logo

logo

logo

logo

logo

داود بن علي الظاهري

داود علي ظاهري

Dawood ibn Ali al-Zaheri - Dawood ibn Ali al-Zaheri

داود بن علي الظاهري

(201-270هـ/816-884م)

 

أبو سليمان داود بن علي بن خلف الفقيه الظاهري، مولى أمير المؤمنين المهدي العباسي، عالم بالقرآن والأثر، إمام مذهب الظاهرية وأحد المجتهدين الذين يعتمدون في استنباط الأحكام الشرعية على ظاهر النصوص من القرآن والسنة النبوية، دون تعليل الأحكام، ولا تأويلها، ومن غير أخذ بالقياس والرأي الشامل للاستحسان والمصلحة المرسلة ونحوهما، وكان داود أول من أسس هذا الاتجاه الاجتهادي.

من أهل قاشان، عرف بالأصبهاني لأن أمه أصبهانية كما قال ابن حزم، وكان أبوه حنفي المذهب. مولده  في الكوفة، ومسكنه ووفاته في بغداد، كان ورعاً ناسكاً زاهداً متواضعاً مترفعاً متعففاً. قال الحسين بن إسماعيل المحاملي: «رأيت داود بن علي يصلي، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه».

مشايخه كثيرون، سمع من سليمان ابن حَرْب، وعمرو بن مَرْزوق، والقَعْنبي، ومحمد بن بُكَيْر العَبْدي، ومُسَدَّد بن مُسَرْهَد، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأبي ثور الفقيه الكلبي، والقَوَارِيْري، وطبقتهم.

وجالس الأئمة، وصنّف الكتب، وفي كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عزيزة جداً. سمع المسند والتفسير من ابن راهَوَيْه[ر].

وتلاميذه كثيرون أيضاً، منهم ابنه محمد، وزكريَا الساجي، ويوسف بن يعقوب الداوديّ الفقيه، وعباس بن أحمد المذكّر، وغيرهم.

قال ابن خلِّكان: «قيل: كان يحضر مجلسه أربعمئة، صاحب طَيْلسان أخضر!» وقال ثعلب: «كان عقل داود أكبر من علمه». وكان من المحبين للإمام الشافعي، صنَّف كتابين في فضائله والثناء عليه.

انتهت إليه رئاسة العلم في بغداد، قال أبو عَمْرو أحمد بن المبارك المستملي: «رأيت داود بن علي يردّ على إسحاق بن راهَوَيْه، وما رأيت أحداً قبله ولا بعده يردّ عليه، هَيْبة له».

له تصانيف عديدة، أورد النديم أسماءها في زهاء صفحتين. منها كتاب «الإيضاح» خمسة عشر مجلداً و«الإفصاح» و«الأصول» و«الدعاوى» وكتاب كبير في الفقه، وكتاب «الذبّ عن السنة والأخبار» أربع مجلدات، وكتاب «الرد على أهل الإفك» و«صفة أخلاق النبي» وكتاب «الإجماع» وكتاب «إبطال القياس» وكتاب «خبر الواحد وبعضه موجب للعلم» وكتاب «المتعة» وكتاب «إبطال التقليد» وكتاب «المعرفة» و«العموم والخصوص» وغير ذلك.

وللعلماء قولان في الاعتدال بخلاف داود وأتباعه، قال الجمهور: إنهم ـ يعني نُفاة القياس ـ لا يبلغون رتبة الاجتهاد، ولا يجوز تقليدهم القضاء. وقال الذهبي وآخرون: يعتد بخلافهم، لأن اجتهادهم أدى بهم إلى نفي القول بالقياس، فكيف يُردّ الاجتهاد بمثله ؟! وكان يُقرئ مذهبه، ويُناظر عليه، ويفتي في بغداد، فلم ينكر الأئمة فتاويه ولا تدريسه. والرأي الثاني هو الراجح، فالظاهرية يعتد بخلافهم، لأنهم مسلمون مجتهدون.

نقل عنه أنه كان يقول: «القرآن مُحْدَث ( غير قديم ) واللفظ بالقرآن مخلوق، وأما الذي  في اللوح المحفوظ فقديم غير مخلوق، وأما الذي بين الناس فهو مخلوق». وقد أنكر عليه الإمام أحمد بن حنبل وأهل السنة هذا القول؛ لأن القرآن كلام الله تعالى، قديم بقدم ذاته. وربما كان الخلاف لفظياً، فما ننطق به محدث، وأصله القائم بذات الله قديم.

وهبة الزحيلي 

مراجع للاستزادة:

ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (مكتبة الخانجي 1349هـ/ 1931م).

ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة، دمشق 1406هـ/ 1986م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 182
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1022
الكل : 57175517
اليوم : 131918

الإصلاح المقابل

الإصلاح المقابل   الإصلاح المقابل counter reformation اسم أطلقه المؤرخون الألمان على الإصلاح الكاثوليكي الذي تم في القرن السادس عشر، رداً على الإصلاح البروتستنتي [ر. الإصلاح الديني]، وكان هدفه الأساسي إعادة الكنيسة إلى الحياة الروحية المستندة إلى العقيدة والتقليد معاً، واسترجاع البلاد والنفوس إلى أحضان رومة بعد أن انفصلت عنها.
المزيد »