logo

logo

logo

logo

logo

تقليم الأشجار

تقليم اشجار

Pruning - Elagage / Taille

تقليم الأشجار

 

التقليم عملية زراعية تستهدف تربية الأشجار بقص طرودها أو فروعها جزئياً أو كلياً بغية تحسين شكلها وتحقيق التوازن بين نموها الخضري وإنتاجها الثمري.

الأهداف الرئيسية لأساليب التقليم في أثناء الأطوار الحياتية المختلفة

يعد التقليم أحد الأركان الرئيسية للعمليات الحقلية المنفذة في بساتين الفاكهة. وتختلف أغراض التقليم وطرائقه بحسب تعاقب الأطوار الحياتية للأشجار والتغيرات الحاصلة في طبيعة نموها، ويؤثر التقليم مباشرة في توزيع الغذاء داخل الأشجار، ويكون أكثر فاعلية بتطبيق الخدمات الزراعية الحقلية الأخرى كالفلاحة والري والتسميد ومكافحة الآفات والحشرات وغيرها. ويهدف التقليم في السنوات الأولى من عمر الشجرة إلى تكوين شكل التاج المناسب للخصائص الحيوية  للصنف والخدمات الحقلية. ويتألف هذا التاج من فروع هيكلية قوية وفروع نصف هيكلية قادرة على حمل النمو الخضري والإنتاج الثمري لشجرة الفاكهة. ويحافظ على شكل التاج بإزالة الفـروع والطرود المتزاحمة والمتشابكة لتأمين الإضاءة والتهوية إلى جميع مناطق تاج الشجرة، إضافة إلى تشجيع تكوين أعضاء الإثمار الجديدة واستبدال القديمة منها بغية الحصول على إنتاج سنوي جيد ومنتظم. وعند تباطؤ نمو الشجرة وتقدمها بالسن، وانخفاض كمية المحصول يساعد التقليم بأسلوب القطع التجديدي لفروعها وأجزائها الهرمة على استعادة الشجرة لحيـويتها وتجديد نموها وإنتاجها الثمري.

الخصائص الحيوية والبيوكيميائية للتقليم الشجري

يؤثّر التقليم في التوازن الفيزيولوجي بين المجموعتين الخضرية والجذرية، وفي التكوين الطبقي للفروع الشجرية وسيادتها القمية ويؤدي إزالة البرعم القمي السائد على الطرد والفرع إلى زيادة كبيرة في عدد البراعم الجانبية، ومن ثمَّ تزداد التفرعات المتكونة تحت مكان القطع. ويؤدي التقليم إلى تبكير دخول النبات في طور الإثمار وفي تمايز البراعم، ويسهم في التغيير النوعي الذي يصيب الأنسجة والبراعم مع تقدُّم عمر الشجرة، وذلك بتحويلها إلى أعضاء إثمار. وعلى هذا الأساس فإن أثر التقليم واضح في العلاقة العضوية التبادلية بين أعضاء الشجرة، وعلاقة هذه الأعضاء بالوسط الخارجي. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن ترك الأشجار مدة من الزمن من دون تقليم يؤدي إلى خفض عدد أعضاء النمو والإثمار الجيدة، وإلى تكوين عدد كبير من أعضاء الإثمار الهرمة وغير المنتجة. في تاج الشجرة الذي يفقد كميات كبيرة من ماءات الفحم في تغذية عدد كبير وغير ضروري من هذه الأعضاء. ويلاحظ في سنوات الحمل الغزير في الأشجار غير المقلّمة أنّ تشكل عدد كبير من البراعم الزهرية يحتاج إلى كميات كبيرة من الآزوت وماءات الفحم على حساب المدخرات الغذائية الخاصة بتكوين البراعم الثمرية لمحصول السنة القادمة، مما ينجم عنه ظاهرة الحمل الثمري السنوي غير المنتظم (المعاومة). ومن ثمّ فإن التقليم الشجري يسهم في تنظيم عملية التغذية الجيدة في الأشجار، وينشط العمليات البيوكيمياوية، وخزن المواد الغذائية اللازمة فيها لإنتاج ثمري جيد ومنتظم سنوياً.

طرائق التقليم وأشكاله

تستخدم في عملية التقليم أدوات كثيرة منها: المقص والمنشار والسكين والسلم، ويراعى دائماً أن تكون هذه الأدوات نظيفة وحادة. وتغطى الجروح الناجمة من التقليم بشمع التطعيم، كما لايسمح بتسلق الأشجار بأحذية قاسية، لأن الخدوش والأضرار الميكانيكية عليها تؤدي إلى إضعاف نموها. ولكي يحقق التقليم أغراضه فإنه يجب الإلمام بمعرفة كيفية التعامل مع  أعضاء النمو والإثمار في الأشجار التي تختلف تسمياتها بحسب أنواع الأشجار وأصنافها، ففي أشجار اللوزيات تُسجل أعضاء النمو: الطرود الخضرية، والطرود الشحمية والطرود الصيفية الباكورية، وتتكرر نفسها في التفاحيـات أما أعضاء الإثمار فإنها تشمل في اللوزيات: الطرود الثمرية المختلطة والطرود الباقية والباقات الزهرية، وفي التفاحيات تشمل التشكلات الثمرية الفتية والمعمرة والطرود الثمرية والطرود الرمحية.

