logo

logo

logo

logo

logo

الثيران (مصارعة-)

ثيران (مصارعه)

Bullfighting - Tauromachie

الثيران (مصارعة ـ)

 

حاول الإنسان القديم صيد الثيران بمطاردتها بوساطة الحصان حتى إنهاكها ومن ثم القبض عليها من قرونها وبطحها أرضاً. وأكدت المنحوتات المرمرية أن بلينو Plino الإيطالي، قبل عهد نيرون، كان أول مصارع للثيران.

 

أقبل الإسبان في البداية على صيد الثيران بداعي المنفعة المادية غير أن حب الإسبان للمغامرة أدى إلى انطلاقة مصارعة الثيران أو (التتوير) Torero ثم تحول بعد ذلك إلى رياضة تزاول في حقل مفتوح، ثم مغلق، وكانت تتم على الحصان وفق قواعد ونظم ثابتة طوال القرون من السادس عشر حتى التاسع عشر. وكان الفارس يهاجم الثور لطعنه بالرمح بقلبه من جهة الظهر وتستمر المحاولة حتى ينسحب الثور من مهاجمة الحصان. أما إذا نجح الثور في بطح الحصان فيترجل الفارس ليقوم بطعن الثور بوساطة سكين طعنات عدة حتى يجهز عليه. وقد منع الملك فيليب الخامس هذه الوحشية وسمح فقط بالصراع على الحصان. واستمر هذا التقليد في البرتغال حتى اليوم. في حين تطور الأمر في إسبانية وصار احترافاً وبطرق متعددة، فتقلص دور الخيال ليتطور دور (الثوّار) المصارع في الميدان. مما أبعد النبالة عن هذه الرياضة فظهر معارضون لها.

ومنذ عام 1927 أصبحت مصارعة الثيران تتم على ثلاث مراحل ثم صارت، اليوم، على أربع مراحل أو محافل.

المرحلة الأولى: يتم فيها إجبار الثور على الجري ومراوغته بالقماشة الحمراء وذلك لمحاولة رصد حركة الثور.

المرحلة الثانية: وهي مرحلة شك الرمح من قبل الخيال في قلب الثور.

المرحلة الثالثة: هي مرحلة قيام المصارع بشك الحراب في قلب الثور راجلاً.

المرحلة الرابعة: مرحلة موت الثور.

وتنفذ هذه المراحل الأربع ضمن تنظيم خاص منذ لحظة دخول الثور إلى الميدان وتوغله فيه وموته وسحبه منه.

في المرحلة الأولى: يدفع الثور للجري في الميدان لمراقبة أسلوب نطحه وسرعته ووضعية أرجله وانعطافاته. ويتم ذلك من قبل مساعدي المصارع الذين يلقبون بالبيونس Peones.

في المرحلة الثانية: يدخل الخيال على حصانه محاولاً غرس الرمح في قلب الثور من جهة الظهر يساعده في ذلك الشكاكون Picadoros الذين يحاولون الحد من مبادرات الثور الهجومية القوية تجاه الحصان، للحفاظ عليه سليماً، إذ يكون محصناً بصفائح جانبية تفتقد إلى الشفقة عند هجوم الثور عليها. وتسمح قواعد اللعبة للخيال بطعن الثور برمحه أربع مرات، وقد يكتفي بطعنتين أو ثلاث إذا نجح في تثبيت حركة الثور والحد من نشاطه.

في المرحلة الثالثة: يقوم المساعدون بغرس الحراب في قلب الثور. وكان ذلك يتم قبل احتراف هذه الرياضة بطريقة الشك الفردي للحربة تلو الأخرى، ويقوم بذلك خدم النبلاء قدر استطاعتهم. ومنذ مطلع القرن الثامن عشر صارت عملية غرس الحراب تتم بشكل مزدوج بكلتا اليدين وفي آن واحد.

المرحلة الرابعة: وهنا يبدأ دور قائد المجموعة الذي يتسلم عتاد القتل ويدخل إلى الميدان ومساعدوه لمحاولة الإجهاز على الثور. وتقسم هذه المرحلة إلى قسمين.

