logo

logo

logo

logo

logo

ديفو (دانيال)

ديفو (داني)

Defoe (Daniel-) - Defoe (Daniel-)

ديفو (دانيال -)

(1660-1731)

 

دانيال ديفو Daniel Defoe كاتب وصحفي ورائد الرواية الإنكليزية. كان اسم والده جيمس فو، ولكن دانيال قرر تغيير اسمه إلى ديفو. نشأ في طبقة اجتماعية فقيرة، ولم يكن بمقدور والده الذي كان يعمل جزاراً في لندن أن يرسل ولده إلى إحدى الجامعات المشهورة، فأرسله إلى أكاديمية نوينغتون غرين Newington Green التي كان يديرها تشارلز مورتون Charles Morton، وكان معلماً متميزاً، أتقن ديفو على يديه عدة لغات، وطوّر في أسلوب كتابته. عمل ديفو في التجارة، ومع تعرضه للخسارة عدة مرات إلا أنه استمر فيها. وتزوج عام 1684 من ابنة تاجر اسمها ماري تافلي Mary Tuffley، ورزق منها بثمانية أطفال.

قضى ديفو سنين كثيرة يجرب الكتابة في أجناس مختلفة من الأدب، فأعماله الأولى تضمنت أشعاراً نقدية، وكراسات عدة تناولت أفكاراً اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية وقصصاً عن الأشباح والخيال العلمي، وعالج في رواياته السلوك الأخلاقي والاجتماعي.

شارك ديفو في الأحداث السياسية في تلك الحقبة وكتب في ظلها، وانضم إلى جيش الملك الهولندي الأصل وليم الثالث في عام 1686 وكتب قصيدته السياسية الهجائية «رجل إنكليزي أصيل» The True-Born Englishman  ت(1701- 1702) دافع فيها عن الملك ضد اليعقوبيين The Jacobeans أنصار الملك جيمس الثاني الذين رفضوا حكم ملك هولندي وطالبوا بإعادة سلالة الملك جيمس إلى العرش. واستمر التوتر السياسي في السنوات الأولى من القرن الثامن عشر، ونشر ديفو العديد من الكتابات الساخرة والمناهضة لليعقوبيين في دورية «ريفيو» The Review  ت(1704-1713) التي كانت صحيفة سياسية ساخرة تنتقد الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بأسلوب يشبه افتتاحيات الصحف، وأدت كتاباته هذه إلى ملاحقته وسجنه مدة قصيرة. ظهرت في كتابات ديفو آراؤه الدينية، إذ كان متشدداً في مفاهيمه الأخلاقية. وكتب عند وفاة الملك وليم وتولي الملكة آن Anne العرش كراساً أسماه «الطريق الأقصر للقضاء على المنشقين»The Shortest Way With Dissenters  عام  (1702) صور فيه الصراع بين الموالين والمنشقين عن الكنيسة وطالب ساخراً بقتل الجميع.

يصل عدد مؤلفات ديفو إلى نحو أربعمئة بين قصائد وأعمال تاريخية ورسائل وأدب رحلات وكتيبات سياسية ودينية وروايات، ومن أهمها «الطريقة لجعل لندن أكثر المدن ازدهاراً في الكون» The Way to Make London the Most Flourishing City in the Universe و«خطة للتجارة الإنكليزية» A Plan of English Commerce و«التاجر الإنكليزي الكامل»The Complete English Tradesman   و«مقالة حول المشروعات»An Essay Upon Projects  عام (1697) وهو كتاب عن التجارة. وتظهر براعة ديفو مؤرخاً في كتابه «تاريخ اتحاد البرلمانَين الإنكليزي والاسكتلندي» History of the Union of the English and Scottish Parliaments. ومن رواياته «روبنسون كروزو» Robinson Crusoe عام (1719) و«مغامرت أخرى لروبنسون كروزو» Further Adventures of Robinson Crusoe و«مول فلاندرز» Moll Flanders عام     (1722) و«يوميات سنة الوباء»Journal of the Plague Year  عام (1722) و«الكولونيل جاك» Colonel Jack عام (1722) و«جولة في كل الجزيرة البريطانية العظمى»Tour Thro the Whole Island of Great Britain  عام (1824)، واقترب من الرواية النفسية في روايته «روكسانا»Roxana  عام (1724)، وصور عزلة الإنسان ووحدته في روايته «تأملات جدية لروبنسون كروزو» Serious Reflections of Robinson Crusoe.

