logo

logo

logo

logo

logo

الثلج

ثلج

Snow - Neige

الثلج

 

الثلج snow هو ترسيب لبخار الماء على شكل بلورات متغصّنة متفرعة تتجمع لتشكل ندفاً فيها الكثير من الفراغات؛ وهي بهذا تختلف عن الجليد البلوري الذي لا فراغات فيه وكذلك عن البـَـَرد. إنَّ  وجود هذه الفراغات تجعل كثافته أقل بنحو عشر مرات من كثافة الماء مما يجعله يتطاير في الهواء بيسر، كما تجعل منه عازلاً جيداً للحرارة يحمي الخضار من برد الشتاء القارص ويحافظ على حرارة الأرض، وبها يتميز الثلج الحر الساقط عن الثلج المتراكم على الأرض رغم الاستعمال الشائع للكلمة نفسها. وقد يسبب الثلج المتراكم مشكلات في النقل أو فيضانات في فصل الربيع أو حتى انهيارات ثلجية في الجبال.

الجليد هو الحالة الصلبة للماء، شفاف لا لون له عندما يكون نقياً، تنتمي بلوراته إلى النظام البلوري السداسي من بين النظم البلورية السبعة للبلورات[ر]. يفرض هذا التناظر السداسي السائد على المستوى الذري نفسَه على الندف الثلجية خلال تشكلها، فتظهر بتناظر سداسي أيضاً تحت المجهر ولكن بتكوينات مختلفة، حسب الظروف السائدة عند تشكلها وخاصة درجة الحرارة وضغط بخار الماء. ويظهر في الشكل(1) بعض التكوينات الهندسية الجميلة التي صورت باستخدام المجهر.

أصناف من ندف البلورات الثلجية

تُستعمل هذه التكوينات اليوم في الأرصاد الجوية بصورة عكسية، للتعرُّف على هذه الظروف في الغيوم العالية، وأعطيت رموزاً خاصة لها. يظهر في الجدول (1) أسماء بعض الأصناف ودرجات حرارة تشكلها ورموزها.

يتكون الثلج في طبقات الجو العليا بدءاً من البخار مباشرة، فتنمو البلورات على نوى مكونة إما من بضع جزيئات من الماء أو من مواد أخرى ذات أصل أرضي مثل الغبار المكوَّن من السكان. وبحسب ما تصادفه خلال نموها وسقوطها من بخار مشبع ودرجات حرارة إضافة إلى طريقة حركتها خلال سقوطها، يمكن لها أن تصير ندفاً ثلجية يصل قدُّها إلى 3سم أو تذوب فتهطل على شكل أمطار. وقد تصل الأرض بحجوم صغيرة مشكِّلةً ما يعرف بالضباب الثلجي أو الغبار الألماسي؛ فتبدو في مناظر بصرية أخَّاذة كالهالات اللامعة والغيوم المتلألئة. تتكوَّن النُّدفة وسطياً من قرابة مئة إلى ألف بلورة صغيرة مصطفة اصطفافاً منتظماً وذات حواف حادة، لكنها حين تصل الأرض تفقد على الأغلب هذه الحواف الحادة وتصبح مدوّرة، إمّا بسبب بدء الذوبان أو بسبب الكبس والضغط الذي تتعرض له فتنقص الفراغات فيها وتزداد كثافتها لتقترب من الجليد، وهذا ما يُميِّز الثلج الأرضي من الثلج الحر. وقد يكون الضغط ناجماً عن ثقلها فتتكون الجبال الجليدية أو الجليديات[ر] في القطبين.

 

وفي أحوال جوية محدَّدة يمكن للمطر الهاطل، إذا ما صادف جبهة باردة، أن يتجمَّد فيكون على شكل كرات جليدية صافية شفَّافة أو على شكل طبقات كروية بعضها يميل إلى البياض، ذلك هو البَرَد.

وبياض الثلج ليس إلا بسبب انتثار الضوء المتعدد على البلورات الكثيرة في الندفة الواحدة، أمّا البلَّورة المنفردة التي تُكوِّن أحد الأغصان فهي شفافة.

تُسمى الغيوم التي تكون فيها الندف الثلجية صغيرة ومعلّقة غيوم الطخرور أو الطخان cirrus، وهي التي تُسبِّب الضباب الثلجي قرب سطح الأرض عند القطبين، ولا توجد عند خط الاستواء إلا على ارتفاعات تتجاوز 4000 متر. أمَّا أنواع الغيوم الأخرى الممطرة التي تعطي المطر مباشرة، فتُقَدَّرْ بنصف الهطل المطري. وتتأثَّر جميع الغيوم عند تكاثفها مكوِّنةً ثلجاً أو مطراً، إضافة إلى ما ذكر من ظروف وعوامل طبيعية، بما تحمله من كهرباء، إذ يمكن أن تؤثِّر الكهربائية على الحركة، كما يمكن أن تؤثِّر على النّمو وسرعته.

فوزي عوض

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

البلّورات (علم ـ) ـ البنية الكيمياوية ـ التحريك الحراري.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ «تكهرب العواصف الرعدية»، مجلة العلوم، المجلد 6، العدد 5 (1989).

ـ «ترى كيف يتجمد الماء؟»، مجلة العلوم، المجلد 5، العدد 6 (1988).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 317
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1053
الكل : 40932913
اليوم : 23296

البغدادي (عبد اللطيف-)

البغدادي (عبد اللطيف ـ) (557ـ 629هـ /116ـ 1231م)   أبو محمد موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي الموصلي الأصل، المعروف بابن اللبّاد.عالم موسوعي، برع في علوم الطب والتشريح والنبات والدواء والكيمياء والطبيعيات والفلك، وبرز في المنطق والأدب والحديث والتاريخ والجغرافية، وصنف في كل هذه العلوم والفنون. ولد في بغداد ونسب إليها، وعاش فيها حياته الأولى في كنف أسرة اشتهر معظم رجالها بعلوم الفقه والحديث والتفسير والأصول.
المزيد »