشتراكية في بلغارية، فحفلت ساحات المدن الكبرى بأوابد تحيي ذكرى أحداث التاريخ البلغاري وأبطاله، وتصور نضال الطبقة العاملة.

بدأ النحت الحديث في بلغارية واقعياً تقليدياً واستمر كذلك على الرغم من نزعات التجديد منذ ستينيات القرن الماضي المتأثرة بالتيارات الأوربية المعاصرة، كالتكعيبية والبنائية. ومن الرواد التقليديين: ماركو ماركوف وفاسيل غانيف وستويو تودوروف (أمضى هذا الفنان بضع سنوات في سورية في ستينات القرن العشرين درّس فيها النحت في كلية الفنون الجميلة في دمشق) وإيفان فونيف؛ ومن المجددين ليوبومير دالتشف وليوبومير براخوف وفاسيل رادوسلافوف.

إلياس زيات

 

 

التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 290
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 637
الكل : 31693709
اليوم : 48291

الإنتاج (تجديد-)

الإنتاج (تجديد ـ)   تجديد الإنتاج أو إعادة الإنتاج reproduction تكرار مستمر لعملية الإنتاج. ويؤلف تجديد الإنتاج ضرورة موضوعية لوجود المجتمع البشري وتطوره بصرف النظر عن الطبيعة الاجتماعية لعملية الإنتاج. ويتحدد جوهر تجديد الإنتاج بحسب طبيعة أسلوب الإنتاج السائد في المجتمع الذي يبرز وحدة مكونات الإنتاج الاجتماعي أي القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج.
المزيد »