logo

logo

logo

logo

logo

الخيليات

خيليات

Equidae - Equidés

الخيليات

 

الخيليات Equidae فصيلة من الثدييات فيها الجنس إكيوس Equus الذي يضم عدة أنواع منها الحصان والحمار والحمـار المخطط، عرفت بشكلها البـري (المتوحش) منذ عصر الإيوسين أي نحو 65 مليون سنة في أمريكا الشمالية، وقد انتقلت إلى أوربا وآسيا عبر جسور الربط في العصور الجليدية. وتلاشت الخيول من شمالي أمريكا وجنوبيها عبر موجات من الانقراضات التي حدثت في نهاية البليستوسين ولم تظهر ثانية في أمريكا إلا عام 1492 حين اكتشفها كولومبوس، فنقل الخيول على البواخر الإسبانية في رحلته الثانية إلى العالم الجديد.

وُجد الحصان في أوراسيا (أوربا وآسيا) منذ 6000 سنة. واليوم ينتشر الحصان المستأنس في جميع أنحاء العالم، ويعيش في جماعات يقدر عـددهـا بنحو 60 مليون رأس. كان الإنسان البدائي يصطادها ليأكل لحمها، ثم استأنسها الإنسان لقدرتها على تحمل الجوع والتنقل لمسافات طويلة، كما استخدمت في الزراعة والحروب والرياضة.

صفاتها العامة

الخيول حيوانات اجتماعية، تشكل فيما بينها مجتمعات كبيرة، تتصف بخصائص اجتماعية لماحة وبغريزة سلوكية تشكل لديها قاعدة المهارة، فالخيول حيوانات طَيِّعَة للإنسان ومخلصة له.

ترتبط صفات الخيول بتغيرات حجم الجسم وشكله ولونه الخاص بالشعر، ويقاس طول الحصان بالمسافة الواقعة بين العنق والمؤخرة، ويستخدم بالقياس اليد (أو الكف) التي تساوي 10سم، وبناء على ذلك يبلغ الحصان بين 14 و16 يداً، ويزن بين 400 و500كغ. أما الحصان القزم المسمى بالبوني pony فيراوح طوله بين 70 و85سم، في حين يصل طول الحصان البالغ إلى 1.8م أي 18 يد ويصل وزنه 450كغ.

أما الألوان الرئيسة للخيول فهي: الأسود البني والرمادي والذهبي (الأشقر)، والكستنائي (الأحمر فيه سواد أو غمقة) والبلمين Palomino (ذهبي مصفر)، وللحصان رأس ووجه وخطم يميز فيه الأنف والشفاه، والخطم عبارة عن المسافة الفاصلة بين فم الحصان وعينيه. أما عيونه فكبيرة وهي أكبر من عيون أي حيوان ثديي آخر، وهي بارزة على جانبي الرأس مما يعطي الحصان القدرة على الرؤية المباشرة للأشياء المجاورة له ورؤية الأشياء المقابلة البعيدة. والحصان محدود القدرة على تمييز الألوان حيث تبدو الألوان لديه متشابهة مما يشبه عمى الألوان عند الإنسان، يرى الحصان اللون الأحمر والأزرق ولكنه لا يميز بين الأخضر والرمادي.

والحصان حيوان عاشب لهذا تظهر أسنانه تكيفاً لهذا النمط الغذائي العشبي، إذ يلاحظ أن تاج الأسنان مهترىء ومتآكل، وهذا ما يسمح، بنموها المستمر ويؤدي إلى تعقد في بنية التاج، لذلك تكون تيجانها مرتفعة وتتبدل طوال الحياة.

عدد أسنان الحصان 40 سناً، تتوزع بحسب الصيغة السنية الآتية:

عدد أسنان نصف الفك العلوي

ق 3 ، ن 1 ، ر أ 3 ، ر 3

عدد أسنان نصف الفك السفلي

ق 3 ، ن 1 ، ر أ 3 ، ر 3

إذ تتوزع متناظرة على الفكين إلى قواطع (ق) وأنياب (ن) ورحى أمامية (ر أ) ورحى خلفية (ر)، ويوجد بين الأنياب والرحى الأمامية فرجة Diastema مجرّدة من الأسنان، وهي مكان العض. كما يوجد عند الفرس (أنثى الخيل) 36 سناً.

أذنا الحصان ذواتا صيوان أملس، لذا يحرك الحصان أذنيه حسب اتجاه مصدر الصوت، وهو يغلق منخريه العريضين عند هبوب الرياح.

صدر الحصان عريض وله رئتان وقلب ضخم وعضلات قوية. ومشيته حافرية، إذ يرفع الجسم على نهاية الإصبع الوسطى التي يتشكل حولها الحافر المتقرِّن، وهذا الوضع التشريحي هو الذي يسمح للحصان بالعدو السريع الذي تصل سرعته إلى 70كم/ساعة (الشكل -1).

