logo

logo

logo

logo

logo

دولاكروا (أوجين-)

دولاكروا (اوجين)

Delacroix (Eugene-) - Delacroix (Eugene-)

دولاكروا (أوجين -)

(1798-1863م)

 

أوجين دولاكروا Delacroix مصور فرنسي وُلِد لأسرةٍ بورجوازية عريقة في منطقة سان موريس بالقرب من باريس. كان أبوه شارل دولاكروا وزير خارجية أسبق ثم أصبح محافظ مدينة مرسيليا ومن بعدها بوردو. بعد وفاة أبيه في عام 1805 انتقلت العائلة إلى باريس، وتوفيت أمه فيها في عام 1814 تاركةً الأسرة في وضعٍ مالي صعب. قدمه قريب له إلى المصور الفرنسي غيران Guérin  ت(1774-1833) فراح الفتى ينسخ أعمال أساتذة اللوفر العظام وخصوصاً لوحات رافايلّو[ر] Rafaello، وروبنس[ر] Rubens. ودرس في الوقت نفسه أعمال المصور الإسباني غويا[ر] Goya واهتم بما تقدمه الطباعة الحجرية ليفيد من إمكاناتها.

نشر أوجين دولاكروا في عام 1816 بعض أعماله في الحفر في مجلة «المِرآة» Miroir. وتعرّف في محترف غيران المصور الفرنسي الشهير جيريكو[ر] Géricault، ووقف نموذجاً له ليرسم جيريكو لوحته الشهيرة «طوف الميدوزا». وفي عام 1819، وتحت تأثير رافايلّو رسم دولاكروا لوحة «عذراء الحصاد» la Vierge des moissons. كان دولاكروا معجباً بالمصور جيريكو الذي يكبره بسبع سنواتٍ، وكان يتردد إلى محترفه. وفي السنة نفسها رسم دولاكروا لوحة ذاتية بشخصية هاملت Autoportrait en Hamlet تنمّ على معرفته بأسلوب المصور الإسباني فلاسكز[ر] Vélasquez. دب الخلاف بين دولاكروا وبين شقيقته فترك مسكنه الذي كان يتقاسمه معها وعاش وحيداً، واستأجر محترفاً في باريس. ثم بدأ يعاني حمّى غريبة كانت أول أعراض سرطان الحنجرة الذي أودى بحياته في عام 1863. وفي العام الذي تلا وفاته عُرضت له ولأول مرة لوحة «قارب دانتي، دانتي وفرجيل في الجحيم»، فأثارت حولها الكثير من الجدل واللغط، وقد سعى فيها إلى التوفيق بين أسلوب كل من دافيد[ر] David وآنغر[ر] Ingres وجيريكو[ر]. كان دولاكروا يتردد في باريس إلى المنتديات الأدبية والثقافية الرائجة وقتئذ، وكان من رواد صالون المصور الفرنسي فرانسوا جيرار[ر] François Gérard، وفيه التقى بالروائي الفرنسي الكبير ستاندال[ر] Stendhal كما كان يتردد على الأديب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو[ر] Victor Hugo حيث التقى بأدباء فرنسا العظام.

أقام دولاكروا مدة من الزمن في إنكلترة زار خلالها متاحف لندن ودُهش بفن جون كونستابل[ر] Constable وبمسرح شكسبير. وعندما عاد إلى باريس كلّفه مجلس الدولة برسم لوحة الامبراطور جوستنيان Justinien. وفي أيار من عام 1826 عرض في غاليري لوبران Lebrun لوحته «اليونان على أطلال ميسّولونغي» لصالح منكوبي اليونان. وفي عام 1827 أرسل لصالة العرض اثنتي عشرة لوحة منها لوحة «موت ساردانابال» La Mort de Sardanapale أظهر فيها خلاصة تجاربه الأخيرة، وقد أثارت هذه اللوحة فضائح حجبت عنه لمدة طويلة تكليفات رسمية من الدولة لرسم أعمالٍ فنية. ونشر في العام نفسه تسع عشرة مطبوعة حجرية Lithographies لتصوير فاوست Faust الأديب غوته[ر] الذي تحمس كثيراً لأعمال دولاكروا. كما صمم ملابس لمسرح فيكتور هوغو. أكرهته الضائقة المالية التي عانت منها عائلته على العمل الكثيف الدؤوب، فأنهى في عام 1828 لوحته «ريشيليو يقيم قداساً» على روح دوق أورليان، لكن هذه اللوحة دُمرت في حريق شب في القصر الملكي إثر ثورة شباط عام 1847. وكُلِّف بلوحة معركة نانسي. ألهبت ثورة عام 1830 مشاعره فرسم لوحة «الحرية تقود الشعب» عرضها في صالون عام 1831. وفي شهر أيلول من العام نفسه قُلّد وسام جوقة الشرف، وفي شهر كانون أول سميَّ عضواً في البعثة التي أرسلتها الحكومة الفرنسية إلى سلطان المغرب. وقد حمل دولاكروا من رحلته القصيرة هذه عالماً خيالياً غنياً بالألوان والفِكَر؛ أودعها دفاتره الزاخرة بالرسومات والملاحظات المتعلقة بالألوان، شكلت جميعها قاعدة بحوثه اللاحقة وركيزتها.