وتصنّف أشكال التربية كما يأتي:

أ ـ تقليم تربية التاج للحصول على الشكل المناسب للشجرة، وينفذ في السنوات الأولى من حياتها بحسب شكل التاج المراد الحصول عليه.

ب ـ الشكل الهرمي كان هذا الشكل متبعاً على نطاق واسع في أوروبة وأمريكة منذ وقت طويل، ولكنه الآن صار أقل انتشاراً. وتبدو الشجرة المكونة بهذه الطريقة مخروطية الشكل تقريباً، أي يبدو رأسها ضيقاً وقاعدتها واسعة.

ج ـ الشكل الملك المعدل تتكون الشجرة من المحور المركزي الرئيسي تربى عليه 3-4 فروع هيكلية موزعة بانتظام وبأطوال مختلفة. وتربى على هذه الفروع فروع ثانوية بالنظام نفسه. تسمح  هذه الطريقة من التربية للشمس بالدخول إلى كل أجزاء الشجرة وبتوزيع نقاط الإثمار على كل مناطق الشجرة.

د ـ الشكل الكأسي: يكون تاج الشجرة مفتوحاً من الوسط ومنفرجاً إلى الأعلى ليسمح بدخول أكبر كمية من الإضاءة إلى قلب الشجرة، وتستخدم هذه الطريقة في الأشجار التي تحتاج  إلى كميـات كبيرة من الإضاءة (كالمشمش والدراق والخوخ). و تكون الأشجار المربّاة بهذه الطريقة قصيرة الطـول.

تُسهّل من إجراء عمليات الخدمة (كجني المحصول، والمكافحة، والتقليم وغيرها). كما أنّ الفروع الهيكلية ونصف الهيكلية تتوزع بشكل متعادل ومتوازن تسمح بدخول الضوء والتهوية إلى داخل الشجرة مما يساعد على تحسين صفات الثمار التسويقية.

الشكل الطبيعي

تُترك الأشجار لتنمو طبيعياً من دون التدخل في تغيير شكلها ونموها، وتقتصر التربية على إزالة الفروع المتزاحمة والجافة والهزيلة والمريضة. وتثمر الأشجار المربّاة بهذه الطريقة بوقت أبكر من الأشجار المربّاة بالطرائق الأخرى، ويكون نموها أقوى ومحصولها أوفر وأصغر حجماً لمدة زمنية محدودة، و تبدأ الأشجار بعدها بالتدهور بسبب حدوث ظاهرتي تبادل الحمل والتعرية.

تقليم تربية الإثمار

تصير الأشجار بعد تكوين تاجها قادرة على حمل الثمار. وتقلم على نحو مختلف عن التقليم السابق، يستهدف هذا التقليم تنظيم الإنتاج السنوي والحصول على أفضل إنتاج ثمري نوعاً وكماً ولأطول مدة ممكنة. تتركز عمليات هذا التقليم على تشجيع التكوين المستمر لأعضاء الإثمار والنمو وإزالة الأجزاء الهرمة والضعيفة منها، والحد من سيادة النمو الخضري الزائد، وتوجيه كامل إمكانات الشجرة نحو الإثمار مع إتاحة الفرص المناسبة لتجديد أعضاء الإثمار القديمة وتشجيع ظهور النموات الحديثة على الفروع الهيكلية ونصف الهيكلية منعاً لحدوث ظاهرة التعرية وهجرة أعضاء النمو والإثمار نحو المنطقة العلوية من الشجرة وأطرافها، إضافة إلى الحد من ظاهرة تبادل الحمل والحصول على إنتاج سنوي منتظم.

القطع التجديدي

يشاهد في كثير من البساتين القديمة وجود أشجار مسنة غير قادرة على تجديد نموها الخضري وعلى الإثمار الجيد، وتعد في الوقت نفسه مأوى للآفات. وتحويل هذه الأشجار إلى أشجار قوية ومنتجة واسترجاع حيويتها تربى بتقنية القطع التجديدي، وذلك بتقصير فروعها الرئيسية وقطع جزء من قمتها. وتنفذ هذه العملية بحذرمن دون إلحاق أي ضرر بطبيعة إثمار الأشجار أو تشويه هيكلها. و تتناول عملية القطع أحياناً فروعاً قطرها بين 2-3 سم فأكثر، إضافة إلى إزالة الفروع الضعيفة، وتنفذ هذه العملية على مراحل. وفي جميع الحالات تنشأ طرود جديدة قوية تميل إلى الإنتاج المنتظم، وينفذ القطع التجديدي على أشجار تتصف بقوة فروعها الهيكلية وسلامة جذوعها. وتنشأ في أغلب الحالات طرود جديدة وقوية تتحول إلى أعضاء ثمرية جيدة.

