logo

logo

logo

logo

logo

حوران

حوران

Hawran - Haouran

حوران

 

ورد في معجم البلدان «حَوران بالفتح كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة، ذات قرى ومزارع وحرات، ومازالت منازل العرب، وذكرها في أشعارهم كثير».

تعد حوران تاريخياً جزءاً أساسياً من بلاد الشام، يحدها من الشمال جبال الحرمون والنهر الأعوج وجبل المانع، ومن الغرب مجرى نهر الأردن، ومن الجنوب جبل عجلون في شمالي غربي الأردن، ومن الشرق بادية الشام، وتبلغ مساحتها نحو 14 ألف كم2. وعُرف في حوران سبع مناطق هي:

الجولان والجيدور والنقرة وجبل حوران وجبل عجلون واللجاة والصفا.

ومن الناحية الإدارية، تقع محافظة درعا الحالية، وريثة حوران التاريخية بين خطي العرض 32 درجة و21 دقيقة و33 درجة و21 دقيقة شمالاً، وخطي الطول 35 درجة و40 دقيقة و36 درجة و30 دقيقة شرقاً.

الجغرافية الطبيعية

تتكون أراضي محافظة درعا من هضبة منبسطة، توحي بمشهد سهلي، يراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 850م في بصرى الشام شرقاً و415م في زيزون غرباً، وبين 850م في قرية المال في أقصى الشمال الغربي، و500م في مدينة درعا جنوباً. وعامة، يراوح ارتفاع الهضبة بين 600-750م وسطياً، وقد غلب اسم سهل حوران، على اسم هضبة حوران.

تغطي هضبة حوران صخور اندفاعية يعود بعضها إلى عهد الميوسين الأوسط، وأحدثها إلى الرباعي بعهوده المختلفة، ويتكشف البازلت المرتبط بالنشاط البركاني الأخير على السطح ليغطي هضبة اللجاة وجزءاً من منحدرات جبل الشيخ وجبل العرب. وعامة تغطي صبات الرباعي معظم المنطقة على شكل أغشية واسعة الانتشار، يكثر فيها البازلت والأناميزيت والدولريت والخبث، وأهم مصادر هذه الأغشية البراكين والشقوق في جبل العرب واللجاة وبراكين تل الشعار وتل الحارة. تظهر الصخور الرسوبية بشكل وحدات صغيرة في أقصى الجنوب بالقرب من الحدود الأردنية، وتتمثل بالحجر الجيري الباليوجيني الشبيه بالطباشيري (الحواري) والمارن والصوان، كما تظهر الصخور الرسوبية في أقصى الشمال بين جبل المانع وأطراف اللجاة الشمالية الغربية، وهي عبارة عن توضعات بحيرية ولحقية رباعية.

تنتشر فوق سطح الهضبة بعض المرتفعات، يغلب عليها طابع التلال، هي المخاريط البركانية التي تتركز على خطوط الشقوق، ومن أهمها جبل الشعار، وارتفاعه 1137م، وهو أعلى مرتفعات محافظة درعا، وتل الحارة وارتفاعه 1094م، وتل الجابية وارتفاعه 718م.

أثرت عوامل التجوية المختلفة بوضوح في الصخور الاندفاعية (النارية) مما أدى إلى تشكل الأتربة البنية والأتربة الحمراء الغضارية، وهي ترب غنية في المناطق الغربية والشمالية الغربية أكثر منها في المناطق الشرقية، بسبب العوامل المناخية وخاصة الأمطار الأكثر غزارة التي ساعدت على تحلل وتفتت الصخور. في الشرق التربة رقيقة تتخللها الصخور البازلتية التي لم تؤثر فيها عوامل التجوية، تراوح سماكة التربة بين نصف متر وستة أمتار. أما في اللجاة فتتجمع الترب في منخفضات ذات مساحات صغيرة حيث تتجمع المواد الناتجة من التعرية.