في تشرين الثاني من عام 1834 كتب أول رسالة إلى ابنة خاله جوزفين دو فورجيه Joséphine de Forget التي أحاطته بحبها وعنايتها حتى وفاته. وفي عام 1837 عرض في الصالون لوحة «معركة تايبور» التي كلفه رسمها الملك لوي فيليب. وفي عام 1838 كلفه الملك أيضاً بتزيين مكتبة قصر بوربون وبلوحة (سقوط القسطنطينية بيد الصليبيين) لتزيين قصر فرساي.

سافر دولاكروا في عام 1839 إلى هولندا وبلجيكا ليعرف عن كثب أعمال المصور روبنس Rubens. وعند عودته إلى باريس كُلِّف تزيين مكتبة اللوكسمبورغ وبلوحة «العذراء المنتحبة» Pieta لتزيين كنيسة سان دوني Saint-Denis في باريس. كان معجباً بالموسيقي البولوني الأصل فريدريك شوبان[ر] Chopin وبمعشوقته الأديبة الفرنسية جورج صاند[ر] George Sand. وكثيراً ما دارت بينهم حوارات مفتوحة حامية وذكية حول مسألة اللون، وقد تكلمت صاند على هذه الحوارات في مؤلَّفها: انطباعات وذكريات Impressions et Souvenirs الذي نُشر في عام 1873.

نشر دولاكروا مجموعةً من المطبوعات الحجرية في موضوع هاملت، مازالت الحجارة التي استخدمها فيها محفوظةً حتى اليوم في متحف دولاكروا. وفي عام 1845 بدأ يهتم بالتصوير الضوئي وكان وقتها فناً جديداً ناشئاً استخدمه خصوصاً لدراساتٍ في العري. في 5 تموز عام 1846 قُلِّد وسام جوقة الشرف مرتبة ضابط. ونشر في تشرين الثاني عام 1846 مقالاً عن المصور الفرنسي برودون Prud’hon في مجلة عالَمين Deux-Mondes. وفي 19 كانون الثاني عام 1847 عاد دولاكروا إلى كتابة مذكراته، ومنها عُلم أنه في آذار من عام 1847 اصطحبه صديق له في زيارة المصور الفرنسي الشهير كورو[ر] Corot. عرض في صالون عام 1849 أربع لوحات ورود ونسخة ثانية عن لوحته «نساء من الجزائر» Femmes d’Alger. اشتدت وطأة المرض عليه في تلك المرحلة، ومزق موت شوبان في عام 1849 قلبه. كُلِّف في عام 1850 تزيين سقف رواق أبولّون في اللوفر فاختار موضوعاً له «أبولّون Apollon ينتصر على الثعبان بيتون Python».

نشر دولاكروا دراسةً عن المصور والرسام الفرنسي بوسان[ر] Poussin في مجلة «مونيتور أونيفرسل» Moniteur Universel. كما نشر مقالة بعنوان: «أسئلة في الجميل» Questions sur le Beau، في مجلة «عالمَين» Deux-Mondes. وفي عام 1855 عرض اثنتين وأربعين لوحةً في المعرض الدولي قال فيه الشاعر الفرنسي الكبير بودلير[ر] بعد مشاهدتها: «هو فنان فريد لا أحد قبله ولا أحد بعده». وقُلِّد في العام نفسه وسام جوقة الشرف من مرتبة كوماندور.