أما الجديد الذي أدخله ديفو على الأدب الإنكليزي فهو تصويره للحياة اليومية، إذ إنه لم يعترف يوماً أن ما يكتبه هو من نسج الخيال بل سرد للحقائق. وعلى الرغم من أن الأسلوب الصحفي يطغى على كتاباته إلا أنه يعتمد التنوع في العرض والبساطة في الأسلوب. فروايته «روبنسون كروزو» تروي قصة البحار الاسكتلندي ألكسندر سلكرك Alexander Selkirk، وهي حافلة بتفاصيل دقيقة حول الحياة اليومية للبطل الذي أمضى ثمانية وعشرين عاماً في جزيرة نائية بعد غرق سفينته. ويمكن النظر إلى هذه الرواية كأسطورة حول تفوق الإنسان الأوربي المادي على غيره، حيث يستعبد كروزو ساكن الجزيرة الأصلي فرايدي Friday ويجعل منه خادماً له، وهي ظاهرة غلبت على العلاقات بين أوربا وبقية العالم لقرون تلت.

تركت حياة ديفو بصمتها على أدبه، وقد كان تنقله بين قاعات القصور وجدران السجون سجلاً لظروف عصره. وتجسد رواياته فكرة الخوف من الأخطار والبحث الدائم عن الأمان الذي يأتي متأخراً، فالبطل كروزو يتلقى الغفران والصفح عند عودته تائباً عن خطيئته المتمثلة في عصيان والديه؛ وبالمثل فإن الكولونيل جاك يرتكب الأخطاء باستمرار، لكنه ينجو من عاقبة أفعاله. أما في «مول فلاندرز» فإن البطلة تكافح كي تجد لنفسها مكاناً في مجتمع يحرمها من العيش الكريم ويدفعها إلى السرقة والدعارة.

أدخل ديفو إلى الرواية الإنكليزية اهتماماً بحياة الطبقات الدنيا من المجتمع في أثناء عرضه سيرة حياة الأشخاص الخارجين عن القانون، وتأثير البيئة في تشكيل الفرد، والعلاقة بين السلوك ودوافعه. وتتجلى مقدرة ديفو الروائية في شخصياته وفي تفاعل بعضها بالآخر، وهو ما تعده فرجينيا وولف[ر] الميزة الأساسية لأي كاتب روائي. أما نقطة الضعف في رواياته فهي افتقارها إلى بناء أو نظام متماسك.

أحلام سلمان 

مراجع للاستزادة:

- IAN WATT, The Rise of the Novel (1957).

- JAMES SUTHERLAND, Defoe: A Critical Study, rev. ed. (1950).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 538
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 553
الكل : 29653487
اليوم : 33497

جيفونس (وليم ستانلي-)

جيفونس (وليم ستانلي ـ) (1835ـ1882م)   وليم ستانلي جيفونس William Stanley Jevons عالم منطق واقتصادي إنكليزي، ولد في أيلول في ليفربول عام 1835م في إنكلترة، وتوفي قرب هاستينغر. أسهم مع ليون فالراس Leon Walras في النمسة وكارل منجر Karl Menger في سويسرة، في وضع نظرية القيمة-المنفعة التي ترى أن قيمة أية سلعة تتحدد بالمنفعة التي يحصل عليها المستهلك من هذه السلعة. وكان لجيفونس دور واضح في تطوير هذه النظرية بإدخال مفهوم «منفعة الوحدة الأخيرة»، لتصبح «نظرية المنفعة الحدية». فقد شرح في كتابه «نظرية الاقتصاد السياسي» (1871) نظرية المنفعة الحدية أو منفعة الوحدة الأخيرة للمستهلك التي تحدد قيمة السلعة عنده. لقد ترك جيفونس بصمات في تطوير علم الاقتصاد إذ يعد مؤسس حقبة جديدة في تاريخ الأفكار الاقتصادية.
المزيد »