logo

logo

logo

logo

logo

الخراج

خراج

Abscess - Abcès

الخُراج

 

الخُراج (الخراجة) abscess هو تجمع موضع للقيح محاط بنسيج التهابي يبدي احتقاناً وارتشاحاً شديداً بالكريات البيض. إن مواضع الخراج الأكثر شيوعاً هي: الجلد والرئة والكبد والكلية والدماغ والكيسات.

السببيات: يكون العامل الممرض للخراج خمجياً في معظم الحالات، وتعد الجراثيم المقيحة وعلى رأسها المكورات العنقودية من أهم العوامل المؤدية لحدوثه.

الإمراض

يؤدي وجود الجراثيم المقيحة في النسج إلى تهيج سُمي موضع يتلوه تجمع لعدد كبير من الكريات البيض العدلات. تقوم الكريات البيض بتحرير خمائرها الهاضمة للبروتينات «البروتياز» وذلك لهضم نواتج الأنسجة المتنخرة والمخربة. تتحول البؤرة بفعل النخر النسجي وفعل البروتياز إلى مادة نصف سائلة  تدعى القيح pus.

والقيح هو نتحة التهابية غنية بخيوط الليفين وبالكريات البيض العدلات، ويحتوي على جراثيم وأنسجة متنخرة وأشلاء خلوية. يبدو القيح قِشْدي المظهر وذا رائحة غير مستحبة بسبب احتوائه على كمية كبيرة من الحموض النووية المتحررة من الكريات البيض الميتة.

يتكون الخراج من مركز يحتوي القيح ومن نسيج التهابي يحيط به يحوي كثيرات النوى العدلات neutrophil. يؤدي انحلال البروتينات الناتج من فعل الخمائر المفرزة الهاضمة إلى تشكل كمية كبيرة من الجزيئات الكبرية macromolecules تزيد الضغط الحلولي في البؤرة المتقيحة  فينجذب الماء من الأنسجة المجاورة لها ويزداد الضغط في هذه البؤرة فيندفع القيح نحو الأماكن الأقل مقاومة كالمسافات بين العضلات، وقد يؤدي ذلك إلى انبثاق القيح على سطوح الأنسجة كالجلد.

إن عملية الانبثاق تترافق بتخرب نسجي واسع، وحينما يتداخل الجراح لإفراغ البؤرة القيحية فإنه يحول دون حدوث مثل ذلك التخرب النسجي الواسع.

التشريح المرضي

يختلف المظهر العياني للخراج باختلاف توضعه في أنحاء البدن المختلفة إلا أنه يتميز عامة بمركز يحوي القيح، يحيط به نسيج متوذم، حار ومحتقن يشكل جزءاً من النسيج المضيف. أما المظهر النسجي فيتميز بوجود كثيرات النوى العدلات بأعداد كبيرة بعضها يبدي استحالة شحمية «الخلايا القيحية» ويمكن تعرف العامل الممرض في بؤرة القيح أو في النسيج الالتهابي المحيط بها بعد إجراء التلوينات الخاصة. كما ويشاهد في بنية الخراج بقايا الأنسجة المتموتة للعضو المصاب، وقد ينعزل الخراج عن النسيج المجاور له بقليل من التليف.

أنماط الخراج

للخراج نمطان:

- الحار: وهو الخراج الناجم عن الجراثيم المقيحة ويتظاهر سريرياً بأعراض حادة كالانتفاخ والحرارة والألم والاحمرار.

- البارد: وهو الخراج الدرني المسبب عن فعل العصية السلية التي تحدث التهاباً نوعياً يتصف بمظهر نسيجي مميز حيث تشاهد أجربة مؤلفة من تجمع لخلايا بشرانية ولمفاويات وخلايا عملاقة عديدة النوى. يتصف هذا الالتهاب الدرني بتشكل نسيج نخري خاص يدعى بالتجبن caseation، وهو لا يحتوي على كثيرات النوى العدلات كما هي الحال في القيح، وهذا ما يفسر عدم ظهور الأعراض الحادة المشاهدة في الخراج الحار.

حينما تتكامل الآفة السلية ويتشكل القيح الجبني، يمكن للخراج البارد أن ينفرغ بمحتواه الجبني على سطح الأنسجة أو في الأجواف الطبيعية كلمعات القصبات، كما وقد ينفرغ بعيداً عن النسيج الذي تشكل فيه كما هي الحال في سل الفقرات حيث ينفرغ التجبن في سل الفقرات القطنية متبعاً غمد عضلة البسواس وصولاً إلى الناحية الأربية، أما في سل الفقرات الرقبية فيمكن للقيح الجبني أن يتجمع خلف البلعوم.

تعالج الآفة الدرنية بالأدوية المضادة للسل وأحياناً بالجراحة.