أحكم المرض قبضته عليه وكان ينوي آنذاك إعداد قاموس الفنون الجميلة. شارك في معرض 1859 بثلاثين لوحة. وشارك في عام 1860 في غاليري مارتينيه Galerie Martinet بست عشرة لوحة. اشتد المرض عليه وتفاقم في كانون ثاني من عام 1863، وفي الثالث من شهر آب من العام نفسه كتب وصيته، وفي الثالث عشر منه، وعند السابعة صباحاً أسلم الروح وهو يشد على يد خادمته الوفيّة جنّي Jenny.

في عام 1929 أسس المصور الفرنسي موريس دوني Maurice Denis جمعية أصدقاء أوجين دولاكروا في شقته ومحترفه. ومنذ عام 1934 والمعارض تنظم لعرض لوحاته دورياً. وفي عام 1963 أقيم له في متحف اللوفر معرضاً بمناسبة مائة عام على رحيله ضم 532 عملاً من أعماله، في الوقت الذي نظمت فيه المكتبة الوطنية في باريس معرض: دولاكروا والحفر الإبداعي.

أشهر لوحاته وهي محفوظة في متحف اللوڤر بباريس:

   
   
 

أوجين دولاكروا: «مشاهد من مذابح سيو»

 
   
   
 
 

أوجين دولاكروا: «نساء جزائريات في شقتهن»

   

«أوجين دولاكروا في شخصية هاملت» Portrait d‘Eugène Delacroix en Hamlet. و«مشاهد من مذابح سيو» Scènes des massacres de Scio، و«دانتي وفرجيل (قارب دانتي؛ دانتي وفرجيل في الجحيم)»، و«يتيمةٌ في المقبرة» Orpheline au cimetière، و«موت ساردانابال» La Mort de Sardanapale، و«الحرية تقود الشعب» La Liberté guidant le peuple، و«نساء جزائريات في شقتهن» Femmes d’Alger dans leur appartement، و«شوبان»، و«معركة تايبور» La Bataille de Taillebourg، و«هاملت والحفارَيْن» Hamlet et les deux Fossoyeurs، و«عرس يهودي في المغرب» Noce juive dans le Maroc، و«وصورة شخصية نصفية لأوجين دولاكروا» Portrait d’Eugène Delacroix، و«جدارية صراع يعقوب مع الملاك» La Lutte de Jacob avec l’Ange.

كان القرن التاسع عشر الذي عاش فيه أوجين دولاكروا عصراً غنياً بالأحداث والتحولات في الميادين الإنسانية كافةً. كان الفن إبان حكم نابليون الأول فن بطولة، وفرض آنغر ودافيد فناً اتباعياً «كلاسيكياً» جديداً مستلهماً من اليونان القديمة. لكن الإبداعية «الرومانسية» سرعان ما شككت بقواعد الجمال الاتباعية الصارمة لصالح التعبير عن المشاعر والأهواء. وكان دولاكروا بحق سيّد هذا الاتجاه. كان يعزف على الكمان كما كان يفعل نظيره آنغر وكان صديقاً حميماً للموسيقيَين الفرنسيَين شوبان وبرليوز، وقارئاً ممتازاً متمثلاً لأعمال دانتي وشكسبير وغوته ووالترسكوت وبايرون.

نبيل اللو

 

التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 455
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1068
الكل : 40506355
اليوم : 36170

الانتحار

الانتحار   الانتحار suicide فعل اختياري يقوم به الفرد لقتل نفسه وهو مدرك أن النتيجة النهائية لذلك الفعل هي الموت. ويرتكز هذا التعريف على ثلاثة عناصر هي: قتل الإنسان نفسه، والإدراك الكامل لطبيعة الفعل ونتائجه، ثم الاختيار وتوافر عنصر الإرادة. وتتحدد مقومات الفعل ضمن منظومتين: أولاهما نفسية مرتبطة بالفرد، والأخرى اجتماعية تتصل بشروط المجتمع المؤدية إليه.
المزيد »