logo

logo

logo

logo

logo

الخندق (غزوة-)

خندق (غزوه)

Battle of the trench - Bataille de 'Al-Khandaq' / Bataille de la tranchée

الخندق (غزوة -)

 

 

 

غزوة الخندق موقعة جرت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، وسميت بالخندق لأن المسـلمين حفروا في نحو ستة أيام خندقاً يحميهم. وكان حفر الخندق برأي من سلمان الفارسي[ر] أشار به على رسول الله r؛ إذ قال:«يا رسول الله إنّا كنّا بأرض فارس إذا تخوّفنا الخيل، وإذا حوصرنا خندقنا علينا». وتسمى هذه الغزوة أيضاً غزوة الأحزاب لاجتماع مشركي قريش وغطفان وبني النضير على حرب المسلمين. وفيها نزلت آيات من سورة الأحزاب تصف حال المسلمين [الآيات من 9-27].

كان سبب غزوة الخندق إجلاء بني النضير عن ديارهم؛ فاجتمع نفر من عظمائهم من بينهم سَلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وخرجوا حتى قدموا على قريش وغطفان فدعوهم إلى حرب المسلمين معهم حتى يستأصلوهم؛ فتابعوهم على ذلك وأجمعوا أمرهم على الحرب.

أقبلت قريش ومن تابعهم من أحابيشهم ومن كنانة وأهل تهامة فنزلت بمجتمع الأسيال، وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد حتى نزلوا إلى جانب جبل أحد، فبلغ عدد الأحزاب عشرة آلاف، وكانت قيادتهم جميعاً لأبي سفيان. وخرج رسول الله r في ثلاثة آلاف من المسلمين حتى جعلوا ظهورهم إلى جبل سَلْع، والخندق بينهم وبين القوم. وقد استعمل رسول الله على المدينة ابن أم مكتوم. وقام حيي بن أخطب يحرض بني قريظة في المدينة حتى نقضوا عهدهم مع رسول الله r وانضموا إلى الأحزاب، فصار المسلمون محاصرين من جهات المدينة كلها.

كان المشركون في هذه الغزوة يجيلون خيولهم حول الخندق، ويطيفون به مجتمعين مرة ومتفرقين أخرى، يريدون غرة من المسلمين، وثغرة في الخندق، فوجدوا مكاناً ضيقاً فيه فعبروا منه وبارزوا المسلمين، ثمّ رجع كل فريق إلى معسكره، وأخذوا يتناضحون بالنبل، كلٌّ قد وقف على شفير الخندق من جهته، فأصابت الجراح كلا الفريقين. وقد اقتصرت الغزوة على الحصار والرمي بالنبل دون التشابك بالقتال. وبلغ من المسلمين الجهد والبرد والخوف والجوع ما جعل رسول الله r يشاورهم في مصالحة غطفان على إعطائها ثلث ثمار المدينة، فأبت الأنصار ذلك. وهنا قام نُعيم بن مسعود الأشجعي الذي أسلم سراً دون علم الأحزاب من قريش ويهود يوقع بينهم، ويحرضهم على نقض عهدهم، ويخذّل بينهم ما استطاع حتى فرّق وحدتهم واجتماعهم على ما عزموا عليه.

وبعد حصار اختلف في مدته؛ بعث الله ريحاً تركت المشركين لا تقرّ لهم خيمة ولا قدر. حينئذٍ أرسل رسول الله r حذيفة بن اليمان[ر] يستطلع خبر الأحزاب، فدخل معسكرهم وسمع أبا سفيان ينادي في قريش بالرحيل ويقول: «يا معشر قريش إنكم لستم بدار مقام، لقد هلك الخفّ والحافر، وأجدب الجناب، وأخلفتنا بنو قريظة، ولقد لقينا من الريح ما ترون فارتحلوا فإني مرتحل». فجعل القوم يرحلون، وأقام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد لحماية ظهورهم من الطلب.

كان لنقض بني قريظة عهدهم مع رسول الله أثر؛ فما إن رجع الأحزاب، وعاد الرسولr إلى المدينة حتى أمر المسلمين بغزو بني قريظة[ر]، فسار إليهم وحاصرهم نحو الشهر، حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه.

قُتل في غزوة الخندق ستة من المسلمين منهم سعد بن معاذ[ر] الذي أصابه سهم بجرحٍ فمازال ينزف حتى مات بعد انصراف الأحزاب بنحو من خمسٍ وعشرين ليلة.

بدا واضحاً بعد غزوة الخندق أن هيبة قريش بين القبائل أُصيبت، وأن جهودها العسكرية - ولاسيّما بعد حشد كل هذه القوات - باءت بالإخفاق في القضاء على النبي والدعوة الجديدة. وبذلك انقلبت استراتيجية الرسول r من الدفاع إلى التحدي، وأعلن ذلك مبدءاً بقوله: «الآن نغزوهم ولا يغزونا»، وكان في التهيؤ للذهاب إلى مكة سنة 6هـ من أجل العمرة ما يؤكد ذلك.

مها المبارك 

الموضوعات ذات الصلة:

حذيفة بن اليمان ـ سعد بن معاذ ـ سلمان الفارسي ـ قريظة (بنو ـ). 

مراجع للاستزادة:

ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار سويدان، بيروت).

ـ ابن كثير، السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد(دار المعرفة، بيروت).

ـ الواقدي، المغازي، تحقيق مارسدن جونس (عالم الكتب، بيروت). 


التصنيف : التاريخ
النوع : دين
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 22
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1068
الكل : 40493275
اليوم : 23090

تاركـنغـتون (نيوتن بوث-)

تاركنغتون (نيوتن بوث ـ) (1869ـ 1946)   نيوتن بوث تاركنغتون Newton  Booth  Tarkington روائي ومسرحي أمريكي، ولد وتوفي في مدينة إنديانابوليس في الغرب الأوسط الأمريكي الذي كان مسرحاً لحوادث العديد من كتاباته. درس في جامعات بردو Purdue في إنديانا، وبرنستون Princeton  في نيوجرسي. اهتم بتصوير حياة الطبقة الأمريكية المتوسطة والحياة السياسية، مما أوصله إلى عضوية مجلس نواب ولاية إنديانا.
المزيد »