logo

logo

logo

logo

logo

الخطيب (خالد-)

خطيب (خالد)

Al-Khatib (khaled-) - Al-Khatib (khaled-)

الخطيب (خالد -)

(1317-1352هـ/1899-1933م)

 

خالد بن محمد سليم الخطيب، طبيب جراح، وأديب خطيب وشاعر مجاهد ولد بحي المرابط بمدينة حماة وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارسها، ثم دخل معهد الطب في دمشق وتخرج فيه طبيباً جراحاً، وقد اشتهر وهو على مقاعد الدراسة بالنجابة والذكاء والجرأة وقوة الشخصية.

قارع خالد الخطيب الفرنسيين في أثناء الدراسة الثانوية واعتقل في حماة ثم أفرج عنه، وبعد معركة ميسلون اعتقله الفرنسيون مع عبد الرحمن الشهبندر، وفارس الخوري، ونجيب الريس، وحكم عليهم بالإعدام، ثم أنزلت العقوبة إلى عشرين عاماً وسجنوا في جزيرة أرواد، وظلوا في معتقل أرواد مدة ثمانية عشر شهراً، وبمناسبة عيد فرنسي، أصدر المفوض السامي قراره بالعفو عنهم، فحضر مع زملائه إلى دمشق، ومنع الفرنسيون المظاهرات في أثناء استقبالهم ودخلوا دمشق منفردين، ولما جرى استفتاء لجنة (كين كراين) سنة 1922م قُبض عليه وأودع سجن أرواد مدة سنتين، ثم أطلق سراحه بمناسبة عفو خاص، وخرج وهو أشد أيماناً بعقيدته الوطنية.

وعندما شبت ثورة حماة بقيادة المجاهد فوزي القاوقجي عام 1925م على الفرنسيين اشترك فيها، وتوارى عن الأنظار بعد إخمادها، واشتد نشاط الفرنسيين عليه في كل مكان، ولما رأى أهله استمرار التفتيش عنه، نقله الوجيه المعروف بوفائه وشهامته فريد مرهج إلى مكان أمين، وأوصله إلى مدينة حمص حيث أودعه في بيت أحد أقربائه.

ولخالد الخطيب ديوان شعر مطبوع (صغير) مدرج في فهارس المكتبة الظاهرية بدمشق برقم (ق-396-30) وقد طبعته زوجته على نفقتها بالقدس الشريف. مدح فيه الملك حسين قائد الثورة العربية الكبرى، وفيه قصيدة يرد فيها على الشاعر الكبير أحمد شوقي، والديوان موجود. ومن شعره قصيدة أرسلها من معتقله في جزيرة أرواد إلى عمه أحمد الخطيب يقول فيها:

إن يسجنوا جسمي فنفسي حرة

تأبى الخضوع لعالم الهمجية

ما كان لي ذنب لسجني عندهم

إلا لأني عاشــق الحـرية

توفي والده وهو في منفاه في مدينة عَمَّان فرثاه بقصيدة مؤثرة يقول فيها:

الله في شجني وفي أحزاني

الله في قلبي الكسير العاني

الله في عينٍ تشتت نومها

ودم جرى في المدمع الهتان

ملكت فؤادي لوعة لو لامست

وجه الخضم لشب بالنيران

ويختمها بقوله:

يا أيها الآباء لم يقض الذي

أغنى البنين بثروة العرفان

وكانت ثورة جبل العرب في جنوبي سورية قائمة آنذاك فأوصله فريد مرهج إلى موقع قد انتشرت فيه الثورة، فالتحق خالد الخطيب بثورة جبل العرب، حيث نزل إلى الغوطة مع مجاهدي حمص وحماة، واهتم بمعالجة جميع الجرحى والمرضى بهمة ونشاط في بيئة ملأى بالأمراض والحميات، فخدم الإنسانية والثورة السورية أجل خدمة.

اشتهر خالد الخطيب بمواقفه السياسية والخطابية، والتضحية بنعيم الحياة الزائل وتعرض للموت أكثر من مرة من الفرنسيين وأعوانهم من أبناء جلدته، مما اضطره إلى السفر إلى الأردن فوصل مدينة عمان مشياً على الأقدام، ومكث فيها مدة، وضيق الإنكليز عليه تودداً منهم إلى الفرنسيين وأخرجوه من عمان، فنزح إلى مصر، وأقام فيها زهاء سنة، وهناك تعرف سيدة إنكليزية فاقترن بها،وكانت وسيلة لعودته إلى عمان، فمارس الطب هناك بفتح عيادة له بجبل عمان، وبقي فيها حتى وفاته، وكان فقده خسارة قومية فادحة. وصفه صاحب الأعلام بقوله: «كان شريف النفس، أبياً، فيه أريحية كاملة وفتوة».

وبعد وساطات سمحت السلطة الفرنسية بنقل جثمانه من عمان إلى دمشق، فألحد الثرى في مقبرة باب الصغير، بعد أن رفض الفرنسيون دفن جثمانه في مسقط رأسه «حماة» وقد نعته الأمة العربية جمعاء، فأقيمت له مجالس العزاء والندوات التكريمية في حماة ودمشق، والقاهرة وعمان. وأبَّنه في حماه الشاعر بدر الدين الحامد

يا معقل الأحرار يا أروادكم

من سـيد قيدته بصـفاد

والسجن للأحرار ليس بضائر

إن السيوف تُقر في الأغماد

أحمد هواش 

مراجع للاستزادة:

 

ـ أدهم الجندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي (مطبعة الاتحاد، دمشق1960م).

ـ عبد الله حنا، المثقفون في سورية (دار الأهالي، دمشق 1996م).

ـ نجيب الريس، صحيفة القبس، العدد 292-294 آذار 1933م.


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 849
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 538
الكل : 29603763
اليوم : 58679

آرتو (أنطونان-)

أرتو (أنطونان -) (1896- 1948)   أنطونان أرتو Antonin Artaud شاعر مسرحي فرنسي، ولد في مرسيلية، وتوفي في إيفري - سور - سين Ivry- sur- seine. ترك أثراً كبيراً في الأدب الفرنسي المعاصر لطريقته في التعبير عن حياته الداخلية، من جهة، ولمفهومه للمسرح «مسرح القسوة» Théâtre de la cruauté من جهة ثانية. ظهرت على أرتو،منذ سن المراهقة، أعراض مرض عصبيّ غير معروف، وقد تنقَّل بين عدد من مشافي الأمراض العقلية، ثم تفرغ للرسم بعد شفائه.
المزيد »