logo

logo

logo

logo

logo

الأردن (نهر-)

اردن (نهر)

Jordan river - Le Jourdain

الأردن (نهر-)

 

نهر الأردن نهر آسيوي في بلاد الشام، يجري بين فلسطين في الغرب وسورية والمملكة الأردنية في الشرق، وبين اللحف الجنوبية لجبل الشيخ في الشمال والبحر الميت [ر] في الجنوب. وهو أخفض أنهار العالم وأهم أنهار سورية الجنوبية، يقع واديه على ارتفاع متوسط بين 70 - 90م فوق سطح البحر في الشمال في سهل الحولة، وعلى ارتفاع 402م دون مستوى سطح البحر في الجنوب قبل مصبه في البحر الميت. ويعتقد أن أصل التسمية كنعانية وتعني «النازل» وعرف عند اليونان بـ «أولون» وعند العرب بـ «الأردن» وبـ «الشريعة والمشرع» أيضاً.

ولنهر الأردن أهمية جغرافية وتاريخية وسياسية وروحية، فهو النهر الداخلي الوحيد المستمر الجريان في سورية الجنوبية، وأهم مصادرها المائية، ويشكل واديه ضمن غور الانهدام العميق حاجزاً طبيعياً استراتيجياً على امتداد 165كم. ولقد برزت أهميته السياسية نهراً دولياً قامت حول اقتسام مياهه نزاعات تفاقمت بعد إنشاء دولة الكيان الصهيوني.

ولنهر الأردن قيمة روحية عند المسيحيين لتعميد السيد المسيح في مياهه في موقع المغطس.

الحوض والوادي

فرض الانهدام السوري - الإفريقي على نهر الأردن خط سيره في واد أخدودي عميق تعلوه جوانب شديدة الانحدار بارتفاعات تراوح بين 300م في الشمال وأكثر من 800م في الجنوب.

ويبلغ عرض الوادي 5 - 24كم، وأقصى اتساع له هو في غور أريحا وقرب البحر الميت. أما طول نهر الأردن فيبلغ 320 كم، ومساحة حوضه 17300كم2 تنتشر على الأراضي اللبنانية والسورية والأردنية والفلسطينية، وحوضه جزء من حوض الأردن - البحر الميت - وادي عربة البالغة مساحته 43535كم2. ولقد نشأ النهر في الجزء الشمالي من وادي الانهدام السوري - الإفريقي البالغ طوله 6000كم، في أخفض بقاع اليابسة دون مستوى سطح البحر، حيث تشكلت بحيرة طولية كبيرة في أواخر مرحلة البلايستوسين الأوسط من الحقب الجيولوجي الرابع. ولقد ترسبت في هذه البحيرة المعروفة ببحيرة اللسان، نسبة ٍإلى شبه جزيرة اللسان في البحر الميت، مواد طرية من المارن والغرين تمتد من شمال بحيرة طبرية حتى جنوب البحر الميت بمسافة 30كم. ومع تراجع بحيرة اللسان وزوال معظمها حتى لم يبقَ منها اليوم سوى بحيرة طبرية والبحر الميت، أخذ نهر الأردن بالتشكل، وحزّ واديه في توضعات اللسان منذ نهاية البلايستوسين وتعمق فيها حتى أخذ شكله الراهن.

مصادر المياه

يتزود نهر الأردن بمياه الأمطار والسيول والينابيع والأنهار التي تكونه وترفده وترتبط كلها بما يهطل على حوضه من أمطار وثلوج.

وتتركز المنابع والروافد الدائمة في المجريين الأعلى والأوسط، وتكثر السيول ومصادر المياه المؤقتة والفصلية في المجرى الأدنى. وتتمثل المصادر الأساسية للنهر بالينابيع الواقعة شمالي الحوض في الأراضي اللبنانية والسورية، وأهمها ينابيع حاصبيا وبقية الينابيع المشكلة لنهر الحاصباني كالوَزّاني والغَجَر. ويراوح متوسط تصريف الحاصباني السنوي بين 153 و162 مليون م3، بغزارة شتوية متوسطها 20م3/ ثا وأخرى صيفية قدرها 1.4م3 / ثا. وتعد منابع الحاصباني العليا في لبنان بداية نهر الأردن. وترفد الحاصباني من الشرق (اليسار) مياه نهر الدان المكونة من اجتماع مياه ينابيع التنور وعين البارد السورية وينابيع تل القاضي الفلسطينية، وكلها تنبثق من النهاية الجنوبية الغربية لجبل الشيخ.

