logo

logo

logo

logo

logo

الخليل

خليل

Al-Khalil - Al-Khalil

    الخليل

 

 
 

الموقع والظهير الجغرافي: تقع مدينة الخليل إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس عند تقاطع 13.32 ْ عرض و53.06 ْ طول، وتبعد عنها مسافة 40كم. وتقوم على أرض جبلية تسمى جبال الخليل من مرتفعات وسط فلسطين، ولا يقل ارتفاع هذه الجبال عن 900م. وتحيط بالمدينة الأراضي الزراعية وهي سوق لمنتجات الفلاحين والبدو المحيطين بها، على الرغم من أنها فقدت نصف أراضيها في عام 1948، ولم يبق لها سوى المنفذ الشمالي الذي يصلها بالقدس.

ومناخ المدينة معتدل، حيث يراوح متوسط الحرارة السنوي بين 15 و16 ْ ويكون متوسط حرارة فصل الصيف 21 ْ ومتوسط حرارة فصل الـشتاء 7 ْ. ويمكن أن تصل درجة الحرارة الدنيا إلى مادون الصفر وأن تسقط الثلوج في بعض الأحيان. وتهطل الأمطار في الخليل بين شهري تشرين الأول وأيار، ويبلغ متوسطها 500مم سنوياً.

النشأة والتطور العمراني: تعد الخليل من أقدم المدن التاريخية، حيث عثر في منطقتها على آثار إنسان العصور الحجرية القديمة. وكان الاسم الذي أطلقه عليها الكنعانيون قبل 5500 سنة «قرية أربع»، ثم عرفت فيما بعد باسم حبرون. وقد نشأت في البداية على سفح جبل الرميدة، وكان بيت إبراهيم عليه السلام على سفح جبل الرأس المقابل، حيث نزل هناك عام 1805ق.م تقريباً، وعندما اتصلت حبرون ببيت إبراهيم عليه السلام أطلق على المدينة اسم الخليل نسبة إلى نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام. وفي سنة 500ق.م تقريباً، سكن الخليل الأدوميون وظلوا فيها حتى مجيء الرومان، ويذكر التاريخ أن المدينة تعرضت للخراب والدمار مرات عدة بسبب الحروب والزلازل.

رُمم مقام إبراهيم عليه السلام زمن الأمويين وحُوَّل إلى مسجد، وحُسَّن بعد ذلك زمن العباسيين. وبعد أن استولى الصليبيون على المدينة، جعلوها مركز أبرشية وبنوا كنيسة في موقع الحرم، غير أن صلاح الدين الأيوبي استرجع المدينة وأعاد الحرم ونقل إليه منبر عسقلان العاجي. استعادت المدينة ازدهارها العمراني زمن المماليك، الذين اهتموا بتوفير مظاهر الفخامة للأماكن المقدسة فيها، وأصبحت أحد مراكز البريد ومحطة للحمام الزاجل. ووصفت في مطلع القرن العاشر الهجري بأنها كانت مستديرة الشكل وتحيط بالمسجد من جهاته الأربع وبناؤها من الحجر.

ظلت الخليل على حالها من الازدهار زمن العثمانيين، وغدت محطة للقوافل المتجهة إلى مصر والعقبة، وبدأ العمران ينتشر خارج أسوارها في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ثم أخذت تمتد على طول الوادي وسفوح التلال المجاورة، ولاسيما على طريقي القدس وبئر السبع من دون تخطيط مسبق. وتسارع نمو المدينة بعد عام 1948، وارتفعت كثافة المنازل في وسطها وشيد الكثير من أطرافها، وتضاعفت مساحتها أربع مرات إذ بلغت 25كم2. وأصبحت الخليل بعد عام 1967 هدفاً للأطماع الاستيطانية الصهيونية، حيث احتلوا الحي اليهودي الذي كان قائماً في المدينة، وعملوا جاهدين على الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي لتحويله إلى كنيس يهودي. وصودرت مساحات كبيرة من الأراضي العربية وبنيت المستوطنات عليها بهدف محاصرة المدينة وتهويدها.