 

بحيرة مزيريب

 

يسود المحافظة مناخ متوسطي شبه جاف، تهب عليها الرياح الغربية والجنوبية الغربية تحمل الرطوبة والأمطار في فصل الشتاء، كما تهب الرياح الشرقية والشمالية الشرقية الجافة في فصل الشتاء، فتسبب انخفاض درجات الحرارة وانقشاع الغيوم. تتفاوت كمية الهطل بين سنة وأخرى، ويراوح متوسطها بين 250-300مم، تزداد كمية الأمطار في الشمال الغربي وتقل باتجاه الجنوب والشرق. يراوح متوسط الحرارة السنوية بين 16و18 درجة مئوية، أما متوسط الحرارة الدنيا فيراوح بين 2-4درجات مئوية.

تكثر في المحافظة الأودية السيلية القادمة من الشرق والشمال مشكلة الشبكة العليا لنهر اليرموك الذي يساير الحدود الجنوبية للمحافظة وينتهي في نهر الأردن، وأهم هذه الأودية: العلان، الهرير، الزيدي، الذهب وغيرها. وقد أُقيم على هذه الأودية الكثير من السدود (10سدود)، يستفاد من مياهها في الزراعة والشرب. كما يوجد في المحافظة عدد كبير من الينابيع، يتركز معظمها في المنطقة الجنوبية الغربية على جوانب الأودية عند سطح التماس بين طبقة البازلت والقاعدة الرسوبية، ومن أهمها: الساخنة الكبيرة والصغيرة، المزيريب، العجمي، الأشعري، زيزون، كما توجد في المحافظة ثلاث بحيرات صغيرة المساحة هي المزيريب، زيزون، العجمي.

الجغرافية البشرية

بلغ عدد سكان محافظة درعا نحو 363 ألف نسمة عام 1981، حيث بلغت الكثافة السكانية 97نسمة/كم2، ثم ارتفع عدد السكان إلى نحو 758 ألف نسمة في عام 2001، أي إن عدد السكان قد تضاعف خلال عشرين عاماً، وارتفعت الكثافة إلى نحو 203 نسمة/كم2. وبلغت نسبة سكان الريف 62.3% في عام 2001، مما يدل على الطابع الريفي للمحافظة.

يتوزع السكان على 41مدينة وقرية ومزرعة، وأهم المدن: درعا وهي مركز المحافظة، يبلغ عدد سكانها نحو 90 ألف نسمة، نوى 41 ألف نسمة، الصنمين 26 ألف نسمة، جاسم 25 ألف نسمة، داعل 25 ألف نسمة. ويتميز سكان المحافظة بارتفاع نسبة صغار السن، فقد بلغت نسبة السكان دون سن العشرين نحو 60% من مجموع السكان بحسب تعداد 1994، بينما لم تتجاوز نسبة من هم في سن الستين وما فوق 4.1% من مجموع السكان للسنة نفسها.

الجغرافية الاقتصادية

اشتهرت حوران منذ القدم بزراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والبقوليات، وهي زراعات بعلية ذات إنتاج سنوي متفاوت، بسبب تذبذب كمية الهطل من سنة إلى أخرى. تبلغ مساحة الرقعة الزراعية نحو 270 ألف هكتار، أي ما يعادل 72% من المساحة الكلية للمحافظة، يُزرع معظمها بعلاً بدورة زراعية ثلاثية، يحتل القمح والشعير المرتبة الأولى من حيث المساحة، فهما يشغلان نحو 88% من إجمالي المساحة المزروعة بعلاً.

وللمحافظة شهرة في إنتاج القمح القاسي، وقد بُنيت صوامع لتخزينه في مدينتي درعا وإزرع، ولعدم استقرار إنتاج الزراعة البعلية، تزايد الاهتمام بالزراعة المروية اعتماداً على مشروعات الري التي أقامتها الدولة، وخاصة مشروع اليرموك، ثم السدود السطحية والآبار المحلية، وتزايدت مساحة الأراضي المروية حتى بلغت نحو 20 ألف هكتار، تنتج  الخضراوات والحبوب والتبغ، إضافة إلى التوسع بزراعة الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون والكرمة واللوزيات. ومازالت الزراعة تستوعب ما يزيد على50% من القوى العاملة في المحافظة.

تراجع الاهتمام بتربية الحيوانات التقليدية وخاصة الماعز والأبقار المحلية والأغنام، وتزايد الاهتمام بتربية الأبقار الهولندية وتربية الدواجن، وانتشار المناحل لإنتاج العسل.