ويقدر التصريف السنوي المتوسط للدان بـ 240 مليون م3 وغزارته القصوى بـ 10.7 م3/ثا والدنيا بـ 7.3 م3/ ثا ويضاف إلى مياه الدان ما يأتيه من مياه نهر بانياس الذي يتشكل من منابع تتفجر من حضيض جبل الشيخ الجنوبي الغربي قرب قرية بانياس الجولان في سورية. ويقدر التصريف السنوي المتوسط لنهر بانياس بـ 95 مليون م3 بغزارة قصوى شتوية تصل إلى 16م3/ ثا ودنيا صيفية تنخفض إلى 2م3 / ثا. أما نهر البريغيت القادم من منطقة مرج عيون اللبنانية فلا يحمل سوى 5 ملايين م3 من المياه سنوياً، نتيجة استغلال تصريفه الأكبر في لبنان. إن ترافد الأنهار المذكورة في سهل الحولة شمالي فلسطين يشكل نهر الأردن الذي كان يصب في بحيرة الحولة ومستنقعاتها حتى جففت عام 1958. ويجري النهر اليوم إلى بحيرة طبرية الواقعة دون مستوى سطح البحر (-212م)، ليخرج منها بتصريف سنوي متوسط يراوح بين 490 و 540 مليون م3. وبعد مسافة 8كم ترفده من اليسار مياه نهر اليرموك البالغ تصريفها السنوي المتوسط 460مليون م3، وغزارة قصوى تصل حتى 100م3/ ثا ودنيا تنخفض إلى 3.7 م3/ ثا. ويدعى الوادي الممتد من بحيرة طبرية حتى البحر الميت بالغور ويشكل المجرى الأدنى للنهر، ويقع بأكمله دون مستوى سطح البحر. وتظهر ترسبات بحيرة اللسان القديمة على جانبي الغور على مستوى يعلو أرض الزور (السهل الفيضي) بـ 20- 40م. وتفصل بين مستوى الزور وترسبات اللسان أراض وعرة مخددة تعرف بـ «الكْتَار». ويتميز مجرى النهر هنا بغناه بالأكواع النهرية المترنحة في جسم مواد السهل الفيضي، ويتلقى مياه الكثير من الأودية السيلية التي يتحول بعضها إلى أنهار دائمة الجريان في مجاريها الدنيا لتفجر بعض الينابيع فيها. وأهم أودية الجانب الفلسطيني هي الفَجَّاس والبيرة وعشّة وجالود (دائم الجريان وتصريفه السنوي المتوسط 70 مليون م3) ثم أودية شوباش والمالح والبُقيعة والفارِِعَة والعَوْجة والقَلْط، وأما أهم الأودية على الجانب الأردني فهي أودية العرب وزقلاب واليابس وكفرنْجَه وراجب والزرقاء وشعيب والكُفرين وحَسبان. ويقدر تصريف الأودية الفلسطينية بـ 200 مليون م3، وتصريف الأودية الأردنية بـ 105 ملايين م3 سنوياً. وينتهي نهر الأردن في البحر الميت بدلتا واضحة حاملاً إليه نحو 875 مليون م3 من المياه سنوياً. ولقد كانت هذه الكمية أعلى وتقدر بنحو 1250 مليون م3، كما كانت ملوحة المياه أقل، قبل استنزاف مياه الأردن بالضخ من بحيرة طبرية إلى النقب من قبل الكيان الصهيوني، وقبل تحويله المياه المالحة من بحيرة طبرية إليه، إضافة إلى اقتطاع جزء مهم من مياه نهراليرموك لري أراضي الغور الشرقية.

استثمار مياه نهر الأردن

لم تكن مياه نهر الأردن موضع نزاع أو خلاف بين أصحاب الحقوق التاريخية المتوارثة على امتداد حوضه، ولا سيما أن البقاع المستفيدة من مياهه كانت بيد سلطة واحدة في معظم العهود. لكن الوضع تغير بُعيد اتفاقية سايكس - بيكو وتجزئة بلاد الشام إلى أربعة كيانات سياسية، خُطط لأحدها ونفذ المخطط ليكون دولة للكيان الصهيوني. ونتج عن ذلك تحول نهر الأردن من نهر محلي إلى نهر دولي الصفة. ولقد قضى المخطط المذكور بتوفير احتياجات الكيان الصهيوني من المياه، والسيطرة على مصادر تلك المياه ما أمكن، فتم رسم الحدود السياسية لفلسطين على وجه حقق للكيان الصهيوني معظم ما سعى إليه. ولقد رافق ذلك ظهور الكثير من الدراسات والمشاريع والمقترحات حول استثمار مياه النهر وروافده، وُضع معظمها لخدمة الصهيونية وأهدافها.