1- مأتم اللوحة الرابعة.

2- مأتم الطعنة: ويبدأ هذا المحفل بقرع الطبول والأبواق إيذاناً بإعطاء إشارة القتل فيتوجه المصارع المسلح بالسيف إلى المنصة الرئيسة لتحية الرئيس والاستئذان منه لبدء المهمة. ثم يتوجه المصارع إلى الثور لبدء المأتم الأول حاملاً السيف القضيبي المؤلف من قطعة قماش حمراء أقصر من القماشة العادية التي يستخدمها الشكاكون والمساعدون في المراحل السابقة. ويوجد في عنق هذه القماشة عروة وقضيب غليظ طوله 65سم مع قبضة حديدية صغيرة. ويستعمل هذا السيف حالياً للدفاع وتجهيز رأس الثور وتحديد تباعد أقدامه وتثبيتها. وهذه اللوحة هي الذروة الحقيقية لهذه الرياضة إذ تُظهر براعة الثَوّار (المصارع) وفنونه بتأجيل المأتم باستعراض مهاراته المشوبة بجنون الحماس. ثم يقوم بالطعن بإحدى الطريقتين:

إما بالخطوة الطبيعية بمواجهة الثور وجهاً لوجه وطعنه، أو بالخطوة الجانبية (الركبية) بمواجهة الثور جلوساً على الركب وظهر الثوّار ملتصق بالمدرجات.

ثم يقوم بالطعن بغرس السيف مستقيماً باتجاه القرنين والانحراف من الجهة العليا واليمنى من قرن الثور وتسمى هذه الطعنة بـ (اسلوكادا) La Eslocada. أما إذا بادر الثور لمهاجمة الثوّار أولاً فإن الثوّار يقوم بطعنه بطريقة التحمل aguantando. وهناك طرق للطعن بمسميات أخرى.

وعلى الرغم من الجرح المميت الذي يصيب الثور جراء غرس السيف القاتل إلا أن الثور لا يسقط أرضاً أحياناً مما يلزم الثوّار باستخدام عملية القتل السريع وذلك بطعنه القفى descabello وتتم من خلف الرأس وقرب بداية القرنين بين الفقرتين الأولى والثانية.

وفي حال سقوط الثور أرضاً من دون أن يفارق الحياة يتولى الواخز puntillero الأمور، فيقوم بطعن الثور إما من خلف رأسه بالمدية، وإما من أمام رأسه باستخدام القوس الفولاذية.

وفي النهاية يسحب الثور الهامد بوساطة ثلاثة بغال إلى خارج الميدان. ويكافئ الجمهور الثوّار لحسن أدائه فيهديه الحافز التقليدي وهو قطع من الثور المهزوم من الأذنين والذيل، ويودع المصارع الميدان بجولة في الساحة محيياً الجماهير كبطل حقيقي.

مروان عرفات، محيي الدين النابلسي

 

 

التصنيف : تربية و علم نفس
النوع : رياضة
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 389
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1105
الكل : 40516335
اليوم : 46150

بوجو (توماس روبير-)

بوجو (توماس روبير ـ) (1784 ـ 1849)   توماس روبير بوجوThomas Robert Bugeaud  ماركيز بيكونيري Piconnerie دوق إيسلي Isly، قائد ومارشال فرنسي. ولد في ليموج وتوفي في باريس. لمع نجمه وهو ضابط شاب في حروب الامبراطورية الأولى، ولاسيما في إسبانية، ثم انحاز عام 1814 إلى الملكيين من آل بوربون[ر] وانتقل إلى صف نابليون في «المئة يوم». ردَّ هجوم النمسويين في سافوا. سميَّ مارشال ميدان وانتخب نائباً عاماً (1831) وكلف بحراسة دوقة بيري (1932) Berry، والقضاء على اضطرابات نيسان (1834)، وهو ما أفقده شعبيته.
المزيد »