إزرع في عام 1960

اقتصرت النشاطات الصناعية حتى عهد قريب على بعض الصناعات اليدوية والحرفية كصناعة البسط والسجاد وأطباق القش والصناعات الغذائية وتهيئة أحجار البناء. وفي الثلاثين سنة الماضية بدأت المناطق الصناعية بالظهور وتضم الصناعات المعدنية والخشبية وإصلاح السيارات والأدوات الكهربائية، ومن أهمها منطقة درعا الصناعية. كما أقام القطاع العام بعض المنشآت الصناعية الحديثة مثل معمل الكونسروة في المزيريب ومعمل المعكرونة والأحذية والمطحنة الكبرى في مدينة درعا، كما أُقيمت منطقة حرة صناعية سورية - أردنية مشتركة في المنطقة الحدودية.

 

شلالات تل شهاب

يقتصر النشاط التجاري في المحافظة على تصريف الإنتاج الزراعي والحيواني بشحنه بالقطار والشاحنات إلى مدينة دمشق والمدن المجاورة أو إلى الأردن، إضافة إلى النشاط التجاري المحلي وتأمين احتياجات المواطنين محلياً أو بالاستيراد من الأردن أو من دمشق أو من بعض المحافظات السورية الأخرى.

تنشط السياحة في المحافظة بسبب غناها بالأماكن الأثرية، وخاصة في بصرى الشام ودرعا وإزرع والشيخ سعد، ووجد بعض المناطق الطبيعية الجميلة في بحيرة المزيريب وشلالات تل شهاب وزيزون والأشعري.

كما شهدت المحافظة تطوراً كبيراً في إنشاء الطرق المعبدة التي تصل مختلف مدن وبلدات وقرى المحافظة ببعضها، إضافة إلى الطريقين الدوليين اللذين يصلان القطر السوري بالقطر الأردني، وسكة الحديد بين دمشق ودرعا وبصرى.

لمحة تاريخية

تعاقبت على حوران كل الحضارات التي تعاقبت على بلاد الشام: الكنعانية، الآرامية، اليونانية، النبطية، الغسانية، البيزنطية، العربية الإسلامية، وقد تركت هذه الحضارات بصماتها في المنطقة، بعضها أصبح معروفاً ومكشوفاً، وبعضها الآخر ينتظر الكشف والتنقيب.

شهدت حوران عام 51هـ/636م على مشارفها الجنوبية الغربية معركة اليرموك، أشهر معارك التحرر العربي الإسلامي ضد الوجود البيزنطي في بلاد الشام. وتعرضت حوران في عهد السلاجقة للعدوان الصليبي، ثم الاجتياح المغولي فالتتري، مما عرض المنطقة للدمار والخراب. كما كان لأهالي حوران دور مشهود في مقارعة الصليبيين أيام نور الدين محمود زنكي والأيوبيين، كما قاوموا الاستبداد العثماني، وثاروا ضد المستعمر الفرنسي، وشاركوا بفعالية مع الثورات الوطنية ضد المستعمر حتى نال القطر العربي السوري استقلاله عام 1946.

محمد الحمادي 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأردن ـ الأردن (نهر ـ) ـ درعا ـ ريف دمشق ـ سورية ـ السويداء ـ القنيطرة ـ اليرموك (نهر ـ). 

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ سليمان المقداد، حوران (دمشق 1957).

ـ سليمان المقداد، «محافظة درعا»، مجلة العمران، العدد 33ـ34 (وزارة البلديات 1970).

ــ عادل عبد السلام، الأقاليم الجغرافية السورية (دمشق 1990).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 654
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 622
الكل : 31546548
اليوم : 62953

الدراجات النارية (رياضة-)

الدراجات النارية (رياضة -)   عرفت الدراجات النارية الأولى عام 1885، وكانت تسير على الغاز والبترول. ونظم أول سباق غير رسمي للدراجات النارية بتاريخ 22/8/1884 على طريق باريس - وين لمسافة 126 كيلومتراً، وكان الهدف منه اختبار الدراجات النارية، إذ وصلت 21 دراجة إلى نهاية السباق من أصل مئة. وكانت سرعة الفائز الوسطية 17كم/سا. وانتشر بعد ذلك هذا النوع من السباقات في فرنسة ومنها إلى إنكلترة وإيطالية وألمانية، ثم إلى أمريكة.
المزيد »