ويمكن تقسيم هذه المشاريع إلى:

مشاريع ممالئة للكيان الصهيوني ومشاريع عربية صرف ومشاريع ظاهرها تحقيق العدالة في توزيع المياه والحصص على الأطراف المستفيدة ومشاريع صهيونية بحتة قام الكيان الصهيوني بتنفيذها على الرغم من الاعتراض والاحتجاج العربيين. ويرجع بعض هذه المشاريع إلى زمن الانتداب البريطاني والفرنسي على بلدان المنطقة، كمشروع روتنبُرغ لتوليد الكهرباء من مياه اليرموك والأردن، الذي نفذ عام 1926، ومشروع تجفيف الحولة الذي لم ينفذ إلا عام 1958. أما أول مشروع لاستثمار مياه النهر وحوضه كاملاً فهو مشروع إيونيدس 1939، الذي رفضه الصهيونيون، وكلفوا و.ك. لاودرميلك بدراسة الموضوع، فجاءت مقترحاته عام 1944 متفقة وأطماع الصهيونية ومخططاتها التوسعية، ولاسيما في مجال نقل مياه الأردن، إلى مناطق أخرى من فلسطين لتأمين عيش ملايين المهاجرين اليهود في المستقبل. وشبيه به ما ورد في مشروع ج.هيز لعام 1948 الذي وُضع من دون أن يعير الحقوق العربية أي اهتمام. أعقب ذلك وضع الخطة الإسرائيلية الأولى المكونة من مشروع تجفيف الحولة ومشروع الجليل الأعلى وغور الأردن والجليل الغربي والعوجة - النقب الغربي، ثم العوجة - النقب الشرقي. لكن أهم هذه المشاريع وعمادها هو مشروع تحويل مياه نهر الأردن إلى النقب الذي بدأ العمل فيه منذ 1953.

وبالمقابل كلفت الحكومة الأردنية شركة مردوخ - ماكدونالد عام 1951 ثم الخبير م.بونغر 1952 ثم شركة بيكر وهيرزا عام 1955 دراسة استثمار المياه بحصرها في وادي النهر فقط.

وطرحت الحكومة الأمريكية فكرة استثمار موحد عام 1953، اعترض عليها الطرفان فأخفقت مفاوضات المبعوث الأمريكي إريك جونستون وجهوده عام 1955. وفي ربيع عام 1956 تابع الصهيونيون أعمال تحويل مياه نهر الأردن لإيصال 360 مليون م3 من خزان بحيرة طبرية إلى النقب مبدئياً، ورفعها إلى 500 مليون م3 فيما بعد. وتمثل الرد العربي بعقد أول مؤتمر للقمة في القاهرة عام 1964، وتأليف «هيئة استغلال مياه نهر الأردن وروافده» هدفها تنفيذ مشاريع تمنع الصهيونيين من الاستمرار في مشاريعهم، كما تشكلت قيادة عربية مشتركة لحماية المشروع العربي. لكن هذا المشروع أجهض بعد البدء فيه نتيجة عدم تسديد بعض الدول التزاماتها المالية، ولعدم توافر الحماية للمشروع الذي تعرض للقصف والاعتداء.

وجاءت الضربة القاضية للمشروع باحتلال الجولان وجبل الشيخ في عام 1967 واحتلال جنوبي لبنان عام 1982 من قبل الإسرائيليين، مما جعلهم يسيطرون على جميع منابع نهر الأردن وروافده العليا.

إن استنزاف مياه نهر الأردن وضخها من بحيرة طبرية بهذه الكميات الكبيرة إضافة إلى ما يتبخر من سطحها ويقدر بـ 270 مليون م3 سنوياً، لا بد من أن يؤثر في الأوضاع الجغرافية والبيئية الطبيعية في وادي الأردن والبحر الميت، إذ أخذت ملوحة مياه النهر بالازدياد ومقدار صبيبه في البحر الميت بالتناقص مما أدى إلى انخفاض مستوى البحر وانفصال حوضه الجنوبي عن الشمالي. أما مياه اليرموك فيؤخذ منها قسم لري الغور الشرقي، وهناك مشروع سوري - أردني لبناء سد لاستثمار مياه اليرموك رافد الأردن في موقع المقارن، ثم التوقيع على اتفاق بشأنه أواخر عام 1987. 

عادل عبد السلام

الموضوعات ذات الصلة:

الحولة (سهل) - الغورـ اليرموك (نهرـ).

مراجع للاستزادة:

ـ صبحي كحالة، مشاريع استثمار مياه اليرموك والأردن في الأراضي العربية (نقابة المهندسين بدمشق 1960).

- E.RISK, The River Jordan (New York 1964).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 860
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1103
الكل : 40520188
اليوم : 50003

الأعضاء المضيئة

الأعضاء المضيئة   قد تفضي تبدلات الطاقة الحرّة في بعض التفاعلات الكيمياوية إلى إصدار الضوء، إذ تهتاج إلكترونات الجزيئات المتفاعلة فترتفع إلى مستوى من الطاقة أعلى، ولدى عودتها إلى حالتها الأصلية تنشر فائض الطاقة على شكل كَمّات quanta ضوئية أو فوتونات photons. ويحدث تحرير الطاقة المشعة هذا نتيجةً للاستقلاب في بعض الجراثيم والفطور، وفي أمثلة معينة من جميع الشعب الحيوانية. هناك عدة أنواع مختلفة من الجراثيم ولاسيما الجنسان: الجرثوم الضوئي Photobacterium والجرثوم اللاصبغي Achromobacter، تُصْدِر ضوءاً. وهي تنمو على الأسماك الميتة واللحم الفاسد.
المزيد »