logo

logo

logo

logo

logo

الدرافيدية (اللغات-)

درافيديه (لغات)

Dravidian languages - Langues dravidiennes

الدراڤيدية (اللغات -)

 

تعد اللغات الدراڤيدية Dravidian Languages من أكبر عائلات اللغات وتضم نحو ثلاث وعشرين لغة، يبلغ عدد الذين يتكلمونها نحو 220 مليون نسمة. موطنها الحالي جنوبي الهند، غير أنها انتشرت في جميع أنحاء آسيا الجنوبية وما بعدها: في مناطق أخرى من الهند وسريلانكا والباكستان وبنغلادش، ومينمار (بورما) وسنغافورة وماليزيا وجنوبي إفريقيا وجزر فيجي والبحر الكاريبي. وهناك ما يشير إلى أن اللغات الدراڤيدية كانت في الماضي أكثر انتشاراً في الهند، غير أن توسع اللغات الهندية الأوربية Indo-European في شمال الهند دفعها جنوباً.

تتوزع اللغات الدراڤيدية على الشكل التالي:

ـ الفرع الجنوبي ويضم لغة التاميل Tamil والمالايالام Malayalam والإرولا Irula والتودا Toda والكوتا Kota والبداغا Badaga والكوداغو Kodagu والكانّادا Kannada والتولو Tulu.

ـ فرع جنوب الوسط ويضم لغات التيلوغو Telugu والغوندي Gondi والكوندا Konda والكوي Kui والكووي Kuwi والبنغو Pengo والماندا Manda.

ـ فرع الوسط ويضم لغات الكولامي Kolami ونايكي Naiki وبارجي Parji والأولاري Ollari.

ـ أما الفرع الشمالي فيضم لغات براهوي Brahui ومالتو Malto وكوروخ Kurukh.

وهنالك معلومات تفيد بوجود لغات أخرى غير أنها تفتقد قواعد كافية للنحو، لذلك لا يمكن معرفة إن كانت هذه اللغات مستقلة أم أنها مجرد لهجات لإحدى اللغات الدراڤيدية المعروفة.

توجد بين اللغات الدراڤيدية أربع لغات مكتوبة ولها تاريخ أدبي مفصل، وهي الأهم أيضاً فيما يتعلق بعدد الناطقين بها. وهذه اللغات هي التاميل التي تعود كتابتها إلى عام 250ق.م والكانادا إلى عام 450م والتيلوغو إلى عام 633م والمالايالام إلى نهاية القرن التاسع. وتميز هذه اللغات بين الفصحى والعامية. أما اللغات الأخرى فهي لغات محكية، ولم تبدأ كتابة بعضها إلا مع مطلع القرن العشرين. ولهذه اللغات تاريخ أدبي غني ومتنوع يراوح بين كتابة الملاحم إلى الشعر التعبدي، ومن النصوص (التعليمية) الوعظية إلى قصائد الحرب البطولية. أما اللغات المحكية منها فهي غنية بالأدب الشفهي الذي يضم الأغاني والقصص والملاحم الشعبية.

يميز النظام الصوتي للغات الدراڤيدية بين الأصوات اللينة الطويلة والقصيرة، وهي تفتقر عامة إلى الإدغام أي دمج حرفي علة معاً. تنطق الأصوات الساكنة من نحو ستة مواضع للنطق (مخارج للحروف) بما في ذلك السلسلة المثنية إلى الخلف المتميزة التي تضفي على اللغة الدراڤيدية صبغة مليئة بصوت الراء المثنية. وهذه السلسلة تنطق عن طريق ثني اللسان إلى الأعلى ليلامس الجزء الأمامي من سقف الحلق. كما تتميز هذه اللغات بوضع النبرة على الجزء الأول من الكلمة، وبالتشكل الإلصاقي بحيث تتركب المفردات من جذور تتبعها سلسلة من اللواحق suffixes. ومع مرور الزمن استعارت بعض اللغات الدراڤيدية أيضاً بادئات prefixes من اللغات الهندية - الآرية  Indo-Aryan.