مورفولوجية المدينة: تقع الخليل على هضبة التوائية تعود للزمن الثالث الجيولوجي، وقد تعرضت الهضبة لعمل الحت وتجزأت إلى قمم جبلية عدة تفصل بينها الأودية. وكانت نشأة المدينة في أحد هذه الأودية على سفحي الجبلين المذكورين سابقاً. وهذا الوادي الذي يخترق المدينة ينتهي في وادي غزة ثم إلى البحر المتوسط. وشكل المدينة حالياً عبارة عن رقعة مستديرة لها استطالتان واحدة باتجاه القدس والثانية باتجاه بئر السبع. وتتصف مساكن المدينة بالضيق والازدحام والأزقة الضيقة.

وظائف المدينة

ـ الوظيفة الزراعية: تحيط الأراضي الزراعية بالخليل، وقد تحدث المؤرخون عن شهرتها بزراعة العنب والتين واللوز والمشمش والزيتون. وكانت نسبة العاملين بالزراعة في لواء الخليل تزيد على 45% من القوة العاملة في عام 1961.

ـ الوظيفة الصناعية: تشتهر الخليل بالمهن والحرف اليدوية، وأسماء حاراتها تدل على ذلك، ففيها سوق الحصرية وسوق الغزل وحارة الزجاجين. وتشتهر أيضاً بصناعة الصابون والفخار والنسيج ودباغة الجلود وصهر المعادن، وفيها معمل لتعليب وتجفيف الخضار والفواكه ومعامل لنشر وقص الحجارة والرخام وصنع الأثاث والخزفيات. وأنشىء في المدينة حديثاً مصنع قضبان اللحام الكهربائي والمولدات والمحركات الكهربائية والأفران الآلية.

ـ الوظيفة التجارية: الخليل سوق رئيسة لمنتجات الفلاحين والبدو المحيطين بها. وقد اتسعت أسواقها المركزية وبنيت أسواق متخصصة جديدة. وتنشط الحركة التجارية في المدينة بسبب ارتفاع مستوى المعيشة وتطور وسائط النقل نتيجة الأموال التي يرسلها أبناء الخليل المهاجرون لذويهم.

وفي المدينة بعض المؤسسات الإدارية والمرتبطة بالتعليم والأمن والقضاء والصحة وغيرها من الخدمات.

سكان المدينة: لم يتجاوز عدد سكان الخليل العشرة آلاف نسمة في مطلع القرن العشرين، وذلك نتيجةً لصغر مساحتها وقلة مواردها وقتذاك، وهذا ما دفع الكثير من أبنائها إلى الهجرة. غير أنه مع تحسن المستوى الصحي وطرق استغلال الموارد الاقتصادية بعد الحرب العالمية الأولى، تزايد سكان المدينة وبلغ عددهم 17 ألف نسمة تقريباً في عام 1922 ونحو 25 ألف نسمة في عام 1945. وبعد وفود أعداد كبيرة من اللاجئين إلى المدينة إثر النكبة، ارتفع عدد السكان إلى 38 ألف نسمة في عام 1961، وقدر عدد السكان بنحو 50 ألف نسمة في عام 1980.

بسام حميدة 

الموضوعات ذات الصلة:

فلسطين.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 897
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 532
الكل : 29623817
اليوم : 3827

الفنلندي (الأدب-)

فنلندا   الأدب الفنلندي لما كانت فنلندا بلداً يتكلم شعبه لغتين (الفنلندية Finnish والسويدية Swedish) هما لغتا الدولة الرسميتان، فإن الأدب الفنلندي ينقسم من ثم إلى النتاج الأدبي المنطوق والمدون باللغة الفنلندية، لغة السكان الأصليين، وإلى المنطوق والمدون باللغة السويدية، لغة الأقلية الفنلندية ذات الأصول السويدية.
المزيد »