فوائد التقليم الشجري

ـ تربية تاج الأشجار بأشكال مختلفة ومرغوبة، تلائم طبيعة نمو الأشجار ونظام الزراعة ورغبة الإنسان.

ـ الحصول على إنتاج سنوي منتظم والحد من ظاهرة المعاومة أو القضاء عليها، وكذلك توزيع نقاط الإثمار داخل الشجرة توزيعاً متساوياً.

ـ إزالة الفروع المتزاحمة والمريضة وتمكين الضوء من الدخول إلى قلب الشجرة بهدف زيادة كمية الغذاء المصنع، وتكوين أعضاء إثمار جديدة في المناطق الداخلية من الشجرة والحصول لاحقاً على ثمار جيدة تكون صفاتها التسويقية والتخزينية عالية.

يساعد التقليم في الأطوار الحياتية المتقدمة للشجرة على تجديد حيويتها واستعادة الحمل الثمري المنتظم.

مواعيد التقليم وتشمل التقليم الشتوي والتقليم الصيفي

أ ـ التقليم الشتوي: ينفذ في فترة سكون العصارة في الخريف أو الشتاء حين تكون المواد الغذائية مركزة في المجموعة الجذرية والجذوع والفروع الهيكلية. غالباً ما ينفذ بعد سقوط الأوراق خريفاً أو شتاءً بحسب الشروط المناخية في المنطقة. ويفضل تأخير موعد التقليم عندما تكون الأصناف حساسة للصقيع الشتوي.

ب ـ التقليم الصيفي: ويجرى في فترة النشاط الحيوي في الربيع أو الصيف عند سريان العصارة مما يؤدي أحياناً إلى فقدان بعض المواد الغذائية المدخرة في خشب الفروع. يعد التقليم الصيفي أكثر ضرراً من التقليم الشتوي حالما ينفذ على نحو خاطئ إذ يؤدي إلى فقد كمية كبيرة من الغذاء المصنع وأعضاء الإثمار المتكونة إلا أنه مفيد في تدارك اتجاهات النمو الخاطئة ووقفها قبل استنزاف مدخرات الشجرة.

مكننة عملية التقليم

مع تقدم العلوم وتطبيق الأساليب العصرية في الزراعة واتباع سياسة التكثيف الزراعي، بدأ العلماء في التفكير جدياً باستخدام الآلة لتقليم أشجار الفاكهة بدءاً من المقصات والمناشير الكهربائية وانتهاءً بالعربات أو الرافعات المزودة بالمناشير العلوية أو الجانبية، حيث تمر هذه العربات بين خطوط الأشجار لتقص فروعه من الجانبين وتحديد عرض تاجها أو رفع هذه المناشير للأعلى ويصير وضعها أفقياً لقص المناطق العلوية من الشجرة وخفض تاجها. وتأخذ الأشجار في هذه الحالة شكل المكعبات أو متوازي المستطيلات أو الهرم.

 

فيصل حامد

 

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ هشام قطنا، ثمار الفاكهة:إنتاجها، تداولها، تخزينها (منشورات جامعة دمشق. 1978).

ـ فيصل حامد، الفاكهة:إنتاجها وتخزينها (منشورات جامعة دمشق1983).

ـ عدنان قطب، فيصل حامد وآخرون: أساسيات إنتاج الفاكهة والخضار (منشورات جامعة دمشق1994).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 755
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 989
الكل : 58978201
اليوم : 131613

الأحساء (إقليم-)

الأحساء (إقليم ـ)   عرف الأحساء قديماً باسم البحرين، ويشمل المنطقة السهلية الساحلية المطلة على الخليج العربي [ر] الممتدة بين البصرة شمالاً ومشارف عُمان جنوباً. وعرف باسم هَجَر حتى عام 317هـ حين بدأ يعرف باسم الأحساء ليشمل الواحة إضافة إلى السهول المطلة على الخليج العربي، وتقلصت رقعة الأحساء لتقتصر على الواحة ومساحات من البادية حولها، وأصبح إقليم الأحساء حديثاً إحدى إمارات المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية تمتد بين دائرتي عرض 25درجة و 25دقيقة و25درجة و45 دقيقة شمالاً، ويشغل مساحة 9030كم2 وتُعدّ واحاته (مساحتها 3000 كم2) أكبر مراكز الثقل السكاني والزراعي في هذه المنطقة، وعاصمتها مدينة الهفوف.
المزيد »