تميز اللغات الدراڤيدية بين نوعين من الكلام: الأسماء والأفعال. وتصرف الأسماء لبيان العدد والحالة وتصرف الأفعال لبيان الزمن والصيغة. ويميز النظام الجنسي لهذه اللغات بين مجموعتين من الأسماء: أسماء المخلوقات من المرتبة العليا وتلك التي دون ذلك. تميز الأفعال الدراڤيدية بشكل أساسي بين الفعل المحدود والفعل اللامحدود، وتبين الأفعال المحدودة الزمن كما يتفق فيها الفعل مع فاعله، أما الأفعال غير المحدودة فلا تبين الزمن ولا يتفق فيها الفعل مع فاعله. وتساعد الأفعال اللامحدودة خاصة على إيجاد جمل ذات بنية مركبة ومعقدة.

يكون ترتيب الجملة الرئيس في معظم اللغات الدراڤيدية على شكل فاعل - مفعول به - فعل. وبهذا فإن الجمل المتممة للمسند تسبق الجمل الرئيسة، والأفعال الرئيسة تسبق الأفعال المساعدة، والصفة تسبق الاسم الذي تصفه. غير أن هذا النمط تغير في بعض اللغات الدراڤيدية الشمالية والوسطى تحت تأثير اللغات الهندية - الآرية المجاورة فأصبحت الجمل الرئيسة تسبق الجمل المتممة.

تتألف الجملة البسيطة من مسند إليه (فاعل) ومسند. يكون المسند إليه في غالب الأحيان اسماً في حالة الفاعل غير أنه يظهر في بعض الحالات الخاصة، كما في لغة التاميل، في حالة أخرى مثل حالة المفعول به غير المباشر. أما الـمسند فهو في أغلب الأحيان فعل محدود يتطابق في العدد والجنس والشخص مع الاسم، غير أنه من الممكن أن يكون اسماً من دون أن يكون هناك أي فعل رابط أو صلة بينه وبين المسند إليه.

تظهر الأفعال اللامحدودة بارزة في بنية الجمل المعقدة، غير أن بعض اللغات الدراڤيدية استعارت أو طورت أدوات للربط من أجل هذه الغاية، فمن الممكن أن تتكوّن الجملة من عدة أفعال لا محدودة يأتي فيها الفعل تلو الآخر بتسلسل وينتهي بفعل محدود.

تستمد اللغات الدراڤيدية مفرداتها من المنطقة المحلية الأصلية كما تستعير من مجموعة من اللغات المختلفة الأخرى كاللغة السنسكريتية. وقد كان للغات الإنكليزية والبرتغالية والأُردية تأثير في مفردات اللغات الدراڤيدية في العصر الحديث. ومع أن هذه اللغات استعارت مفردات عدة وبعض الأصوات اللغوية غير أن تركيب الكلمة وبناء الجملة حافظ عامة على خصائصه الدراڤيدية.

هالة دلباني 

مراجع للاستزادة:

- DAVID CRYSTAL, An Encyclopedia Dictionary of Language & Languages (Blackwell Publishers 1992,1993).

- KIRSTEN MAMKJAER (ed.),The Linguistics Encyclopedia, Routledge (London and New York 1996).


التصنيف : اللغة
النوع : لغات
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 223
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 687
الكل : 32167701
اليوم : 12947

التحضر

التحضر   يُقصد بمفهوم التحضر Urbanisation انتقال مكان الإقامة من الريف إلى المدينة والاستقرار فيها، وما يترتب على ذلك من تغير في خصائص السكان الريفيين على مستوى عاداتهم الاجتماعية وتقاليدهم. وبذلك ينطوي مفهوم التحضر على أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية ترافق عملية الانتقال أو تليها بعد حين. فالتحضر بالمعنى السكاني (الديمغرافي) هو انتقال مكان الإقامة من الأرياف إلى المدن، ولكنه بالمعنى الاجتماعي اكتساب عادات وتقاليد اجتماعية جديدة تظهر في السلوك والممارسات اليومية كاختيار الفرد لشروط السكن الذي يقيم فيه، ونماذج الألبسة التي يرتديها، وحتى المهن التي يمارسها.
المزيد »