 

الشكل (1)

أجزاء جسم الحصان

يتكاثر الحصان حين يبلغ النضج الجنسي، ويكون ذلك في نحو الثالثة من عمره، وتمتد الدارة الإيستيرية للفرس من شهر آذار حتى أيلول، وتبلغ مدتها نحو 21 يوماً، وتتوقف في الشتاء لتعاود نشاطها في الربيع. وتبلغ مدة الحمل نحو 11 شهراً، وتلد الفرس صغيراً وحيداً، وأحياناً اثنين، ويدعى الوليد بالمهر ( للذكر) والمهرة ( للأنثى).

الحمار

اشتق الحمار الأهلي الحالي (النوع إيكيوس أسينوس Equus asinus) (الشكل -2) من الحمار البري الإفريقي الذي كان أصغر حجماً من الحمار المستأنس (أو الأهلي). عرف الحمار البري الإفريقي (الشكل -3) في كل من شمالي الصومال وشرقيها وفي أريتريا والسودان، يبلغ ارتفاعه عن الأرض 1.25م، وهو مرتفع الكتفين وله أذنان طويلتان بوضوح، رمادية اللون مغطاة بالبياض. أسفل الجسم أبيض، وينتهي الذنب بخصلة من الشعر الطويل.

 

   
 

الشكل (2) الحمار الأهلي إيكيوس أسينوس

 

الشكل (3) الحمار البري الإفريقي

يُصاد الحمار البري الإفريقي للتغذي بلحومه العالية الجودة، ويستفاد من جلوده في الصناعة، ويسمى الجلد الشَّغرين shagreen. لم يبق منه في إفريقيا سوى 3000 رأس، أما في منغوليا فإن بعض القطعان يصل عددها إلى 1000 رأس.

استؤنس الحمار من قبل المصريين منذ نحو 4000 سنة قبل الميلاد. وهو من الحيوانات راسخة القدم أكثر من الحصان، ولهذا يفضل استخدامه في تسلّق الجبال، كما أنه يعيش مدة أطول من الحصان، ويراوح عمره بين 25 إلى50 سنة. وتصل سرعة الحمار البري أكثر من 50كم/ساعة.

ومن أنواع الحمير الحمار البري الآسيوي (الشكل -4) الذي يعيش في المناطق الصحراوية في منغوليا، والحمار الأخدري (أوناغر Onager) وهو حمار بري صغير الحجم غني باللون الأصفر البني، وهو يمثل حمار الصحراء الموجود في سورية وإيران وشرقي الهند، وما زال منه 500 رأس.

وفي أمريكا تستخدم الحمير لحمل الأثقال وإنتاج البغال، وهي هجينة بين الحمار الذكر والفرس. وفي إفريقيا نجد الحمير المخططة zebra بالأسود والأبيض، منها الحمير المخططة الجنوبية (النوع إيكيوس زبرا E.zebra) الذي أصبح نادراً، وهو يعيش على الجبال بشكل جماعات في الجنوب الغربي من إفـريقيا (الشـكل -5). وتميز أنواع الحمير المخططة عادة من مظهر تخطيطها، منها النوع إيكيوس بورشيلي E.burchelli وهو شــائع الانتشار في جزء كبير من الصحراء الجنوبية الإفريقية. وقد وجد الباحثون منذ عدة سنوات في روديسيا حميراً مخططة ذات لون أسود ببقع بيض.

     
 

الشكل (4) الحمار البري الآسيوي

 

الشكل (5) الحمار المخطط

 

 
 
 
 

الشكل (6) الحصان البري إيكيوس كابالوس

الحصان البري

ينتمي إلى النوع إكيوس كابالوس E.caballus (الشكل -6) الذي انتشر في أوربا في عصور ما قبل التاريخ، وفي فترات زمنية أخرى انتشر في مناطق واسعة في آسيا بدءاً من الحدود الشمالية والشرقية لبحر قزوين حتى سهوب منغوليا، ومن أنواعه حصـان منغوليـا المسمى برجيفالسكي E.c.prjevalski وله حجم الحصان (البوني)، عاش في آسيا الوسطى في منطقة السهوب حتى شمال بحر قزوين، وهناك نوع آخر اسمه تاربـان E.c.tarpans، وكان يظن أن هذين الحصانين يمثلان نوعين مختلفين، لكن الدراسة أثبتت أنهما ينتميان لنوع واحد، وقد وجدا منذ زمن بعيد في أوربا حيث استخدمهما إنسان العصر الحجري الحديث مادة غذائية. وقد أمكن الحصول على عروق مختلفة من الخيول المستأنسة من التلقيح مع حصان برجيفالسكي.

يرى علماء الحيوان الألمان أن سلف الحصان البري هو واحد في كل من أوربا وآسيا هو حصان برجيفاليسكي، ومنه اشتقت كل عروق الخيول المستأنسة التي تنوعت قياساتها وألوان شعرها، واختلفت بعدد صبغياتها، فالحصان برجيفاليسكي الأول لديه 64 صبغياً، أما الثاني فكان لديه 66 صبغياً.