توضعات الخراج

تتوضع الخراجات في أماكن متعددة من البدن، وتختلف تظاهراتها السريرية والتشريحية بحسب تلك التوضعات، وفيما يأتي بعض الأمثلة على ذلك:

ـ خراج الزائدة: يؤدي التهاب الزائدة الدودية الحاد أحياناً إلى امتداد الآفة نحو الأنسجة المحيطة بها فتتشكل كتلة التصاقية مؤلفة من الأمعاء والثرب تحتوي على كمية قليلة من القيح، وهذا ما يدعى بالخراج حول الزائدة. يعالج هذا الخراج بالصادات وبالجراحة.

- خراج الكبد: يميز بحسب العامل الممرض نوعان:

أ ـ الخراج الكبدي المقيح: سببه الجراثيم المقيحة التي تصل إلى النسيج الكبدي من بؤرة التهاب الطرق الصفراوية الخمجي الصاعد أو بوساطة الدوران البابي أو بامتداد الخمج من الجوار. يكون الخراج الكبدي وحيداً أو متعدد البؤر وفي الحالة الأولى، تتوضع الآفة في الفص الكبدي الأيمن. يتظاهر الخراج بترفع حروري وتعرق وألم في المراق الأيمن وبإقياء مع نقص في الشهية. يعالج بالإفراغ الجراحي وباستعمال الصادات.

ب ـ الخراج الكبدي الأميبي: يسببه المتحول الأميبي[ر. الأميبات (داء ـ)] entamoeba histolytica ويكون الخراج في هذا النوع كبيراً ووحيداً متوضعاً في الفص الكبدي الأيمن. يصل المتحول الأميبي إلى الكبد عبر الجملة الوريدية البابية وارداً من الأمعاء بعد تسحجها. يحتوي الخراج على نسيج  متنخر بني اللون يتضمن أشلاء الخلايا الكبدية المؤوفة، ويحيط بذلك جدار من نسيج الكبد الحي حيث يمكن التعرف على العامل الممرض. يعالج الخراج الأميبي بالميترونيدازول.

- الخراج الكلوي: سببه المكورات العنقودية الواردة عن طريق الدم إلى البرنشيم (المتن) الكلوي، يتظاهر بالحرارة وبألم في الخاصرة وبعسر بول وبكثرة الكريات البيض. يعالج الخمج بالصادات عن طريق الوريد.

- خراج الرئة: هو بؤرة خمجية مع نخر برنشيمي (متني) يترافق عادة بتجوف. يكون العامل الممرض الجراثيم الهوائية أو اللاهوائية أو الطفيليات، وقد تحدث الإصابة تالية لذات رئة استنشاقية أو لانسداد قصبي بجسم غريب أو بورم، وقد يكون السبب خمجاً ممتداً من الجوار كالجنب والمنصف والكبد. يعالج الخراج الرئوي بالصادات المناسبة أو بالجراحة أو بكليهما.

- خراج الدماغ: يمتلك الدماغ قدرة كبيرة على مقاومة الخمج الجرثومي بسبب وضعه التشريحي ويصعب إحداث مثل هذا الخمج تجريبياً إلا بوجود إصابة سابقة كالرض ونقص التروية أو النزف. يصل العامل الممرض مباشرة من الأذن الوسطى أو الجيوب حول الأنف أو يرد عن طريق الدم الجائل اعتباراً من خراج رئوي أو توسع قصبي مخمج.

- الخراجات المجهرية: يطلق تعبير الخراجات المجهرية microabscesses على تبدلات خلوية نسيجية لا ترى سوى بالمجهر، تميز بعض الأمراض، ففي التهاب القولون القرحي تشاهد الخراجات الرتجية ويقصد بها تجمع أعداد من كثيرات النوى في لمعة الارتاج الغدية في مخاطية القولون والمستقيم. وهناك خراجات مجهرية في داء الصداف الجلدي حيث ترى تجمعات لكثيرات النوى ضمن الطبقة المتقرنة في الجلد.

شريف السالم 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الجراثيم.

 

مراجع للاستزادة:

 

- Anderson’s Pathology, Edited by Ivan Damjanov & James Linder (Tenth edition, 1996).

- SCHWARTZ, SHIRES, SPENCER, Principes of Surgery (Fifth edition, 1989).

- COTRAN, KUMAR, COLLIN’S, Robbin’s Pathologic Basis of Disease (Sixth edition,1999).


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 768
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 549
الكل : 31624758
اليوم : 59613

أبليز

أبلِّيز (نحو 350 - 300 ق.م)   أبلِّيز Apelles مصور إغريقي من مدينة كولوفون Colophon يعدّ، بحسب ما جاء في الكتابات القديمة، من أشهر المصورين الإغريق وأبرعهم. وكان مصور البلاط عند الملك فيليب وابنه الاسكندر المقدوني. قيل عن أسلوب أبلَّيز إنه اتصف برقة خاصة لم يضارعه فيها مصور آخر. بيد أنه لم يصل إلينا أي عمل من أعماله يمكن الاعتماد عليه للحكم على فنه.
المزيد »