logo

logo

logo

logo

logo

دلمون

دلمون

Dilmun - Dilmun

دلمون

 

تعد دلمون (البحرين اليوم) من أقدم المستوطنات البشرية في الخليج العربي، ويدل على ذلك حضارتها المتعددة ذات الجذور العميقة في التاريخ، التي عاشت على أرضها من عصور ما قبل التاريخ، وترك الإنسان بصماته وآثاره على ساحل هذه الجزيرة الغربي، الممتد من الزلاق إلى الممطّلة ليؤكد تواجده قبل عشرين ألف سنة، ارتبطت دلمون بآثار مشابهة في وادي الرافدين وبلاد الشام والسند.

كانت البحرين، موطناً لحضارة دلمون، التي يرجع تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وكلمة «دلمون» Delmun تعني التقاء بحرين، هما: البحر المالح والبحر العذب، أو العالم السفلي، كما ورد في نصوص سومر وأكاد، والتسمية مكوّنة من كلمتين «دل» وتعني اثنين أو التثنية، و«مون» وتعني المياه (أمواه) فتكون التسمية ماءين أو بحرين، ويثبت صحة هذه التسمية ما ترجمه الإغريق حين وصول نفوذهم إلى المشرق العربي القديم، وإلى «دلمون» فلفظوا اسمها «تلمون» و«تلوون» وحور الاسم بعد ذلك في الكتابات اليونانية ليصبح «تايلوس» الذي عُرفت البحرين باسمه في الخرائط حتى القرن السابع عشر الميلادي.

ذُكرت دلمون في النصوص السومرية منذ النصف الأول للألف الثالث قبل الميلاد، وبلغت عصرها الـذهبـي في مطـلع الألـف الثاني قبل الميلاد   2000-1800ق.م (عصر دلمون الباكر) الذي اشتهرت فيه تجارة النحاس خاصة، ثم خضعت في القرنين 15-14ق.م للحكم الكاشي (عصر دلمون الوسيط)، ثم للحكم الآشوري (في عهد توكولتي نينورتا) وكان يحكمها في القرن الثامن قبل الميلاد أوبري الذي عاصر صرغون الثاني، وبقي اسم دلمون متداولاً على امتداد النصف الأول للألف الأول قبل الميلاد (عصر دلمون المتأخر).

وتحدثت النصوص الآشورية عن «دلمون» فوصفتها بأنها جزيرة تحيط بها مياه البحر، والواقع التاريخي المؤكد أنها كانت مدينة مشهورة قوية، منيعة الحصون، كثيرة المياه، ارتبطت منذ القديم على أنها الوسط التجاري بين حضارة وادي الرافدين وحضارة السند.

كما اشتهرت «دلمون» في هذه الحقبة التاريخية، بأنها الجزيرة المقدسة، التي ارتبطت بالآلهة والأساطير الدينية، فقد قدسها أهلها، واعتقدوا أنها «جنة الخلد» وأن «أنكي» إله الماء قد أعطاهم ينابيع المياه العذبة، وجعلهم شعباً ممتازاً يعيشون في نعيم الحياة. ومن الأساطير المتعددة التي ارتبطت بهذه الأرض الطيبة أسطورة «دلمون» التي تروي «أسطورة الخلود» في أبيات متناسقة وأسلوب وصفي بسيط، ارتبط بالطهارة والخلود والصفاء والحبور.

ومن جهة أخرى فقد كشفت التنقيبات الأثرية التي جرت في مواقع مختلفة، وخاصة في موقع القلعة ومعبد بربر ومدينة سار، عن آثار غنية ومتنوعة، وخاصة المقابر الكثيفة جداً وبقايا القصور والمعابد ومواد التجارة والأدوات المعدنية والحلي والأحجار النادرة والأواني الفخارية والأختام الأسطوانية والرقم الكتابية التي دلت على علاقات وثيقة مع بلاد الرافدين، مع احتفاظها بأصالة محلية واضحة.

   
   
 
 

من الآثار القديمة في البحرين

   

عُرفت البحرين «دلمون» في العهد العربي باسم «أوال» وارتبطت باسم صنم عظيم لأبناء وائل، كان مقاماً في جزيرة البحرين، ويذكر التاريخ العربي أن قبائل ربيعة وهي تغلب وبكر وعنزة وعبد القيس، قد اختاروا كليب بن وائل أميراً عليهم، وأن أبناء وائل قد سيطروا على جزيرة البحرين، وأقاموا فيها صنمهم الأعظم المسمى بـ «أوال»، وقد ارتبط اسم أوال بالمصادر العربية، فهناك ثلاث خرائط تاريخية رُسمت من قبل الجغرافيين العرب في القرن الرابع الهجري، أول هذه الخرائط، صورة ديار العرب، قام برسمها الجغرافي «أبو القاسم إبراهيم الإصطخري» في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، إذ بيَّن جزيرة «أوال» على شكل دائرة في الخليج العربي، وثاني هذه الخرائط، صورة ديار العرب لأبي القاسم بن حوقل، رُسمت عام 367هـ/977م، وتبين موقع جزيرة «أوال» على مقربة من مصب نهر دجلة في الخليج العربي، وثالث هذه الخرائط هي لأبي عبد الله المقدسي، ويعود تاريخها إلى 375هـ/985م، وتبين «أوال» على شكل نصف دائرة في موقعين من الخريطة قريباً من الأحساء وهجر.

مرت البحرين «دلمون» بمراحل مهمة من التاريخ الإنساني في المشرق العربي القديم، وما المعلومات التي توافرت عن هذه المراحل منذ خمسة آلاف سنة وحتى اليوم إلا دلائل على أهميتها مركزاً تجارياً وحضارياً وثقافياً متميزاَ.

علي القيّم

مراجع للاستزادة:

ـ مجلة البحرين الثقافية، السنة الثانية، العدد الخامس (1995).

- Traces of Paradise, The Archaeology of Bahrain (2500BC-300AD), The Bahrain National Museum (2000).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 320
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 515
الكل : 31811472
اليوم : 11015

المزرد بن ضرار

المُزَرِّدُ بن ضِرار (…ـ نحو 10هـ/ … ـ نحو 630م)   يزيد بن ضرار بن حَرْملة بن صيفي ابن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحِاش بن بَجَالة… يرتفع نسبه إلى ريث بن ذبيان بن غطفان، وفي نسبه اضطراب بين المصادر التي ترجمت له، والمزرد لقب غَلبَ عليه لبيت يقوله: فقُلْتُ تَزَرَّدْها عُبيْدُ فإنني                   لِزَرْدِ الشُّيوخِ في الشَّباب مُزرِِّدُ

المزيد »