ويرى زونير Zeuner أن آخر حصان بري سجل في بولونيا كان عام 1814 وفي أوكرانيا عام 1851.

الحصان العربي

من أقدم سلالات الخيول الخفيفة في العالم، تنسب إلى العرب لشدة اعتنائهم بها والمحافظة على أنسابها. كان للحصان العربي منزلة مهمة في عصري الجاهلية والإسلام، وكان يستخدم في التنقل والحروب وله أهميته في ذلك، حتى إن الرسول الكريم r قد جعل الجواد العربي الأصيل من الغنائم بعد الغزو.

سمي الخيل خيلاً لأنها تشعر بالخيلاء في أثناء سيرها وعَدْوها ووقوفها. وقد سجل للخيل العربي شجرات نسب مطولة كي لا يشوب نسبها شائبة، وقد منعت ذكور الخيل العربي الأصيل من النزول على الأفراس المجهولة النسب. وتقول الأساطير العربية الجاهلية إن الخيل فرت من القفار عندما انهار سد مأرب، فالتقطها عرب من منطقة نجد وصادروا الخيل، وكانوا خمسة من كرام العرب سميت الخيول بأسمائهم وهي:

1ـ الصقلاوية لصقالة شعرها، وكان يركبها جدران.

2 ـ أم عرقوب لالتواء عرقوبها، وكان يركبها شوبة.

3 ـ شويمة لكثرة الشامات عليها، وكان يركبها سياج.

4 ـ كحيلة وذلك لكحل عينيها، وكان يركبها العجوز.

5 ـ عبية (أو عبيان) لأن عباءة شراك سقطت على ذيلها فظلت ترفعها بذيلها إلى أن انتهى السباق، وكان يركبها شراك.

وقد تولَّد عن هذه السلالات الخمس عدة سلالات ملحقة مثل جلفان (سـطام البولاد)، وسعدة (سطام طوقان)، وسمحة (س القميعي)، وشويمان (سباح)، وريشان (شرعبي)، وكبيشان (العماير)، والمعنقي ( ابن السبيل، حورجي )، وذنان (الأخرس)، والطريفي، ودهمان عامر.

انتشر الحصان العربي مع الفاتحين الأوائل، شرقاً إلى آسيا وشمالاً إلى بلاد الشام وغرباً إلى إفريقيا بدءاً من مصر، واختلط الحصان العربي بالحصان الأوربي، ونقل الأوربيون عدداً من جماعات الحصان العربي إلى بلادهم وقاموا بخلطها مع العروق المحلية. وهكذا تشكلت أنواع وسلالات من الخيول المختلفة.

تربية الخيول العربية

تربى الخيول العربية لمشاركتها بألعاب الفروسية لتمتعها برشاقة عالية ولقوتها وخفة وزنها وسرعة عَدْوها، تختار مزارع التربية الفحول والأفراس بعناية شديدة لكي يتم التلقيح على أساس سلسلة أنسابها وصفاتها البد نية، كما يأخذ مربو خيول السباق بالحسبان سجلات سباق الخيول أيضاً.

وتجري عملية التلقيح بين خيول وأفراس مختارة في فصل الربيع عموماً. تلد الفرس في ربيع السنة التالية، ويرغب الناس الذين يلقحون خيول السباق بأن يولد الفلو في أقرب وقت ممكن بعد الأول من كانون الثاني حيث يبلغ الفلو عمره عاماً في كانون الثاني التالي، لهذا فإن الفلو الذي يولد مبكراً يكون لديه الوقت الكافي للنمو والتطور قبل دخوله السباق عندما يكون بعمر سنتين. ويبقى الفلو مع أمه الأشهر الستة الأولى بعد الولادة وبعدها يفطم عن أمه ويوضع مع الفلوات الأخرى.

هذا ويسجل الفلو في السجل الرسمي لجمعية السلالة، حيث تدوّن كل المعلومات الخاصة بهويته. وفي الدول العربية جمعيات خاصة لتسجيل الخيول الأصيلة.

بشير الزالق 

مراجع للاستزادة:

ـ بشير الزالق، التطور ونشأة الحياة على الأرض (منشورات جامعة دمشق 1993).

ـ مجلة البيئة والتنمية «الحمار الوحشي ينقرض من الصحراء العربية» المجلد 3، العدد 10 ( لبنان، شباط 1998).

ـ صالح عبد الله جاسم، أسعد الفارس، «مخطط نسب الخيول العربية الأصيلة ـ السلالات والمرابط الهامة التي كانت معروفة في القرن التاسع عشر الميلادي»، مجلة التقدم العلمي، العدد 29 (الكويت 2000).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 85
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1076
الكل : 40500387
اليوم : 30202

تولسيداس (غوسوامي-)

المزيد »